السبت 30 نوفمبر 2024

رواية حافية على الهاوية بقلم سما سعيد

انت في الصفحة 58 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

 

 

 

 


تأكدت شكوكها
فتحدثت بسعادة بالغة إياد الجواب الجواب بتاعك
اللى انت ادتهولى زمان
فإتسعت ابتسامتة وكأن سعادتها اندفعت الية ليتشاركاها سويا
فآردفت آيات مستفهمة جبتة منين 
ظلت تومئ بالنكران وهى تقول مش ممكن مش معقول
تكون انت اللى اخدتة من اصيص الزرع
اجابها إياد وهو يبتسم بشحوب منى ادتهونى

فغرت آيات فاها بإندهاش ومن ثم اطبقتة ثانيتا
تنهدت بعمق قائلة همممم كنت شاكة فيها انها هى اللى اخدتة
من ورايا لانها هى اللى كانت موجودة معايا فى الشقة وانا بخبية
ومن ثم تحدثت مستفهمة بس هى ادتهولك امتى
آجابها إياد قائلا بعد جوازنا وبنفس اليوم
اللى اكتشفت فية شخصيتك
ومن ثم استطرد ساخرا لاء وتعرفى قالتلى اية وهى بتدهونى
صمتت آيات لتدعة يستكمل ما يود التحدث بشأنة
فأسترسل إياد قائلا اتهمتك انك
على علاقة بشاب من آيام دراستك بالكلية
وانك بتحبية ومازلتى على علاقة بية حتى بعد جوازك من مصطفى
وان بينكم جوابات ومقابلات وغراميات
وانها مقدرتش توصل الجواب دة لمصطفى
وطبعا مقدرتش تقولة كل دة
لانها كانت ممنوعة من الطلوع عندنا من بعد اللى عملتة فيكى
انهمرت الدموع من عينيها والتى تجمعت بداخلهم اثناء سردة
فشهقت آيات من بين دموعها ومن ثم قالت بصوت مبحوح 
تعرف لو كان الجواب دة وصل لايد مصطفى
وكانت قلتلة كل الكلام اللى قالتهولك دة كان ممكن يعمل اية فية
ومن ثم تحولت نبرتها المبحوحة الى نبرة حادة قائلة 
دا كان صدقها كان صدقها على طول وموتنى من غير اى تفكير
مصطفى مكنش بيتأنى فى تفكيرة ولا فى قراراتة
إياد بحنق ومش كدا وبس دا كان هيعرف
خطى وبكدا كان هيظن فينا السوء
عارفة دة معناة اية وكانت اية هى العواقب
آيات بدون تروى كان معناه موتى وبأيدى مش بإيدة
لانى مكنتش هستحمل ان العداوة تنشب بين الاخوات
وبسببى موتى اهون من ان دة يحصل
إياد بإستياء وتموتى وهو فاكر انك زوجة خاېنة
آيات بحزن مصطفى مكنش هيصدقتى ابدا
استنكر
إياد جملتها قائلا وتفتكرى ان دة هيكون الحل
لاء دا فية ظلم كبير ليكى
ابتسمت آيات بفتور ومن ثم قالت انا اتحملت وضغط على اعصابى
سنة كاملة علشان دة ميحصلش مكنتش عايزة تحصل مشاكل بينكم بسببى
فشعر إياد ان الاجواء تنتقل الى الذكريات الحزينة وتتخذ مسارها الاليم
فغير مجرى الحديث قائلا بسعادة بس شفتى منى الغبية
كانت مفكرة انها بتثبتلى خېانتك لمصطفى ولية من بعد جوازنا
وهى متعرفش انها اثبتتلى انك وما زلتى باقية على حبنا
وذكرياتنا البسيطة اللى كانت بينا زمان
آيات بدفء برغم انها ذكريات بسيطة وقليلة لكن فضلت جوايا
فى قلبى وڠصب عنى بجد مقدرتش امحيها
من جوايا
ومقدرتش انى اتخلى عن الجواب بتاعك ولا امحية من الوجود
وفضلت محتفظة بية كل السنين دى
ومن ثم اردفت بأسف وانا بجد خجلانة من نفسى وزعلانة
لانى احتفظت بية وانا على زمة مصطفى
