رواية ولكن تحت سقف واحد
حائرة وقال
ليه علشان بحبك
قالت دون أن تنظر إليه
متأكد
أقترب منها ومسح على وجنتها قائلا
طبعا متأكد معقول مش حاسة بيا كل ده
أغمض عينيه مرة أخرى وتنهد تنهيدة طويلة وكأنه يطبع صورتها داخل مقلتيه حتى لا تفارقهما أبدا تناول منها الهاتف وهو يتلمس أطراف أناملها مداعبا وضع الهاتف على أذنه قائلا
السلام عليكم
حاضر يا بابا ثوانى واكون عندك
رفع رإسها إليه لتلتقى عينيهما
مرة أخرى قائلا
كنا بنقول أيه
أبتعدت وهى تخطو باتجاه الباب وتفتحه قائلة
يلا انزل شوف عمى وانا رايحة لمريم
توجهت إلى شقة مريم وأخرجت مفتاحها ودلفت بسرعة للداخل وأغلقت الباب ببطء وهى تعلو وجهها ابتسامة خجلة أتجهت إلى غرفة مريم التى كانت انتهت من الإغتسال للتو وتجفف جسدها بالمنشفة فتحت إيمان الباب فانتفضت مريم وهى تحتضن منشفتها وعندما وقعت عينيها على اختها فزفرت بقوة وهى تقول
تبادلت الفتاتان الضحكات ولكن نظر إيمان وقع على چرح غائر أعلى ساق مريم فاقتربت منها وهى تنظر إليه فى تفحص وتقول
أيه الچرح ده يا مريم
نظرت مريم إلى حيث تنظر إيمان ووضعت أطراف أناملها على الچرح تتحسسه فتذكرت لحظة سقوطها وهى يغشى عليها تذكرت قطع الزجاج التى سقطت على أطرافه المهشمة
أنت وقعتى على أيه ولا اتخبطتى فأيه أرتجفت مريم مع تذكرها
الحاډث وشعرت بالألم وكأن الچرح
مازال حديثا
وقالت بارتباك
مش فاكرة
قالت ايمان وهى تضغطه قليلا
مش فاكرة ازاى مش بيوجعك طيب
حركت مريم رأسها نفيا وقالت
لا
ثم لفت المنشفة جيدا لتخفيه وهى تتصنع المرح
يالا بقى الست زمانها جاية أدخلى خدى دش انت كمان
فين وفاء مطلعتش ليه ولا حتى سلمت علينا لما رجعنا
مطت فرحة شفتيها وقالت
مش عارفة بس شكلها محرجة من اللى امها عملته
قالت إيمان بتعجب
سبحان الله وفاء غيرهم خالص
أومأت فرحة موافقة
ده حقيقى بس أكيد اللى أمها بتعمله هى مش راضية عنه علشان كده تلاقيها مكسوفة تطلع
السلام عليكم ازيك يا إيمان
وعليكم السلام أيه يابنتى مطلعتيش ليه الكوافيرة هنا
قالت وفاء بخجل
معلش يا إيمان انا هبقى احط حاجة خفيفة كده
قالت إيمان بإصرار
لا مينفعش لازم تطلعى حتى لو مش هتعملى حاجة كفاية انك تقعدى فى وسطينا
سيطرت وفاء على دموعها وقالت بتماسك
زاد إصرار إيمان وهى تقول
لو مطلعتيش هنزل اخدك بنفسى ها قلتى ايه
أبتسمت وفاء من بين دموعها وهى تقول
لالا خلاص خليكى انا طالعة اهو
أغلقت إيمان الهاتف فى حين قالت لها فرحة
والله انت طيبة أوى يا إيمان يابخت عبد الرحمن بيكى
وفى المساء كانت الحديقة تتلألأ فى زينتها الجديدة بلمسات جمالية وضعها إيهاب وفرحة بذوق عالى وأحساس فنان كان الجو العام يبعث على البهجة وشاركت الطبيعة فى تزينه بنسمات عليلة وعبير الورود المتسلل إليها ليجعل النسمات تتحول إلى شذى رائع يأخذ بالألباب ويبعث على الإسترخاء فيحلو استنشاقه ببطء وكأنه سحر
ومرة أخرى يتكرر نفس المشهد ويوسف يقف أمام مراته يرتدى حلته الأنيقة السوداء ولكن كانت تعلو شفتيه ابتسامة لا يستطيع تفسيرها قطع ابتسامته صوت عبد الرحمن الساخر وهو يقول
اضحك اضحك ما انت مش عارف أيه اللى مستنيك
ألتفت إليه يوسف قائلا
أيه ده انت لحقت تتعقد من الجواز
وقف عبد الرحمن بجواره فى المرآة وهو يهندم سترته وقال
ياعم مش لما اتجوز الأول ابقى اتعقد
نظر له يوسف متعجبا من كلماته وقال
نعم اومال إيمان دى تبقى أيه خطيبتك
دفعه
عبد الرحمن ليلتفت مرة أخرى إلى المرآة وهو يقول
خليك فى حالك
خرج يوسف إلى شرفته ينظر إلى الحديقة التى تزينت كالعروس وهو متعجبا من السعادة التى يشعر بها برغم من أنه يعلم أن هذا الزواج ماهو إلا غطاء شرعى لما حدث بينهما
[[-]]بدأ المدعوين بالحضور وكان أول من حضر هى علا بصحبة والدتها وأختها هند التى وقفت تنظر حولها وهى تقول لأختها
شايفة اللى اتحرمت منه اختك
قالت علا بصوت هامس
ممكن ترجعيله انت وشطارتك
ألقت مريم النظرة الأخيرة فى مرآتها بينما قالت إيمان
[[-]]ماشاء الله أنت قمر والله يا مريم اللهم بارك
عانقتها فرحة ووفاء ألتفتت إليهم مريم قائلة
أنتوا كمان قمرات
قالت وفاء بمشاكسة وهى تقول
أنتوا بقى غيرانين منها ولابسين فساتين كتب الكتاب بتاعتكوا
ضحكت فرحة قائلة
والله ياختى مش بمزاجنا كل واحدة فينا جوزها صمم تلبس كده
[[-]]أقتربت إيمان من مريم وقالت مداعبة
بس أيه ده يا مريم فى عروسة تلبس الحجاب يوم فرحها ده ايه العقد دى
تلون وجهها خجلا وقالت
خلاص بقى بطلى مكنتش فاهمة وادينى فهمت ياستى
طرقت عفاف الباب فالټفت الجميع إليها وقالت مريم فى سعادة متفاجأة
ماما !
