بين خۏفها و هوسه بقلم الكاتبة سارة مجدي
عايشه ... يااااااارب الصبر من عندك يااااارب .. الصبر يارب علشان قلبى ما بقاش مستحمل ... صبرنى يارب
كانت ضى تبكى بصوت عالى و هى تحاول ضمھا بقوه اكبر حتى تجعلها تصمت و ظلت هكذا حتى هدأت تماما واستسلمت للنوم بعد اڼهيار كبيرو كلمات كثيره تؤلم القلب و الروح
غادرت ضى منزل سعيد وهى في حاله اڼهيار تامه ومع مرور الأيام لم تتحسن حالتها بل كانت تزداد سوء ... كانت تفتح نافذتها حين تستيقظ وتظل واقفه امامها تنظر الى نافذه غرفه سعيد التى لم تفتح من يوم ۏفاته و كأنها تنتظر ان يطل منها كما السابق حاولت والدتها معها كثيرا ان تعود لطبيعتها ولكنها ترفض الحديث... حتى وصل الامر لاشده حين استمعت والدتها ذات يوم اليها تتحدث دلفت الى الغرفه لتصدم حين رأتها على نفس وقفتها ولكنها تبتسم وتتحدث مع سعيد وكأنه يقف امامها
ثم قطبت جبينها وهى تقول
طيب ليه مأختنيش معاك ... ليه سبتنى لوحدى ليه
خرجت جليله من الغرفه ركضا لغرفتها هى وزوجها الذى كان ممد على السرير وقالت والدموع ټغرق وجهها
انت لازم تشفلك حل كده البت هتضيع مننا
لينتفض جالسا وهو يقول
ايه الى حصل
قصت عليه ما حدث ليشعر بالقلق الشديد وظل يفكر ماذا عليه ان يفعل
و الذى للحقيقه لم يتاخر كثيرا في الرد عليه بانه قد وجد لها عمل في المدارسه القريبة منه والذى يكون هو مديرها وأنه هو وزوجته على أتم الاستعداد لاستقبال ضى في اى وقت بقلمى ساره مجدى
دلفت اليه فاتن وبين يديها كوبى من الشاى بالنعناع وجلست على الكرسى المواجه له وهى تقول
مالك يا ابيه .... ايه الى مضايقك
نظر اليها بابتسامه صغيره وقال
تفتكرى سفرنا صح ... انا من جوايه عايز ارجع بيت ابويا ونكمل حياتنا هناك بس الورشه هنا ناجحه وكبيره وليها اسمها
لو فضلنا هنا انت مش هتبقا مرتاح .... صحيح هتستفيد من نجاح الورشه لكن مش هتكون سعيد ديما جواك هتكون فى حاجه ناقصه
ابتسم لها ابتسامه صغيره وقال
يعنى انت معايا فى القرار ده
هزت راسها بنعم وقالت
جدا انا كمان محتاجه ارجع بيت بابا و احس بريحه امى
اخفض راسه وهو يدعوا لهم بالرحمه ثم قال
ابتسمت له وبدئوا فى احتساء كوبى الشاى بهدوء مع تبادل الحديث عن كل شئ و اى شئ بقلمى ساره مجدى
فى صباح اليوم التالى دلف أيهم الى مكتبه وهو ينفخ بضيق جلس خلف مكتبه ينظر الى إياد پغضب وقال
انت مش مفهم الناس دى هي جايه تشتغل مع مين والمطلوب منهم ايه بالتحديد
رفع اياد راسه ينظر الى سقف الغرفه ثم تحرك ليجلس أمام أيهم وقال بملل
خلصنا بقا ده على أساس ان حضرتك ممسحتش بكرامتهم الأرض وخلتهم نازلين من شركتك قفاهم يقمر عيش