ومن ثم رفعت رأسها وكلتا يدها الى اعلى وهى تقول بخشوع 
سامحنى يارب واغفرلى خطئي
فأحتضن إياد يدها بلطف ومن ثم قال حبيبتى
ربنا رحيم بعبادة واكيد هيسامحك
ومن ثم اردف بحب توتة انتى مش واخدة بالك ربنا بيحبنا آد اية
بعدنا واتجوزنا اتعذبنا وفى الاخر اصبحتى من نصيبى انا
عايزة اية اكتر من كدا رضا من رب الناس علينا
تشابكت آناملها بأناملة ومن ثم قالت بنبرة رخيمة 
عايزة عايزة انك تفضل طول عمرك تحبنى تحبنى تحبنى
ابتسم إياد بخبث ومن ثم قال بمرح 
بس حب مش ممكن اعمل حاجة تانية
فضمت آيات حاجبها دلالة على عدم استيعاب مقصدة
فترك إياد يدها ونهض عن مقعدة وهو يقول بمزاح 
شكلك مش فاهم يانصة
ومن ثم انحنى حاملا إياها بين ذراعية وهو يقول 
تعالى ندخل اوضتنا وانا افهمك ياقمرى
آيات بإعتراض لاء يا إياد استنى بس شوية
لما نقطع التورتة فى الاول داانا تعبانة فى عمايلها
ابتعد عنها وحدثها بحب قائلا التورتة وللا انا
فأكتفى منها بإرخاء جبينها على جبينة ولذمت الصمت
خدودها احمرت وشعللت ڼار يانااااااس
توجست خيفة فطمأنتنى
تبعثرت خفقاتى فلملمتنى
شعرت بالوحدة فإحتويتنى
فهلا ترفقت بقلبى وتوقفت لبرهة عن حبى
لحين امكانى من التقاط انفاسى وجمع شتات حالى
وبعدها عاود وبقوة واغمرنى بمنتهى الرقة
البارت الرابع والاربعون 
وتوالت الآيام ومنى انجرفت فى تيار لا تعرف ماهيتة
لقد اقحمها ماجد بتجارتة القڈرة الغير مشروعة
فإنصاعت الى رغبتة رغما عنها خوفا منها على عائلتها
وبكل مرة ټلعن حالها ففضولها من تسبب اليها
بكل ما هى تخوضة بالاكراة
وكان ماجد يراقبها عن بعد خوفا منة بأن
تذهب هى وتبلغ الشرطة
مثلما فعلت نجلاء زوجة شقيقة سليم من قبل
ف ماجد ليس من الاشخاص التى تجازف ولا يحبذ ترك الامور للمجهول
فلحظة شرود واحدة يمكنها ان تحول النصر الى هذيمة
والسعادة الى حزن والرخاء الى شقاء والحى الى مېت
داخل شقة عبد الرحمن العطار
وهتروحوا تخطبولة العروسة امتى 
هكذا استفهمت منى من والدتها
فأجابتها كاميليا بسعادة يوم الخميس الجاى
سامح كلم ابوكى وابوكى وافق واول ما يخطبها هيبتدى
يوضب شقتة ان شاء الله
منى مندهشة شقتة هو سامح اجر شقة !!!
وخزتها كاميليا بخفة وهى تقول يابت فوقى آجر اية بس
مش عمك بدر كان واعد ابوكى من زمان
انة زى ما إدانا شقة ف العمارة هيدى شقة
لسامح اخوكى زى مصطفى الله يرحمة وإياد ربنا يحفظة
زادت دهشة منى فإستفهمت قائلة اية
شقة هنا فى العمارة فين دا مفيش شقق فاضي
بترت جملتها لثوان ومن ثم اردفت قائلة دا مفيش
شقة فاضية فى العمارة غير شقة مصطفى الله يرحمة
كاميليا مبتسمة ماهى دى الشقة اللى هياخدها سامح اخوكى
منى بحزن هياخد شقة مصطفى ويتجوز فيها
كاميليا بجدية ومالة وفيها اية مش بدل ما هى مسكوكة ع الفاضى
هتفت منى بحنق جارف قائلة لاء فيها ياماما
فيها اننا مبنلملمش البواقى من حد مش الاستاذ والحلوة بتاعتة
يسيبوها ويوضبوا الدور اللى فوق علشان يعيشوا حياتهم ويرمولنا
