الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية شط بحر الهوى الجزئين بقلم سوما العربي

انت في الصفحة 33 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز


بأى انتماء او حنان 
شعرت بيد دافئه تتسلل إلى يدها الموضوعه على ركبيتها فى هذا البرد القارس 
كانت السيارة مغلقة النوافذ تحجب عنها برد الشتاء في الخارج 
لم يكن سبب تلك البروده التى تشعر بها هى برودة الطقسبل من الحياه الحياه التى لم تبتسم لها مطولا مره 
كانت مستسلمه ليد ماجد التى التقطت كف يدها كله تدفئهايضغط عليها كأنه يمنحها دعم عظيم يحتويها بصمت كانت محتاجه له 

أبستم ابتسامة تحمل من التعب واللوع ما يكفى يمرر يده على ظهرها صعودا وهبوطا يعزز من قربها منه وإحساسه بها 
الطريق كان أقصر مما تمنى فقد وصلت السياره سريعا تتوقف خلف سيارة الإسعاف التى توقفت أمام المشفى التخصصى تفتح بابيها ويتقدم سريعا ثلاثة من الرجال بزى اخضر يقومون بجر عجلات السرير 
يركضون به فى الرواق وخلفهم يركض هارون بلا عقل او تركيز هو فقط يحاول صناعة أى شىء لكن لا يعرف مالشئ الذى يمكنه صنعه لقد توقف عقله اوقفه قلبه الموجوع من شدة لوعته 
كان ماجد يتقدم هو الآخر خلفه هو وفيروز التى يقبض على يدها لتسير بجواره 
كان الطبيب ذو الزى الأزرق يسير بسرعه تتناسب مع سرعه تحريك الفراش يحاول الكشف عليها بشكل
مبدئي وسريع كى يحدد حالتها
يتوقف كل منهم مرغما أمام باب كتب عليه غرفة العمليات 
يتقدم الطبيب حتى يدلف للداخل توقفه صړخة فيروز وهى تقول طمنا عليها يا دكتور كشفت عليها صح هى هتبقى كويسه مش كده
هز الطبيب رأسه وقال خير إن شاء الله 
تحدث ماجد سريعا هتبقى كويسه ياحبيبتي ماتقلقيش
صړخ بهم هارون يشعر بفقدان أعصابه سيبوه سيبوه بقا يدخل لهااا 
أخيرا استوعبت فيروز و أفسحت الطريق للطبيب الذى دلف بسرعه يعقم يديه ويبدأ فى مباشرة عمله 
وقف هارون بشكل مزرى وهيئه مريعه ينظر له ماجد پصدمه وذهول يراه أسوء حتى من حالته قديما وهو ينام تحت فراشه ينتفض تصطك منه أسنانه رغما عنه من شدة الخۏف والجزع الذان كانا يحياهم بسبب فريال كانت هذه حالة هارون حاليا يشعر باليتم 
عينه مسلطة على الباب الذى دلفت منه حبيبته وجسده كله ينتفض 
يبلتع رمقه بصعوبه والهلع يقفز من عينيه تقدم من ماجد يردد پغضب من بين اسنانه فكه العلوى يهتز متشنجا وهو يقول لماجد أنا عايز مختار متكتف فاهم يا ماجد متكتف زى الكبش سامعنى 
هز ماجد رأسه أكثر من مرة يحاول تهدئة صديقه يوافق على اى شئ يقوله او يطلبه 
يقف مزهول وهو يراه يتحرك يمينا ويسارا بعشوائية يقبض على أعصاب يده بهيئه تعبر عن شعوره بالعجز 
أهم شخص لديه الآن على شفا المۏت وهو لا يستطيع فعل أى شىء 
وقف يستند برأسه ويديه الإثنتان على الجدار يحاول التماسك والصبر 
لكن الهدوء والصبر أبعد مايكونا عنه اخذ يضرب برأسه الصلعاء أكثر من مرة على الجدار تتسع أعين كل من فيروز وماجد لهيئته تلك 
ملتاعين عليها لكن حالته هو أقصى من حدود المعقول 
الأمر بالنسبه لهارون مختلف إنها عائلته بدفئها الذى لتوه وجدهلم ينعم بدفئها بعدلم يسرى بجسده هو فقد استشعره وذاق طعمه وبلمحة عين بطلقه لا تساوى بضع جنيهات ستذهب منه هكذا!
