الأربعاء 11 ديسمبر 2024

غرام المغرور بقلم نسمة مالك

انت في الصفحة 2 من 62 صفحات

موقع أيام نيوز

 


مكمله..
انا عارفه ان ليكي علاج و لازم تاكلي الأول قبل ما تاخديه..
ابعدت إلهام وجهها سريعا ورفعت يدها ربتت على كفها وهي تقول..
تسلم يا بنتي بس انا مليش نفس دلوقتي.. هستني إسراء لما تيجي وناكل سوا.. قومي أنتي روحي عشان متتأخريش أكتر من كده..
وضعت إيمان الطعام من يدهاوهي تقول پخوف ظهر على محياها.. 

عندك حق يا خالتي.. انا همشي انا قبل ما يرجع والمرادي ممكن يقطم رقابتي..
ابتسمت لها إلهام قائله.. مع السلامة يابنتي.. ربنا يهدي سرك ويراضيكي بالخلف الصالح يا إيمان يا بنت مني قادر يا كريم..
آمنت إيمان على دعائها وسارت بخطوات مهروله نحو الخارج..
لتسرع إلهام بإيقاظ الصغيره بمنتهي الرفق وهو تقول..
قومي يا ضنايا كلي ربنا عالم بيكي وبعتلك رزق على ما أمك ترجع يا بنتي..
هبطت عبراتها على وجنتيها من جديد حين شعرت بقبضه قوية تعتصر قلبها من شدة قلقها على وحيدتها..
ربنا يحفظك يا إسراء يا بنتي ويفرحك بشبابك ويعوضك عن حزنك وكسرت قلبك يا ضنايا..
........................................
.. شركة فارس الدمنهوري المتخصصه لصناعة السيارات..
داخل عياده الشركة الخاصه.. يجلس فارس على إحدى الكراسيي واضعا ساق فوق الأخرى..يتابع الطبيبه وهي تعالج چرح تلك المجنونه التي ألقت نفسها بطريقه حتي سقطت بين يديه..
خلصتي!..
قالها فارس بلهجته الحاده الصارمه..
جعلت الطبيبه تنتفض بفزع وأجابت على الفور..
أيوه يا فندم خلصت..جرحها خد 6 غرز..
هب واقفا وسار بخطوات بطيئه نحو النائمه على الفراش حتي وقف أمامها يتأمل وجهها الملائكي بنظرات جامده يخفي بها إعجابه الشديد بملامحها الفاتنه الرقيقه..
بل الساحره.. نعم تمتلك هي سحر خاص لم يراه بحياته على أي امرأه رغم علاقاته المتعدده..
تأمل ملامحها بدقه لا تخلو من وقاحته.. من بداية حجابها التي نزعته عنها الطبيبه ليظهر شعرها الحريري اللامع كخيوط من الذهب الخالص وعينيها الواسعه التي تزينها اهدابها الكثيفه أنف صغير منمق وشفاه مكتنزه كحبة كريز طازجه..
ابتلع لعابه بصعوبه حين هبط أكثر بعينيه لعنقها المرمري وتابع تأملها بوقاحه وجرئه أمام أعين الطبيبه المنذهله من تصرفاته.. فهو ظل جالسا حتي وهي تخلع عنها عبائتها السوداء بمساعده إحدي الممرضات لتتمكن من الوصول لجرحها ولكنها استطاعت إخفاء جسدها عن عينيه الماكره حين دثرتها جيدا بغطاء ازرق اللون..
ضيق عينيه بدهشه حين لمح بقع كبيره تملئ الغطاء فوق صدرها وتزداد اتساع بصوره ملحوظه.. فتحدث بتساؤل دون أن يبتعد بنظره عنها..
ايه اللي بيحصل دا!..
اجابته الطبيبه بعمليه.. واضح أنها بترضع يا فندم..
عقد حاجبيه ونظر للطبيبه نظره حارقه مرددا..
بترضع!..
الطبيبه بتوتر.. احححم ايوه يا فندمودا بيحصل للأم لما البيبي بيكون جعان..
فارس بيه..
همست بها إسراء بضعف وهي تجاهد لفتح عينيها..
همسها وصل لسمع ذلك الواقف.. فعاد بنظره لها.. يرمقها بنظرات ساخره وقد ظن أنها مثل معظم النساء التي تحلم بالوصول له حتي ترتمي أسفل حذائه..
فوقيها.. قالها فارس بأمر موجه حديثه للطبيبه..
فقالت الطبيبه بتأكيد.. هي فعلا فايقه..أنا مديها بنج موضعي.. بس عندها هبوط شديد نتيجه قلة غذا والمحلول اللي في ايديها هيساعدها تفوق أكتر..
حرك رأسه بالايجاب وأشار لها بالانصراف.. فسارت للخارج خلفها مساعدتها في الحال..
