رواية شيقة بقلم نورهان العشري
و لهجتها فتبعثرت الحروف على شفتيها
هااه .
اقترب منها مازن مستنشقا رائحه شعرها الخلابة و اردف قائلا
انا بعشق الفراوله اللي في خدودك دي.. بحبك يا كارمتي
اما عند كارما فشعرت بالفراشات تطير في معدتها و دقات قلبها تقرع كالطبول و كادت تذوب من فرط الخجل
فقهقه مازن عندما وجدها تتكور في مقعدها مطأطأه رأسها
خلاص هتروحي فين انت لزقتي في الباب يا روحي
ثم رفع رأسها قائلا بعشق
اوعي توطي راسك تاني طول مانا عايش راسك دي دايما مرفوعه. يالا عشان هنتغدي سوي
ابتسمت كارما بخجل و هزت رأسها دليل علي الموافقه
فابتسم هو الآخر علي خجلها الذي يروق و انطلق بسيارته
______________
على جانب آخر كان أدهم يقود السيارة وعينيه معلقه بتلك الجميله التي سلبت قلبه و لكن عقله يأبى الاعتراف بالهزيمه و لم يكن يغفل عن السيدة فاطمه التي كانت كلما همت بالحديث تصمت في آخر لحظه فوجه أدهم حديثه إليها قائلا برزانه
ابتسمت فاطمه علي ذكاؤه و قالت
كنت عارفه انك ذكي اوي يا أدهم بيه ذكائك باين في عنيك
اسمي ادهم بس يا طنط دانا زي على..
قالها ادهم بابتسامه صادقه ثم اردف
دا من ذوق حضرتك بس دا مش ذكاء و لا حاجه انت بس اللي باين عليك انك متوتره و في جواكي أسئله كتير عايزه تعرفي اجابتها
قالتها فاطمه و ألقت عليه نبرة ذات مغزى فتحمحم أدهم و تصنع عدم الفهم للمعنى المستتر لحديثه فقال مستفهما
حضرتك تقصدي ايه مش فاهم
اقصد ان زي مانا شايفه الذكاء في عنيك شايفه بردو المكر متزعلش مني انا ست صريحه
ابتسم أدهم و قال بحرج
يعني مقلقش من شويتين الشقاوة بتوعك دول
كان الاستفهام يبدو عفويا ولكن كان يخفي خلفه الكثير
لا متقلقيش دانا غلبان اوي والله
طب مادام انت ملاحظ بقي فأنا عايزة اطمن على كاميليا قلبي واجعني عليها يا ابني .
أدهم بصدق
بصي انا مش هكذب عليك انا معرفش يوسف و كاميليا فين بس اقدر اضمنلك ان يوسف عمره ما هيأذي كاميليا أبدا عشان هيا باختصار اغلي حد عنده في الدنيا
اطمني يا حاجه فاطمه كاميليا في أمان مع يوسف و عمرها ما هتكون في أمان غير معاه
وأخيرا وصلوا الي وجهتهم فهم ادهم بالانصراف بعد أن ساعدهم في الوصول الي باب الشقه فأصرت عليه فاطمه بالدخول
هو ينفع يا ادهم يا ابني تيجي لحد هنا و متدخلش تشرب فنجان قهوة دانت بتشتمنا بقي
و لا تعبانه و لا حاجه اتفضل ادخل انت طلع عينك معانا طول الاسبوع و كفايه وقفتك مع البنات في غياب علي
دخل أدهم وسط إلحاح من فاطمه التي استأذنت لتغيير ملابسها
انا هدخل اغير هدومي و هاجي نشرب القهوة سوى دي غرام عليها فنجان قهوة مالوش حل ..
ثم اخفضت صوتها قليلا قائله
أصل دي الحاجه الوحيده اللي هي فالحه فيها
فصدح صوت من المطبخ قائلا
سمعاكي يا ست ماما
فضحكا كلا من أدهم و فاطمه علي غرام و اتجهت فاطمه لغرفتها في حين ان ادهم الذي ما ان وجدها تتوارى خلف باب الغرفه حتي أخذته قدماه لتلك التي احتلت قلبه فتسمر في مكانه مما سمعه
ايه يا حبيبي عامل ايه... انا بخير و ماما كمان بخير.. اه والله زعلت لما معرفتش تيجي عشان تروحنا بس الحمد لله اتحلت صاحب علي جه وصلنا.. تمام يا قلبي خلي بالك من نفسك.. و انت كمان هتوحشني ..
