الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية ولكن تحت سقف واحد

انت في الصفحة 71 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

عليه وقالت
ايمان وعبد الرحمن بره ومعاهم وفاء وجوزها
نظر حسين إلى إيهاب قائلا
خليهم يدخلوا يابنى
وقفت وفاء أمامه بعينين دامعتين وقالت بخجل
حمدلله على السلامة يا يوسف ربنا يقومك بالسلامة
قال بابتسامة صافية
الحمد لله يا وفاء انا كويس 
بينما قال عماد بدهشة 
أنا مش عارف ايه اللى حصلكوا ده انت ووليد فى يوم واحد حاجة غريبة فعلا
قال عبد الرحمن مقاطعا
قدر الله وماشاء فعل ربنا يقومهم بالسلامة هما الاتنين
واستدرك قائلا
تعال معايا نجيب للچماعة دول حاجة يشربوها بدل ما يدعوا علينا ولا حاجة
نهضت وفاء قائلة
لا مفيش داعى يا عبد الرحمن احنا ماشين على طول
قال عبد الرحمن بتصميم 
لا مينفعش يالا يا أستاذ عماد
خرج عماد وعبد الرحمن وأغلق الأخير الباب خلفه فقالت وفاء
أنا عرفت اللى عملته مع وليد فى التحقيق يا يوسف حقيقى انت راجل أوى وطول عمرك شهم وانا عارفة انى موقفى صعب لأنى أخته لكن انت عارفنى كويس 
ولم تستطع أن تتحدث أكثر وبدأت دموعها فى الحديث عنها فقالت عفاف
متعيطيش يابنتى انت طول عمرك قريبة مننا وعارفينك كويس واخوكى ربنا يسامحه ويسامحنا كلنا
قال يوسف مستكملا لحديث والدته
متعيطيش يا وفاء دموعك غالية عندى وانت عارفة مكانتك عندى كويس مش محتاجة تتكلمى الكلام ده 
نظرت له مريم نظرة ذات معنى وجلست بعيدا وهى تشعر بالحنق من كلماته لها بينما قالت إيمان
الحمد لله الدكتور طمنا قبل ما ندخلك وقالنا بالكتير يومين تلاتة وتخرج بالسلامة
ذهبت وفاء وزوجها وانصرف الجميع عند انتهاء الأوقات الرسمية للزيارة وبقيت مريم مرافقة له جلست على الفراش الآخر بجواره وفتحت المصحف وبدأت بالقراءة فى همس
جعل ينظر إليها
وهى تقرأ وكلما واتته الفرصة ليقاطعها ويطلب منها العودة ټخونه شجاعته ويصمت فى تردد حتى انتهت ووضعت المصحف وقامت لصلاة العشاء وبعد أن انتهت من أذكار الصلاة ونهضت متجهة إلى فراشها مرة أخرى قال سريعا
مريم 
[[-]]ألتفتت له فقال
ممكن تحطيلى المخدة ورا ظهرى عاوز اتعدل علشان اصلى انا كمان
ترددت لحظات فقال
خلاص لو هضايقك 
قالت متلعثمة 
لا مفيش مضايقة ولا حاجة
كان لابد أن تتخذ وضعا معينا لكى تستطيع أن تساعده على الإتكاء قليلا لتضع الوسادة خلف ظهره فابتعدت مرة أخرى مترددة فى ارتباك وخجل فقال لها 
[[-]]طيب خلاص ارفعى السرير مش لازم مخدة
وعندما انتهى من صلاته التفتت إليه وقالت 
تحب انزلك السرير شوية
أبتسم وهو يحرك رأسه نفيا قائلا
لا متشكر انا اصلى مش جايلى نوم دلوقتى
تنحنحت فى حرج وهى تقول بارتباك
طبعا انت مش زعلان من وفاء صح
[[-]]نظر إليها قائلا
وهزعل منها ليه وهى ذنبها أيه وفاء طول عمرها بنت كويسة أوى
شعرت بالحنق مرة أخرى وظهر ذلك على نبرة صوتها وهى تقول
اه ما انت قلتلها كده
ونظرت له نظرة جانبية وهى تستدرك قائلة
وأكتر من كده كمان
راوده أحساس بالسعادة عندما لمح الغيرة فى صوتها ونظر إليها بعمق يتأملها ويتفحص معالم وجهها المضطرب وقال بخفوت
قلتلها أيه مش فاكر
قالت باندفاع وهى تلوح بضجر
قلتلها دموعك غالية عليا أوى وانت عارفة مكانتك عندى كويس
منع الأبتسامة التى كانت تريد القفز على شفتيه حتى لا يقطع عليها استرسالها الحانق على كلماته لوفاء وقال بهدوء
ماهى فعلا طول عمرها
ليها مكانة عندى
لم تلحظ استدراكه لها فقالت بضيق
ومتجوزتهاش ليه بقى لما بتحبها أوى كده
لم تستطع الأبتسامة الصبر أكثر
من هذا خدعته وقفزت على شفتيه رغما عنه وهو يقول
أنا قلت برضة أنى بحبها جبتى الكلام ده منين
رأت ابتسامته وشعرت بمراوغته فى الحديث فأشاحت بوجهها بعيدا ولم تجبه فأردف قائلا وهو يتفحصها بابتسامته العذبة
