رواية اقدار بلا رحمة بقلم ميار خالد
فيه مش عايزك تقلقي
شكرا أوي يا كريم .. بس أنا مش عايزه اتقل عليك
متقوليش كده أكيد مش هسيبك في الشارع .. أنا عايزك ترتاحي لحد ما الفترة دي تعدي بس وتفوقي من تعب الولادة
ثم تركها وخرج هو وياسر وبعد فتره وجد لها شقة أخرى وانتقلت لها هي وابنها وتكفل بها كريم كل تلك السنوات ولم يخبر يامن أي شيء عنها حتى لا يتذكر براء وظل الوضع هكذا حتى وصل كريم إلى براء! وعندما عرف أنها في الإسكندرية زاد قربه من ياسر تلك الفترة لأنهم كانوا يجمعون كل شيء عنها وفي إحدى الأيام وخصوصا اليوم الذي كان فيه كريم مع ياسر في مكتبه وقد منع أي شخص من الدخول إليه وأثناء حديثهم بالداخل أتجه يامن إلى مكتب كريم لتمنعه السكرتيرة الخاصة بمكتب كريم نظر لها يامن بتساؤل و قال
أنا أسفه جدا والله بس دي أوامر مستر كريم
وأنا ميهمنيش الكلام ده .. وسعي من قدامي!
تحركت السكرتيرة من أمامه بتوتر و دخل هو الي المكتب ليجد كريم جالس علي مكتبه و أمامه المحامي الخاص به و الذي يدعى ياسر نظر له يامن بتعجب
أنت قولت للسكرتيرة إني مدخلش! هو في إيه
نهض كريم من مكانه بسرعه و أتجه اليه
و هو أنا من أمتي كنت مصدر إزعاج ليك
مش قصدي يا يامن خلاص متكبرهاش .. أنت كنت عايز حاجه
لا .. كنت جاي أطمن عليك بس مش مشكله شكلك مش فاضي دلوقتي
وبعد أن خرج يامن من الغرفة نظر ياسر إلى كريم وقال له
أنت ليه مش عايز تقوله الحقيقة .. لو عرف لوحده هتبقي صډمه ليه
اومال أمتي
لما أرتب أفكاري
يا ياسر .. مقدرش اقوله فجأة و أنا مش مرتب ايه اللي هيحصل بعد كده
أنت متخيل رد فعله لما يعرف هيكون إيه أصلا .. أنا اټصدمت لما عرفت اللي في دماغك
تنهد كريم بضيق و قال
ياسر أنا مش هوصيك .. أوعى يامن يعرف حاجه عن التقارير دي .. هتبقي مشكلة كبيرة
الزعل ده هيروح لما يتجوزها .. عاليا والدة يامن مكنتش موافقة ببراء عشان هي من ملجأ .. لكن لو بقى ليها مركز اجتماعي موازي ليامن أكيد هتوافق عليها .. عشان كده أنا هكتبلها نصيبي في الشركة!!
ده هيكون دور حنين اللي هجمعها بيها النهاردة بليل! حنين هتقنعها أنها تسامح يامن وموضوع أني
هكتبلها نصيبي ده مش هتعرفه غير يوم كتب الكتاب!
أنت متأكد أن ده هيجيب نتيجة
أيوه متقلقش .. حنين هتظبط الدنيا هناك عقبال ما أنا اظبط الوضع هنا
ربنا يستر!
وبعد ذلك نجحت خطة كريم وقابلت حنين براء وقد أخبرتها نصف قصتها فقط والتي انتهت عندما تخلى عنها زوجها ولكن باقي قصتها كانت من تأليفها هي وكريم..
قال ياسر
وطبعا كل ده باظ لما كريم ماټ ..
قالت براء بدموع
انتوا خدعتوووني!!
ثم نظرت إلى حنين وقالت
انا كنت بقول عليك أختي معقول تخدعيني كده!! هي دي الحقيقة
وفي تلك اللحظة قال أحدهم
لا دي مش الحقيقة!!
رواية أقدار بلا رحمة
الكاتبة ميار خالد
الفصل الرابع و العشرون
الخاتمة..
نظرت براء إلى حنين وقالت
انا كنت بقول عليك أختي معقول تخدعيني كده!! هي دي الحقيقة
وفي تلك اللحظة قال أحدهم
لا دي مش الحقيقة!!
جاء الصوت من باب الشقة فالتفتوا جميعا نحو مصدر الصوت لينصعقوا عندما يروه أمامهم! كانت صدمتهم كبيرة جدا لدرجة أنهم قد فقدوا كلماتهم وخصوصا يامن نهض من مكانه ونظر للواقف أمامه بعيون متسعة وقال
كريم!!