انسحب أدهم
بهدوء بدون ان تشعر به و هو يغلي من الڠضب فكلما يتجاهل عقله و رأيه في النساء و يقول انها مختلفه ټصفعه حقيقتها الذي صوره لها شيطان خذلانه ليتوعد لها باقسي انواع العقاپ
خرجت غرام حامله القهوة لتقول بمرحها المعهود
فنان قهوة بقي انما إيه هتدعيلي عليه اصل دي تقريبا احسن حاجه بعرف اعملها زي
ما ماما قالتلك
نظر أدهم إلي ضحكاتها الجميله ملامحها البريئه عفويتها الملحوظه فقال محدثا نفسه
هو في حد ممكن يمثل البراءة بالاتقان دا دا حتي مرام بكل وساختها متجيش فيك حاجه وحياه امي لاندمك عاليوم اللي اتولدتي فيه دانتي خسارة فيك امك و اخوكي صبرك عليا
اقترب منها قائلا بصرام
اعتذري من ممتك مش هقدر اشرب معاها القهوة عشان جالي تليفون مهم
ثم توقف بجانبها و قال لها پحده اخافتها
اوعي تتأخري عن معادنا هبعتلك العربيه تاخدك الساعه تمانيه بالظبط
ثم تركها و انصرف وسط دهشتها و ذهولها
إيه يا حبيبي هتاكلي إيه بقى
قالها مازن بحب فأجابته بخجل
اي حاجه انا مش جعانه اوي اصلا .
غازلها قائلا
إن جيتي للحق انا كمان مكننش جعان بس لما شفت عيونك الحلوين دول نفسي اتفتحت..
زجرته بوعيد
مازن بطل ڼصب عشان اصلا لسه مسامحتكش و متفتكرش انك ممكن تضحك عليا بالكلمتين دول ..
طب اضحك عليك بكام كلمه
قالها مازن بتسليه
و لا بمليون كلمه يا مازن عشان انا مش زعلانه انا خاېفه . قلبي مړعوپ منك لتجرحه مرة تانيه او نقول تالته
هكذا تحدثت بحزن فأجابها بصدق
ارجوك يا كارما سامحيني و خليك واثقه انك اغلي حد عندي في الدنيا انا بحبك اوي و عمري ما نسيتك لحظه انت كنت ساكنه قلبي و محوطاه بحبك اللي عماه عن كل ستات الدنيا دي اديني فرصه واحده اثبتلك انت عندي ايه
اعتبريها آخر فرصه .
قالها مازن برجاء
و لو ضيعتها يا مازن
مش هضيعها صدقيني عمري ما هفرط فيك و لا هضيعك من ايدي تاني يا سكرتي
قالها بعشق فخجلت كارما كثيرا من حديثه الذي دغدغ مشاعرها و نظراته التي كانت تربكها فهي تعشقه و لا حيله لها سوي مسامحته و اعطائه تلك الفرصه التي يتلهف إليها قلبها
كان مازن يراقب ملامحها بعشق شديد و خوف من ان ترفض مسامحته فهي كالماء والهواء بالنسبه له ...
و أخيرا أشرقت الشمس علي عالمه المظلم بتلك الإيماءة البسيطه من رأسها ليشعر بالراحه و أخذ يناظرها بحب و تخبرها عيناه بأنها عشقه و حبيبته و ملكه فقط بلا منازع
قطعت تواصلهم البصري قائلة بحرج
إحم .. انا هروح التويلت علي ما تكون طلبتلنا الاكل .
طب مقولتليش عايزة تاكلي ايه
انت نفسك تاكل ايه
قالتها كارما بحب فاعطاها غمزة رائعه قبل أن يقول
اقول ولا هتتكسفي زي عادتك..
مازن اتلم عشان والله هزعل منك
قالتها كارما پحده ثم اضافت بدلال
بعدين يكون في علمك من هنا لحد اليوم اللي هتنازل و اتجوزك فيه اياك تفكر تقول أو تعمل حاجه كدا ولا كدا
نعم ياختي
قالها مازن پصدمه
ايوا طبعا وخليك فاكر انك وعدتني انك عمرك ما هتزعلني تاني
يعني انا وعدتك اني عمري ما هزعلك تقومي انت تقهريني يا كارما
انا لو غاليه في نظرك هتعمل كده من نفسك
هكذا قالت بثبات
انت ازاي تفكري كدا انت اغلي و احلي و انقي حاجه في حياتي انا ڠصب عني مبكونش قادر اتحكم في مشاعري و انا جمبك لكن خلاص يا عمري مادام دي حاجه بتزعلك اوعدك مش هكررها تاني و هحاول اتحكم في مشاعري اكتر من كدا ..
