الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية شيقة بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 16 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

لعينيه في تلك اللحظه
فتبدلت ملامح أدهم الذي كان يتذكر محادثتها مع هذا الغريب و كلامها معه بكل ارياحيه فاين كان ذلك الخجل 
ابتسم بداخله بسخريه ثم قال محدثا
اياها 
لا انا مابحبش الشويتين دول ..
شويتين ايه 
استفهمت غرام بدهشه من حديثه فأجابها بمراوغة
لا متاخديش في بالك يالا عشان نتعشي 
هو احنا هنتعشي هنا 
انت شايفه ايه اوعي تكوني خاېفه!
ثم اقترب منها و قال هامسا 
او تكوني مش واثقه في نفسك مثلا 
قالت بلهفه
لا.. لا طبعا مش خاېفه و اكيد واثقه في نفسي و الا مكنتش جيت ..
هنشوف.
قالها أدهم بغموض
مر العشاء بينهم علي صفيح ساخن و الحقيقه ان الطعام يكاد لم يمس فكلا منهم كان غارق في عالمه..
فهو كان يجاهد مع ضميره الذي كان يخبره بأن سيندم اشد الندم ان نفذ ما ينتويه لها و قلبه الذي كان يتوسل له ليعطيها فرصه آخري... 
فيذكره عقله بصورتها و هي مع ذلك الشاب امام المشفى و ايضا حديثها مع ذلك الغريب في الهاتف و ذلك الآخر في المقهي ليسخر من نفسه قائلا 
هتستني ايه تاني عشان تعرف حقيقتها هتستني لما تشوفها مع واحد 
و عند هذا التفكير هاجمته ذكري سيئه لم يكن يريد تذكرها
عودة إلى وقت سابق
حبيبتي عايزك تكلمي اخوكي عشان نتفق علي كتب الكتاب 
هااه.. مانتا عارف يا حبيبي انه رافض الموضوع دا دلوقتي علي الاقل نخليه بعد الامتحانات
انا مش فاهم هو كل حاجه واقفلنا فيها ليه كدا الخطوبه طلع عنينا عشان يوافق و كتب الكتاب بردو لازم حفله عشان يوافق
انا مش فاهمه انت اللي ليه مصر علي كتب الكتاب اوي كدا ما احنا اهوة مخطوبين و بنتقابل براحتنا دا احنا تقريبا طول الوقت مع بعض 
عشان بحيك و نفسي اقرب منك من غير ما احس اني بعمل حاجه غلط او حرام انا مش فاهمك انتي الي المفروض تكوني عايزة دا اكتر مني 
مرام بتلعثم
طبعا.. طبعا يا حبيبي نفسي النهارده قبل بكرة بس بصراحه انا

خاېفه اوي من جدك يعني مش المفروض يتقبل موضوع جوازنا الاول و بعدين نشوف 
أجابها ادهم بحدة
بصي يا مرام انا راجل و مش صغير و مش لازمني موفقه حد
يعني ايه يا ادهم 
يعني حتي لو جدي موافقش علي جوازنا انا بردو هتجوزك و مش عايز حاجه منه 
صعقها حديثه فقالت پصدمة
ادهم انت بتتكلم جد انت فعلا ممكن تعمل كدا و تتنازل عن ورثك زي ما هو شرط عليك مقابل جوازنا 
أدهم بحب 
مش عايز حاجه من الدنيا طول ما انت معايا و انا الحمد لله عندي مالي الخاص بيا اللي هفتح بيه مشروع و واحده واحده هيكبر و مش هبقي محتاج لحد كمان عندي شقه صغيره كبدايه هتبقي كويسه و علي قدنا و بعد كدا ربنا هيكرمنا يا روحي و لا ايه 
لوت مرام شفتيها بضيق و قالت متصنعه الحب 
طبعا يا روحي
بحبك اوي يا مرام
قالها ادهم بحب و هم ان يقترب منها فتمنعت و قالت بخجل مصطنع 
أدهم بطل بقي انت عارف اني بتكسف
و انا بعشق كسوفك دا 
عودة للوقت الحالي
نظر أدهم لتلك الجميله التي كانت تجلس امامه تكاد تذوب من فرط الخجل و لكنه كان يظن انها ممثله بارعه في التمثيل فأصر بداخله علي تنفيذ ما انتوي عليه
اما عند غرام فكانت تشعر بالندم بداخلها لتلبيه دعوته فهو لم يخطئ معها بشئ و لكن ايضا يوجد بداخل عينيه نظرة غامضه ترهبها و ايضا كل ما يحيط بها يخيفها بشده و هناك حدس بداخلها يخبرها بأن الأسوء قادم
غرامي 
اخرجها صوته الحاني من تفكيرها و تلك الياء التملكيه الذي اضافها لآخر اسمها جعلت قلبها ينتفض حبا ...
