رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة
والعرق يتصبب منهم هم الاثنين
تقدموا إلى الداخل فترك سمير جاد وصعد إلى الأعلى مبتعدا عنهم بعد أن ألقى عليها السلام مبتسما بوجهها لتبادله الابتسامة والتحية
وتذكرت هي أن اليوم الجمعة وكما المعتاد بعد صلاة العشاء في المسجد يذهب هو وابن عمه إلى الصالة الرياضية الموجودة بالحارة ليعتني بجسده قليلا وليحافظ على وزنه ورشاقته
رايحه الفرح
أومأت إليه برأسها بهدوء وهي تشبع نظرها منه ومن وسامته التي أصبحت ملك لها
مرة أخرى يردف باستغراب وجدية
اومال فين رحمة
أنا لسه هعدي عليها ونروح من هناك الفرح قريب منها
أبعد خصلات شعره للخلف بيده وهو يهتف بصوت أجش قائلا
امتنعت عن الفكرة وهي ترفع يدها تشير بها يمينا ويسارا مردفة
لأ لأ مالوش لازمة أنا هروح لوحدي
أمسك بيدها يضغط عليها وهو يهتف بصوت حازم ثم جعله يذهب للين معها
قولت هوصلك وكمان وأنت جاية كلميني اجي أخدك ما أنا قاعد فاضي مواريش غيرك
جذبت
يدها منه ووضعتها أمام صدرها بتحفظ وحدة وكأنها تود العراك الآن هاتفه بجدية شديدة وهي تتساءل
رفع إحدى حاجبيه بذهول لرؤية غيرتها وانطلقت ضحكته الرجولية التي كرمشت عينيه الرمادية لتتوه في وسامته الجذابة ثم رأته يتحدث ومازالت آثار الضحكة على وجهه
لأ يا وحش أنت كفاية
ابتسمت بسبب ابتسامته الهادئة لها ومناداته لها ب الۏحش كدليل على قوتها بعد أن رأى ردها عليه حاد
هطلع أغير هدومي أحسن دي كلها عرق استنيني جوا خمسة وجاي
ماشي متتأخرش عليا
داخله أحيانا يشعر بأنها مچنونة لقد نشبت معه مشاجرة على السطح في الصباح والآن ودت ولو نشب بينهم عراك آخر ولكن في نفس الوقت تود أن تكون سعيدة وتبادلة الابتسامة ربما هي فقط مشتتة
أردف متهكما بسخرية
والله مچنونة بس وحش
يتبع
ندوبالهوى
الفصلالعاشر
نداحسن
السعادة! دعونا لا نتحدث عن السعادة
دق منبه الهاتف في الساعة الثانية والنصف صباحا قبل صلاة الفجر فتح جاد عينيه بصعوبة على صوته أخذا نفس عميق وزفره بضيق مد يده إلى الكومود المجاور للفراش وأمسك بالهاتف ثم أغلق المنبه
وضع كف يده على فمه وهو يتثاءب ثم فتح الهاتف أمام عينيه النصف مغلقة ومازال ممددا على ظهره فوق الفراش
في ايه على الصبح يا جدع
أردف جاد بهدوء شديد وهو يجيبه
قوم ياض هنصلي الفجر
فتح سمير عينيه على الطرف الآخر مندهشا من رده البارد عليه ليقول بغيظ وحدة
أنت بتستهبل يا جاد! أنا من امتى وأنا بصلي معاك الفجر وبعدين حتى لو بصليه معاك لسه بدري ياعم عايز ايه
جلس جاد على الفراش واعتدل في جلسته وتحدث قائلا بنبرة رجولية جادة
هتصليه معايا من يوم ورايح يا روح جاد يلا قوم ياض
رفع حاجبيه بغيظ ثم صاح عبر الهاتف بصوت عال
بقى كده! طب مش قايم يا ابن أبو الدهب ويلا بالسلامة عايز اتخمد
زفر بضيق وهو يهتف قائلا
ما تقوم ياض وتخلي عندك ډم
تأفأف سمير وأجابه وهو يعتدل على جانبه الأيمن
ياعم أنا معنديش ډم أنت مالك
ابتسم الآخر وتحدث بسخرية وتهكم واضح
كنت عارف إنك عايش بمايه بس كنت بكدب نفسي
صاح سمير بجدية ونفاذ صبر ليبتعد عنه ويتركه لينام قليلا
طيب يا سيدي واديك اتأكدت سيبني
في حالي بقى
عايزاك ياض
صړخ سمير مرة أخرى وهو يريد النوم حقا ولو رأى جاد الآن لقټله بين يديه
وأنا مش عايزك بالسلامة بقى