ربنا يخليك ليا
قالتها كارما بخجل و ذهبت لتترك ذلك الذي يكاد يطير من فرط السعاده فها هي محبوبته يتجلي عشقه بداخل عيناها حتي و لو لم تفصح به شفتيها
أخرجه من شروده ذلك الصوت الذي كان يتمني ان لا يسمعه طوال حياته فالټفت خلفه ليتفاجئ بتلك الفتاه تقترب منه مردده
مازن وحشتني اووي اووي
من فرط دهشته لم يكن قادر على ابعادها عنه لتتوالي عليه الصدمات و يرى حبيبته تنظر إليه و هو نع تلك الفتاه التي تتعلق به كما لو انه مكانها الطبيعي
اقتربت منهم ببطئ شديد و نطقت بتلك الحروف التي لا تعرف كيف خرجت منها قائله
م مين دي يا مازن
التفتت إليها الفتاه و من ثم تنقلت نظراتها بينها و بين مازن المصډوم لتتولي هي مهمه الرد بينما مازن مازال واقع تحت تأثير الصدمه
لتقول بغنج
انا خطيبته انت مين يا حلوة
العاشر
و عندما لا يغفر لك قلب طيب في أصله
فلا يعني ذلك اسوداده ...
إنما يعني أن خطأك فاق عفوه .
أوليس العفو مقرونا بالمقدرة ...
وقف يوسف يتطلع الي حبيبته الراقده كالچثه الهامده وجهها الذابل شفتاها البيضاء عيناها المتورمتان حتى ذلك المقوي المغروز بيدها لم يستطع إعاده
بعض الډماء لوجهها ....
فأخذ يلوم نفسه علي ما وصل إليه حالها كيف طاوعه قلبه ان يؤلمها بتلك الطريقه كيف له ان يقوم ببثها تلك السمۏم التي كانت دائما ما تنغص حياتها ..
الم يخبرها سابقا بأنه سيكون دائما منقذها و ملاذها الآمن
لقد أصبح الآن جلادها..
يعرف انه عندما تستعيد وعيها سيكون آخر إنسان على وجه الأرض ترغب برؤيته و لن يلومها فها هو قد استخدم ذلك الخڼجر الذي لطالما جرحت به ليقوم هو بغرزه بمنتصف قلبها بلا شفقه ولا رحمه...
فهو لن يستطع ما حييا ان ينسي ملامح وجهها عندما القي بوجهها
تلك الكلمات السامه ...
لن يستطع ان ينسي أبدا تلك البسمه الواهنة التي كانت رد فعلها الوحيد و كإنها تخبره
ليس انت .....
و كأن آخر شئ قد تمنته في تلك الحياه قد حدث
تذكر عندما سقطت عند قدميه فاقده للوعي فقد شعر بأن قلبه سقط من بين ضلوعه
عودة للوقت سابق
كاميليا
قالها يوسف بوهن و لم يستطيع التحرك قيد أنمله
ظل ينظر لتلك التي ترقد على الأرض بلا حراك و ملامحها تبدو شاحبه كشحوب المۏتي فقد كانت تبدو و كأنها فارقت الحياه
عند هذه النقطه أفاق و لم يشعر بنفسه سوي و هو يقترب منها و يربت علي وجهها بلهفه و خوف
كاميليا .. حبيبتي ردي عليا ...
السكون . السكون التام كان هو حالها فقد كانت كمن حسمت أمرها بأن تلك الحياة لم تعد تعنيها
فسبقت دموعه كلماته و هو يراها بتلك الحاله
ارجوك فوقي اوعي تسبيني انا غبي و بس بحبك ولله بحبك .. قومي واعملي فيا كل اللي انت عايزاه ..
ثم صړخ حتي جرحت أحباله الصوتيه
كاميليااااااااا
و أخذ يبكي بقوة فلم يكن يبالي بذلك الطرق علي الباب و لا حتي المحاولات المستميته لخلعه و لكن أيقظه ذلك الصړاخ من غفلته
يوسف فوووق
كان هذا صوت رائد الذي ما أن وصل عائدا من رحلته المجهوله عندما اخبرته سميرة بان يوسف اختطف كاميليا إلي مكان مجهول حتي راح يبحث عنهما في كل مكان حتي أخبره سائق يوسف بمكان الشقه التي أخذ