روايه دموعنا كامله الفصول
مش بسلم من كلام الناس وانتى عارفه مصطفى وأهله بيقولوا ايه عليا .. ما بالك بأه لو روحت عشت لوحدى فى بلد غريبة هيقولوا عليا ايه
يا بنتى محدش هيعرف مكانك .. ما احنا عاملين كل ده عشان محدش يعرف مكانك ولا يعرف انتى فين ولا مع مين
قالت ياسمين بحزم
مينفعش يا سماح مش هدى فرصة لحد انه يتكلم عليا أو يسئ الظن بيا .. مستحيل أسافر
وأنا اللى أول ما أيمن كلمنى كنت طايرة من الفرحه وقولت أتصل بكي أفرحك
قالت ياسمين بأسف
معلش يا سماح أنا اسفه .. بس مش هقدر أسافر
طيب يا حبيبتى ربنا يحلها من عنده
يارب
لو احتجتى حاجه كلميني .. ومتخرجيش من البيت الفترة دى
قالت بمراره
هخرج أروح فين .. اديني محپوسه أهو .. خاېفة حتى أبص من الشباك ألاقيه أدامى
متحرمش منك بجد يا سماح .. مع السلامة
اتصل أيمن بصديقه ليخبره برفض ياسمين العمل فى مزرعته .. صمت عمر قليلا ثم قال
طيب هى رفضت ليه
قالت ل سماح انها مش عايزه مشاكل تجلها بسبب شغلها فى المزرعة .. لأن جوزها وأهله مطلعين عليها كلام مش كويس عشان يخسروها القضية فمش عايزة تديهم فرصة انهم يمسكوا عليها غلطه
تصور الحيوان حاول يخطفها امبارح وهى نازله من مكتب المحامى
صاح عمر بدهشه
يخطفها !! ازاى يعني
اه والله كان عايز يركبها العربية ڠصب عنها لولا كان فى شباب ماشيين فى الشارع ضړبوه وأنقذوها
قال عمر فى أسى
لا حول ولا قوة الا بالله
.. ايه الاصرار العجيب ده على انه يرجعها
صمت عمر يفكر ولم يجب .. فقال أيمن
عمر معايا
أيمن قولها تيجي هى وأهلها
صمت أيمن قليلا ثم قال فى دهشة
ازاى يعنى هى وأهلها
أبوها وأختها .. مش هى كل مشكلتها انها مش عايزة تيجي لوحدها عشان محدش يتكلم عليها .. خلاص تيجي معاهم وبكده محدش يقدر يفتح بقه
هى اختها خريجة ايه
مش عارف بصراحة
طيب بالنسبة لأختها لو حبه تشتغل فى المزرعة مفيش مشكلة انت عارف ان المزرعة كبيرة جدا وبنحتاج فيها تخصصات كتير اوى يعني اكيد هنلاقى حاجه مناسبة ليها .. وكمان والدها لو عايز يشتغل مفيش مشكله نشوفله حاجه مناسبه ..
