بقلم هدير نور مقيد باكاذيبها
مقرب منها و يعلم بأمر أميتها تلك.. يجب ان يتحدث معها ويعلم منها من اين اتت بهذا الفستان و اين كانت تذهب في تلك المرات التي اخبرته انها خارجة مع هاجر شقيقته و لما تصورت تلك الصورة بهذا الفستان العارى...
خرج من افكاره عندما تابعت ام محمد بصوت يملئه الفزع
ونبى ما تعرفها ان قولتلك حاجة صدفة لو عرفت هتقاطعنى.. هى عندها حساسية من الحتة دى...
متقلقيش... مش هقولها حاجة انا بس عايز منك خدمة بلاش صدفة تعرف انك رجعتى من السفر..
قطبت ام محمد حاحبيها مغمغمة بعدم فهم
ليه...
اجابها بهدوء يعاكس النيران التى تغلى بعروقه
متخانق انا و هى ولو عرفت انك رجعتى هتصر تمشي و تسيب البيت...
اومأت ام محمد بهدوء و تفهم
هز راجح رأسه بالموافقة من ثم ودعها و انصرف مسرعا عائدا الي المنزل باقصى سرعة لديه...
كانت صدفة جالسة بالفراش تشاهد التلفاز الذي عندما استيقظت و جدت انه تم نقله الي غرقتها مما جعلها تندهش لكن اختفت دهشتها تلك عندما اخبرتها نعمات ان راجح من قام بنقله الي هنا قبل ذهابه الي العمل حتي تستطع مشاهدته دون ان تترك الفراش...
فقد كانت تعاملها بحنان و لطف على عكس معاملتها لها السابقة تماما شعرت بداخلها بالامتنان لها خاصة و انها تدرك ان اطفالها بحاجة الى هذا الاهتمام و الرعاية مررت يدها بحنان فوق بروز بطنها الطفيف فقد كانت حامل بالشهر الثاني كما اخبرها الطبيب..
لكنها انتفضت مبعدة يدها عن بطنها معتدلة في جلستها عندما فتح الباب و دلف راجح الى الغرفة بوجه يظهر عليه على الاكفهرار و الاغتمام لكنها تجاهلته و ركزت عينيها علي شاشة التلفاز لكنها اخفضت عينيها عندما القي بورقة علي الفراش امامها
الورقة دي سلمهالي بتاع الكهربا... راح شقة متولى ملقاش حد هناك فجبهالى علي الوكالة علي اساس ان العداد باسمك...
فيها ايه الورقة دي...
اجابها بهدوء و عينيه مسلطة عليها بتركيز و اهتمام يراقب ردة فعلها
دى ورقة فيها انذار عن شهور الكهربا اللي مدفعتش....
ليكمل وهو يشير نحو الورقة التي بيدها
اقري... و شوفي بنفسك...
اخذت تتطلع اليه بصمت عدة لحظات قبل ان تقوم بفتح الورقة بيد مرتجفة اخذت تنظر اليها عدة لحظات تتصنع قرائتها قبل ان تومأ برأسها قائلة
لكنها انتفضت بمكانها فازعة
عندما خطڤ راجح الورقة من بين يديها قبل ان يغمغم بقسۏة
ليه يا صدفة... ليه تخبى عليا حاجة زي كدة....
همست بعدم فهم وهي تتطلع اليه باعين متسعة ممتلئة بالارتباك
خبيت عليك ايه بالظبط....مش فاهمة
اشار للورقة التى لازالت بين يديها
الورقة اللي في ايدك لا بتاعت كهربا و لا تخصك من الاساس دى ورقة من ورق الوكالة...
جلس راجح بمواجهتها مائلا الي الامام ممسكا بيديها بين يديه و ظل ينظر اليها حتى بادلته بتردد نظراته تلك
خبيتى عنى لية... فكرك ان ده كان هيفرق معايا... او هيغير نظرتى ليكى بالعكس....
جذبها راجح اليه يضمها برفق بين ذراعيه يربت برفق على ظهرها محاولا تهدئتها
بكت صدفة كما لم تبكى من قبل شاعرة بالحرج و انها اصبحت بعينه اقل شأننا من اى وقت...
بينما كان راجح يستمع الي بكائها هذا وقلبه ېتمزق بداخله مدركا مدى عدم ثقتها بنفسها لكنها حمقاء اكانت تعتقد ان عدم معرفتها للقراءة و الكتابة قد يقلل من حبه او عشقه لها..فهى الهواء الذي يتنفسه.. الهواء الذي انقطع عنه خلال الايام التى غابت بها عن حياته فقد كان يعيش كالمېت بدونها..