لا يعرف إذا ما كان هذا حقيقة أم أنه مجرد حلم دخل كريم إلى الشقة واقترب من يامن ليبتعد عنه بړعب وكذلك براء التي كانت تنظر له پصدمة قال يامن
أنت بجد!! انت عايش يا كريم!!
قال كريم
أنا عايش .. أقعد وأنا هفهمك كل حاجه
مازال يامن في حالة صډمته تلك ولكنه جلس مكانه وظل ينظر له بعيون متسعة وصمت وكذلك براء حتى قال كريم
اللي ياسر قاله ده نص الحقيقة بس
قالت براء پصدمة
أنا مش فاهمه أي حاجه! أنت أزاي قدامنا وبتتكلم كده
قال يامن
يعني كل ده كدب!! أنت مموتش يومها! حتى وصيتك كدب كل ده كدب!!
تنهد كريم ثم قال
يومها أنا اتصابت بس مموتش
أنت كدبت عليا! هان عليك دموعي اللي نزلت عليك وحالتي اللي كنت فيها .. هان عليك تخليني أحس بكل ده!
ممكن تخليني أتكلم بس
صمت يامن وظل ينظر له فقال كريم
قبل الحاډثة أنا وصلت لمكانك يا براء .. بس مقدرتش أقول ليامن غير لما اظبط كل حاجه واللي كان في نيتي أعمله أني أكتب لك نسبتي في شركتنا أنا ويامن عشان أحط والدة يامن قدام الأمر الواقع وشوية شوية توافق بيكي .. بس كل ده أتغير يوم الحاډثة
قال ياسر
لما عرفت أن يامن وكريم عملوا حاډثة روحت المستشفى بسرعه .. حالة يامن كانت صعبة جدا لكن كريم كان عنده إصابة بسيطة وكسر في ذراعه بس .. وبعد فتره فاق واتكلم معايا ولما والدة كريم سألت الدكتور عن حالته غيرت الموضوع بسرعه عشان هو مكنش مېت .. كان عايش
قال كريم
لما فوقت يومها كنت أنت لسه في العمليات وياسر جالي .. وساعتها جاتلي فكره تانيه عشان اجمعك ببراء وهي .. أني أموت
فلاش باك..
استيقظ كريم بعد ساعات من الحاډثة وكان لديه چرح في رأسه وكسر في ذراعه وبعد فتره استعاد بعضا من قوته وجلس مكانه بتعب غرق في أفكاره وحاول أن يتذكر أي شيء عن الحاډثة ولكنه لم يصل لشيء دلف ياسر واتجه اليه بقلق وقال
كريم! أنت كويس
الحمدالله .. يامن فين
يامن حالته صعبه أوي يا كريم
قال كريم پخوف
إيه!! أنا لازم أروح أشوفه
أنت لازم ترتاح يا كريم
أمي عرفت أني هنا
لسه محدش يعرف أي حاجه عنك كل التركيز مع يامن دلوقتي
بلاش حد يعرف
نظر له ياسر بتعجب وقال
محدش يعرف مش فاهمك
كل حاجه هتتغير .. ألغي موضوع الأوراق والتمليك اللي كنت هعمله لبراء .. دلوقتي هنعمل وصيه!
أنا مش فاهم منك أي حاجه! وصية إيه
مش عايز أي حد يعرف أني لسه عايش .. إلا أمي عشان عارفها هتتعب جدا .. لكن غير كده أوعى تبلغ حد بما فيهم حنين .. قولهم أني اتوفيت من ساعة ما وصلت للمستشفى
وليه كل ده!
لازم أمثل
أني مېت دلوقتي .. ده الحل الوحيد اللي ممكن يجمع براء ويامن تاني
صاح به ياسر
بقولك يامن بيموووت!! أنت بتفكر في إيه دلوقتي
يامن مش ھيموت .. هو قوي وهيرجعلنا من تاني أنا متأكد بس لازم اجهزله كل
حاجه لما يفوق عشان هو وبراء يرجعوا تاني .. هو هيتعب شوية بسبب خبر مۏتي أه بس بعدها هيفرح جدا
أنت متأكد من اللي بتقوله ده
أيوه حاليا لازم نبدأ في الوصية .. والوصية بتاعتي هتكون أن براء ويامن يتجوزوا وهما اللي يربوا بنتي! وعشان هي وصية لازم تتحقق .. مين اللي موجود هنا
مدام عاليا ووالدتك
تمام هتروح تبلغهم دلوقتي أني مېت .. لكن أمي هاتها معاك تشوفني
خرج ياسر من غرفة كريم واتجه إلى عاليا وهبه والدة كريم وعندما وقع بصرها عليه قالت
ياسر .. أنت مخبي عني حاجه صح أبني فين
صمت ياسر لتكرر هبه كلامها
أبني فين يا ياسر رد عليا
نظر لها ياسر وقال بحزن
البقاء لله ..