ضحك أيهم بصوت عالى ثم قال
بصراحه هما صعبوا عليا بس انت عارفنى في الشغل معنديش يا إما ارحمينى ده كويس ان بابا مجاش النهارده
لوى إياد فمه بسخريه وهز راسه بمعنى لا فائده وقال
عارف يا اخويا عارف .... المهم هتروح لرواد امتى
اعتدل أيهم في جلسته وقال باسترخاء
خلال اليومين الجاين لانى عايزه في حاجه مهمه جدا واصلا هو كان قايلى على عربيه مميزه جياله صيانه خلال اليومين دول ..... وكمان علشان اعرف هو هيسافر امتى واعرف ارتب دنيتى
ليقف اياد ودار حول المكتب و هو يضرب كف بكف و قال
الى يشوفك هنا في الشركة ميشفاكش وانت لابس العفريته ونايم تحت العربيات ومتشحم
ليقف أيهم على قدميه و تحرك في اتجاه ذلك الجدار الزجاجي الكبير ينظر الى العالم خارج شركته وقال بصوت هادئ
عارف يا اياد كل السلطه والمكانه الى بحس بيها و انا داخل الشركة هنا او الى بحس بيها لما يقف قدامى موظف بيبص عليا پخوف وهيبه كده كوم وانى اصلح عربيه واغير في تركيبتها واطورها وأحدثها كوم تانى صوت احلى مطربه في الكون ميجيش حاجه جمب صوت ماتور العربيه بعد ما كل الأعطال والمشاكل تتحل ياااااه كمانجه
كان إياد ينظر اليه بيلاهه ثم ضړب كف بكف من جديد وهو يقول
سلامه عقلك يا ابن عمى .... يا عينى عليك وعلى شبابك يا أيهم يا ابن عمى صفوان مكنش يومك يا زينه شباب عيله الهوارى
ليصمت فجاءه حين ألقى أيهم عليه حامله الأقلام وقال بصوته القوى
ما تسترجل يلا في ايه بتندب على ايه يا حمار انت
ليضحك إياد بقوه ثم اقترب منه وهو يقول بجديه
من معرفتى بيك انت بترتب لموضوع كبير هيقلب الدنيا فوق دماغنا مش كده
ظلت ابتسامه مشاغبه ترتسم على ملامح أيهم دون رد ليحرك اياد راسه بنعم ثم قال
يبقا الله يرحمنا و يحسن الينا
ضحك أيهم بصوت عالى ثم ربت على كتف ابن عمه وقال
يلا على مكتبك يا استاذ وابعتلى الانسه مريم
ليغادر اياد سريعا ودلفت بعده مباشره مريم وبين يديها النوت الصغيره ليقول لها أيهم بعمليه
عندنا مواعيد ايه تانى النهارده
نظرت فى النوت وبدأت فى اخباره ليهز راسه بنعم وسمح لها بالانصراف بعد ان طلب منها ان تطلب له كوب قهوه بقلمى ساره مجدى
فى المساء كان يجلس امام والده يراجع معه بعض الاوراق الهامه و يشرح له اللاتفاقات الجديده صحيح ان الشركه تحت قياده ايهم لكن والده دائم الاطلاع على الامور وايضا له حق التوقيع والرفض والقبول وبعد انتهائهم قال أيهم بهدوء
بابا انا كنت عايز اخد اجازه اسبوعين تلاثه هسافر انا واصحابى كده نغير جو
نظر صفوان لولده وعيونه تملئها الغموض وقال
اصحابك دول مين الولد بتاع الورشه!