أبعد جاد الهاتف عن أذنه سريعا بعد أن استمع إلى صوته العالي الذي ازعجه ثم وضعه مرة أخرى بعد أن وجده سيغلق الهاتف وترجاه قائلا بنبرة حانية يعلم أنها ستأتي بنتيجة جيدة معه
متبقاش رزل بقى قوم عايزك في خدمة صغيرة وبعدين نصلي سوا
سأله مستنكرا الوقت الذي يريده فيه بعيدا عن الصلاة بجدية عندما استمع إلى نبرة صوته
دلوقتي
أومأ إليه مؤكدا حديثه بجدية
آه يلا بسرعة هستناك تحت
أغلق سمير في وجهه بعد أن تأفأف عدة مرات لاعنا معرفته به ليبتسم جاد بسخرية عليه ثم وقف على قدميه ليخرج من الغرفة متوجها إلى المرحاض
استيقظ الجميع في صباح اليوم التالي على خبر تحطيم أحد محلات الهواتف والالكترونيات الخاص ب مسعد الشباط والذي كان في الحارة
عندما ذهب العامل به في الصباح ليقوم بفتحه وجد الأطفال منهم من تشجع ودلف إليه ومنهم من وقف في الخارج ينظر إلى ما حدث داخله
وكان هناك بعض النساء التي وقفت تتهامس في ركن بعيد نسبيا عنه تقدم سريعا وهو لا يدري ما الذي حدث ليرى الصدمة أمامه والذي ألزمته الصمت
زجاج المحل الأمامي محطم بالكامل مما سهل دخول هذه الأطفال إليه الكاميرا الموضوعة أعلى الباب محطمة والنظرة الشاملة له أنه ليس به ما بقي على وضعه
تقدم إلى الداخل فذهبت الأطفال ركضا إلى الخارج ومنهم من أخذ بيده علبة من الهواتف الذكية واثنين أيضا
وجد الكومبيوتر ملقى على الأرضية محطم وحاسوب مسعد الخاص مثله تماما بينما الهواتف جميعها على الأرضية وربما القليل منها فقط هو الذي سيعمل فمؤكد أن ما حدث لها لن يجعلها تصلح مرة أخرى وقطع غيار الهواتف جميعها حدث بها مثل الآخرين وأكثر مكتب مسعد ليس عليه أي شيء ومقعده محطم والرفوف الخشبية الذي كانت مثبتة في الحائط على الأرضية مهشمة
ترى ما الذي حدث ما الذي حل عليهم ليحدث هكذا بعد ما رآه لم يحرك أي شيء من مكانه وظل واقفا ينظر فقط إلى أن أتى مسعد بعد أن أخبره بما حدث
وزع مسعد نظرة على كل انش في المكان ورأى كل شيء محطم لا يصلح وهنا قليل من القلة فقط هم الذي ربما يستفيد منهم
احمرت عينيه الخصراء پغضب حارق عندما شاهد ما حدث صار صدره يعلو وينخفض بسرعة على أثر هذا المشهد الكريه ولكنه لن يجعله يمر مرور الكرام لأنه يعلم تمام العلم
من الفاعل ولكن صبرا لن يردها الآن ولن يفعل أي شيء الأيام قادمة والكثير منها ستكون حزن وتعاسة عليهم فقط صبرا
أمام الجميع احتسبها سړقة وقال أن هناك أشياء مفقودة ومبلغ ليس صغير من المال وقدم بلاغ على أنه سړقة وأنه لا يعلم من الفاعل ثم بعد انتهاء الشرطة من التحقيق في المكان أخذ يحاول أن يعيده كما كان في السابق وداخله يتوعد للفاعل بحړقة قلبه وجعله يتمنى المۏت ولا يناله
ابتسمت هدير بتشفي وراحة غريبة سارت بجسدها بعد أن استمعت إلى الذي حدث ل مسعد
رغم اني مش بشمت في حد لكن شمتانه فيه وفرحانه قد الدنيا كلها
أكدت والدتها حديثها وهي ترفع يدها أمام وجهها متمته بالدعاء عليه بحړقة
منه لله ربنا ينتقم منه قادر يا كريم
أومأت إليها هي الأخرى لترفع يدها مثل والدتها بجدية هاتفه بقوة وحزم
يارب واشوفه بيتسلخ قدام أهل الحارة كلهم
ابتسمت مريم بخفة ثم زالت ابتسامتها وهي تجلس جوار شقيقتها على الأريكة قائلة بهدوء
على فكرة بقى مسعد ده ولا حاجه هو بس اللي فارد درعاته وعمل فيها بلطجي علشان لقي الناس بتسكتله
