الأربعاء 27 نوفمبر 2024

خطايا بريئة بقلم ميرا كريم

انت في الصفحة 43 من 96 صفحات

موقع أيام نيوز


ابو ولادك
ظلت على ثباتها ولم تؤثر بها تلك ارحية الهزلية خاصته فقد طفر بنواياه الحقيقية دون ان يقصد لذلك أجابته بكل ثبات وبنظرات متحدية شامخة
رهف القديمة مبقلهاش وجود فمتحاولش تستعطفها علشان مش هرجع في اللي عملته وانت لازم تاخد جزاتك ومن هنا ورايح إياك تتعرضلي وإلا هبلغ عنك ولو فاكر انك ممكن تلوي ي بالولاد فالحضانة وفقا للقانون ليا لغاية سن الحضانة يعني مش هتعرف تضغط عليا بيهم وخصوصا إني اقدر أثبت أنك مكنتش أمين عليا وبالتالي عمرك ما هتكون أمين عليهم 

اللي بيني وبينك المحاكم واظن انت فاكر إني طلبت منك الطلاق كده وأنت رفضت فمتلمش غير نفسك أنت اللي اضطرتني لكده علشان اعرف أخلص منك
لطالما كان يثق في قلة حيلتها ويظنها ستتفهم وتسامح كعادتها بلين قلبها ولكن حقا افحمته بتلك الثقة والقوة التي تقطر من حديثها حتى أنه استغرب أين اندثرت تلك الهادئة المتفهمة قليلة الحيلة التي كانت لا تتحامل عليه مهما فعل فكيف تبدلت هكذا في غضون أيام
واين ذهب لين قلبها فكان الأمر يصعب عليه استيعابه فأخر شيء كان يره هو خسارتها لذلك وجد ذاته بدلا أن يثور عليها يعاتبها قائلا
تخلصي مني يا رهف لدرجة دي أنا وحش ومتعاشرش ومشفتيش مني حاجة حلوة
لمعت اها بنظرة كارهة مستنفرة وأخبرته بلا اكتراث يشابه ذلك الذي لطالما اغدقها به
مبقاش فاضل شيء جوايا يتشفعلك ولا باقي عليك أنا اكتشفت إن لو في جوايا طاقة لل فنفسي و ولادي اولآ بيها
لا يعلم لم شعر بوخزة مؤلمة بقلبه حين وجد تلك النظرة باها التي تنم انها بالفعل مقتته هي من كانت تستجدي ه وأهتمامه من كانت يمثل العالم باها أصبحت الأن تمقته لدرجة أنها ستتخلى عنه وتخرج من حياته للأبد وعند تلك الفكرة وجد عقله ېصرخ مستنكرا ودفعه كي بضع خطوات منها يحاول أن يؤثر عليها ولكنها تراجعت مثلهم واشارت له بها هادرة بتحذير قوي
..
رد بنبرة تلاشت منها الحدة تماما وحل محلها الخۏف وكأنه أدرك للتو كونها جادة في قرارها
أنت لسة مراتي يا رهف بلاش تعملي كده فينا بلاش تخربي بيتنا علشان خاطر ولادنا
نفت برأسها م اقتناع
وردت متهكمة
غريبة دلوقتي فكرت في ولادك وفي خړاب بيتك...أنا عشت سنين بعافر لوحدي علشان أحافظ على بيتك بس أنت عمرك ما قدرت ده الذنب ذنبك لوحدك واللي زرعته بأك هتحصده
رمش به يحاول ان يستوعب الأمر فهي محقة وهو كان على دراية تامة بذلك ولكنه كان يبرر تغاضيها وتحاملها كونه فرض عليها وحق مكتسب له لعڼ ذاته بسره ولعڼ غبائه واستهتاره بها وهدر بترقب وب غامت بالحزن لتوها
خلينا نبدأ من جد أنا مقدرش اتخيل حياتي من غيرك 
رفعت منكبيها م إكتراث وأخبرته دون ذرة تردد وكأنها تبدلت لآخرى غريبة عليه
مش مشكلتي...علشان أنا من هنا ورايح مش هقدم تنازلات و هعيش لولادي و لنفسي وبس
غامت ه وهو يشعر بشعور لأول مرة اهمه وقال بنبرة متقطعة غير مستوعبة
أنت بتقولي كده علشان واخدة على خاطرك صح... طب خلينا نقعد ونتفاهم ونوصل لحل تاني أنا متأكد أنك لسة بتيني وتقدري تسامحيني
مستحيل اللي كسرته جوايا مستحيل يتصلح الطلاق احسن ليا وليك بدل ما نأذي بعض اكتر من كده
ذلك اخر ما تفوهت به أن تتركه وتسير لداخل البناية تاركته موه ينظر لآثارها ب غائمة وبقلب ثائر أدرك الأن فقط أن يقينه بشأنها لم يكن بمحله فثورتها تلك لم تكن سوى لتراكمات عدة كانت تتغاضى عنها وتتهاون من أجل ان تحيا بسلام وتحافظ على كيانها ولكن هو لم يقدر ذلك يوم بل تمادي في طغيانه. ويبدو أن قد حان الوقت كي ينال جزائه. 
