رواية انا جوزك بقلم شيماء سعيد
لتفتح باب الغرفة و تنظر للمكان حولها بقوة قائلة
بقى كدة على چثتي يا إبن الحداد العب مع حد غيري
شيماء سعيد
بالمساء بسيارة صالح
أستيقظت من نومها بالمقعد الخلفي للمرة التي لا تعلم عددها منذ خروجها معه من قسم الشرطة صباحا و هو يغلق عينيها بوشاح سميك لا ترى منه شيء و لكن على ما يبدو أنهم على طريق سفر تأفأفت بملل قائلة
أستمر بالقيادة و عينه على الطريق إلى أن سمع جملتها الأخيرة ضړب على رأسه لا يعلم كيف نسي دخولها للمرحاض نظر للطريق
من حوله بحيرة مستحيل إن يكون هنا مرحاض بتلك الصحراء رد عليها بهدوء
ادامنا ساعتين و نوصل أمسكي نفسك بقى لحد ما نوصل ممكن
مستحيل أستنى خمس دقايق كمان بقولك مش قادرة أفهم بقى أقف في أي أستراحة حرام عليك
أوقف السيارة بأحد الأماكن و فتح بابه لينزل متجها إليها فتح بابها ثم جلس بجوارها و أزال الوشاح من على عينيها بدأت تفتحها رويدا رويدا بتعب من كثر إغلاقها فركت بيديها ثم أردفت بضجر
صمتت فجأه من خلو المكان حولها أين هما الآن! وضعت كفها أسفل بطنها من كام الۏجع ثم أردفت بصعوبة تحاول بقدر المستطاع السيطرة على حالها
أنت ساكت ليه أتصرف أنا مش قادرة هعملها هنا و خلاص
لم يتحمل و اڼفجر بالضحك كأنه يفتح أحد الأفلام الكوميديا هذه الفتاة لو ظلت صامتة سيضحك فقط من تعبيرات وجهها أخذ نفس عميق ثم قال بجدية
اتسعت عيناها بذهول و عادت لتنظر للمكان حولها بتوتر مهما كلفها الأمر يستحيل أن تنزل بهذا المكان بمفردها حركت رأسها برفض و رفعت كفها لتتعلق بعنقه مردفة
أكيد في حيونات مفترسة هنا أنا مستحيل أنزل لوحدي سامع و الا لأ
رد عليها بسخرية
أو استني لحد ما نوصل اخلصي بقى بدأت أصدع منك
مطت شفتيها للأمام پخوف ثم نظرت إليه برجاء قائلة
طيب تعالى معايا
قطع حديثها پغضب
أجي معاكي فين يا بت أنت دماغك القڈرة دي هكسرها احترمي نفسك
جزت على أسنانها بغيظ ثم قالت و
هي تبتعد عنه
إحترم نفسك أنت هو أنا في ظروف أفكر فيها في أي قلة أدب بلاش سوء ظن بقى و اتقي الله
ابتلاء لازم أتحمله
مر بعض الوقت لتمر عشر دقائق و لم تأتي بدأ يظهر عليه القلق ينظر من السيارة يبحث عنها و لكن لا يوجد لها أثر بالمكان
شيماء سعيد
على الصعيد الآخر بحفل الخطوبة المقامة للكاتب و المحامي الشهير شعيب الحداد دلف للحفل و بين يديه إمرأة أقل ما يقال عنها فائقة الجمال عيون سمراء واسعة و خصلات شعر حريرية بنفس لون عينيها ببشرة بيضاء بمنتصف ذقنها تاج الحسن ضمت كفها إليه قائلة ببعض التوتر
مع إن كل الموجودين أهلنا و بس لكن أنا مكسوفة أوي من الموقف يا شعيب
أين هو شعيب معها بجسده أما العقل فهو مع تلك الجنية التي قدرت على سلب جزء كبير منه فاق على نداء غادة عليه ليقول بابتسامة حاول رسمها
خير يا روحي بتقولي حاجة
أردفت بعتاب
أخص عليك يا شعيب أنت مش معايا خالص كدة عقلك فين يا ترى!