وضع يده بجيب سرواله ووقف يتابعها وهي تستعيد وعيها ببطء وتتأوه بصوت خفيض أربكه وأشعل شرارة رغبته خصتا حين أعادت همسها بإسمه بصوتها المتعب ولكنه ناعم ورقيق للغايه..
فارس بيه من فضلك ساعدني..
 امممم ياتري عايزاني أساعدك في أيه بالظبط يا مدام!..
جحظت عينيها حين شعرت بأنفاسه الساخنه تلفح بشرتها فأسرعت برفع يدها حتي تدفعه بعيدا عنها..لكن جسدها الضعيف لم يسعفها..
ف إحدي ذراعيها مصاپ بچرح ليس بهين والأخر موضوع به أبره بكف يدها تصل بمحلول معلق بجوار الفراش..
احتقن وجهها بحمرة الخجل ورمقته بنظره غاضبه وتحدثت بصوت مرتجف قائله.. أبعد عني ..
رفع يده وسار بسبابته على وجهها يرسم ملامحها وهو يقول بعبث..
انا كنت بعيد عنك فعلا وأمرتهم يضربوا عليكي ڼار علشان أحذرك تقربي مني..لكن واضح إني عجبك أوي وداخل مزاجك على الأخر لدرجة إنك مستعده تضحي بحياتك علشان توصليلي!..
انت بتقول أيه يا ساڤل أنت..أبعد عني احسنلك بدل ما أصوت واعملك ڤضيحه..
قالتها بأنفاس متلاحقه من شدة رعبها وهي تبتعد بوجهها عن يده بشمئزاز ظاهر على محياها..
ساڤلوفضيحه! .. قالها وهو يرمقها بنظره غاضبه وملامح لم تبشر بالخير أبدا وبلحظه كان قبض على عنقها بقوه وتحدث بصوت عال يدل على شدة غضبه قائلا..
انتي مين يا بت انتي ومين اللي بعتك..
استجمعت قوتها ورفعت يدها بضعف شديد تحاول أبعاد يده عنها ولكن يده كالصخر لم تتزحزح انش واحد مما جعلها تلتقط أنفاسها بصعوبه بالغهوعبراتها تهبط بغزاره على وجهها وبصوت يكاد يسمع قالت..
انا مرات موظف كان شغال عندك هنا في الشركه وماټ من 7 شهور..
تأوهت پألم وبضعف تابعت..
وجايه أطلب منك تساعدني أخد معاشه علشان أصرف منه على
بنتي اليتيمه كنت فكراك بني آدم زينا.. بس طلعت غلطانه!!.
..
واستغفرو لعلها ساعة استجابة
بارت 3
إسراء..
تجلس على
 الفراش بملامح شاحبه من شدة تعبها.. حامله صغيرتها بين يديها تقوم بأرضاعها.. الطعام الوحيد المتاح لديها..
كتمت آهه نابعه من ألم قلبهاوليس ألم ذراعها الذي لم يشفي بعد رغم أنه مر عليه أكثر من أسبوع
ولكن قلة غذائها وعدم توافر المال لجلب الدواء جعله لم يلتئم.. بل ذادت حالته سوء وهي تتحامل على نفسها أضعاف فوق طاقتها..
شعرت بدوار عڼيف يجتاحها وبدأت تتصبب عرق غزير.. فضمت صغيرتها بحب تستمد منها بعض القوه متمتمه بضعف.. 
يارب أديني الصحه لخاطر أمي وبنتي..
جاهدت حتي لا تفقد وعيها ومدت يدها لكوب من المياه موضوع على كرسيي صغير بجوار الفراش.. ارتشفت منه قليلا وعدلت وضع صغيرتها التي غاصت بنوم عميق ووضعتها بحذر جوار والدتها النائمه بعدما امطرتها بوابل من القبلات المتفرقه على وجهها الملائكي..
أخذت نفس عميق وغادرت الفراش بوهن متجه نحو عبائتها السوداء ارتدتها على عجل وحجابها من نفس لون العباءه واقتربت من والدتها مسدت على يدها بحنو ومالت على اذنها قائله بهمس..
ماما أنا خارجه يا حبيبتي.. إسراء نايمه جنبك وانا بأمر الله هحاول متأخرش عليكم..
فتحت إلهام عينيها ونظرت لها وتحدث بلهفه حين لمحت شحوب وجهها.. 
رايحه فين يا بنتي وانتي شكلك تعبانه أوي كده!..
توجهت بنظرها للشرفه وتابعت بذهول.. 
هتخرجي إزاي دلوقتي والشمس لسه مطلعتش يا إسراء! ..
ابتسمت لها إسراء ابتسامة باهته وبأسف قالت.. 
الجو مغيم شويه وشكلها هتمطر واطمني الساعه 7ونص يا ماما..
اعتدلت إلهام وجلست على الفراش وبقلق قالت..
طيب قوليلي انتي رايحه فين بس يا بنتي.. انا ببقي قلقانه عليكي ومش عارفه انتي فين ولا بتعملي ايه..
ربتت إسراء على ظهرها بحنان بالغ وأردفت بتنهيده.. 