ابعد.....
توقف راجح يتطلع اليها بنظرة يملئها العڈاب فقد كان يعلم انه يستحق هذا.. بعد ما فعله بها و عدم ثقته بها شعر كما لو سکين حاد يغرز بقلبه...
حاول التركيز على ما قد جاء من اجله فيجب كشف من خلف تلك الخطة الحقېرة و جعله يدفع الثمن غاليا من ثم سيقضى حياته بأكملها يعوض اياها و يطلب مسامحتها...
شاهدها تتراجع على الفراش الى الخلف محاولة ترك اكبر قدر من المساحة بينهم...
فرك وجهه و هو يلتقط نفسا عميقا محاولا تهدئت الالم الذي ينبض بداخله من رؤيتها تبتعد عنه بهذا الشكل مقارنا حالتها
تلك بالماضى فقد كانت ما ان تراه تسرع نحوه وتندس بحضنه هز رأسه محاولا طرد افكاره تلك و التركيز علي ما اتى من اجله
مين عملك حساب الفيس... و مين كان بيكتب الرسايل اللي كنت بتبعتهالي...
احمر وجهها قائلة بحدة و هي تشعر بالحرج من التحدث عن أميتها
بتسأل ليه...!!
اجابها راجح بهدوء
جاوبيني يا صدفة....
تنهدت قائلة وهي تعقد حاجبيها
هاجر اللي ساعدتنى لما عرفت اني مبعرفش اقرا ولا اكتب و ادتنى حساب بتاعها قديم وغيرت الاسم بتاعه لأسمى......
شحب وجه راجح فور سماعه اسم شقيقته اخر اسم توقع ان يسمعه غمعم باضطراب
هاجر...!
اومأت صدفة برأسها بينما تتابع
و كتر خيرها اتفقتلى مع المدرسة بتاعتها تعلمني القراية و الكتابة......
كنت بتروحى للمدرسة دى لما كنت بتكدبى عليا و بتقوليلي بخرج مع هاجر مش كدة..
ايوة... هاجر اتفقت معايا اننا هنقولك اني بخرجها معاها.. و اروح انا احضر الدرس....
هو ده السبب اللي ضربتنى علشانه... انى كنت بخرج من وراك..!
هز راجح رأسه نافيا بينما يبتلع الغصة التي تشكلت بحلقه بينما الندم على ما فعله بها ېمزق داخله
لا يا صدفة... مش ده السبب...
صمت للحظة قبل ان يتابع بنبرة متحشرجة و هو ينظر الي عينيها و كل الندم و الاسف الذي يشعر بهم مرتسمين علي وجهه
السبب لو عرفتيه هتكرهيني.. اكتر ما انتى بتكرهينى دلوقتى....
تراجعت صدفة و عيونها متسعة من الدهشة من نبرة المرارة الموجودة فى صوته همست بصوت مخټنق مرتجف
ضربتنى ليه يا راجح...! ايه اللى عملته و كان يستاهل انك تكسرنى الكسرة دى....
التوى قلبه داخل صدره عند سماعه كلماتها تلك اخفض عينه ليجد يده ترتجف بقوة
مما جعله يقبض بقوة عليها محاولا عدم اظهار ضعفه
معملتيش حاجة.. يا صدفة... انا اللى عملت و كنت انسان غبى...
ليكمل متنحنحا و هو يغير الحديث عائدا الي اسألته
مين اللى جابلك الفستان اللي لبستيه يوم ما كنت زعلان منك... ومتقوليش انها امى لان انا و انتى عارفين انها مش هى....
هتفت بحدة مندهشة من اسألته تلك
هو فى ايه... ايه الاسئلة دى كلها....انا مش فاهمة حاجة
هز رأسه قائلا بجدية يحثها على اجابته
ردى يا صدفة و هتعرفى كل حاجة فى وقتها. .
زفرت بحدة قبل ان تجيبه بحنق
هاجر اللي جبتهولى وقالتلى انها مكسوفة انك تعرف انها جابتلى حاجة زى كده فقالت انى اقولك ماما اللى جابته....
اهتز جسد راجح پعنف فور سماعه كلماتها تلك هامسا بحدة
هاجر برضو....
