الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 24 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز

متعجبا من حديثها
يعني ايه دي خلتني أشك فيكي وفي أختي وهي السبب في كل اللي كنا فيه عايزاني أسكت
أجابته بجدية مؤكدة على حديثه وهي تقف أمامه متذكرة حديث أمس بينهم الذي مازال يترك أثر بها
آه تسكت علشان في الآخر أنا اللي هتأذي سواء منك أو منهم ولا نسيت امبارح هما عملوا ايه وأنت عملت ايه
وقف ينظر إليها داخل عينيها وهي تفعل المثل كل منهم يتذكر حديث أمس وما فعله هو عندما رحل وتركها غير غضبه وعصبيته عليها نظرت إليهم يسرى مستغربة من حديثهم سويا هكذا ولكن تحدثت مخرجة كل منهم عن نظراته إلى الآخر
مروة عندها حق فاروق زي الخاتم في صباع مراته ومهما عملت مش هيغلطها وماما كمان بالعكس دي ممكن تفرح أنها عملت كده بلاش أحسن يا يزيد هيحصل مشاكل وخلاص أنا بس كنت حابه أعرفكم أنه مش أنا
اقتربت منها مروة التي ابتسمت إليها بحب ثم عانقتها دون سابق إنذار وتحدثت قائلة بهدوء
أنا مشكتش فيكي للحظة اللي حصل بس شتتني شوية بس أنا عارفه أنك متعمليش كده
ابتسمت يسرى هي الأخرى باتساع ابتعدت عنها مروة ليقترب يزيد محتضنا إياها هو الآخر قائلا بجدية
معلش متزعليش مني
ابتسمت إليه بحب تشدد على احتضانه ثم تركتهم وذهبت وهي في غاية السعادة أنها أثبتت لهم أنها ليس لها يد بما حدث..
اقترب منها بعد أن وضع يده في جيبه بنطاله البيتي مضيقا ما بين حاجبيه ثم سألها باستنكار
معقول مش عايزه تاخدي حقك منها ولا حتى تعرفيها أنك عرفتي
نظرت إليه بجدية 
عايزه أروح أقعد في بيتنا يومين
دون أي نقاش أو حديث آخر وجدته يقابلها بالرفض التام الذي يظهر على جميع ملامح وجهه
لأ
استغربت من رده عليها فهي منذ أن تزوجته لم تراهم إلا مرة واحدة وكلما طلبت منه رفض نظرت إليه بدهشة متسائلة بتعجب من رفضه
هو ايه اللي لأ أنا من إليه وتحدثت بتهكم قائلة
آه صح أنا ناسية مشغولياتك اللي مش بتخلص بس على العموم ياسيدي أنا مش هحتاجك معايا هروح لوحدي ها لسه عندك اعتراض
ابتسم هو الآخر بسخرية كما فعلت أقترب منها إلى أن أصبح يتبادل الهواء الذي تتنفسه هي والأخرى يعبث بخصلات شعرها بها وتحدث بتهكم
مفيش مرواح في أي مكان يا حبيبتي سواء
نظرت باستغراب شديد فهو بالأمس ثار عليها ومن ثم ذهب ولم يعد إلا بعد نومها واليوم منذ الصباح وحديثه فاتر يخلوا من أي مشاعر أما الآن فهو يعتذر بحب وحنان! ضيقت ما بين حاجبيها وهي تنظر إليه ليفعل مرة أخرى كما الأولى مقبلا يدها الاثنين ومن ثم جبينها وتحدث مرة أخرى بمرح مبتسما
خلاص بقى ميبقاش قلبك أسود أنا آسف بس اتعصبت شويه وأنت عارفه عصبيتي غبية حبتين متزعليش بقى
لم يجد منها ردا مرة أخرى
بل كانت تنظر إليه بكل دهشة متعجبة من تغيره المفاجئ ثم قررت أن تنال منه على طريقتها لطالما هو يفعل ذلك تنفس بعمق ثم ابتسم بهدوء وقبل باطن يدها اليمنى متحدثا بجدية
خلاص بقى يا مروتي أنا بحبك ومقدرش أشوفك زعلانه مني كده.. ادلعي براحتك بس مش في الزعل ياستي
انهى جملته غامزا إليها بإحدى عينيه فابتسمت هي تلقائيا بسبب طريقة تفكيره الدائمة في أمور أخرى تماما ابتسم هو الآخر باتساع ثم ترك يدها ومد قدمه قليلا ليخرج شيء من جيب بنطاله..
أخرج علبة صغيرة للغاية ثم فتحها أمام عينيها مخرجا منها سلسال ذهبي اللون به قلب متوسط الحجم بنهايته ثم أعطاه لها..