يشعر بالجنون فعليا وهو يفكر بتلك الطريقه عينه على باب وحيد تكمن خلفه حياته التى وجدها قريبا 
اقترب منه ماجد يحاول تهدئته ولو قليلا يضع كفه على كتف صديقه الذى يوليه ظهره وقال أهدى يا هارونان شاء الله هتبقى كويسه 
التف له بأعين حمراء ومنتفخ أسفلها من تأثير الدموع

المحپوسه بقوه ثم ردد بغل وتهور جبت مختار زى ما قولتلك 
قلب ماجد عينيه بتعب يعرف هارون جيدا وكم هو شخص متهور لا يحسن التصرف خصوصا وهو غاضب لا يترك حقه أبدا مهما كانت غلاوة الشخص المقابل له او حتى نفوذه 
زم شفتيه ينظر أرضا ثم قال بهدوء وتروى أهدى يا هارون بلاش تهور وقررات وقت عصبيهانت مش رايح تجيب واحد عادى من الشارع ده وزير ومعاه حرس وموكب 
لكن هذا هو هارونحينما يقرر شيء يصبح كطفل صغير يبكى ويدب الارض حتى ينفذ له ما يريد 
فتحدث پغضب ېصرخ به ماااجد ماتعصبنيشمختار ماكنش جاى بالحرس بتاعه الحفله وهو لسه هناك دلوقتي يعنى لو انت عايز تتصرف هتتصرف 
كان ماجد على علم بكل ما يقوله هارون لكنه حاول التغاضى عنه وعدم ذكره ماجد على النقيض من هارون هو شخص هادئ متأنى صبور ربما اختلاف طبيعة حياة كل منهما هى السبب فى التشكيل النهائي لشخصية كل منهما هارون كانت حياته سهله الى حد كبير لا يعرف معنى كلمة فرص بينما ماجد فحياته بجملتها كانت فرصهفرصه اعطتها له فريال وسلبته مقابلها الكثير فذاق طعم العطاء والسلب بينما هارون لم يذق سواء الأخذ فقط ليصبح هكذا كما هو لو اقترب أحد من شئ له يصبح عصبى متهور وعڼيف لأقصى حد لا يفكر سوى برد حقه وغالبا ما يكون عن طريق العڼف 
اخذ ماجد نفس هادئ ثم قال انت فى إيه ولا فى ايه يا هارون أقعد اقرالها شوية قراءن ولا اتصدق بفلوس مش عايز ضړب وعڼف هو ده وقته بالذمه!
ضړب هارون قبضه يده بالحائط الابيض الامع وتحدث بغل من بين أسنانه الى نايمه جوا دى تبقى مراتى فاهم يعنى إيه! شايفنى عويل عشان اصهين على حقها!
تقدم خطوه من ماجد يكمل بنفس الغل والڠضب لو ماكنتش مراتى ماكنش حصلها حاجهمختار الى عمل كده عشان اكيد عرف أنى اتجوزتها وانت تقولى أهدى واتصدق ! أجيب حقها الأول 
اغمض عينه يتشنج فكه ثم فتح عينه يشير بسبباته لماجد كأنه يخيره وهو يقول هتخلى رجالتك تتصرف وهو لسه فى بيتك ولا اتصرف أنا!
ماجد بمراوغه وانت مين قالك انه لسه فى البيت مش يمكن الحفله خلصت 
هارون بنبره غاضبه محذره ماااجد هو لسه فى بيتك الناس الى هناك دى مش هتسيب التجمع الى ممكن يعمل مية صفقه ويمشوا عشان واحده اتضربت پالنار انت عارف وأنا عارف هتتصرف قولتك ولا اتصرف أنا 
نظر ماجد خلفه فوجد فيروز تطالعه بترقب ترى هل سيفعل ما يقوله وهل لدى ماجد القدره على اختطاف تكبيل وزير لديه حرس مؤمن من أكثر من اتجاه!
هل هو اساسا بهذه الطباع والقوه وأيضا النفوذ !
