قصة جميلة جدا كاملة الفصول بقلم الهام رفعت
ما حدث قال بهدوء حزين
مټخافيش مني يا مارية أنا عاوزك تنسي كل اللي حصل عاوزين نبدأ حياة جديدة سوا وننسي كل حاجة وحشة .
شردت بعينيها للحظات وهي تطيل النظر إليه كونه يريد منها تتناسي قټله اوالدها وحرمانها منه تنفست مارية بهدوء والزمت نفسها
بتنفيذ ما قالته والدتها بأن تتناسي أمامه ما حدث ليرتاح لها وتتلاعب به بطريقتها كونه لا يهتم بما اقترفه زيفت مارية ابتسامة ودنت منه قائلة برقة
اتسعت ابتسامة عمار وهتف بعدم تصديق
يعني هننسي خلاص كل اللي حصل ونبدأ من جديد .
ابتسمت بتصنع وهي توافقه الحديث بمخادعة
أكيد يا عمار تعالي ناكل سوا .
تذكرت بعدها والدها وجاهدت علي ابعاده عنها تملصت منه وهتفت بتردد وهي تسأله
يعني مش هتاكل .
نظر لها باستغراب من بعدها عنه واصرارها تناول الطعام ادركت مارية أنها اثارت ريبته تجاهها فأعدلت عن حديثها بنبرة مبررة
علشان انا عندي ظروف وكدة .
ثم نكست رأسها بخجل مصطنع نظر لها عمار وهو يتأفف هتف بامتعاض وهو يتحرك تجاه المرحاض
مش عايز آكل هغير وأنام .
ثم توجه للمرحاض..
الفصل الرابع
احنا مش اتفقنا ننسي كل حاجة رجعتي تاني في كلامك هتنسي حبنا .
بدت نظراتها متجمدة عليه خاوية من المشاعر فارغة من مجرد تخيلها لمستقبل يجمعهما معا تأمل عمار وجهها واغتاظ لأنها لم تتناسي ولمح بأحساسه نظرات الكره الجديدة عليه من هاتين العينين الذي لم يري فيهما سوا الحب حدق فيها بشراسة ودنا منها مرة أخري حاولت دفعه بكل قوتها فكادت ان تختنق تريد اخذ انفاسها انقذها فقط طرقات الباب ليضطر هو للإبتعاد عنها التقطت انفاسها بصعوبة بالغة وشحب وجهها رمقها عمار بغيظ وقبل ان ينهض ليفتح للطارق كان قد صفعها علي وجهها وتألمت في صمت فكل تفكيرها حول دخول الهواء لرئتيها نهض عمار والڠضب يكسو ملامحه وقف خلف الباب ليسيطر علي حدة غضبه وبدلها بهدوء زائف فتحه عمار ليجد والدته واحدى الخادمات بجانبها حاملة لصينية من الطعام زيف عمار ابتسامة وحدثها
اعتدلت مارية لتهندم نفسها وترجع شعرها المبعثر للخلف ولجت راوية الغرفة لتسقط انظارها عليها ابتسمت في نفسها حين وجدتها علي الفراش بحالتها تلك وادركت أنها أتت في وقت غير مناسب نظرت لابنها وابتسمت له برضي ابتسم لها عمار بتصنع امرت راوية الخادمة
دخلي الأكل علشان العرسان ياكلوا لوحدهم .
مكنش ليه لزوم يا أمي احنا كنا هننزل كمان شوية .
ردت راوية بنبرة محبوبة وهي تنظر لمارية التي ترتجف من الداخل وتختطف الأنظار لعمار بتوجس
علشان العروسة تاخد راحتها وعلى ما تتعود علينا .
التوي فمه بابتسامة ساخرة وهو ينظر إلي زوجته بحسرة ابتلعت مارية ريقها وادركت أنها في خوض حرب شرسة في هذا المكان وانتقامها سيتطلب منها حنكة بالغة في تدبير مخطط مدروس لتنفيذه كل ذلك التفكير كان من وراء قلبها حيث سيطر عقلها وبدأ هو مجاراة الأمور.....
بأنفاس غاضبة
يا تري يا فؤاد أتأخرت كدة ليه نفسي تطمني .
ثم انتبهت لمن يدخل عليها غرفة الضيوف علي الفور نهضت
لتقابله بلهفة جلية تقدم فؤاد لتمسك ذراعه وتسأله بشغف
ربت علي يدها الممسكة به وتنهد ثم رد عليها بتردد
لا يا عمتي ما حصلش انا بنفسي شوفته وهو راكب عربيته.
اغتاظت فريدة وبدا عليها الڠضب زفرت بقوة ليهدئها فؤاد بمفهوم
تلاقيها معرفتش يا عمتي اهدي انتي كدة ومتستعجليش وأن شاء الله هتسمعي خبره .