صړخت هبه پقهرة وسقطت مكانها وجاءت عاليا على صوتها وعندما وجدتها بتلك الحالة قالت لياسر
هو في أيه! حصل أيه
قالت هبه پبكاء
كريم ماټ يا عاليا .. أبني ماټ!
شهقت عاليا بفزع ونظرت إلى ياسر بدموع قال ياسر
كريم أتوفى من وقت ما وصل للمستشفى بس أنا مرضيتش أتكلم عشان حالة يامن .. أرجوكم بلاش حد يعرفه لما يفوق ..
قالت هبه
طيب عايزه أشوفه لأخر مرة هو فين
تنهد ياسر بحزن وقال
تعالي معايا .. هو موجود في المشرحة شوفيه قبل ما يدفن
ثم أخذها وذهب من أمام عاليا ولكنه بدلا من المشرحة أخذها إلى غرفة كريم وقبل أن تدخل إلى الغرفة قالت
أنت بتضحك عليا يا ياسر أنت مش هتخليني أشوفه صح .. دي اوضة عاديه
أبتسم ياسر وقال
ادخلي بس ومتقلقيش والله هتشوفي كريم
دلفت هبه إلى الغرفة لتجد كريم نائم على سريره وعندما شعر بها حاول أن ينهض من مكانه وساعده ياسر في الجلوس انتفضت هبه بفرحة وركضت نحوه بسرعه وقالت بلهفه
حبيبي أنت عايش!! انت كويس صح
قال كريم
أنا كويس مټخافيش
أخس عليك يا ياسر ليه تقولي أن كريم جراله حاجه .. وجعت قلبي الله يسامحك
أمسك كريم هبه من يدها وقال لها
أنا مهانش عليا اخبي عليك عشان كده هفهمك كل حاجه
وقال لها كل ما سيفعله خلال الفترة القادمة وقد عارضته هي في البداية ولكنه أقنعها أن كل هذا لمصلحة براء ويامن كما أنها سوف تساعدهم في إقناع براء إذا جاءت لترى ملك..
باك..
قال كريم
ده كل اللي حصل يومها .. ولما عرفت أن براء جت ليامن المستشفى أتأكدت أن خطتي هتنجح وأن ربنا معايا في كل خطوة فيها
قالت حنين
أنا مكنتش أعرف أن كريم عايش .. لحد يوم كتب كتابك على خالد .. لو تفتكري يومها وأنا راجعه من برا وشي مكنش يتفسر .. وقتها أنا شوفت كريم..
فلاش باك..
خرجت حنين من البيت حتى تشتري لها بعض الأغراض وفي طريقها لمحت شخصا ما يتتبعها بسيارته سرعت من خطواتها أكثر وفجأة شعرت بيد توضع على كتفها ألتفتت پخوف وقبل أن تتكلم تغيرت نظراتها إلى الصدمة!! قالت
كريم!!
قالت أسمه ثم وقعت مكانها مغشيا عليها حملها كريم بسرعه ووضعها في سيارته ثم تحرك بها ووقف في إحدى الأماكن الهادئة ضړب وجنتها بخفة وحاول أن يوقظها وبعد لحظات استجابت له وعندما فتحت عيونها ووقع بصرها عليه صړخت پخوف فقال هو
أهدي مفيش حاجه والله
قالت حنين بړعب
أنت عايش ولا أنا اللي مېته ولا إيه!
أنا اللي عايش يا حنين
أزاي!! بس هما قالوا إنك..
كل دي خطة أنا عاملها .. بس واضح أن براء مصممة أنها تبوظ كل حاجه .. النهاردة كتب كتابها على خالد صح
أيوه للأسف .. بس أنت عرفت منين
أنا عارف كل حاجه يا حنين .. المهم أنت دورك في البداية كان أنك تقنعي براء
بيامن دورك هيفضل زي ما هو برضو
طب وكتب الكتاب!!
مش هيكمل .. يامن وياسر جايين بليل!
قالت حنين بفرحة
بجد! طب الحمدالله
حنين أنا معتمد عليك
متقلقش وراك رجاله
أبتسم كريم وبعد لحظات نزلت حنين من السيارة وعادت الصدمة الي معالم وجهها وكلما