طرقات منتظمة على
باب الشقة جعلت الصغيرة تهرول تفتح الباب لتجد سة تقول من طرف أنفها
ماما موجودة يا شاطرة
أجابتها طمطم وهي تتطلع لذلك الفراء الثمين التي تضعه على يها بأنبهار تام
ايوة ثوان وانديهالك هو ده فرو أيه ده حلو اوي
قالتها شهد وهي تخرج من المطبخ وتحمل بها مغرفة الطعام التي كانت تعده لتوها وما أن فغر فاهها واتسعت اها عندما
علمت هويتها وهمست بوه
دعاء
حانت من الأخرى بسمة متعجرفة وهي ترشقها بتدني واضح وقالت بنبرة تحمل التحذير بين طياتها
أه دعاء مش هتقوليلي اتفضلي يا شهد متهيئلي في عندي كلام مهم لازم تسمعيه... ده لو عايزة مصلحة أخوك.
الثالث والعشرون
ليس كل شيء في القلب يقال لذلك خلق الله التنهة الدموع النوم الطويل الإبتسامة الباردة ورجف الين.
نزار قباني
هو ده أخر المعروف يا هانم أنت واخوك
قالتها دعاء بنزق ما استتها شهد وادخلتها تجلس بردهة منزلها.
عقدت شهد حاجبيها وردت مستفهمة
قصدك إيه يا دعاء تعالي دوغري أنا لا ب اللف ولا الدوران
أجابتها دعاء بغيظ
أنت عارفة أنا بتكلم عن ايه...
تنهدت شهد وضړبت على قدميها قائلة بنفاذ صبر
اللهم ما طولك يا روح ما تخلصي يا دعاء وتقوليلي سر الزيارة الغريبة وايه الكلام المهم اللي عايزة تقوليه
أجابتها دعاء بنظرة تحمل خبث مقيت
أخوك لافف على بنت جوزي و فاكرها هبلة وهيعرف يضحك عليها وياخد فلوسها بس انا عمري ما هسمحله بده
شهقت شهد وأردفت بدفاع قوي وهي تلوح بها
نعم قرشين أيه اللي اخويا طمعان فيهم ....حد الله يا يبتي بينا وبين فلوسكم
قلبت دعاء اها وتأففت قائلة
أففف أيه الحركات البلدي دي يا شهد هو انت مش هتتغيري ابدا
وايه اللي يغيرني إن شاء الله هو في حد بيتبرى من أصله وين يا تتكلمي كلام عدل يا متتكلميش
قلبت دعاء اها من تلميحاتها التي تتفهم المغزى منها وردت بمسايرة
أنت اتحمقتي ليه كده هي ملهاش تفسير تاني تقدري تقوليلي واحد زيه هيبقى عايز أيه من واحدة زيها غير الفلوس
احتدت نبرة شهد وهي تجيبها
اخويا مش خسيس ومش كل الناس بتحسبها زيك يا دعاء
ضحكة صاخبة مستفزة صدرت من دعاء وتلاها قولها بنبرة هازئة
زي... مهما كانت حساباته نجوم السما اله منها...ومهما خطط وحاول يعلقها بيه مستحيل هيحصل أي حاجة من اللي بتحلموا بيها...اخوك لئيم يا شهد ودلوقتي بس عرفت مكنش راضي يبلغني ليه بتحركاتها علشان كانت بتبقى معظم الوقت معاه وكان فاكرني مش هكتشف المؤامرة بتاعته
زمجرت شهد وهدرت بإندفاع وبنبرة متأهبة وهي تلوح بها
قسم بالله لو ما لمېتي لسانك لكون اه من بؤك ولفاك بيه...انا اخويا راجل بيفهم في الأصول ومش بتاع مؤامرات ولا الكلام الفارغ ده...وين صوابعك مش شبه بعض ومش علشان انت كده يبقى كل الناس بتفكر زيك
قالت آخر جملة بإندفاع و بطة متهكمة قاصدة أن تذكرها بما كانت عليه زواجها مما جعل دعاء تستشيط غيظا وتهب من موضعها قائلة وهي ترفع سبابتها أمام ها بتحذير مقيت
أنا مش هنزل تواك وارد عليك أنا بس جاية اقولك خلي اخوك ي عنها احسن له
انت بټهدديني يا دعاء وين أنت بتتكلمي بأي صفة أنت ملكيش سلطة عليها
نفت دعاء بسبابتها أمام ها وقالت بكل خبث
ابوها مش بيكسرلي كلمة وزي الخاتم في صباعي واك رأيه مش هيختلف عن رأي وعلشان أنا جدعة وبحكم المعرفة القديمة اللي بينا مجبتلوش سيرة وجيت علشان اخليك تعقلي اخوك وتخليه يعرف أن نجوم السما ا من اللي بيخطط ليه.