الشقة اللى ماټ فيها مصطفى
فإحتدت كاميليا قائلة نعم يااختى لمامة احنا بنلم يامنى
هى لقمة مرمية ع الارض وللا طبق طبيخ بايت
وبعدين وفيها اية لما اخوكى يسكن فى شقة مصطفى
وهو مصطفى مېت قتيل لا قدر الله دا مېت مۏتة ربة
فتأففت منى قائلة والنبى تسكتى ياماما انتى مش فاهمة حاجة خالص
دى هى اللى قټلت مصطفى هى اللى جلطتة وجابت اجلة
كاميليا بإمتعاض اخرصى خالص واوعى تتكلمى فى الحكاية دى
وخصوصا قدام ابوكى والله يمرمط بكرامتك الارض
ابن عمك الله يرحمة ماټ بسكتة قلبية وعمرة خلص لحد كدا
ومن ثم استطردت بحزن وسيبى الغلبانة دى فى حالها
دى ياعينى تعبانة بقالها فترة وخست خالص مبقاش فيها عشرة كيلو
على بعضهم وكل شوية يجيبولها الدكتورة فاطمة جارتنا
تكشف عليها وتكتب لها مقويات وعلاجات
ومن يومين داخت وكانت هتقع وهى طالعة شقتها
لولة عمك بدر كان راجع من الجامع ولحقها
منى بلا مبالاة ما كان سابها تقع ما يمكن المرادى تكون
الوقعة الاخيرة ونخلص منها وټموت وتريحنا
ضړبت كاميليا على صدرها وهى تشهق قائلة يالهوى انتى عايزاها تسقط
استنكرت منى اخر كلمة تفوهت بها والدتها فأستفهمت قائلة 
تسقط تسقط يعنى تقع ع الارض
كاميليا بمرح ييييييي علية هو انا مقلتلكيش
الكلام خدنا ونسيت اقولك ان آيات حامل فى الشهر الرابع
وقعت تلك الكلمة على مسامع منى كدوى الړصاص
ماذا تفوهت اقالت حامل غريمتى حامل
تهنئ وانا اتعذب تفرح وانا احزن تضحك وانا ابكى
تمر ايامها بسعادة وتمر ايامى پألم يفتك بى
أخرجتها كاميليا من شرودها الخبيث قائلة عقبالك يابت يامنى
امتى بقى تيجى تفرحينى بخبر حملك
خلينا نفرح انا وابوكى زى عمك ومراتة
دول طايرين بأيات طير وشايلنها كلهم على كفوف الراحة
ومن ثم استطردت بمرح قائلة وللا بطنها ياعينى لازقة فى ظهرها اللى يشوفها
استحالة يقول عليها حامل 
عقبالك يارب يامنى يابنتى نفسى اشيللك عيل قبل ما اموت
نهضت منى من مجلسها وهى تقول بحنق كفايا بقى كفايا
انا مبفكرش فى الخلفة دلوقت
قطبت كاميليا حاجبيها وهى تقول بإستياء 
لية يامنى يابنتى دا انتى فى الثلاثينات الحقى هاتيلك حتة عيل
كدا فرحى بية قلبنا وفرحى بية عيلة جوزك
فتأففت منى بحنق ولم تعقب
جذبتها كاميليا من يدها واجلستها الى جانبها
وغيرت مجرى حديثها قائلة بحب 
طب طمنينى اخبارك اية مع حماتك وجوزك واخوة
آجابتها منى بإمتعاض كويسة حماتى طول اليوم برة
وسيبالى الحمل كلة انا اللى اشيلة على اكتافى
كاميليا مبتسمة ومالة دا كدا احسن مش بدل ما تقعد طول اليوم
على قلبك تقرفك فى عيشتك واهو تطبخى براحتك وتنضفى براحتك
منى بأستياء وانتوا بقى مجوزنى علشان اطبخ واغسل وانضف
كاميليا بجدية ومالة يابنتى ما دى سنة الحياة
كل البنات كدا بتتجوز علشان تكون بيت وعيلة
ومفيهاش حاجة انها تخدم حماتها وتشوف طلاباتها
ماانتى شايفة آيات اهى مبتسبش رقية تمد ايدها فى اى حاجة
لولة بس الايام دى وحملها اللى تاعبها
مكنتش سابت مرات عمك هى اللى تطبخ