قالتها ببعض المرح ليقول لها بغزل صريح
هيكون فين يعني في جمالك يا روحي
ابتسمت إليه بثقة تأخذها دائما غزله بها ثم قالت مرة أخرى
بقولك مكسوفة من الموقف
حرك كفه على يدها قائلا بهدوء
مفيش داعي للكسوف أنا معاكي أهو
قطع تلك اللحظة الرقيقة صوت عالي يأتي من الخلف يعلم صاحبته بشكل جيد ارتفعت دقات قلبه و نظر خلفه لتتسع عيناه پصدمة من فعلتها تلك ترتدي سالبوت من اللون الأسود تحته قميص أبيض و تعمل خصلاتها على شكل قطتين أقتربت منه بابتسامه واسعة قائلة
حبيبي
سألت غادة پغضب
مين دي يا شعيب
ردت الأخرى ببراءة غريبة و بملامح قدرت على اظهارها فتاة صغيرة بالثالث عشر من عمرها مدت يدها لتسلم على غادة و باليد الأخرى تمسك كف شعيب بقوة
أنا صافية بنته أنت بقى ماما الجديدة اللي بابا قالي عليها مش كدة
شيماء
سعيد
أستغفروا لعلها تكون هذه ساعة استجابة
الجزء الثالث
الفصل السابع
أنا جوزك
الفراشة شيماء سعيد
إنتهي حفل الخطوبة بمعجزة بين نظرات غادة المصډومة و بين تلك الحمقاء التي تضمها والدته إليها كأنها تخشي عليها من الهروب
بغرفة الصالون اجتمع جميع أفراد العائلة والدته مع والد غادة و والدتها و غادة بنفسها جلس على أحد المقاعد ثم فك رباط عنقه ليلقي به على الأرض کاړثة سقطت عليه من السماء و لا يجد لها حلول
اتجه بنظره لها ليجدها متعلقة بعنق والدته السيدة أنعام و تتابع ما يحدث بعيون بريئة محتارة ضغط على كفه بقوة يمنع نفسه من أي أسلوب متهور قائلا
حضرتك عارف أخلاقي كويس يا عمي و عارف إني اختارت غادة و أنا متأكد إنها هتكون خير زوجة
ضړب والد غادة على يد المقعد قائلا پغضب چنوني
أنا ميهمنيش كل الكلام ده هو سؤال و عايز له إجابة واحدة البنت دي فعلا بنتك يا شعيب
كان سيظهر على ملامحه ضحكة ساخرة كتمها بآخر لحظة بالفعل من يراها يتأكد أنها طفلة لم تتخطى الثالثة عشر من عمرها أخذ نفس عميق يحاول تجميع القليل من الأفكار قبل أن يتفوه بأي حماقة ثم قال
لأزم قبل أي حاجة تتأكد حضرتك إني متمسك بغادة لآخر لحظة و مكنتش أتمنى فرحتها تروح بالشكل ده
شعيب يقول أي كلام يهرب به من الحديث الأساسي للمشكلة رمشت صافية بعينيها عدة مرات قبل أن ټنفجر بالبكاء مردفة بتقطع
هو في إيه يا بابي طنط غادة زعلانة عشان أنا موجودة مع حضرتك أنا هقعد هنا مع تيتة و مش هعمل أي حاجة غلط أبدا أبدا
دار بوجهه نحوها وجد نظرات الټهديد واضحة بداخل مقلة تلك الصغيرة اللعېنة حاول بقدر الإمكان التحلي بالصبر ثم ابتسم لها إبتسامة خبيثة بثت الړعب بداخلها قبل أن يقول بحزن مصطنع
لأ طبعا يا حبيبة قلب بابي طنط غادة بتحبك جدا
نظر للسيد والد غادة مكملا حديثه
صافية عمرها 13 سنة وقتها كنت أنا شاب طايش عندي 19 سنة اتعرفت على والدة صافية و اتجوزنا عرفي مكنتش أعرف إن النتيجة و عقاپ ربنا هيرجعوا ليا بعد سنين بالمصېبة دي
سقطت دموع غادة بتلك اللحظة لأول مرة بحياتها تسقط صورة شعيب المحفورة بأعماق عقلها قامت من مكانها بحركات عصبية مريبة ثم قالت لوالدها
بابا لو سمحت أنا عايزة أمشي دلوقتي و لما أرتاح نفسيا هابقى أقول قراري مش