بقلم فرح طارق امسك بيدي
بنظرات جامدة غير مبالية..
سيف بنبرة خالية من أي مشاعر
جهزي نفسك علشان هتروحي عند مامتك.
نهضت ليان بسعادة و وقفت أمامه
بجد هروح لماما يا سيف.. هي وحشتني اوي فوق ما تتخيل.
تمام ياريت تجهزي ف أسرع وقت علشان ألحق أسافر يا ليان.
عقدت ليان حاجبيها وتساءلت مردفة
هتسافر فين..
أوروبا عندي شغل هناك.
تركها مكانها واستدار مغادرا للغرفة و وقف عند الباب
في شقة وفاء..
ابتعدت عن ابنتها بصعوبة شديدة ودموعها تنهمر بكثرة لرؤية ابنتها..
نظرت وفاء لسيف بنظرة امتنان وشكر ولازالت تبكي
مش عارفة أقولك إيه يا ابني ربنا يرزقك ويصلح حالك ويفرح قلبك ويطل عليه باللي بتتمناه زي ما طليت عليا ببنتي.
أنا همشي دلوقت ولما أرجع من السفر هبقى اجي اخدك.
هترجع امتى
مش عارف بس احتمال تطول..
واوي.
اردف بكلمته الأخيرة وهو ينظر لعينيها بنظرة لم تفهمها ولكنها ڠصبا عنها جعلت قلبها ينقبض!
نظرت ليان لوالدتها التي تتابعهم باهتمام واردفت وفاء
طب كل لقمة يا ابني قبل ما تمشي ومتقولش لأ لأنك هتاكل معانا وأنا هحضر الأكل بسرعة.
وقفت ليان بتوتر وهي لا تعرف ما تقوله الآن!
على فكرة أنت نسيت عقابك ليا.
رفع سيف حاجبيه وابتسم بسخرية لها
منستش مبنساش حاجة يا ليان وخصوصا لو حاجة تخصك!
أنا لازم امشي وبلغي والدتك بأني جالي تليفون مهم منفعش أقعد سلام..
لم تنتبه لوالدتها التي تنادي باسمها وهي تقف بجانبها..
ليان ببلاهة
ها..!
آه أصل جاله تليفون مهم ومستعجل ف منفعش يقعد ومشي.
سحبتها والدتها من يدها واتجهت للداخل
طب تعالي يا ليان واحكيلي كل حاجة بالتفصيل وكمان جوازك من سيف! واللي واضح من نظراتكوا لبعض وكلامكوا بأن فيه حاجة بينكم!
جلست ليان بجانب والدتها وما إن انتهت والدتها حتى اجهشت ليان بالبكاء وشرعت بإخبار والدتها بكل شئ..
مش عارفة ومش عارفة ليه ف وسط كل ده اتجوزني! وكان قدامه مېت حل غير ده!
وفاء بتفكير وخبث
طب مش يمكن حبك.. أصل اربطي الموضوع ببعضه كدة وكمان لو شغله زي ما بتقولي وإنه كان مأمور بخطڤك ف انت خطړ عليه أصلا! ف يقوم يتجوزك ده يستاهل جايزة نوبل على غبائك! مازن يا ليان.. مازن الي أنا وحور بدل المرة ألف قولنالك عليه لأ.. حور اللي حتى مشافتهوش ولا مرة بس لمجرد كلامك عنه قالتلك لأ عليه.. مازن! تأمني ليه وتروحي شقته وتقبلي تعيشي مع راجل أجنبي عنك ف نفس الشقة.. طب تعرفي! أهو حتى لو سيف ده بيشتغل ف الخطڤ والحاجات دي بس راجل! مقبلش يقعدك معاه وانتوا غرب وكتب عليك.
ليان پغضب
هو أنا بحكيلك عشان تفضلي ترسمي صورة للزفت سيف وقد إيه جنتل وجميل! بقولك كان خاطفني! ده لو كان اتقالوا كان هيعمل كدة وتقولي راجل!
ومين قالك مش يمكن كانت أوامره وهو خفاك ف بيته علشان كدة..
كان هينزلني من العربية لولا أنا كنت خاېفة من بابا وإنه !
و وثقتي فيه يا ليان وثقتي فيه ف اللحظة اللي هو كان عدوك فيها وروحتي معاه بيته كل تصرف ليك غلط عن اللي قبله وسيف لو مش كويس كان فيه مليون طريقة يستغلك بيه وخصوصا بأنه شايف كل غبائك قصاد عينيه بس مستغلهوش بالعكس الواد بيسايرك فيه ومطول باله عليك.