بعد عشر دقائق عشر دقائق فقط بمجرد مكالمه لم تتعدى الخمسون ثانيه كان لديه الرد 
تتسع عيناها بذهول وهى تراه يقف لجوار هارون يشهر الهاتف أمام عينه كأنه يطلب منه مشاهدة شئ ما 
شهقه عاليه خرجت منها بړعب وهى تسمع صوت مختار يزأر كأسد حبيس يبدو أنه مكمم الفم وهارون يسبه وتوعده 
أجفل ماجد من شهقة فيروز يرفع هاتفه بيده كى يشاهد هارون ذلك البث المباشر من أحدى السيارات ومختار مكبل الايدى والأرجل والفم لكن عيناه على فتاته وهى تنظر له بأعين مصدومه تراه قادر على أفعال مجرمى العصاپات 
بعد سيل من السب والوعيد أغلق ماجد هاتفه ثم قال ارتحت كده! أنا عملت إلى انت كنت عايزه بس خلى بالك انت بتصرفك ده فتحت علينا ڼار جهنم 
استشاط هارون ڠضبا دائما وفى احلك الظروف ماجد معه عقله لكنه لا يراه الوقت المناسب ابدا للتصرف بعقل وتروى 
زوجته مصابه غارقه بدمائها والسبب هووماجد يطلب التصرف بعقل 
مال عليه وردد من بين أسنانه خلاص 
أبتعد عنه وهو يشعر بأرتداد رأس ماجد للخلف بخطوه يناظره بهلع وڠضب 
مجرد الحديث اغضبه فماذا عن الفعل 
رفع هارون يديه عاليا علامة الإستسلام وردد باستفزاز وساعتها عايزك تفتكر أنك تتصرف بعقل وأن فى مصالح بينى وبينك وأنى نابى ازرق وفوق ده كله إننا صحاب 
كانت ملامح ماجد قد استحالت للإجرام كأنه مقبل على إرتكاب چريمه فأشار عليه هارون بسبباته يردد شوفت مجرد التخيل عمل فيك إيه
ضړب الحائط من خلفه مره أخرى يردد پغضب وعجز امال بقا لما تبقى عايش فيه وواقف كل الى تقدر تعمله انك تجيب إلى عمل كدهانا واقف عاجز مش عارف اعمل حاجه ولا أقدم لها حاجه 
أغمض ماجد عينه پغضب وسأم فى نفس الوقت يردد بصوت عالى يا أخى ياريتك ما كنت شوفتها ولا قابلتها كان ماله العرفى والمشى البطال 
اغمض هارون عينه پألم يردد هو الآخر يارتنى فعلا 
نظر ماجد على فيروز يحملق بها يرى في عينيها نظره غريبه جديده 
بينما هارون عينه على باب غرفة العمليات يردد پخوف هما اتأخروا كده ليه
سوما العربى 
بنفس الوقت
كانت نغم تقف محرجه والدة حسن تطاولت عليها وهى لا تستطيع الرد ولا حتى التعامل 
تنظر لحسن تطلب منه أن يتصرف بينما والدة حسن مازلت على موقفها تنظر لها بتحدى وڠضب 
بادر حسن يقول لأمه بهدوء أهدى يا أمى أنا إلى ناديت نغم مش هى الى جت 
كلمته انعشت وجه نغم تراه يدافع عنها فهى من جاءت له وليس العكس كما قال 
ليرتفع صوت والدته تمسك طرفى حجابها الموضوع فقط على كتفيها يظهر معظم شعرها تطيح بيه بيدها يمينا ويسارا مردده بصياح عالى هالله هالله هالله انت لحقت ! لحقت يا شملول! لحقت يا معدل وبقيت انت الى تدافع عنها وتجيبها فيك ! ده أنا شايفاها بعيني الى هياكلهم الدود وهى داخله برجليها وانت بتزعق فى الواد 
ضړب كف بأخر تشيح بيدها مردده بعويل ياريتني كنت جبت دكر بط 
اتسعت عيناه ونظر بسرعه على نغم يراها تجعد ما بين حاجبيها وتسأل باستفهام وفضول يعنى ايه يا حسن !
حمحم بحرج وقال سريعا هااا لأ ولا حاجة ااا دى حاجة حلوه أمى بقا 
قال الاخيره بفخر مصطنع كأن ما قيل من ثوانى يدعو للزهو 
اتسعت إبتسامتها تنظر لوالدته مبتسمه فقالت پغضب اللهم طولك ياروح بقولك ايه أنا خلقى فى مناخيرى وقسما بالله ياحسن ويمين اتحاسب عليه الى فى بالك ده على جثتى انا مش هسيبك تبقى صالح التانى 
أجفلت نغم تنتبه وسألت ببعض الخۏف والترقب يعنى ايه يا طنط
كذلك حسن انتباهه الفضول والقلق يسأل قصدك ايه يا أمى
هزت رأسها يمينا ويسارا تقول وهى تشيح بيدها أبقى أسأل اختها وهى تقولك وأسألها بالمره هى غضبانه على أمها ليه ورفضت ولا مره تسافر لها مع إن غنوة بنت حلال وطيبه وانت عارف بتحب كل أهل الحته أزاى وطول عمرها متواضعه وصاحبة واجب ليه تبقى مع امها كده ! ماسألتش نفسك ولا سألتها عمرك
استرعى حسن السؤال
 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 42 صفحات