أخذته بين يدها وقد كان مظهره مبهج بشكل لا يوصف أعجبها بشدة وقد أدمعت عينيها من أفعاله الغير متوقعة بالمرة نظرت إليه مبتسمة بخجل وهتفت قائلة بحماس
جميلة أوي أوي
ابتسم هو الآخر ليعود بظهره إلى ظهر المقعد متحدثا بتباهي أمامها وهو يشير بيده ناحيتها بغرور مصتنع
لأ ولسه كمان لما تفتحيها
نظرت إليها بين يديها وأعادت النظر إليه هو أومأ لها بتأكيد على أن تفتحها ففعلت بهدوء أدمعت عينيها مرة أخرى والابتسامة تتسع بوجهها لتزينه برقة وخجل وجدت بداخل السلسال ثلاثة قلوب اثنين كبيرين توجد بواحد منهم صورة لها والأخر بها صورة ل يزيد وفي المنتصف الصغير فارغ ليس به أي صور..
رفعت نظرها إليه مرة أخرى ممتنة له فقد 
عظمة الترقوة.. 
الوحيد ولكن ليس هنا بمكان كل من فيه مرضى
ايه اللي أنت بتقوله ده أكيد عايزه ولاد منك.. أنا كنت بسأل بس مش قصدي حاجه
نظر إليها بهدوء وهو يرى جديتها في الحديث أو حدتها ليتأكد من حديثها الذي راقه وبشدة فابتسم بهدوء وهو يأخذ يدها مرة أخرى وأخرى ثم وقف على قدميه متحدثا بجدية
طب ما يمكن علشان أنا كمان بقيت بحبه
ابتسم باتساع لتنكمش عينيه سار به إلى مكانه مرة أخرى وأجابها قائلا
يمكن بردو
مش يلا بينا وحشتيني
وأنت كمان وحشتني
صاح عاليا بسعادة ومكر وهو يعبث معها
يا فرج الله أخيرا
أخفضت وجهها خجلا رفعه هو مرة أخرى بإصبعه السبابة وقبل وجنتها اليسرى سريعا كما الأخرى ثم أخذها ليخرج من الإسطبل صاعدا إلى غرفته..
ترك يدها وهو يسير في حديقة المنزل معها مخرجا من جيب بنطاله علبة سجائره وأشعل واحدة منهم واضعه في فمه
يستنشقها بشراهة نظرت إليه بحدة لا تريده أن يستعمل هذا الشيء كثيرا فهو مضر للغاية..
سحبتها من بين سريعا ثم ألقتها على الأرضية ودعستها بقدمها نظر إليها هو باستغراب ودهشة كيف استطاعت أن تفعل شيء كهذا معه هو تحدث بجدية قائلا
عارفه لو حد غيرك عمل الحركة دي كنت عملت فيه ايه كنت هاكله زي ما أنا هاكلك دلوقتي
وايه المقابل
أخذت تفكر وهي تنظر إليه بطفولة شديدة واضعه إصبعها على جانب رأسها لتبتسم بخجل ثم تقدمت منه للغاية واضعه يدها الاثنين وأخذت تستنشق زفيره وهو العكس أغمضت عينيها مستعدة .. بينما هو لم 
أبتعد عنها ينظر إلى بوابة المنزل الأمامية ليراها تتقدم منهم سريعا تاركه حقيبتها الكبيرة عند الباب بعد أن دلفت وركضت سريعا لترتمي بأحضانه وهي تبتسم بسعادة بالغة وهتفت قائلة
يزيد وحشتني أوي أوي ياخي
لم يضع يده عليها بل ألجمت الصدمة لسانه ولم يستطع أن ينظر إلى زوجته حيث أنها كانت تقف جواره ناحية المرأة التي تحتضنه أبعدها عنه بهدوء وتحدث قائلا
حمدلله على السلامة بس أنت جيتي ليه دلوقتي مش قولتي الوقت أتأخر وكنتي هتيجي بكره
وقفت أمامه وتحدثت بحماس شديد وهي تبتسم بسعادة
غيرت رأي في آخر لحظة وجيت قولت بما أن العربية معايا مش مهم بقى
ابتسم لها بهدوء وأدار رأسه ناحية زوجته التي قد كانت
قاربت على الإڼفجار من تلك الحقېرة التي تحتضن زوجها في وجودها دون أي حياء غير أنها تقول أنها اشتاقت له كثيرا تملكتها الغيرة وقد اشتعلت النيران بداخل قلبها تود لو

تفتك بها وبابتسامتها البلهاء وتذكرت سريعا تلك المرأة التي كان يحدثها على الهاتف وقالت ربما هي تلك الخبيثة وضعت يدها أمام صدرها مرة أخرى وهي تنظر إليه منتظرة منه تعليق عما حدث ليتحدث هو بعد أن ابتلع ريقه وقد علم أنها ستريد محاولة أخرى ليرضيها
مروة مراتي يا ريهام ريهام صديقتي وماسكة كل شغلي يا مروة في القاهرة وجت علشان كان في حاجات مهمة في الشغل
نظرت إليها بعد أن تصنعت الابتسامة ثم قالت بهدوء مريب
أهلا بيكي
وقفت الأخرى أمامها بعد أن قدمها إليها يزيد نظرت إليها ببرود وخبث وثم أردفت قائلة متصنعة الدهشة
ما مراتك قمر أهي يا يزيد مش زي ما سمعت
نظرت إليه مروة بدهشة هل قال لها أنها بشعة ليس بها شيء جميل هل تحدث معها عنها نعم من أين ستعلم إلا منه هو هو من قال لها ذلك ليكسر كبريائها وكرامتها مؤكد هي صديقته منذ زمن أما هي زوجته فقط منذ بضعة أيام!!