تنهد وفاء وأكملت حديثها
ليان انت من صغرك بتفكري ف اللحظة ف وقتها عمرك ما بترتبي ل اللي جاي واللي هو هيترتب على الخطوة بتاعتك دلوقت كل شوية أقول هتكبر هتفهم اللي حواليها هتعرف تتصرف وتفهم الدنيا بس لأ تسرعك ف الأمور بيزيد المفروض أي قرار هتاخديه تسردي قدامك سلبياته وايجابياته هتكون إيه زي وقررتي تمشي مع واحد اخطر منه ع الأقل محمد ظاهر و واضح عايز إيه ونهايته إيه أما انت ده حتى متعرفيش إسمه إيه معلوماتك عنه انه خاطف والله اعلم قاټل وخاطف كام حد قبلك! ربنا سترها وطلع حد كويس وبالعكس حماك من كل اللي حواليك وبردوا بنفس التسرع روحتي لمازن برجليك! طب من كلامك إنه عرفك بعد ما مشيت معاه إن ابوك مش معانا يعني لو ابوك معانا كنت هتروحي تعيشي مع مازن..
تنهدت وفاء بحزن واكملت
صدمتيني فيك وف تفكيرك يا ليان صدمتيني أوي مضعتيش وتفكيرك هو اللي كان هينهي حياتك ربنا يهديك يا بنتي وأتمنى يكون ده درس ليك وتتعلمي ف اللي جاي وحاولي تكلمي جوزك تصالحيه قبل ما يسافر.
ليان پغضب وبكاء
جوزي اللي كان خاطفني
يا بت مبتتعلميش كلامي لحق يتمحي من نفوخك والله الواد لو رجع طلقك مهقدر أقوله عملت ليه كدة!
تركتها والدتها جالسة مكانها وغادرت المكان پغضب..
في أوروبا..
وقفت حور بالصالة الرياضية وهي تنهج من كثرة التمارين التي وجبت على فعلها بأول يوم تدريب لها..!
دلف مايكل للصالة و وجدها تجلس على الأرض وهي تنهج بشدة ابتسم على طفولتها البادية على ملامحها وجلس بجانبها
اتعرفي أكثر ما يجذبني اليك
طالعته حور بتركيز ف أكمل
طفولتك الظاهرة على ملامحك حوريتي كونك طفلة تعش أنثى.
ضيقت حور عينيها پغضب
وأما أنا زفت طفلة أم التمارين دي ليه وبعدين أول يوم تمارين اجري كل الجري ده وأنا.. أنا العب ضغط ليه شايفني واحد من رجالتك!
نهضت حور من مكانها وتابعت پغضب
بقولك ايه الشغلانة دي بطلناها خلاص لا تقولي امرن علشان أقدر اتدرب على ألعاب قتالية وامسك ولا تقولي زفت! أنا مش دكر قصادك والحمدلله أعرف كام ضړبة على قدي كدة أواجه بيهم أي دكر يحاول يتعرضلي.
ما معنى دكر!
قال جملته وهو يضيق حاجبيه بتساؤل.
كان نفسي أقولك زيك كدة بس أنت متقربلهمش نهائي.
لما تصرين على الحديث معي بتلك الألغاز أنا أحاول أن افهم لغتك حوريتي! لا تصعبي الأمر علي لتلك الدرجة!
زفرت حور بضيق من حديثه معها وخاصة من تلك الكلمة التي يقولها دائما لها حوريتي ف قد باتت ترغب بالحديث معه حتى تسمع تلك الكلمة منه!
أغمضت عينيها وهي تتمتم داخل عقلها
إيه يا حور! جفافك العاطفي هيطلع دلوقت! نرجع مصر بس ونخلي فهد يقولها ف الراحة والجاية..
تساءل عقلها لذاك الحديث الباطن بداخلها
طب هيقولها ليه! بيحبك مثلا..
معرفش هيقولها وخلاص يكش أجبره يتجوزني بس أرجع ويكون لسة متجوزش.
فتحت عينيها على صوت مايكل
حوريتي هل انت بخير..
ممكن تبطل تقولي حوريتي دي علشان بتقف ف زوري كدة وبكرهها..!
عقد مايكل حاجبيه باندهاش من حديثها
حوريتي تلك الكلمة غزل أقوله لك ولكنه ليس طعاما..! هل كنت تفكري إنها طعام..!