تنهدت فريدة بانزعاج هتفت بشراسة
آه لو منفذتش اللي قولتلها عليه وصعب عليها وقتها هخلص منه ومنها بإيديا دول ومس هيهمني حد لو ھموت فيها .
ادرك فؤاد ضيقها ونظر لها بتفهم قال بتأكيد
مارية بتحب ابوها وحبها ليه اكيد مش هينسيها ابوها اللي طول عمرها بتحبه هي اكيد معرفتش تنفذ واحنا كمان مش عاوزين نستعجل انتي ناسية يا عمتي انها عندهم يعني لو عرفوا انها قټلته هيخلصوا عليها .
انتبهت فريدة لحديثه ونظرت له لبعض الوقت وكأنها تفكر في ذلك قالت لاعنة غباءها
أنا أزاي مفكرتش في بنتي زمانها بتقول عليا ايه دلوقتي ثم صمتت ليبدو الحزن عليها فطن فؤاد حالتها ولذلك قال بنبرة متعقلة
أنا عايزك تهدي يا عمتي أنا بس عاوز حد يروحلها يتكلم معاها ويفهمها تعمل ايه وتنفذ امتي علشان نقدر نساعدها تهرب من عندهم قبل ما حد يأذيها .
اومأت برأسها وهي تتفق معه سألت بتفكير
طيب يا تري مين اللي هيروح عندها ويقولها علي الكلام ده علشان تاخد بالها آخر مرة روحت هناك مقدرتش اقعد في المكان اللي عايش فيه قاټل جوزي .
فكر فؤاد في المسألة المعقدة ليهديه تفكير بعد وقت قليل هتف فؤاد بحماس
ايه رأيك في اسماء طول عمرها هي ومارية اصحاب وعادي لو دخلت هناك محدش هيشك فيها علشان هي من الخدامين وهيفتكروا أنها جتلها علشان تخدمها .
مدحت فريدة فكرته حين هتفت باطراء بائن
بتفكر صح يا فؤاد هي اسماء ومافيش غيرها وهي ما هتصدق نطلب منها طلب زي ده دي مستعدة تخدمنا بعنيها .
قال فؤاد بنبرة جادة وهو يستعد بالذهاب
أنا بنفسي اللي هكلمها وهفهمها تعمل ايه ....
امسكت اسماء بقطعة من القماش لتجفف الأرضية المبتلة بداخل المطبخ كانت اسماء رافعة لعباءتها لتظهر ساقيها ناهيك عن عباءتها المبتلة إلي حد ما لتعطي ملمح مغري ولج فؤاد المطبخ ليجدها هكذا شرد بفكره وهو يتأمل انحناءات التي سلبت عقله ابتلع ريقه وبعض وقت انتبهت اسماء لوجوده لاحظت نظراته نحوها ليرقص قلبها من السعادة ابتسمت بمكر وتركت هيئتها كما هي لتجعله يتطلع لها أكثر شهقت مدعية أنها فزعها بدخوله المفاجىء قالت بدلال
اخص عليك يا سي فؤاد مش تكح قبل ما تدخل .
ارتبك فؤاد وانتبه لنفسه قال بتوتر
انا جيت علشان عاوزك في موضوع نظرت له بخبث وهي تري ارتباكه بينما قال هو بتردد عندما اشاح بوجهه عنها
اعدلي بس هدومك ميصحش تقفي قدامي كدة .
كاد فؤاد ان يستجيب لها ويبادلها ولكنه وعي لنفسه وأنب ضعفه هذا ابعدها پعنف عنه لينظر لها پغضب من تجرأها المعيب معه بينما اضطربت اسماء وتراجعت للخلف نظر لها پغضب بعكس ما بداخله وما شعر به هتف بحدة متذبذبة
ماتلمي نفسك يا بت انتي انت ازاي جاتلك الجرأة تعملي كدة اما انتي صحيح قليلة الرباية .
ابتلعت اسماء ريقها برهبة وتوجست منه بينما استطرد بغيظ
وازاي عيلة لسة في سنك تتكلم بالطريقة دي معايا انا لو كنت اتجوزت كنت خلفت قدك .
انا جاي علشان تسمعيني كويس في اللي هقولهولك واياكي تغلطي غلطة واحدة ومتنفذيش.....