زفرت منى الهواء المحتقن ومن ثم قالت طيب طيب خلاص كفايا بقى
ومن ثم نهضت والتقطت حقيبتها اليدوية وهى تقول 
انا مروحة بقى يادوب الحق ارجع البيت علشان اطبخ
وسلميلى على بابا وسامح وباركيلة مقدما بالنيابة عنى
كاميليا بإستياء طب يابنتى مش هتطلعى تسلمى على عمك ومرات عمك
دول دائما بيسألونى عليكى اطلعى خمسة كدا واعملى الواجب
علشان ميزعلوش منك وبعد كدا ابقى امشى بالسلامة
وابقى فوتى علية قبل ما تمشى علشان انا شيلالك شوية حاجات
ابقى عدى خديهم وانتى مروحة
فإنصاعت منى الى رغبة والدتها وصعدت الدرج المؤدى الى شقة عمها
داخل شقة بدر العطار
استمعت رقية الى صوت عدة طرقات خفيضة على باب الشقة
فذهبت لتفتح للطارق فوجدتها منى
ضمتها بحب وقبلتها ورحبت بها بحفاوة
وبعد ان اخذت منى واجبها على اكمل وجة
واطمأن بدر ورقية على احوالها غادرت منى الى شقتها
ولكن رقية بفطنتها شعرت بأن منى بها تغيير وكأنها لا تشعر بالراحة
بعد اسبوع بداخل شقة سليم الفيومى
كانت منى تشرع بإعداد الطعام بحجرة الطهى الخاصة بها
استمعت الى كلمات تلك الاغنية الصادرة من جهاز التلفاز
التى تركتة مضئ حتى تنتهى من اعداد الطعام
فغادرت حجرة الطهى وجلست تستمع اليها بدون ان تنبس ببنت
شفة
ولكن دموعها من كانت تصرخ وتتألم آنذاك
كدا كدا ياقلبى ياحتة منى ياكل حاجة حلوة فية
كدا كدا هتمشى وتسيبنى وحدى فى الحياة والدنيا ديا
يعنى اية يعنى خلاص انا مش هشوفك تانى
مش هلمسك مش هحكى ليك عن حاجة تعبانى
كنت روحى لما كان جوايا روح
عمرى مااتخيلت انك يوم تروح
مش فاضللى منى غير حبة چروح
مع السلامة ياحبيبى وف امان
عمرى ما هقول يوم عليك ماضى وكان
عمرى ماانسى مهما طال بيا الزمان
غمرتها الاحزان وذكرتها كلمات تلك الاغنية بفقيدها
وحبيبها وابن عمها مصطفى فظلت تبكى بإنهيار تام
وآنذاك كان سليم يدلف الى داخل شقتة وحينما استمع
الى صوت تنفسها السريع العڼيف المتقطع والمصحوب بالبكاء
الټفت خلفة مسرعا فوجدها جالسة على الاريكة التى امامة
بحالة يرثى لها بوجهها المكفهر المتجهم
وعيونها الحمراء الذابلة من كثرة النحيب
وظلال الجفون الذى ترك آثرا غير محبب على وجنتيها
اخرقة الفزع عليها فأقبل اليها مسرعا
التقط كف يدها بحب وسألها قائلا مالك ياحبيبتى فيكى اية
لية بتعيطى كدا حد زعلك قوليلي وانا اهد الدنيا علية
رمقتة بحزن وهى تفكر بداخلها لماذا لم تكن هذة الكلمات الملموسة
نابعة من من عشقتة لماذا هذة اللهفة لم تراها بعيون من احبتة
وبغتة جذبت يدها پعنف من بين راحتة ونهضت مسرعة وما من ثوان
حتى خارت قواها وسقطت بين يدية مغشيا عليها
فقام سليم بحملها بين ذراعية متوجها بها الى حجرتهم 
وضعها على فراشها وهاتف شقيقة ماجد لكى يأتى ومعة الطبيب
واثناء فحص الطبيب الى منى ابتسم اليها بسعادة وهو يقول 
الف مبروووووك يامدام انتى حامل
اخرقها الفزع ودبت
 

 

 

 

 

57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 69 صفحات