كانت أحلام بصحبة عفاف فهرولت مريم إليها وعانقتها نظرت أحلام إليها وإلى فستانها الأبيض وحجابها الحريرى الذى زاد جمالها وقالت
عروسة زى القمر يا مريم كان حلمى اشوفك انت واختك واخوكى يوم فرحكوا
قالت إيمان مداعبة
ما انا لابسه فستان كتب كتابى اهو يعنى كأنك حضرتى فرحى برضة
عانقتها والدتها وقالت
ربنا يسعدكوا يا ولاد
ربتت عفاف على ظهرها قائلة
ربنا يديكى طولة العمر وتشوفى ولادهم
نظرت إليها أحلام بمودة وامتنان وقالت
متشكرة يا عفاف طول عمرك طيبة وانا مطمنة على ولادى معاكى
أدمعت عينيى إيمان ومريم وهما يتبادلان النظرات بينما قالت فرحة
وبعدين الميكب هيبوظ كده
نظرت إليهم عفاف قائلة
هو فين الميكب ده انا مش شايفة غير زبدة كاكاو
ضحك الجميع وفجاة عم الصمت حينما ارتفع صوت فاطمة پغضب وقسۏة وهى تقف على باب الغرفة وتستند إلى حافته بيد ومتخصرة باليد الأخرى وذبذبات الشړ تتقاف من حولها وتقول
أنت أيه اللى جابك يا أحلام
نظر الجميع إليها بينما استدارت أحلام نحو عفاف وقالت بابتسامة هادئة
يالا يا ام عبد الرحمن العريس مستنى تحت خدى البنات وانزلى
قالت عفاف باضطراب
انا هتصل بإيهاب يطلع ياخدهم
ساد الصمت للحظات وصعد إيهاب فى الحال وتناول كف مريم وقال لوالدته
يالا يا ماما
أومأت برأسها وقالت
انزلوا انتوا وانا جاية وراكوا
زاغت نظرات الجميع بين أحلام وفاطمة فى صمت قطعته أحلام
يالا اتحركوا الناس تحت
بدأوا فى الهبوط للأسفل وتأخرت عفاف عنهم فقالت لها أحلام
انزلى انت يا عفاف
حركت رأسها نفيا وقالت بإصرار
مينفعش والمفروض ننزل كلنا مش
وقته الكلام ده
احنا فى فرح ولادنا
أوقفتها فاطمة وهى تصيح بها
بقيتى حبيبتها يا عفاف اه ما انتوا بقيتوا نسايب
أقتربت منها أحلام بعينين حادتين قائلة
أنت عاوزه أيه يا فاطمة
قالت فاطمة بنظرات تشع حقدا
تطلعى حالا من البيت ده ومتوريناش وشك تانى
ضحكت أحلام بطريقة استفزازاية وقالت
تانى يا فاطمة تانى عاوزانى امشى مكفكيش أول مرة مشيت فيها من عشرين سنة
قالت فاطمة بحدة وبغض
وياريت المرة دى مترجعيش تانى لحد ما حد فينا ېموت ماهى الدنيا متستحملناش سوا
أحتفظت أحلام بابتسامتها وقالت
لسه بتغيرى مني يا فاطمة معقول مع انى كبرت اهو زى ما انت شايفة واللى بتغيرى عليه كبر هو كمان وقرب هيبقى جد
واقتربت أكثر وهى تحدق بعينيها قائلة
ولا انت لسه بتكرهينى علشان علي الله يرحمه فضلنى عليكى
كادت فاطمة أن ټصفعها على وجهها ولكن أحلام أحكمت قبضتها على يدها ونظرت لها بتحدى