الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية ولكن تحت سقف واحد

انت في الصفحة 70 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

انى رجعتك ڠصب عنك
حاولت سحب يدها ولكنه تمسك بها وقال برجاء
أنا مش قادر اضغط متسحبيش ايدك كده هتتعبينى
قالت بصوت يسمعه بالكاد
طيب سيب أيدى
تمسك بها أكثر قائلا بحب
لما تردى عليا الأول انت عندك استعداد تكملى حياتك معايا وتنسى اللى فات
صمتت ولم تجبه كانت تشعر بأن قلبها سيقفز من صدرها من فرط الإنفعال والإضطراب والخجل حاولت أن تهرب من حصار عينيه ولكنها لم تستطع كانت نظراته تحيط بها من كل اتجاه تحتويها بل
وتفصلها عمن حولها
قاطعتهم طرقات خفيفة على الباب يتبعه دخول الطبيب الذى أخذ يفحص يوسف الذى لم يرفع بصره عن مريم وبعد أن انتهى الفحص وخرج الطبيب توجهت مريم إلى ركن من أركان الغرفة لتصلى
تعمدت أن لا تنظر إليه وهى تتوجه إلى الفراش المقابل له صعدت إليه واسندت بظهرها وهى تغمض عينيها بأرهاق يبدو على ملامحها بشكل واضح فقال يوسف 
شكلك مرهق أوى نامى انت ارتاحى شوية
قالت وهى تسحب الغطاء وتتدثر به جيدا
هنام ساعة بس لو احتاجت حاجة صحينى بسرعة متترددش
قال مداعبا وهو لا ينظر إليها
لالا نامى انت ولو احتجت حاجة هبقى اقول للممرضة
أعتدلت لتجلس مرة أخرى فقال وهو يشير لها أن تعود
كما كانت
بهزر والله نامى أنا كمان محتاج ارتاح شوية
فى اليوم التالى صباحا كان حسين هو أول من طرق باب غرفة وليد فى المشفى ودخل بعد سماع الأذن بالدخول لم يكن هناك أحد بالغرفة سوى وليد المسجى على الفراش ووالدته تجلس بجواره تبكيه فقال بحرج
السلام عليكم
فتح وليد عينيه على صوت عمه فلم يستطع مواجهته كانت آلامه رهيبة ولكن رؤيته لعمه جعلته يشعر وكأن الهواء انقطع من الغرفة فجأة وأخيرا تكلم حسين قائلا بجمود
حمد لله على السلامة
وقفت فاطمة فى حرج وهى تتمتم 
الله يسلمك يا حاج حسين أتفضل
قال بهدوء
لا متشكر مفيش داعى أنا جيت بس أطمئن على وليد واقوله ان ابن عمه قال فى التحقيق انه ماشفش اللى ضربه وكان هيموته ياريت لو حد سألكوا تقولوا نفس الكلام سواء من النيابة ولا من غيرها 
أطرقت فاطمة برأسها ولم ترد فقال حسين
حمد لله على السلامة مرة تانية سلام عليكم
خرج حسين من الغرفة وقبل أن يصل للمصعد وجد إبراهيم مقبل عليه من بعيد فوقف ينتظره سبقته عينيه ونظراته المتسائلة قبل أن يصل إليه بجسده وما إن وقف أمام أخيه قال
انت كنت بتزور وليد 
أومأ حسين برأسه قائلا
ده واجب مهما كان وبرضة كنت باعرفه يوسف قال أيه فى التحقيق علشان تحت أى ظرف يبقى عارف انه مش متوجهله أى تهمة
زفر إبراهيم بارتياح وقال بامتنان
أنا مش عارف اقولك ايه يا حسين بس انت عارف ان يوسف احسن عندى من ابنى
ربت حسين على يده قائلا
المهم دلوقتى أخبار فريق العمال اللى جايين علشان الأسانسير أيه وصلوا للسبب
قال إبراهيم بحيرة
هما خلاص بيخلصوا ومعاهم كمان ناس من الحكومة بيطلعوا على التقارير النهائية
قال حسين فى قلق
والنتيجة ايه
قال إبراهيم وقد خلا وجهه من كل تعبير
قضاء وقدر
نظر له حسين بتمعن وقال بدهشة
معقول يعنى مفيش سبب معين
حرك إبراهيم رأسه نفيا وقال
بكرة المحرك فلتت من غير أى سبب واضح ومنقدرش نتهم الشركة بأى حاجة لأن مفيش أى عيب يخص الصيانة أو التركيب
ثم نظر إلى أخيه نظرات مضطربة حزينة فقال حسين 
عاوز تقول حاجة يا ابراهيم
فقال على الفور پانكسار
سامح وليد يا حسين اللى وصله ده غلطتى انا وامه مش غلطته هو لوحده سامحه وخلى يوسف يسامحه يوسف راجل وكفاية انه
قال انه ميعرفش مين اللى ضربه
وضع حسين يده على كتف أخيه قائلا
