الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية ولكن تحت سقف واحد

انت في الصفحة 57 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

حائرة وقال
ليه علشان بحبك
قالت دون أن تنظر إليه
متأكد
أقترب منها ومسح على وجنتها قائلا
طبعا متأكد معقول مش حاسة بيا كل ده
أغمض عينيه مرة أخرى وتنهد تنهيدة طويلة وكأنه يطبع صورتها داخل مقلتيه حتى لا تفارقهما أبدا تناول منها الهاتف وهو يتلمس أطراف أناملها مداعبا وضع الهاتف على أذنه قائلا 
السلام عليكم 
أستمع إلى والده قليلا بتركيز وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة عابثة ثم قال 
حاضر يا بابا ثوانى واكون عندك
رفع رإسها إليه لتلتقى عينيهما
مرة أخرى قائلا
كنا بنقول أيه
أبتعدت وهى تخطو باتجاه الباب وتفتحه قائلة
يلا انزل شوف عمى وانا رايحة لمريم
توجهت إلى شقة مريم وأخرجت مفتاحها ودلفت بسرعة للداخل وأغلقت الباب ببطء وهى تعلو وجهها ابتسامة خجلة أتجهت إلى غرفة مريم التى كانت انتهت من الإغتسال للتو وتجفف جسدها بالمنشفة فتحت إيمان الباب فانتفضت مريم وهى تحتضن منشفتها وعندما وقعت عينيها على اختها فزفرت بقوة وهى تقول
ېخرب عقلك يا ايمان رعبتينى
تبادلت الفتاتان الضحكات ولكن نظر إيمان وقع على چرح غائر أعلى ساق مريم فاقتربت منها وهى تنظر إليه فى تفحص وتقول 
أيه الچرح ده يا مريم 
نظرت مريم إلى حيث تنظر إيمان ووضعت أطراف أناملها على الچرح تتحسسه فتذكرت لحظة سقوطها وهى يغشى عليها تذكرت قطع الزجاج التى سقطت على أطرافه المهشمة
قطع ذكرياتها صوت إيمان وهى تقول
أنت وقعتى على أيه ولا اتخبطتى فأيه أرتجفت مريم مع تذكرها
الحاډث وشعرت بالألم وكأن الچرح
مازال حديثا
وقالت بارتباك 
مش فاكرة 
قالت ايمان وهى تضغطه قليلا
مش فاكرة ازاى مش بيوجعك طيب
حركت مريم رأسها نفيا وقالت
لا 
ثم لفت المنشفة جيدا لتخفيه وهى تتصنع المرح
يالا بقى الست زمانها جاية أدخلى خدى دش انت كمان
أستسلمت مريم للمزينة تمشط شعرها وتزينها بينما جلست إيمان وفرحة يتجاذبان أطراف الحديث ويتضاحكان قالت إيمان بتساؤل
فين وفاء مطلعتش ليه ولا حتى سلمت علينا لما رجعنا
مطت فرحة شفتيها وقالت
مش عارفة بس شكلها محرجة من اللى امها عملته
قالت إيمان بتعجب
سبحان الله وفاء غيرهم خالص
أومأت فرحة موافقة
ده حقيقى بس أكيد اللى أمها بتعمله هى مش راضية عنه علشان كده تلاقيها مكسوفة تطلع
تناولت إيمان هاتفها وطلبت رقم وفاء وانتظرت ثوان إلى أن أتاها صوتها بخفوت
السلام عليكم ازيك يا إيمان
وعليكم السلام أيه يابنتى مطلعتيش ليه الكوافيرة هنا
قالت وفاء بخجل
معلش يا إيمان انا هبقى احط حاجة خفيفة كده
قالت إيمان بإصرار
لا مينفعش لازم تطلعى حتى لو مش هتعملى حاجة كفاية انك تقعدى فى وسطينا
سيطرت وفاء على دموعها وقالت بتماسك
ربنا يخاليكى يا إيمان بس بجد مش هقدر
زاد إصرار إيمان وهى تقول
لو مطلعتيش هنزل اخدك بنفسى ها قلتى ايه
أبتسمت وفاء من بين دموعها وهى تقول
لالا خلاص خليكى انا طالعة اهو
أغلقت إيمان الهاتف فى حين قالت لها فرحة
والله انت طيبة أوى يا إيمان يابخت عبد الرحمن بيكى
وفى المساء كانت الحديقة تتلألأ فى زينتها الجديدة بلمسات جمالية وضعها إيهاب وفرحة بذوق عالى وأحساس فنان كان الجو العام يبعث على البهجة وشاركت الطبيعة فى تزينه بنسمات عليلة وعبير الورود المتسلل إليها ليجعل النسمات تتحول إلى شذى رائع يأخذ بالألباب ويبعث على الإسترخاء فيحلو استنشاقه ببطء وكأنه سحر 
ومرة أخرى يتكرر نفس المشهد ويوسف يقف أمام مراته يرتدى حلته الأنيقة السوداء ولكن كانت تعلو شفتيه ابتسامة لا يستطيع تفسيرها قطع ابتسامته صوت عبد الرحمن الساخر وهو يقول
اضحك اضحك ما انت مش عارف أيه اللى مستنيك
ألتفت إليه يوسف قائلا
أيه ده انت لحقت تتعقد من الجواز
وقف عبد الرحمن بجواره فى المرآة وهو يهندم سترته وقال
