رواية كاملة ورائعه للكاتبة ولاء رفعت كاليندا
سوسن خطيبك ده حلم من عاشر المستحيلات إنه يتحقق وبكرة ها ثبت لك أن حمزة السفوري اللي عايزه هو اللي هيكون .
جذبت ذراعها من قبضته و دفعته بحقيبتها في صدره قائلة
_ ده في أحلامك أنت و خطيبي اللي بتتمسخر عليه بكرة هو اللي هيخليك أنت اللي سوسن وتخاف تطلع من بيتكم.
أطلق قهقه دبت الړعب في قلبها لكنها أظهرت عكس ما بداخلها.
_ بت يا شمس
صاحت بها والدتها تحمل أكياس بلاستيكية ألتفتت لها بينما الآخر فر هاربا كالبرق في سرعته.
اقتربت منها والدتها بملامح غاضبة وقالت
_ عايز إيه منك ابن السفوري ده
ازدردت ريقها وأجابت والتوتر يعتري ملامحها
_ أبوس أيدك يا ماما وطي صوتك ماحصلش حاجة وأنا قبل ماتيجي أدتله علي دماغه.
_ طيب يلا أنجري قدامي علي البيت وأنا ليا كلام مع أم الصايع الشمام .
و بعد أن عادت السيدة زينب و ابنتها إلي منزلهما تركت ما قامت بشرائه فوق طاولة المطبخ وقالت بأمر حازم
_ علقي علي مية الفراخ عقبال ما تغسليها كويس وعندك الخضار والرز والحاجة حضري الغدا عقبال ما أرجع من مشواري.
تناولت حقيبة نقودها الصغيرة واتجهت نحو الباب استعدادا للمغادرة ركضت شمس إليها وأمسكت ساعدها قائلة
أبعدت ساعدها وقالت بقوة
_ أنا صاحبة حق يا بنت بطني وصاحب الحق ما يخافش و لو هي ماقدرتش علي ابنها وخلته يتلم هخلي أبوكي يروح يتصرف مع أبوه ولو وصلت أبعت لأعمامك في مصر يجوا يعلموه الأدب.
هزت رأسها بسأم فاردفت والدتها
و في منزل السفوري الأن تنتظر زينب في ردهة الاستقبال بعدما استقبلتها شقيقة حمزة فأتي صوت هدي الساخر والقادم من الرواق التي تتفرع منه غرف النوم.
_ خير يا أم شمس
نهضت الأخرى تقف بشموخ قائلة
_ الناس بتبتدي كلامها بالسلام يا أم حمزة.
عقدت الأخرى ساعديها أمام صدرها ورفعت شفتيها بتهكم جانبا.
_ أديكي جبتي من الآخر بنتي مخطوبة يا ريت بقي تقولي الكلام ده وتأكدي عليه لإبنك الصايع اللي عمال يلف ورا بنتي في كل حته ويطلع لها زي اللهو الخفي.
شهقت باعتراض وتضع يديها في خصرها تصيح پغضب
_ لهو خفي ياخدك وياخد بنتك يا وليه أنتي جايه في قلب بيتي وبتشتمي علي إبني! إبني اللي يشاور بس بطرف صباعه تيجي مليون واحده تحت رجله يتمنو يبص لهم بصة بس.
كانت كلمات زينب أثارت ڠضب الأخرى صاحت وأشارت لها نحو باب المنزل
_ أطلعي بره بيتي كتك داهية تاخدك وتاخد بنتك في ساعة واحدة.
غادرت الأخرى المنزل وبداخلها تشعر بلذة انتصارها علي تلك الحيزبون منبع الشړ التي أنجبت شيطان رچيم ورث أخلاقه الوضيعة من والدته سليطة اللسان سيئة الخصال.
انتهت المحاضرة الآن فخرجت كلتيهما نظرت إسراء إلي شاشة هاتفها وقالت
_ تعالي نستناهم عند محل العصير القصب اللي هناك ده زمانهم جايين دلوقت.
ردت شمس وهي تسير بمحاذاتها
_ إسراء أنا نفسيتي تعبانة و قلبي مقبوض.
توقفت الأخرى عن السير وألتفت لها قائلة
_ لا حول ولا قوة إلا بالله مالك يا شمس فيكي إيه
صمتت لثواني حتي بدأت بالتحدث
_ المفروض زي أي بنت رايحة تشتري حاجات جهازها أكون فرحانة ومبسوطة بس أنا اللي جوايا عكس كده.
امتعضت ملامح صديقتها فتساءلت
_ ليه بتقولي كده ده أنتي وآبيه خلاص فضلكم أيام وتتجوزوا والامتحانات وفاضل مادتين الحمد لله.