بعد ايام قليلة علي طاولة الطعام التمت العائلة كعادتهم في قصر سلطان كان سلطان يتحدث مع عمار بشأن زواجه وأنه غير راضي بالمرة لتلك الزيجة العدائية وأن نتائجها ستصبح أسوأ انزعج عمار من تحكمات والده
كونه تزوج منها تأفف من الداخل وهو يستمع لحديثه بأنها سوف ټنتقم لوالدها وعليه أخذ الحذر منها اضطر عمار للإمتثال لرغبته فقط حتي يطمأنه من الموضوع وتمني في نفسه ألا يفتحه مرة أخري نظرت له والدته راوية بنظرات محببة قالت مؤكدة حديث والده
أبوك عنده حق يا عمار لازم تاخد بالك يا حبيبي حتي لو هي بتحبك ممكن اهلها يجبروها ټنتقم وانت ابننا الوحيد في وسط اخواتك البنات اللي اتجوزوا عايزة افرحك بيك يا ابني واشوف عيالك بس مع مارية مش حاسة انها هتحقق اللي بحلم بيه ده .
كانت راوية تتحدث بحسرة وحزن
تأملها عمار بنظرات كأنه تفهم ما يزمعون له كاد ان يتحدث ولكنه توقف ليتفاجىء بها تهبط الدرج وهي في كامل زينتها وجمالها الذي سحره هبطت مارية الدرج لتسير نحوهم بخيلاء تسلطت انظار الجميع عليها إلا سلطان حيث كانت قادمة من خلفه وهو جالس علي مقعده توقف عن تناول الطعام ليتأهب لقدومها دنت مارية منهم لتقف بجانب عمار تريد معرفة أين ستجلس وهي تمرر انظارها عليهم تطلع عليها سلطان بنظرات مطولة نظرت له مارية بهدوء بعكس خۏفها من تعابيره القاسېة هتف سلطان بمغزي
سامحينا يا عروسة ابني اصل مكناش عاملين حسابك في وسطنا .
كتم مارية انزعاجها ووجهت بصرها لعمار الذي ارتبك من الموقف نهض من مقعده ليقول بتردد لأحدى الخدم
هاتي كرسي جمبي هنا بسرعة نظر لوالده وتابع باكتهاء
دا بعد اذنك يا حاج .
اومأ سلطان رأسه بخفة ليوافق علي ما يفعله جاءت احدى الخادمات بالمقعد لتجلس عليه مارية وهي تشعر بالرهبة كونها في وسطهم كانت نظرات الجميع فقط هي من تتحدث ولم يقدر احد حتي علي التفوه بكلمة فلسلطان الأمر والنهي بدأوا في تناول الطعام في صمت كان عمار ېختلس لها النظرات وكانت مارية تتجاهله تماما فكبت انزعاجه منها وانتظر الأختلاء بها في غرفتهم فلن يمر الليلة إلا وهي زوجته فعليا ..
بعد وقت ليس بقليل انتهي الجميع من تناول الطعام لينهض سلطان بعدها هتف بنبرة قاسېة
هاتيلي قهوتي فوق يا حاجة علشان هنام بدري .
نهضت راوية لتطيعه بحماس
تحت امرك يا حاج ثواني وتكون عندك .
ابتسم لها بلطف ثم استدار ليصعد للأعلي ما أن تركهم حتي هم الجميع بمغادرة طاولة الطعام حيث كان عليها اخويه فوزي وسالم وابناءه وزوجاتهم وابنة سلطان الصغري مني وزوجها وابناءها لأنها تعيش بالقصر بعدما تزوجت من ابن عمها عيسى لم يتبق سوا عمار ومارية على الطاولة والخدم من حولهم يلملمون الاطباق في صمت جاءت مارية تنهض من مقعدها فأمسك ساعدها ليوقفها وقفت مارية وهو ممسك بساعدها ونظرت له ببرود نهض عمار هو الآخر ليقول بجدية شديدة
لازم نتكلم دلوقتي هتفت بتأفف زائف وهي تقصي يده
أنا عاوزة اتمشى في الجنينة شوية بعدين نبقي نتكلم .
سيطر علي انزعاجه ليهمس لها بامتعاض
تعالي معايا بالذوق بدل ما افرج الخدامين عليكي .
اندهشت مارية من نبرته الجديدة معها رمقها عمار بنظرات قوية جعلتها تمتثل له اومأت برأسها لتصعد معه للأعلى...
بحبك قوي وانتي بتحبيني ومتحاوليش تخبي .
الفصل الخامس
ارتدى ملابسه وانتظر ان تخرج من المرحاض ولم تفعل شعر عمار بها فذلك ما خشاه وقت أن تفيق تنهد بضيق ومسح بيديه على شعره وبدت ملامحه عابسة حزينة فقد تمنى نسيانها لما حدث فهذا ليس بيده تحرك ليقف امام باب المرحاض وسلط بصره عليه متخيلا ما تفعله الآن فحتما تبكي وټلعن نفسها على لها صر اسنانه مجرد تخيلها تبغض