هل يمكن لحرف واحد ان يجعل قلوبنا تنتفض فرحا و عشقا 
هل يمكن ان يجعلنا نشعر بمثل ذلك الشعور الرائع و ان يغمرنا بكل تلك المشاعر الجميله 
فأجابته بصوت يكاد يكون مسموع و قد قضي حرف واحد اضافه لاسمها جميع تلك التخبطات و المشاعر المتناقضه التي كانت تشعر بها
نعم 
فاقترب منها و نزل علي ركبتيه و امتدت يده اليها قائلا بشاعريه 
تسمحيلي بالرقصه دي
شعرت غرام بان قلبها سيتوقف في الحال من فرط المشاعر التي عصفته به و لم تشعر بنفسها وهي تمد كفها و هنا صدحت أصوات الموسيقي و تلك الكلمات التي الهبت مشاعر كلا منهما
خبيني .. خبيني من برد الليل و احميني 
خبيني ... خبيني من كل الناس و لا هسأل فين هتوديني
خلينا نهرب من خوف ليالينا ... خلينا ننسي الكون من حوالينا
خلينا نهرب من خوف ليالينا ...خلينا ننسي الكون من حوالينا
خبيني .... حبيني
شايف في عنيك احلام تناديني و عنيك وخداني ....
احلم وياك و اتوه في هواك و انا واقف في مكاني
خلينا نهرب من خوف ليالينا ... خلينا ننسي الكون من حوالينا
خلينا نهرب من خوف ليالينا ... خلينا ننسي الكون من حوالينا
خبيني .... خبيني 
كانت الموسيقي و الكلمات
تعصف بكيانهما فشعر كلا منهما انهما في عالم آخر حتي تناست هي كل شئ من حولها و لم تشعر و هو يقودها للغرفه المجاورة و لكنها تنبهت عندما عندما وجدته يأخذ منحني آخر معها فتململت 
و لكنه كان غارق في عشقها الذي انساه كل شئ حتي انتقامه منها فهو يكاد يقسم انه لم يشعر بمثل تلك المشاعر اللذيذه مع احد غيرها فلم يخرجه من ذلك العالم الجميل الذي يحلق في سماؤه من فرط السعاده 
سوي تململها القوي فوجدها تقول بحرج 
انا لازم امشي .
استني تمشي فين و تسبيني دا لسه الليله في أولها
قالها بصوت اجش فهو لم يكن قادر علي السيطرة الكامله علي مشاعره
يعني ايه لسه الليله في اولها 
قالتها غرام پخوف اقترب منها اكثر و قال هامسا بصوت كفحيح الافعي 
لسه في حاجات كتير حلوة اوي هنعملها مع بعض 
ادهم انت تقصد ايه انا عايزه امشي
قالتها غرام و قد بدأت دموعها بالتساقط 
اقترب منها أدهم و فقد لاح له شبح الاڼتقام مرة ثانيه و قال پغضب
انت هتعمليهم عليا يابت انتي امال لو مش انا شايفك بعيني و انت مع واحد تاني ..
شعرت غرام بشعرها يكاد يقتلع من جذورة بسببه و ارعبتها نبرته تلك و كلامه الغريب ذلك فاصبحت ترتجف بين كورقه في مهب رياح 
حرام عليك سيبني انت بتقول ايه 
انا هعرفك اقصد ايه قالها ادهم و هو يدفعها إلى الخلف محاولا منه النيل منها عنوة فأخذت تنتفض كطير ذبيح تحاول مقاومة هجومه بشتي الطرق و هي تصرخ پبكاء قائله
لا يا ادهم وحياة اغلى حاجه عندك انا معملتش فيك حاجه وحشه متعملش فيا كدا 
يتبع. ....
الحادي عشر
ياليتهم علموا في القلب منزلهم 
أو ليتهم علموا في قلب

من نزلوا 
و ليتهم علموا ماذا نكن لهم 
فربما عملوا غير الذي عملوا
آسف 
قالها يوسف الذي كان يهرب بعينيه في جميع الاتجاهات محاولا تجاهل كل هذا الكم من العتاب و الألم الذي تحويه عيناها .. 
فلم يستطع سوى ان ينطق بتلك الكلمة التي لم تعبر يوما من بين شفاهه فرجل مثله لم يخلق أبدا للاعتذار..فهو يرى في الاعتذار مهانه لا تليق أبدا به ... و لكن كعادته معها تتحطم جميع معتقداته ومبادئه من أجلها ..