استندت شمس بظهرها علي أقرب حائط لسياج يحاوط إحدى المزارع فقالت
_ كل يوم بحلم بكوابيس مليانة تعابين وديابه بيخنقوا فيا وأفضل أصرخ لحد ما ألاقي طفلة شبه الملايكة تمدي لي إيديها وتنجدني منهم.
اقتربت منها وربتت عليها بحنان وقالت
_ وحدي الله وأستغفري دي بالتأكيد من الشيطان عشان
جو الامتحانات
وكمان فرحك قرب والشيطان مۏته وسمه لما أتنين يتجمعوا في الحلال يفضل بكل الطرق يحوم حواليهم لحد ما يخربها ويفرقهم.
استعاذت بالله من الشيطان الرجيم في قرارة نفسها و ألتفتت إلي قدوم سيارة أجرة توقفت بالقرب منهما ثم ترجل أحمد منها يسألهما
_ إيه اللي موقفكم هنا يا بنات
نظرت شقيقته إلي صديقتها ثم إليه وقالت
_ كانت مراجعة التاريخ طويلة جدا وشمس تعبت شويه فوقفنا هنا نستناك أنت وماما وطنط زينب.
_ طيب تعالوا أدخلوا العربية وأستنوا عقبال ما أجيب حاجة وراجع لكم.
ذهبت الفتاتان وولجا إلي داخل السيارة بينما هو قام بشراء عصائر وحلوي كثيرة وجميعها ما تحبه وتشتهيه شمس.
فتح باب السيارة من جهة شمس وقدم لها الحقيبة مبتسما
_ عايز الشنطة دي تخلص قبل ما نوصل المركز.
تناولتها منه بخجل قائلة
_ شكرا.
فقالت زينب والدتها
_ تعيش وتجيب ليها يا جوز بنتي.
وقالت إسراء بمزاح
_ الله الله يعني شنطة حلويات و عصاير لخطيبتك وأختك الغلبانة ملهاش شكولاتاية واحدة!
ضربها بخفة علي مؤخرة رأسها بمزاح
_ وبالنسبة لأكياس الشيبسي والشيكولاتة والبيبسي اللي بجيبهم كل يوم وأصحي ما لاقيش منهم حاجة مين اللي بياكلهم!
_ أعمل أي يا آبيه السهر والمذاكرة بيخلوني جعانة ديما.
ردت والدتها بضحك
_ قصدك بيخلوكي مفجوعة ديما.
وصل جميعهم إلي مركز المحافظة و هي مدينة كبيرة مزدحمة بالمحال والمجمعات التجارية الخاصة بكل لوازم و مفارش منزل العروس.
_ تعالي يا أم شمس أوديكي عند الحاج راشد مجهزين من عنده بنت أختي ما شاء الله كل حاجته قطن من المحلة وحاجة حلوة خالص.
فأجاب أحمد
_ وأنا هاخد شمس عشان نحجز الكوافير والفستان والأستوديو.
وقبل أن يبتعد برفقتها أمسكته والدته من يده قائلة وكأن کاړثة سوف تحدث
_ فستان أي يا بني اللي عايز تروح معاها وهي بتحجزه
نظر إلي
والدته متعجبا فعقبت حماته بإيضاح له
_ مامتك قصدها يابني ما ينفعش تشوف فستان فرحها دلوقت غير لما تطلع لك وهي عروسة من الكوافير وإلا يبقي فال وحش.
ضحكت إسراء قائلة
_ فال أي يا طنط دي كلها تخاريف ما تصدقيش الكلام ده هو بس بيبقي مش مستحب لأن لما تكون مفاجأة بيبقي إحساس أحلي.
_ بقولكم أي ولا فال ولا مفاجأة أنا هاروح وأختاره معاها زي ما أختارنا كل حاجة مع بعض ولا إيه يا شمس
قالها بنبرة تتخللها الرومانسية و نظراته التي جعلت قلبها يخفق من الخجل فأجابت
_ اللي تشوفه.
أثني ذراعه لتضع كفها الرقيق علي ساعده وقال
_ يلا بينا.
كادت إسراء تذهب معهما لكن والدتها أوقفتها من ثيابها قائلة
_ تعالي هنا يا عزول ما تسبيهم مع بعض يمكن عايز يقولها حاجة.
زفرت بحنق وقالت لها السيدة زينب
_ عقبالك يا إسراء يا حبيبتي.
وفي متجر تأجير أثواب الزفاف تخرج من حجرة القياس مرتدية ثوبا في منتهي الرقي والجمال وكأنها حورية فكان أحمد مشغولا في هاتفه وعندما طلت بمظهرها الباهي رفع بصره إليها أتسعت حدقتيه وغر فاهه ثم أطلق صفيرا كدليل علي إعجابه بأميرته الساحرة ما زاد خجلها وتوردت وجنتيها أكثر همست له وهي تمسك بجانبي الثوب
_ حلو الفستان ده
أقترب منها وهمس أمام وجهها
_ ده الفستان بقي أجمل و أنتي جواه تبارك الله في جمالك يا شمسي.