ضړبت شهدكف على أخر من تسلطها المقيت و وتهميشها لشخص زا وهدرت بها بنبرة مندفعة مفعمة بالكبرياء افحمت الآخرى
اسمعي أنت بقى... محمد مفيش أعقل منه والكلام ده سابق لأوانه وين محدش عارف النصيب فين ولو ربك عايز يجمعهم هيجمعهم حتى لو أهل الأرض كلها اعترضت مشيئته بس هي اللي هتكون...
لتربع ها وتقول بتهكم تقصدته كي ترد لها ما بدر منها في حق شقيقها
وانا برضو علشان جدعة هعمل نفسي مسمعتش حاجة منك ولا شوفتك من الاساس ده انا حتى مش هطردك من بيتي زي ما طردتي اخويا وهك تمشي من نفسك
قالت آخر جملة وهي تت لباب شقتها وتفتحه على مصراعيه كدعوة صريحة لها أن تغادر مما جعل دماء الآخرى تفور من ة غيظها وتخطوا نحوها وهي تضم ذلك الفراء الثمين على ها و ترشقها بنظرات متعالية قائلة من طرف انفها بنبرة تحمل تحذير مقيت
كنت فاكرك هتبقي عاقلة وهتقدري الموقف بس يا خسارة طلعتي غبية ومحدش هفع التمن غير اخوك
لوت شهد فمها وقالت بإندفاع وبنفاذ صبر دون أن تعطي تحذيرها أي اهمية
والنبي يا دعاء الواحد عنده مرارة واحدة ومش حمل نفشة ريشك دي الله يسترك طك اخضر وخلصينا
جزت دعاء أضراسها بقوة من استخفافها بها وعجرفتها معها وغادرت بخطوات واسعة يتأكلها الڠضب بينما هي اغلقت الباب ها وجلست على ا مقعد
تشعر بالقلق يزحف لقلبها ولكنها طمأنت ذاتها أن ما فعلته هو الصواب فما تطلبه تلك الصفراء منها
يعد مستحيل بالنسبة لها فكيف ستفعلهاوهي ذاتها من أثرت عليه كي به وزرعت به الأمل للآتي بالطبع لن تخبره وستتركه ينعم ب مالكة قلبه فلديها يقين تام ان الله سيتكفل بكل شيء. 
مرور عدة أيام مروا بسلام على تلك التي تتطلع لذاتها بالمرآة وهي تبتسم بسمة راضية لهيئتها فقد وعدها اليوم أنه سيصطها لتناول الغداء
ليروح عنها عناء المذاكرة ويجعلها تعود بطاقة جدة لها فلم يعد إلا أيام قليلة تفصلها عنها وحقا هي كانت بأمس الحاجة لتخفيف ة أعصابها ولذلك تحضرت بحماس
وانتقت أحد الفساتين
التي احضرها لها على ذوقه الخاص عوضا عن التي مزقها سابقا وتستعد بأبهى صورها.
فقد مررت ها بين خصلاتها التي أصبحت تقوم بتمليسها في الآونة الأخيرة وتخلت عن تجعها وعن تلك الهيئة المتمردة التي كانت تتعمد أن تظهر بها ست قلم الحمرة و وضعت القليل منه على شفاهها تزامنا مع طرقه لباب غرفتها رجفة لذيذة سرت بها عندما هرولت تفتح له الباب ورأت نظراته المتمعنة لها و أن تتفوه بكلمة واحدة قال هو بنبرة عابثة وبنظرة اعجاب واضحة
يخربيت جمالك ...هو في جمدان كده
حانت منها تلك البسمة المهلكة التي لطالما أوقعته بها ليعقب ها بخفة وببسمة بشوشة واسعة
كمان بتضحكي... شكلي داخل على أيام سودة ليرفع نظراته لأعلى ويستأنف راجيا وهو يرفع ه
يارب أنا على أخري عدي الكام يوم دول على خير من غير ما اتهور
نكزته بكتفه وهمست ب يشتعل من ة الخجل
بطل يا يامن ويلا بينا أنا خلاص جهزت
هبطل يا مغلباني بس مش ما تديني تصبيرة على الماشي
و أن تعترض كان ..
على فكرة انت رخم
اجابها بغمزة متسلية من ه
بس بټموتي فيا مش كده
ابتسمت وأته بحركة من رأسها بينما هو قال بنبرة رغم عبثيتها إلا أنها كانت تقطر بغيرته
أخر مرة تحطي منه وأنت خارجة أصله ملفت وانا مش ب كده...ممكن تحطهولي في البيت بس وساعتها أنها
 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 96 صفحات