ربنا يسامحنا كلنا يا ابراهيم احنا محتاجين نسامح بعض علشان ربنا يسامحنا يلا استأذن انا بقى علشان اروح أطل عليه سلام عليكم
ذهب حسين بينما دخل إبراهيم حجرة وليد فوجد الطبيب يتمم فحصه وعندما انتهى سأله فى رجاء
أيه الأخبار
يا دكتور هيقدر يمشى تانى ولا لا
أومأ الطبيب برأسه وهو يدون ملاحظاته عن حالة وليد وقال
يا حاج انت بتسأل عن حاجة لسه بعيدة أوى احنا لسه يدوب فى البداية والحالات اللى زى دى بتاخد وقت طويل لحد الشفا الكامل وده محتاج جهد وصبر واستعانه بالله
[[-]]خفض إبراهيم رأسه وهو يقول 
ونعم بالله يا دكتور 
ربت الطبيب على كتفه وخرج من الحجرة وتركهم جلس إبراهيم بجوار زوجته وهو ينظر لولده الممدد أمامه على فراش المړض حالته غير مستقرة آلامه متواصلة قلبه يعتصره الألم حزنا وندما فلم يكن له الأب الناصح المربي الحنون وإنما انشغل وتركه هو وأخته وتصور أن جمع المال هو أقصى جهد يمكن بذله من أجلهم نسى دوره الأصلى حتى زوجته لم يعاملها كما يجب ليصلح أخطائها وعيوبها وإنما كان يتركها ويهرب منغمسا فى عمله شعر أنه المسؤل الأول والرئيسى عن ما وصلوا إليه جميعا أخذ يستغفر ويسترجع ويدعو الله أن يساعده ويقويه فى طريق أصلاح ما تركه يفسد طيلة السنوات الماضية
[[-]]طرق حسين باب حجرة ولده فى المشفى ودخل إليه مبتسما أقترب من فراشه وقال بابتسامة حانية
أزيك النهاردة يا يوسف
حاول يوسف النهوض أو الأعتدال فى فراشه ولكن والده ساعده فى العودة كما كان فى وضع الأستلقاء وهو يقول
[[-]]خليك يابنى متتعبش نفسك
قال يوسف بسعادة لرؤية أبيه
الله يسلمك يا بابا انا بخير طول ما حضرتك راضى عنى
وضع المقعد بجوار فراشه وجلس عليه وهو يقول
ربنا يرضى عنك وعنا يابنى 
ثم قال وهو
ينظر إلى الفراش الآخر
مريم فين
قال يوسف بابتسامة
فى الحمام بتتوضا
وهى عامله ايه دلوقتى كان شكلها تعبان أوى امبارح
خرجت مريم من الحمام وهى تجفف
يدها من أثر ماء الوضوء أبتسمت وهى تنظر إلى عمها وذهبت إليه تصافحه فقبل جبينها وهو يقول
عاملة أيه النهاردة شكلك اتحسنتى عن امبارح كتير الحمد لله
قالت بابتسامة رضا
انتوا سابينى هنا وواقفين تتكلموا المفروض ان انا المړيض على فكرة
قال حسين وهو يتجه إلى مقعده مرة أخرى ويجلس عليه
متستعجلش دلوقتى تلاقى اخواتك وامك طابين عليك
ذهبت مريم إلى ركنها الذى اتخذته مصلى فى الحجرة ووقفت تصلى فنظر يوسف لأبيه وقال بصوت منخفض بعض الشىء
بابا لو سمحت انا عاوز ارد مريم بس مش عاوز يبقى ڠصب عنها ومش عارف
اعمل أيه
تفحصه أبيه وقال بنفس النبرة الخفيضة
ومسألتهاش ليه
مط يوسف شفتيه فى تبرم قائلا
سألتها مردتش عليا مرضتش أحاول معاها كتير علشان متحسش انى بضغط عليها بتعبى واللى حصلى ده 
وأستدرك قائلا برجاء خجل
ممكن حضرتك تكلمها وتحاول تقنعها
حسين
أنا رأيى انك تستنى لما ربنا يتم شفاك وتخرج من المستشفى وترجع البيت ساعتها تكلم معاها تانى وهيبقى ليها وقتها حرية الرفض أو الموافقة لكن انا لو كلمتها هتفتكر ان دى رغبتى وممكن توافق علشان متزعلنيش
أنتهت مريم من صلاتها وجلست تتلو الأذكار طرق الباب ودخلت عفاف مسرعة إلى ولدها جلست جواره تتحسسه بلهفة
عامل ايه يا حبيبى النهاردة أنا كنت ھموت واجيلك من بدرى بس ابوك منعنى
أخذ يد أمه وقبلها قائلا
الحمد لله يا ماما متقلقيش انا بقيت زى الحصان
أطل إيهاب برأسه إلى الداخل قائلا بابتسامة مرحة
صباح الخير يا مطعون
ضحك يوسف وهو يتحسس جرحه قائلا
بطل تضحكنى يا جدع انت حرام عليك الچرح بيألمنى لما بضحك
تبعته فرحة التى لحقت بأمها بجواره تطمئن
69  70  71 

انت في الصفحة 70 من 74 صفحات