وضعت كفها علي فمها من الخجل الذي لا يفارقها لتأتي الفتاة التي تعمل بالمتجر قاطعة لأجوائهم الوردية قائلة
_ خلاص استقريتي يا عروسة علي الفستان ده
أومأت لها الأخرى وقالت
_ اه إن شاء الله.
_ أتفضلي غيريه عقبال ما أكتب لحضرتك فاتورة بالعربون والإستلام هيبقي يوم الفرح الصبح إن شاء الله.
و هكذا انتهت من حجز ثوب الزفاف ثم ذهب كليهما إلي الأستوديو ويليه مركز التجميل الشهير في تلك البلدة و ذلك في أجواء فرح وسعادة غمرت كل منهما لكن ما زال قلب شمس لم يبرحه القلق والخۏف من شيء مجهول يترقبها وربما تلك العيون التي تتبعهما علي بعد عدة أمتار تندلع بشرار نيران حقد وكراهية واڼتقام ظالم بدون وجه حق!
الفصل الثاني
كانت في طريقها إلي خارج مبني المركز التعليمي نظرت إلي شاشة هاتفها حيث كانت قد تركته علي الوضع الصامت كما آمرهم المعلم وجدت الكثير من الاتصال من أحمد و والدتها فأجرت الاتصال بوالدتها لتطمأنها إنها قادمة ولكن سوف تذهب إلي أقرب مكتب تصوير المستندات حتي تقوم بتصوير أوراق المراجعة لصديقتها إسراء ثم تذهب لحماها و تتركها لديه.
وقبل أن تنشغل بما ستقدم عليه تذكرت اتصال أحمد أكثر من عشر مرات فقامت بمهاتفته لكن تلقت رسالة مسجلة بأن الرقم غير متاح عبئت صدرها بالهواء ثم أطلقته زفيرا وهي تنظر إلي الساعة لتجدها السابعة مساء حيث أسدل الليل سواده المعتم و أصبحت الطرقات هادئة وشبه خالية من المارة هكذا طبيعة حال أهل القرية بعد صلاة العشاء الكل يذهب إلي منازلهم ويعم السكون وأصوات حفيف أوراق الشجر وصوت صرصور الحقل يصاحبه أصوات الضفادع المزعجة حيث ينتشرون في مجري الترع المائية.
كانت سريعة الخطي حتي تلحق بمكتب التصوير
قبل إغلاقه
وصلت إليه وهي تلتقط أنفاسها قائلة بتهدج
_ السلام عليكم يا عم سامح معلش صور لي الملزمة دي نسخة.
أجاب الرجل وهو يرمقها باعتذار
_ أنا آسف يا شمس يا بنتي والله الحبر بتاع الماكينة لسه خلصان زي ما أنتي عارفه ده موسم تصوير ملازم وأوراق مراجعة الامتحانات وكان النهاردة عندي ضغط كبير علي المكن لحد ما كل مخزون الحبر الي عندي كله خلص تعالي لي بكرة بعد الضهر إن شاء الرحمن.
أومأت له وقالت
_ إن شاء الله.
وذهبت إلي طريق العودة إلي منزلها لكن أستوقفها انقطاع التيار من أعمدة الإنارة في الطريق الرئيسي تأففت لأنها ستضطر أن تسلك الطريق الآخر الذي تمقته بسبب انتشار المنازل المهجورة القديمة وهيئتها المرعبة في الليل.
أخذت تردد آيات الله لاسيما آية الكرسي و تتحاشي النظر إلي تلك المباني المخيفة مهلا هل سمعت للتو صوت خطوات تتبعها!
ألتفتت خلفها لم تري شيئا تردد الصوت مرة أخري فوقفت لتلتفت مرة ثانية فانتفضت بفزع عندما قفزت قطة سوداء من إحدى النوافذ المفتوحة
من منزل مهجور حينها صړخت و استعاذت بالله في نفسها و بمجرد أن استدارت إلي وجهتها اصطدمت بأخر شخص تتمني رؤيته وكادت تصرخ لكنه أسرع بوضع كفه علي فمها قائلا بټهديد
_ إيه خاېفة
هزت رأسها وهي تحاول إبعاد يده عن فمها لكنه أمسك كفيها الرقيقين معا ودفعها إلي جدار من الطوب اللبن ومازال يكمم فاها
_ كنتي فاكراني بهزر ولا بهرتل