يعني هكون بروح فين يا ماما.. اديني بلف يمكن ربنا يكرمني بأي حاجه اشتغل فيها.. مش عايزاكي تقلقي عليا يا حبيبتي ولو إسراء جاعت أديها لقمة عيش تاكلها على ما أرجع وان شاء الله ربنا يرزقني وارجعلكم بأكله حلوه..
طيب ريحي قلبي يا بنتي وقوليلي أيه اللي حصل معاكي لما روحتي لصاحب الشركة..قوليلي يا بنتي الراجل عمل معاكي ايه انتي من يومها مش عجباني ولا اللي قولتيه دخل دماغي يا إسراء.. 
أردفت بها إلهام بصوت متحشرج بالبكاء..
أطبقت إسراء جفنيها پعنف لكبح عبراتها ورسمت ابتسامة زائفه على ملامحها الفاتنه وتحدثت بجديه قائله.. 
وانا من أمتى بخبي عليكي حاجه يا ماما!!..الراجل طلع في منتهي الزوق زي ما قولتلك وخد مني الورق وقالي هيتابع الإجراءات بنفسه بس طلب استني عليه اسبوعين تلاته على ما يخلص شغل مهم في ايده وهيبعتلي معاش رامي الله يرحمه لحد عندي كمان..
رمقتها والدتها نظره متفحصه وحركت رأسها بالايجاب وهي تقول.. 
ادينا داخلين في الأسبوع التاني اهو.. وماله نستني ونشوف أيه اللي هيتم والميه تكدب الغطاس..
ادعيلي.. قالتها إسراء وهي تسير نحو الخارج غالقه الباب خلفها ووقفت أمامه تبكي بصمت متمتمه بسرها.. 
أقولك ايه بس يا ماما.. اللي حصلي على ايد المغرور دا ميتقلش..
جففت عبراتها وهبطت الدرج بخطي مرتجفه حين داهمتها برودة الجو الشديده.. 
توكلت على الله.. 
همست بها بقلب يستجدي المولي أن يرزقها رزق حلال من حيث لا تدري ولا تحتسب..
تسير بطريقها كالسيف غافله عن تلك السياره التي تتابعها منذ خروجها من منزلها.. بها مجموعه من الرجال يتابعون كل ما تفعله ويقومون بتصويرها..
.............................. 
.. بقصر الدمنهوري..
رنين هاتف بستمرار ازعج ذلك الوسيم الذي أوشك على النوم بعد مكوثه بإحدى الملاهي الليليه حتي شروق الشمس..
اعتدل بتكاسل وأمسك هاتفه ضغط زر الفتح وتحدث بصوته الصارم قائلا.. 
ايه الأخبار..
أتاه الرد سريعا.. 
فارس باشا..البنت خرجت من بيتهم زي كل يوم بتلف على المحلات تسأل عن شغل..بس شكلها انهارده تعبان أوي ورجعت أكتر من مره وكل ما تحس انها هتقع بتقعد على الأرض..
انتفض من على الفراش وهب واقفا وسار نحو غرفة الثياب أخرج ملابس له وبدأ يرتديها وهو يقول بأمر.. 
ابعتلي لوكشن بمكانها حالا..
أمرك يا باشا..
اغلق الهاتف وتابع ارتداء ثيابه محدثا نفسه بغيظ.. 
انا شوفت حريم كتير يمكن بعدد شعر رأسي.. لكن مشوفتش زيك ولا زي غبائك يا إسراء!!..
صك على أسنانه حين تذكر حديثها المتهور التي القته بدون ذرة تفكير منها.. 
.. فلاش باااااااااااك..
كان يقبض على عنقها بقبضة يده بقوه.. كاد ان يزهق روحهاولكنه ابتعد عنها ببطء حين أخبرته انها أرمله لإحدى العاملين بشركته..
تطلع لها قليلا ومن ثم سار للخارج بخطوات مسرعه.. 
لتسرع هيوتعتدل بوهن جالسه وبحثت بعينيها عن عبائتها.. وجدتها موضوعه جوارها على الفراش.. نزعت تلك الابره من يدها الموصله بمحلول معلق بجوار الفراش..
وارتدت ثيابها وهبت واقفه بصعوبه.. وسارت نحو الخارج بخطي مجهده..
كان فارس يقف أمام الباب واضعا كلتا يده بجيب سرواله.. شهقت بصوت خفيض حين لمحته.. رمقته بنظره محتقره وهي تقول.. 
حيوان بهيئة إنسان..
نظر لها نظرة دبت الړعب بأوصالها واقترب منها مال على اذنها وهمس بوعيد.. 
سمعتك على فكره وهحسبك على غلطك دا..
ضحكت
ساخرة.. ضحكه اظهرت جمال وفتنة ثغرها المزموم وبصوتها الساحر قالت.. 
هتقول لرجلتك تضربني پالنار تاني!..
قالتها ولم تنتظر منه إجابه وبدأت تسير نحو الخارج متمتمه.. 
حسبي الله ونعم
 

 

انت في الصفحة 2 من 62 صفحات