تنهدت هدير بضيق وهي تتذكر شقيقها جمال وكيف يسير خلفه ويساعده ملقيا بنفسه في التهلكة أكملت حديث شقيقتها الصغرى
وعلشان لقي اللي يساعده كمان
أردفت والدتهم بجدية وهي تلوي شفتيها بضجر
عمل نفسه محكمة في الأرض نسي إن محكمة ربنا أقوى من أي حاجه
صاحت هدير بعد حديث والدتها بحړقة داخل قلبها لما كاد يفعله بها لولا تدخل جاد في آخر لحظة
دا ربنا يشويه في ڼار جهنم ويجازيه على عمايله الو
ربتت مريم على فخذها بيدها وأردفت بهدوء لتجعل شقيقتها تهدأ
قليلا
متقلقيش هيتشوي في الدنيا وفي الآخرة ربنا مش بينسى حد مش ده كلامك
أومأت إليها بتأكيد على حديثها فالله لا يغفل عن أحد ويرد للمظلوم حقه ولو بعد حين وينال الظالم جزاءه في جميع الأحوال
أيوه ربنا مش بينسى أبدا وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين
ثم أكملت مبتسمة بسعادة واضحة
بس أنا بردو فرحانه أوي نفسي أشوف شكله عامل إزاي دلوقتي
لوت مريم شفتيها بضجر وهي تتذكر مظهره عندما رأته يجلس أمام المحل ويضع قدم فوق الأخرى بعنجهية وغرور
ولا حاجه وعامل نفسه مش هامه شوفته وأنا راجعه من الكلية
ابتسمت هدير بتشفي واضح به وهي ترجع خصلات شعرها السوداء المائلة للبنيه إلى الخلف
لأ مهما بين أنه مش هامه بردو أكيد خسر كتير دا أنا لو عرفت مين عمل كده والله هشكره وأقوله تسلم ايدك يا كبير
يستاهل والله الشماته دي
وقفت هدير على قدميها متوجهة للمرحاض تهتف بجدية
أنا هقوم أصلي العصر وادعي عليه كمان ربنا ياخده بقى المرة دي
انتقلت والدتها في مكانها لتتطلع على التلفاز وقالت ما قررت فعله لها لتجهز كل شيء في معاده
عايزين بكرة ولا بعده نروح البنك نجيب القرشين اللي فيه وننزل نجبلك شوية هدوم بيتي على خروج
استنكرت حديثها وظنت أنه مبكر لفعل ذلك فكل شيء موجود في جهازها سوى الملابس ولن يأخذ الأمر كثيرا من وجهة نظرها
لسه بدري يا ماما
ابتسمت الأخرى بسعادة وهي تنظر إليها قائلة بجدية وحب ظاهر في حديثها البسيط عن زواجها
بدري من عمرك يا حبيبتي الحج رشوان هيجي آخر الأسبوع ده يتفق على معاد الفرح ومعاد العزال يعني كلها تلت أسابيع والعزال يطلع مش عايزين نتأخر في حاجه وكله يبقى جاهز
أومأت إليها بابتسامة رضا واسعة وهي تراها تهتم لأمرها أكثر من أي شخص آخر في المنزل تعلم أنها تريد أن تراها أسعد شخص على وجه الأرض ولكن دائما ما باليد حيلة ذهبت متوجهة إلى المرحاض وهي تحمد الله على النعم الكثيرة الموجودة في حياتها
مر ذلك الشهر سريعا دون أن يشعر به أحد مع حدوث تغيرات كثيرة للجميع أكثرها تأخذهم لمقر الفرحة العارمة
الأولى هدير مرت عليها هذه الفترة بين المذاكرة والكلية و جاد فقط الذي أتى لها باسم جديد غير اسمها لا يناديها إلا به وحش! تحدثت معه كثيرا أو أكثر من الكثير أيضا بعد أن كانت لا تريده بسبب ذلك التشتت الغريب الذي حل عليها رأت أنه لا يوجد بحياته غيرها!
في هذه الفترة وجدته يهتم بها كثيرا يحادثها في الصباح والمساء يطمئن عليها بين الحين والآخر يريد رؤيتها كل يوم ليكمل يومه وهو في سعادة وهدوء وجدته فكاهي ومرح أيضا معها كثير الضحك وتوزيع الابتسامات تشعر أن كل ذلك فقط لأجلها لا يريد إلا راحتها ويسعى لرؤية الابتسامة دائما على وجهها ليشعر هو بالراحة بعد ذلك
يتصنع الانزعاج منها في بعض الأحيان