أنا محبتش غير واحدة بس وبدعى ربنا فى كل وقت انها تسامحنى وترضى ترجعلى تانى
سحبت غطاءها وهى تنظر بعيدا عنه وقالت باقتضاب
تصبح على خير
قال ببراءة مصطنعة 
يعنى هتسبينى متعلق كده طب نزليلى السرير الأول كده ظهرى هيوجعنى
نهضت مرة أخرى واتجهت إلى فراشه فقال مشاكسا
طب ممكن تظبطيلى المخدة دى تحت راسى مش مرتاح خالص
قالت وهى ترفع رأسه بيد وتحرك الوسادة
باليد الأخرى 
أنت شكلك بتدلع على فكرة
أمسك يدها وجذبها إليه برفق فشعرت بأنفاسه تلفح وجهها وهى تحاول الأعتدال ولكنه لم يسمح لها واستنشق عبيرها وقال بصوت رخيم
أنا رجعتك لعصمتى يا مريم
ثم فك أسر يدها فاعتدلت وقد شعرت بسخونة تسرى فى اوصالها اقشعر لها بدنها وكأن نبضات قلبها أخذت تبطئ شيئا فشيئا مما أشعرها بالدوار لكنها لم تغضب ولم تستنكر ما قاله خطت نحو فراشها وصعدت بصعوبة وتدثرت جملة واحدة منه جعلتها تذوب بعضها فى بعضها ونامت فى ثوان معدودة كأنها غابت عن الوعى
فى اليوم التالى فحصه الطبيب وقال بابتسامة 
والله أنت بطل يا يوسف ماشاء الله عليك
قال يوسف على الفور
هخرج أمتى طيب يا دكتور
أبتسم الطبيب وقال
مستعجل أوى كده ليه
قال يوسف بشغف
الله يخاليك يا دكتور أنا أصلى بكره القاعدة الطويلة دى وعاوز اروح بيتنا بقى
دون الطبيب ملاحظاته قائلا
خلاص خاليك النهاردة بس وروح
بكره الصبح لو عايز وقوم اتمشى لوالراقدة مزهقاك اوى كده
زم شفتيه تبرما ثم قال
طب مينفعش اروح اتمشى فى بيتنا أنا والله حاسس انى بقيت كويس
زفر الطبيب بنفاذ صبر ثم ابتسم له قائلا
أنت ملكش حل بجد لكن عموما هكتبلك على خروج اخر النهار 
حاول يوسف الكلام ولكنه قاطعه قائلا
ومفيش خروج قبل كده فاهم
ثم نظر إلى مريم وقال
تعالى يا مدام لو سمحتى علشان افهمك هتتعاملى مع الچرح ازاى بعد ما يخرج وربنا يقدرك عليه بصراحة جوزك ده لا يحتمل
أبتسم يوسف وشعر بالبهجة أخيرا سيعود لمنزله بصحبة زوجته ليبدأ معها حياة جديدة لن يشوبها إلا ما حدث فى الماضى فهل من الممكن أن يرأب هذا الصدع فى يوم من الأيام!
وفى المساء كان يخطو خطواته الواهنة بعض الشىء داخل بيته وعبد الرحمن يساعده إلى الصعود إلى فراشه والجميع ملتف حوله فى سعادة مرحبين بعودته لمنزله سليما معافى 
بعد أن اطمأنت مريم لأستغراقه فى النوم فتحت خزانتها بهدوء وأخذت ملابسها وأغلقتها بهدوء دخلت الحمام واغتسلت وبدلت ملابسها وخرجت وهى تجفف شعرها بالمنشفة فوجئت به يجلس على طرف الفراش ينتظرها تعثرت قليلا فى خطواتها ثم استعادت توازنها بسرعة واتجهت إلى المرآة لتمشط شعرها فقال وهو ينظر لصورتها المنعكسة فى المرآة
مريم لو سمحتى تعالى غيريلى على الچرح
ألفتت إليه بدهشة وقالت 
الدكتور لسه مغيرك عليه الصبح!
قال بعناد مشاكسا
لا مش مرتاح حاسس ان فى حاجة مش طبيعية لو سمحتى تعالى شيليه حاسس ان فى نملة بتقرصنى
تنهدت بتعجب قائلة
نملة !! أظاهر الدكتور كان عنده حق لما قالى ربنا يصبرك عليه
وضعت المنشفة وأحضرت الأدوات الطبية وضعتها بجوارها على طاولة صغيرة بجوار الفراش وقالت 
طيب فك زراير القميص لو سمحت
تصنع الألم وهو يقول
مش قادر يا مريم
ممكن تفكيهالى انت
ونظر لها برجاء وقال
من فضلك
جلست أمامه وشرعت فى فك الأزرار بارتباك حاولت أن تسرع ولكن سرعتها جعلتها ترتبك أكثر وتتعثر كان فى قمة سعادته من قربها منه إلى هذه الدرجة وأخذ يتأمل شعرها الندى الذى مازال تعلق به قطرات الماء ود لو أنها تعثرت أكثر لتبقى قال بعبث ليربكها أكثر وهو يتأملها 
[[-]]كل ده بتفكى كام زرار
قالت بارتباك وقد أحمرت وجنتاها 
أهو خلاص خلصت
أنتهت وقامت بمساعدته فى خلع قميصه فى حرج شديد وجلست تزيل أثار اللآصق الذى وضعه الطبيب حاولت أن تنتهى
70  71  72 

انت في الصفحة 71 من 74 صفحات