عن اذنكم!..
سارت سريعا دون أن 
كلما أرادت أن تجعل هناك ذكرى 
لهم سويا تنقلب رأسا على عقب
لم يكن يريد أن يحدث ذلك وفي هذا الوقت بالتحديد! غير تفكيره بأنه لم يتحدث مع ريهام عنها إذا لما قالت ذلك هو قال أنه سيتزوج وثم قال أنه تزوج بالفعل ولأسباب عادية مثل أنها امرأة تصلح لأن تكون زوجته! يعلم تمام العلم أن الكلمات أثرها سيكون كبير على زوجته وإن لم يحدث أي شيء أقله ستقول أنه من قال ذلك
عنها! ذكرها لصديقته بالبشعة أو أنها ليست جميلة كأي امرأة! يكاد عقله ينفجر بسبب كثرة التفكير فيما حدث فهو للتو قام ب مراضاتها بعد ما حدث أمس لتأتي هي وتخرب كل شيء هكذا في لمح البصر!..
رفع بصره إلى نافذة 
لم تنم بعد وتستمع إلى حديثه جيدا وتعلم ما الذي يريده هو ولكن فضلت الصمت فتحدث هو مرة أخرى بنفس تلك النبرة السابقة
أنا عارف إنك لسه صاحيه ممكن تقومي نتكلم شويه
أجابته وهي مغلقة عينيها بحدة وعصبية لم تستطيع السيطرة عليهم فهي قلبها مشتعل بسبب أفعاله هو فقط
آه لسه صاحيه بس هنام ومش عايزه أتكلم في حاجه ممكن تبعد بقى!
أخذ نفس عميق وصعد بكامل جسده على الفراش خلفها وتحدث بعد أن رتب حديثه الذي سيقوله لها حتى تقتنع
أنا عارف إنك زعلتي من كلامها بس هي أكيد مش قصدها صدقيني وطبعا أكيد بتقولي إن أنا اللي قولتلها كده بس وحياتك عندي ما حصل ولا اتكلمت معاها في شيء يخصك
فكرت لثواني هل تتحدث معه وتقول ما أرادت قوله أم تتركه هكذا وحده يعاني مثلما يفعل بها دوما وجدت نفسها تستدير له وتجلس أمامه على الفراش هاتفه بحدة وجدية
أنا بجد زهقت كل شويه تعمل حاجه أسود من اللي قبلها وتيجي تعتذر بس بجد لأ يا يزيد لأ مش كل مرة بقى الله
لم يستمع إلى حديثها بل كان عقله وقلبه بمكان آخر وعينيه متواجده معهم بنفس هذا المكان انخفض الغطاء عنها لأسفل عندما جلست على الفراش ليظهر أمامه بسخاء ويظهر ذلك القميص ذو اللون الأسود الذي لا يخفي عنه شيء ويظهر بشرتها البيضاء بسبب تعاكس لونه الأسود معها سلبت منه عقله بجمالها ورقتها وحديثها وكل أفعالها الآن يتحدثون بشيء هام وهو ينظر إليها بهذه الطريقة! ماذا فعلت به هل سحرت له عند أحد الدجالين.
انخفض .. ناحيتها وهو مغيب الفكر كل ما أراده شيء واحد يضع عينيه عليه وما كاد أن يقترب منها ليأخذ ما أراد حتى دفعته هي بحدة
وهي تنظر إليه بدهشة شديدة متسائلة بجدية
أنت مسمعتنيش صح دماغك في مكان تاني كل مرة بتعمل كده.. هو أنت كل تفكيرك هنا
ابتلع ما بحلقه وأخذ نفس عميق مرة أخرى وزفره محاولا يهدأ نفسه عما في عقله الآن نظر إليها بتوتر وقال لها بمكر
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 55 صفحات