اخفض أيهم راسه يشعر بالضيق من لهجه والده الساخره ثم رفعها ينظر الى والده بثقه و قال
الولد بتاع الورشه ده اهله متوفين وكان طول فتره دراسته فى كليه الهندسه بيشتغل علشان يصرف على نفسه وعلى اخته الوحيده الولد بتاع الورشه ده عنده فى بلد والده بيت ملك وهنا عمل مركز صيانه كبير وبقا ليه اسمه وسمعته الولد بتاع الورشه ده راجل حقيقى ثقه سند وظهرصاحب صاحبه .. و اخلاقه الكل بيشهد بيها ثم وقف ينظر الى والده بضيق وقال
اول مره اعرف ان حضرتك بتقيم الناس بفلوسها والى تملكه او عايش فين
وكاد ان يغادر الغرفه لكنه وقف مكانه حين قال والده بهدوء
عمرى ما بصيت للناس من فوق وعمرى ما حكمت على حد من فقره او غناه بس انا يا ابنى خاېف عليك
نظر أيهم لوالده لعده ثوانى بصمت تام ثم قال بثقه وابتسامه صغيره
لو عايز تخاف على حد خاف على رواد منى
غادر أيهم الغرفه والمنزل بأكمله و هو يشعر بالضيق انه يعشق ميكانيكا السيارات لماذا والده لا يفهم هذا لماذا يقف فى طريقه هو لم يقصر يوما فى حق احد لم يقصر فى دراسته او عمله لقد طور المؤسسه و زادت سمعتها فى السوق واصبح الجميع يهاب مؤسه الهوارى والجميع يطلب ودهم ظل يدور بالسياره حتى وجد نفسه يقف امام ورشه رواد الذى يتم بيعها الان
كان يفكر فى قرار رواد ولماذا يريد العوده الى بلدته بعد ان انشىء اسم له فى مجال ميكانيكا السيارات لم يجد اجابه لذلك السؤال فى عقله .... انتبه من افكاره لارتفاع الاصوات من داخل الورشه و بعد عده ثواني خرج رواد بصبحه رجل كبير وشاب فى مثل سنهم يضحكون القى رواد التحيه عليهم وغادر من امامهم وصعد الى سياره أيهم وهو يقول
كل حاجه بقت تمام و هسافر كمان يومين .... انت هتجيلى امتى بقا
ظل أيهم صامت لعده ثواني ثم قال
أسبوع بالكتير ... بس انا نفسى افهم انت عايز ترجع ل ... ليه اسمك هنا كبر وكل الناس عرفاك ليه تروح تعمل كل حاجه هناك من جديد
ظل رواد صامت لعده ثواني ثم قال بأبتسامه
عايز ارجع اسم ابويا يرن هناك من تانى يا أيهم ... عايز افتح بيت ابويا الى اتقفل من سنين عايز احس ان امى شايفانا انا و فاتن تفرح لفرحنا وتواسينا وقت حزننا
نظر اليه واكمل قائلا
على فكره ده كمان راى فاتن
شعر أيهم بكل كلمه نطقها صديقه هو يقدر كل ما قاله وهو لا يتخيل يوم بدون والديه رغم اختلافات وجهات النظر الا ان الدنيا بدونهم لا تعنى اى شيء
حاول أيهم تغير الموضوع فقال
انت ضامن الراجل الى هيبعلنا الورشه
هز رواد رأسه بنعم وقال
اطمن على ما تجيلى كل الأمور هتكون خلصانه وعلى امضتك
هز أيهم راسه بنعم ثم قال بمرح وهو ينظر من النافذه
هتصعب عليا الحكايه لكن انت اكيد معاك حق في أسباب سفرك وانا محترمها جدا .... وكمان اهى فرصه الواحد يبقا يغير جو ويصيف
ابتسم رواد ابتسامه واسعه وقال
احنى فى خدمه ابن الاكابر
اغمض أيهم عينيه وقال بملل
نفسى اعرف ايه سبب اللقب ده
لينظر رواد الى الامام وقال بهدوء
هو مش انت يا ابنى من عليه القوم .... تبقا ابن اكابر غلطت انا فى ايه دلوقتى
ظل ايهم ينظر اليه وهو يلوى فمه بضيق مطنع وقال
ماشى ... لما نشوف اخرتها
ضحك رواد بصوت عالى وقال
سوق يا ابنى سوق ودينا اى مكان نودع البلد بيه
ادار ايهم السياره وتحرك بها وهو يتصل باياد ان يسبقهم لمكانهم المعتاد بقلمى ساره مجدى
مر اسبوع كانت ضى رافضه تماما لفكره السفر فبعد اخبار والدها لها ظلت حبيسه غرفتها هي لا تريد ترك ذكرياتها مع سعيد ولا تريد ترك والدته واخته تريد ان تحل محله ان لا يشعرون بغيابه وغيابها الا تشعر والدته انها قد تخلت عن كل
شئ يخصه وأيضا لا تريد ان تسافر