الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية ولكن تحت سقف واحد

انت في الصفحة 69 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

الجبان
شد حسين على ذراعه وقال
أمسك نفسك يا عبد الرحمن أهو ربنا اداله جزاءه فى ساعتها
ثم انتبه متسائلا
عمك لسه ما اتصلش
حرك عبد الرحمن نفيا قائلا
آخر مره كلمنى كان من ساعة ولسه واقفين قدام العمليات ربنا ياخده ونرتاح من شره
قال حسين على الفور بضعف
متدعيش عليه يا عبد الرحمن ده عمك ممكن يروح فيها روح يالا شوف اختك جوزها مش عارف يسكتها 
وقبل أن يذهب عبد الرحمن ألتفت إليه قائلا بانتباه
فين مريم
تلفت
حسين حوله وقال 
كانت هنا من شوية روح انت حاول تهدى اختك وانا هادور عليها
كانت تجلس على الأرض بجوار غرفة العمليات وهى ضامة ساقيها إلى صدرها وتستند رأسها إلى الحائط للخلف وقلبها ېتمزق لوعة عليه تسكب دمعها وهى تتمتم بتضرع إلى الله سبحانه وتعالى فى خفوت
يارب نجيه يارب انا مسمحاه على أى حاجة يارب نجيه يارب يارب علشان خاطرى
انا قصدى على الحاډثة يابنتى 
ثم تركها واستند إلى الجدار بكفه وأطرق برأسه بحزن قائلا
أنا عارف ان اللى عمله صعب تسامحيه عليه وعارف انك عمرك ما هتنسى أبدا لكن ده دلوقتى بين إيدين ربنا ومحدش عارف هايطلع منها ولا لاء
تقدمت منه ووضعت كفها على كتفه قائلة
أرفع راسك يا عمى متعملش كده فى نفسك مفيش
حاډثة من الأساس يا عمى يوسف ملمسنيش
الفصل الأخير
ألتف الجميع حول فراش يوسف فى غرفته بداخل المشفى وهم يستمعون إلى الطبيب الذى يتكلم بابتسامة مطمئنة
الحمد لله الچرح مكنش عميق بدرجة خطېرة مش محتاجين العناية المركزة
[[-]]فتح يوسف عينيه بضعف كانت الصورة مشوشة أمامه غير واضحة المعالم بعد وبعد دقائق استطاع الكلام بوهن فقال وكأنه يهزى
مريم أنت هنا
أقتربت منه وربتت على كفه بهدوء قائلة بخفوت
حمد لله على السلامة
حاول أن يستوضح ملامحها بصعوبة وأعاد سؤاله مرة أخرى
[[-]]حصلك حاجة
قالت بصوت مبحوح
الحمد لله انا كويسة المهم انت
أبتسم بضعف وهو يغمض عينيه پألم فأقبلت والدته فى لهفة وهى تقبل رأسه وتقول 
ألف حمد لله على سلامتك يابنى أنا مش عارفة ده كان مستخبلنا فين
بدأت الصورة تتضح أمام عينيه وهو ينظر لوالدته وقال بضعف يحاول أن يداعبها
[[-]]كان مستخبلنا فى الجراج
قالت فرحة التى تجلس عند قدمه على طرف الفراش
انت فيك حيل تهزر يا أخى موتنا من الخۏف عليك
تابع عبد الرحمن قائلا
ياستى سبيه يهزر الحمد لله انه كويس
بحث يوسف عن وجه أبيه بين الوجوه الدامعة 
فوجده مصوبا بصره إليه بلهفة وابتسامة حزينة تعلقت أنظارهما ببعضهما البعض شعر يوسف أنه أحب تلك الطعڼة لما رآه أخيرا من عطف أبيه الذى كان يفتقده فلقد كانت لها الفضل عليه أن يسترجع نظرة حنان فى عينيى أبيه كان ينظرإلى عينيه ينتظر كلماته الحنونة لم يبخل عليه والده ولم يجعله ينتظر قليلا فقال
حمد لله على سلامتك يابنى
تنهد يوسف بارتياح وقال وهوينظر إليه بحب
الله يسلمك يا بابا
قبض على كف مريم بوهن وهو يوجه حديثه لعبد الرحمن
وليد
هو اللى عمل كده صح
قالت فرحة على الفور
والحمد لله ربنا انتقملك منه فى ساعتها والأسانسير وقع بيه
أتسعت عيناه بذهول وقال بدهشة كبيرة
أيه أسانسير أيه وحصله أيه!
أجابه عبد الرحمن بهدوء
أسانسير البيت عندنا يا يوسف
تدخل إيهاب قائلا
نفسى أعرف كان طالع البيت يعمل ايه اللى يعمل عملته دى كان المفروض يهرب طالما محدش شافه ايه اللى خلاه يطلع البيت مش عارف
قالت ايمان بثقة
أكيد ربنا ليه حكمة فكده
تنهدت عفاف وهى تقول
ونعم بالله يابنتى
اكتسى وجه يوسف حزنا وهو يتسائل
وحصله ايه لما الاسانسير وقع بيه
قال عبد الرحمن
الأسعاف نقلته المستشفى بعد ما عرفوا يفتحوا باب الاسانسير بصعوبة لكن انا مش عارف ده حصل