أغمضت عينيها وهي تحاول أن تهدئ من روعها وفتحتهما مرة أخرى
أنا تعبت وعايزة أكل.
أميرتي وملكة قلبي ماذا تريد أن تأكل..
ضيقت حور عينيها
وأنا أعرف أي صنف من اللي بتجيبه ليا أنا باكل من الجوع وخلاص هات أي حاجة..
حقا لا تعرفين أي شئ مما أقدمه لك حسنا سنذهب اليوم لمطعم خاص وأعرفك على جميع أطباق الطعام هل هذا يرضيك..
بقولك إيه..
نظر لها بتركيز وتابعت حور وعينيها تدمع
ما تدخل الدين الإسلامي.
تنهد مايكل وحدثها بجدية
لن اقدر على ذلك! يؤسفني حوريتي يمكنني فعل أي شئ لأكون معك سوى ذلك.
شوفت الصعوبة ف إنك تدخل العالم بتاعي صعوبة إني أدخل عالمك أصعب منها يا مايكل ارجوك خليني أرجع مش
بتقول إنك طب ازاي حد قلب حد ويأذيه مش دي جملتك أهو أنا وجودي معاك أكبر أذية ف حياتي.
زفر مايكل بضيق من حديثها
حوريتي وجودك معي وبجانبي أمر لا يقبل النقاش به! حسنا..
امسك بيدها وغادر المكان بخطوات سريعة غاضبة من حديثها معه.
في شقة فهد..
دلف لغرفة إبنه ليجده يجلس على الأرض ويلعب بألعابه هبط فهد وجلس بجانب إبنه..
البطل بتاعي عامل إيه
أجابه الطفل ببراءة وهو ينظر له بحزن
زعلان منك!
أنا ليه يا أسر..
رفع أسر يده وهو يعد على أنامله
أول حاجة مبقتش تيجي تلعب معايا زي الأول
تاني حاجة مبقتش أشوفك زي الأول
تالت حاجة حور مشيت وكنت بحبها أوي وكانت بتلعب معايا طول الوقت
رابع حاجة..
صمت الطفل وعينيه أدمعت وأكمل
هي وحشتني أوي.
عقد فهد حاجبيه
هي لحقت ! وبعدين دول يومين بس اللي كانت فيهم معانا..!
لأ كانوا ٣ أيام يا بابا وكانوا كلهم بتلعب فيهم معايا وبتعمل أشكال معايا بالصلصال بتاعي ولما قولتلها عايز اكون دكتور فضلت تعملي شكل مريض وشكل دكتور بيعاجله وكمان لسة معايا..
نهض الطفل سريعا وجاء بعد وقت وهو يحمل مجسم بيده على هيئة طبيب يعالج مريضه..
بص شكله جميل ازاي! هي وحشتني أوي وكلمت طنط وفاء عيطت ومقالتليش هي فين
أنت كبرت وبقيت شاب صح
آه
والكلام اللي هقوله هتفهمه
حرك أسر رأسه بمعنى نعم وتابع فهد
حور مسافرة دلوقت عند باباها علشان تعبان و مامتها مراحتش معاها علشان هي تعبانة وقاعدة هنا وحبة وهترجع.
هي حور باباها ومامتها بعيد زيك أنت وماما بس حور مامتها طيبة مش زي ما ماما كانت بتعمل لما بتاخدني عندها ف ليه بعيدة عن باباها..
أنت عارف يا أسر إن كل شخص ليه خصوصية بتاعته صح يعني فيه حاجات بتبقى خاصة بالشخص كه ومينفعش حد يعرفها عنه غيره زي ما ماما كانت وأنا خدتك وقولتلك مينفعش حد يعرف كدة وهي أكيد فيه حاجة محكتهاش لينا.
نظر له أسر بخجل
بابا أنا حكيت لحور عن ماما وآسف بس أنا حبيتها ف أنا افتكرت ماما وأنا معاها وقولتلها ياريت ماما كانت تحبني زيك وحكيتلها.
فهد وابتسم وهو يجيبه بعقلانية
متتأسفش وبعدين مش غلط إنك خدت حور صديقة ليك وحكيتلها اللي جوة قلبك لأن كل إنسان لازم يكون عنده شخص قريب منه ويحكيله اللي مزعله واللي مفرحه ويكون قريب ليه وأنت حور اتقربت منك وحبيتها وحكيتلها.
قبله