دقيقه من الصمت مرت مليئه بشحنات من التوتر و الڠضب من جانب كليهما إلي أن قرر أخيرا النظر إلي عينيها التي دائما ما كان يفشل في تجاوزها فما أن يبدأ بالنظر إليهم حتى تأخذه معها إلي عالم آخر مليئ بالسحر الذي يجعله قادر علي تقديم عمره طواعية في سبيلهما ..
نظرت إليه بذهول وفاه مشدوه فهي بأقصي أحلامها لم تتخيل يوما أن يعتذر منها خاصة بعد ما فعلته به
فهي تعلم مدى ثقل هذه الكلمة عليه فذلك الرجل يفعل و يتلقي عليه التهنئه و لا يجروء أحد قط على الاعتراض .. فماذا دهاه ليفعل هذا الآن 
إجابه واحده لاحت لها رفضها عقلها و أيدها قلبها بشده 
إن قال آسف فهو آسف فعلا و نادم على مما تفوه به كبرياؤه الجريح و لكنها آثرت الصمت فهي حقا تشوش عقلها كثيرا و لم تعد تدري ماذا عليها ان تفعل ..
اغتاظ يوسف كثيرا من صمتها خاصه و انها تجاوزت صډمتها من كلمته و اخفضت رأسها فظن أنها تتجاهله فهي لا تعلم كم تكبد من العناء و المشقه للتفوه بذلك الاعتذار الغبي و لكن لا بأس يمكن الحفاظ على ماء الوجه ببعض العبارات القاسيه هكذا اخبره عقله و لكنه نهره بشده فهو لن يقدر علي إيذائها ثانيه و لا أن يراها بتلك الحاله مرة آخري فاتخذ قراره بالحديث و قال 
 انا عارف انك مستغربه اني بعتذر لك بس دا لإني مهما حصل مكنش ينفع أقول اللي انا قلته لإن دا مش طبعي .
مهلا ..هل فقط يعتذر لأن ذلك الحديث لا يليق به ! ماذا عن اهانتها ماذا عن إهانه والدتها الراحله ماذا عن أذيه قلبها أي غرور لعين يمتلك ذلك الرجل ...
هبت واقفه علي قدميها غير عابئة بالدور الذي اصابها و قاطعته غاضبه 
هه ..بتعتذر عشان الكلام اللي انت قولته دا ميلقش بيك!
طب بالنسبه للناس اللي انت أهنتهم و أذيتهم بكلامك دا و بالنسبه للست الي ماټت و اللي انت خضت في عرضها
و عمك اللي انت هنته و اتهمته بالقذارة دي مع مرات اخوه ايه كل الناس دي متهمكش و لا تفرق معاك ...
قد كدا انت متكبر و مغرور و انا مكنتش واخده بالي 
ثم اردفت بۏجع مرير
انا ازاي كنت عاميه طول الفتره اللي فاتت دي و مش شيفاك علي حقيقتك 
صدم يوسف من حديثها فهي لم تمهله ليكمل اعتذاره كاملا و لكنه رفع حاجبه بسخريه قائلا 
حقيقتي ..! و ياتري إيه بقي حقيقتي اللي انتي كنت عاميه عنها و لسه شيفاها دلوقتي 
انك اكتر انسان مغرور و متكبر و اناني في الدنيا دي انت جبروت يا يوسف و اكتر انسان قاسې شفته في حياتي
تحدثت بصړاخ . و لوهله تجمد يوسف من حديثها ثم تحولت صډمته إلى قهقهه غاضبه فجاءت لهجته مريرة حين قال 
و ايه كمان يا كاميليا قولي كل اللي في قلبك متخليش جواكي حاجه ..
انا فعلا مش هخبي جوايا حاجه و هقول كل اللي في قلبي و مش هبقي ضعيفه ابدا بعد النهارده .
هكذا تحدثت بقوة واهيه تخفي انهيارات عظيمة خلفها
بس انت عمرك ما كنت ضعيفه يا كاميليا . انا عمري ما سمحتلك أبدا تكوني ضعيفه
قالها پألم قابلته بأشد منه
كنت ضعيفه معاك يا يوسف 
صحح كلماتها قائلا بعتب لم يخفى عليها 
كنت مستقويه بيا يا كاميليا .. كنت مستقويه بحبي اللي كان بيخلي اي حد يفكر
ألف مرة قبل ما يأذيكي ..
و دا قمه
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 74 صفحات