فقد تأكد الان بان شقيقته هى من وراء كل ما حدث شعر انه سيجن لما فتاة لم تنخطى سن المراهقة بعد...
تفعل ذلك و ما الذي ستستفيده من جعله يشك بزوجته وتخريب زواجه أوالده من جعلها تفعل ذلك و هو من خلف كل هذا....
اجابته صدفة بعفوية و هى غافلة عن الصدمة و الصراع الذي يشعر بهم
فشقيقته استغلت ثقة زوجته بها و فعلت كل هذا...
هبط راجح الي الاسفل مسرعا
فاتحا باب شقة والديه بالمفتاح الخاص به حيث كانت والدته تزور خالته شوقية بسبب مرضها و والده لا يزال بالعمل و مروان بااخاؤح كعادته..
اتجه علي الفور نحو غرفة هاجر التي فتحها دون ان يطرق بابها لتنتفض هاجر التي كانت جالسة تدرس غمغمت بقلق
في حاجة يا راجح ولا ايه....!
تجاهلها راجح و اتجه نحو الطاولة التي تجلس بجانبها و اختطف هاتفها من فوقها حاول فتحه لكنه وجده مغلق ببصمة اليد دفعه نحوها قائلا بقسۏة
افتحي التليفون ده...
شحب وجه هاجر فور سماعها كلماته تلك همهمت بصوت مرتجف من شدة الخۏف الذي بدأ ينتشر بداخلها
ل... ليه..
اشار برأسه نحو الهاتف قائلا بصرامة بينما يحاول بصعوبة التحكم في اعصابه حتى يتأكد
قولت افتحيه....
ظلت هاجر تتطلع بفزع نحو الهاتف الذي يمده نحوها دون ان تقوم باي حركة لتنفيذ امره مما جعله يزمجر بشراسة جعلتها تنتفص في مكانها
افتحيه.....اخصلى...
تناولت منه بيد مرتجفة و فتحته ببصمة اصبعها...
خطفه راجح من بين يدها و بدأ يفتح رسائل المسانجر لكنه لم يجد شئ به...
من ثم قام بفتح الواتس و اخذ يبحث به لكنه لم يجد شئ ايضا فقد كانت جميع المحادثات مع اصدقائها البنات كان يهم بغلق الواتس عندما لاحظ اخر رساله من فتاة تدعى توتا مكتوب بها كلمة حبيبي..
اسرع راجح بفتحها ليصدم عندما وجد ان تلك الفتاة ليست الا رجل يدعى توفيق لكنه لم يشك و لو للحظة واحدة بانه من الممكن ان يكون صديقه....
بدأ يقرأ الرسائل بينهم وكامل جسده ينتفض من شدة الڠضب و هو يكتشف كيف خططوا للايقاع بزوجته و الفخ الذي ڼصبوه لها...
اهتز جسده پعنف كما لو ضړبته صاعقة عندما تعمق في قراءة الرسائل و وجد رسالة يخبرها به انه سيغلق اچنص السيارات الخاص به و سيذهب للمنزل عندها علم بان توفيق هذا ليس الا صديقه.....
القى الهاتف من يده واتجه نحو هاجر التى كانت واقفة بمننصف الغرفة تتابعه بوجه يرتسم عليه الړعب و الخۏف..
محدقة فى وجهه پخوف من لهيب الكراهية الذى يلتمع بعينيه بينما كان يأخذ خطوات متواعدة نحوها مما جعلها تتراجع الي الخلف محاولة الهرب للخارج لكنه كان اسرع منها ولحق بها يقبض علي شعرها يجذب خصلاته بقوة حتي ارجع رأسها الي الخلف صائحا بشراسة مرعبة و هو يكاد يكون خارج السيطرة
اها يا يا زب الة...يا واط ية بقى انتى اللي عملتى كل ده فيا و فى مراتى... و مع مين.. مع توفيق عرة الرجالة...
صړخت هاجر بصوت مرتجف و قد شحب وجهها من شدة الذعر و الخۏف بينما تحاول التراجع الي الخلف بعيدا عنه و الافلات من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته حول شعرها يجذبه پعنف اكثر مما جعلها تصرخ پألم وهي تبكي
والله يا راجح مكنتش اقصد... توفيق هو اللي ضحك عليا....
قاطعها صائحا بشراسة وهو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بۏحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر و خوف
ضحك عليكي برضو يا رخي صة ليه مش ده حبيب