ياعم مش لما اتجوز الأول ابقى اتعقد
نظر له يوسف متعجبا من كلماته وقال
نعم اومال إيمان دى تبقى أيه خطيبتك
دفعه
عبد الرحمن ليلتفت مرة أخرى إلى المرآة وهو يقول
خليك فى حالك 
خرج يوسف إلى شرفته ينظر إلى الحديقة التى تزينت كالعروس وهو متعجبا من السعادة التى يشعر بها برغم من أنه يعلم أن هذا الزواج ماهو إلا غطاء شرعى لما حدث بينهما
[[-]]بدأ المدعوين بالحضور وكان أول من حضر هى علا بصحبة والدتها وأختها هند التى وقفت تنظر حولها وهى تقول لأختها 
شايفة اللى اتحرمت منه اختك
قالت علا بصوت هامس
ممكن ترجعيله انت وشطارتك
ألقت مريم النظرة الأخيرة فى مرآتها بينما قالت إيمان
[[-]]ماشاء الله أنت قمر والله يا مريم اللهم بارك
عانقتها فرحة ووفاء ألتفتت إليهم مريم قائلة
أنتوا كمان قمرات
قالت وفاء بمشاكسة وهى تقول
أنتوا بقى غيرانين منها ولابسين فساتين كتب الكتاب بتاعتكوا
ضحكت فرحة قائلة
والله ياختى مش بمزاجنا كل واحدة فينا جوزها صمم تلبس كده
[[-]]أقتربت إيمان من مريم وقالت مداعبة 
بس أيه ده يا مريم فى عروسة تلبس الحجاب يوم فرحها ده ايه العقد دى
تلون وجهها خجلا وقالت
خلاص بقى بطلى مكنتش فاهمة وادينى فهمت ياستى
طرقت عفاف الباب فالټفت الجميع إليها وقالت مريم فى سعادة متفاجأة
ماما !
كانت أحلام بصحبة عفاف فهرولت مريم إليها وعانقتها نظرت أحلام إليها وإلى فستانها الأبيض وحجابها الحريرى الذى زاد جمالها وقالت
عروسة زى القمر يا مريم كان حلمى اشوفك انت واختك واخوكى يوم فرحكوا
قالت إيمان مداعبة 
ما انا لابسه فستان كتب كتابى اهو يعنى كأنك حضرتى فرحى برضة
عانقتها والدتها وقالت
ربنا يسعدكوا يا ولاد
ربتت عفاف على ظهرها قائلة
ربنا يديكى طولة العمر وتشوفى ولادهم
نظرت إليها أحلام بمودة وامتنان وقالت
متشكرة يا عفاف طول عمرك طيبة وانا مطمنة على ولادى معاكى
أدمعت عينيى إيمان ومريم وهما يتبادلان النظرات بينما قالت فرحة
وبعدين الميكب هيبوظ كده
نظرت إليهم عفاف قائلة
هو فين الميكب ده انا مش شايفة غير زبدة كاكاو
ضحك الجميع وفجاة عم الصمت حينما ارتفع صوت فاطمة پغضب وقسۏة وهى تقف على باب الغرفة وتستند إلى حافته بيد ومتخصرة باليد الأخرى وذبذبات الشړ تتقاف من حولها وتقول 
أنت أيه اللى جابك يا أحلام
نظر الجميع إليها بينما استدارت أحلام نحو عفاف وقالت بابتسامة هادئة 
يالا يا ام عبد الرحمن العريس مستنى تحت خدى البنات وانزلى
قالت عفاف باضطراب
انا هتصل بإيهاب يطلع ياخدهم
ساد الصمت للحظات وصعد إيهاب فى الحال وتناول كف مريم وقال لوالدته
يالا يا ماما
أومأت برأسها وقالت
انزلوا انتوا وانا جاية وراكوا
زاغت نظرات الجميع بين أحلام وفاطمة فى صمت قطعته أحلام 
يالا اتحركوا الناس تحت
بدأوا فى الهبوط للأسفل وتأخرت عفاف عنهم فقالت لها أحلام 
انزلى انت يا عفاف
حركت رأسها نفيا وقالت بإصرار 
مينفعش والمفروض ننزل كلنا مش
وقته الكلام ده
احنا فى فرح ولادنا
أوقفتها فاطمة وهى تصيح بها 
بقيتى حبيبتها يا عفاف اه ما انتوا بقيتوا نسايب
أقتربت منها أحلام بعينين حادتين قائلة
أنت عاوزه أيه يا فاطمة
قالت فاطمة بنظرات تشع حقدا
تطلعى حالا من البيت ده ومتوريناش وشك تانى
ضحكت أحلام بطريقة استفزازاية وقالت
تانى يا فاطمة تانى عاوزانى امشى مكفكيش أول مرة مشيت فيها من عشرين سنة
قالت فاطمة بحدة وبغض
وياريت المرة دى مترجعيش تانى لحد ما حد فينا ېموت ماهى الدنيا متستحملناش سوا
أحتفظت أحلام بابتسامتها وقالت
لسه بتغيرى مني يا فاطمة معقول مع انى كبرت اهو زى ما انت شايفة واللى بتغيرى عليه كبر هو كمان وقرب هيبقى جد 
واقتربت أكثر وهى تحدق بعينيها قائلة 
ولا انت لسه بتكرهينى علشان علي الله يرحمه فضلنى عليكى
كادت فاطمة أن ټصفعها على وجهها ولكن أحلام أحكمت قبضتها على يدها ونظرت لها بتحدى
56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 74 صفحات