ازاى أحنا لسه كنا عاملين صيانة وكانت حالة الأسانسير ممتازة ازاى يقع فجأة كده
وجه له والده الحديث قائلا
أتصلت بالشركة بتاعة المصاعد 
أومأ عبد الرحمن برأسه قائلا 
أتصلت بعد ما يوسف خرج على طول وأصلا كده المفروض النيابة هتبدأ تحقيق فى الموضوع وكانوا مستنين يوسف لما يفوق علشان ياخدوا أقواله 
وبعد ساعتين وهم جلوس حول يوسف طرق إبراهيم الباب ودخل وهو يتوجه ليوسف مباشرة
حمد لله على سلامتك يا يوسف يابنى
نظر إليه الجميع
ربنا خدلك حقك يابنى
ونظر إلى مريم وقال
وانت كمان يابنتى ربنا خدلكوا حقكوا انتوا الاتنين
طأطأ رأسه وقال پألم
الخبطة كانت شديدة أوى جاله شلل نصفى
تسمر الجميع وكأن عقارب الساعة قد توقفت فجأة أتسعت عيونهم فى ذهول وعدم تصديق وهو يتابع بحزن
من ساعة ما فاق وعرف اللى جراله وهو پيصرخ من الحسړة والندم ده غير الألم اللى حاسس بيه
ثم الټفت إليهم مقرا بذنوب ولده قائلا
كان موصى امه تنقله الأخبار ولما قالتله ان مريم تعبت ويوسف خادها البيت لوحدهم سبقنا على هناك وعمل اللى عمله لا وطلع علشان يسرقنى كمان
اقترب منه حسين وأمسك كتفه قائلا
انت راجل مؤمن يا ابراهيم وان شاء الله ابنك يقوم منها أصبر وأحتسب
فى الصباح حضر وكيل النيابة ليأخذ أقواله قائلا
أنت شفت اللى ضړبك يا يوسف
نظر له يوسف بصمت ثم قال بحسم وهو يهز رأسه نفيا
لاء الدنيا كانت ضلمة مشوفتش حد
خرج وكيل النيابة من غرفته ودخل الجميع إليه متسائلين قال حسين
قلت ايه يا يوسف
أبتسم يوسف وهو يقول
هقول ايه يا بابا هو انا شفت حد علشان اقول عليه
أبتسم والده وهو يربت على كتفه قائلا باعتزاز
راجل يابنى 
يالا يا جماعة الحمد لله اننا اطمنا عليه
ثم نظر إلى عبد الرحمن وايهاب قائلا
يالا روحوا ده محدش فيكم نام من امبارح أنا هقعد معاه
قال عبد الرحمن على الفور
معلش حضرتك يا بابا روحهم انت وانا هستنى
تدخلت عفاف قائلة
محدش هيفضل مع ابنى غيرى روحوا انتوا
قاطعهم يوسف بأشارة منه وقال مبتسما 
ياجماعة روحوا كلكوا أنا لو احتاجت حاجة هبقى انده على الممرضة
ألتفتت مريم إليه لتتكلم أخيرا قائلة 
وتنده على ممرضة ليه أنا هفضل معاك
خفق قلبه مع ابتسامته فلم يعلم أيهما سبقت الآخرى كل ما كان يدركه هو الدهشة فلم يكن يتوقع أن تفصح عن رغبتها فى البقاء معه بل لم يكن يحلم وهو يلمح الغيرة فى عينيها من أمرأة أخرى
قالت عفاف بإرهاق
يابنتى روحى انت شكلك تعبانة أوى 
قاطعها حسين بابتسامة لامعة
لا يا عفاف مريم معاها حق هى
اللى المفروض تقعد معاه يالا احنا
نروح البيت نريح شوية ونشوف هنعمل ايه ونبقى نرجعلهم تانى
ودعه الجميع بعد أن اطمئنوا عليه أما هو فقد نام طويلا بعد تناوله الدواء وعندما استيقظ وجدها تغفو على مقعدها بجوار فراشه الأبيض ألتفت إليها وناداها بلهفة وعندما استيقظت قال بهدوء
[[-]]قربى الكرسى بتاعك من السرير
نهضت واقفة وتمطت بتكاسل ثم وضعت مقعدها بجواره وجلست فقال وهو ينظر لعينيها بعمق 
مروحتيش ليه
تجنبت النظر إليه وهى تقول
المفروض انى اكون معاك
قال على الفور
الكلام ده لو لسه مراتى لكن انت اللى صممتى على الطلاق
[[-]]نظرت له بتحدى قائلة
وانت مصدقت وطلقتنى
أبتسم من طريقتها الطفولية فى الحديث نظرلها قائلا
أنا كنت متمسك بيك لآخر لحظة ومقدرش الومك واهو ربنا خدلك حقك وفنفس الظروف يوم فرح وبالليل والدنيا ضلمة
تنهد فى ارتياح وقال
[[-]]الحمد لله ان ربنا خلص مني فى الدنيا مش ناقص غير حاجة واحدة بس 
لمس يدها وهو يقول
أنك تسامحينى من قلبك
رفعت رأسها إليه قائلة بتلعثم 
أنا سامحتك من قلبى فعلا
قبض على يدها بضعف وهو يتأملها وقال ببطء
مريم لو رديتك هتحسي
68  69  70 

انت في الصفحة 69 من 74 صفحات