صال أيمن بشك
انا كمان مستفيد من الموضوع ده مش خسران حاجه .. هيشتغلوا ويكون ليهم مرتبهم وانا ليا الانتاج والفايده اللى هاخده من ورا شغلهم .. يعنى تقدر تقول منفعه متبادله
بس كده
تنهد عمر قائلا
لأ مش بس كده .. بصراحة صعبانه عليا وحابب أساعدها ..و طالما فى امكانى انى أساعدها فعلا ليه لأ
ابتسم أيمن قائلا
انت حد طيب أوى يا عمر
سيبك بس من الكلام ده .. وخلى مراتك تعرض عليها الموضوع وابقى عرفنى ردها
خلاص تمام هخليها تكلمها وارد عليك
خلاص اتفقنا وأنا منتظر ردها
أغلق عمر الهاتف وأخذ يفكر فى ياسمين وما يحدث لها
لم تستطع سماح الانتظار الى الصباح وقامت من فورها لتتحدث الى صديقتها .. قالت ياسمين بشك
وهو صاحب جوزك ايه مصلحته فى كده
ايه اللى ايه مصلحته .. مصلحته انك هتشتغلى بمقابل ولو عايزة عمو و ريهام كمان يشتغلوا مفيش مشكلة
طيب يعني هو ليه يعمل كده .. هو ميعرفناش عشان يساعدنا كده
أقول طور تقول احلبوه .. بقولك صاحب أيمن جدا وأيمن قاله انك صحبتى جدا
يعني بيعمل كده عشان يجامل صاحبه
لأ هو قاله انه فعلا عايز يساعدك .. هتعدى هناك انتى وأهلك فى المزرعة لحد ما تخلصى من الزفت مصطفى ده خالص ويتحكملك بالطلاق
صمتت ياسمين ولم تجب فحثتها سماح قالئله
ساكته ليه انطقى
بصراحة مش عارفه يا سماح خاېفة يكون اتحرج من صاحبه فاضطر يعمل كده عشان ميزعلوش
يا بنتى ده رجل أعمال يعني ميعرفش المجاملات يعرف الشغل وبس .. وهو أصلا مش خسران حاجه ..بالعكس كسبان ناس تشتغل فى المزرعة .. يلا بأه متعقديهاش
القرار مش ليا لوحدى يا سماح ده قرار ريهام وبابا كمان .. وبعدين انتى ناسية كلية ريهام
لأ مش ناسية وبسيطة الترم ده اخر ترم ليها وممكن تروح ع الامتحان على طول وريهام انتى عارفه كليتها مبيهتموش بالحضور أوى زى كليتنا
مش عارفه .. هعرض الموضوع عليهم وأشوف هيقولوا ايه
خلاص وأنا هستنى ردك
أغلقت ياسمين مع صديقتها وظلت تفكر .. فى كرم ذلك الرجل .. لماذا يفتح لها مزرعته هى وأهلها .. أمجامله لصديقه أم بالفعل شعر بالأسى لحالها وأراد مساعدتها .. استخارت ربها أولا .. ثم عرضت الامر على والدها و ريهام .. كان رد فعل ريهام هو الموافقة على الفور فهى تعلم المشاكل والخطړ المحيط بأختها .. أما عبد الحميد فقد تردد قليلا .. ثم ما لبث ان وافق من أجل حماية ابنته حتى موعد النطق بالحكم ... تحدد ميعاد السفر بعد اسبوع .. رحل ثلاثتهم بعد الفجر لئلا يراهم أحد .. وركبوا منطلقين الى تلك المزرعة
Part 20
انطقت السيارة بالمسافرين فى طريقهم الى المنصورة .. جلست ياسمين بجوار الشباك فى المقعد الخلفى وبجوارها ريهام ثم والدهما .. كانت ياسمين طول الطريق تنظر الى الشباك وتشرد بخيالها .. أسندت رأسها بقبضة يدها وأخذت تسترجع ذكرياتها ..أول يوم لها فى الجامعة والفرحه التى كانت تشعر بها .. يوم تخرجها وفخر والدها ووالدتها بها ... والدتها لكم اشتاقت اليها تجمعت فى عينيها عبره حائره .. لماذا تسقط .. أتسقط لأنها فقدت حضڼ والدتها الحاني أم تسقط على حالها وما يحدث لها .. تذكرت يوم جاء مصطفى الى بيتهم لطلب يدها .. آه لو كانت تعلم لكانت طردته يومها شړ طرده .. لكنها لم تكن تعلم الغيب .. ومازالت لا تعلم الغيب .. فلعل طريق الأشواك الذى تسير فيه ينتهى نهايه جميله .. لعل الله يخبئ لها خيرا لا تعلمه .. ظلت تفكر فى الضربات التى تعرضت لها .. كانت ياسمين تملك قدرا كبيرا من العزيمة والإصرار .. ليست ممن يستسلمون لآلامهم وأحزانهم وينكبون عليها .. صممت ألا تدع شيئا أو أحدا يحطمها .. الضړبة التى تأخذها ستقويها ولن تكسرها .. ستظل عزيزة النفس أبيه .. لن تسمح لأحد بإھانتها أو اذلالها
.. وقريبا ستتخلص من مصطفى وتصبح حرة نفسها .. لن تسمح لأحد أن يجبرها مرة أخرى على شئ ترفضة خاصة لو الأمر متعلق بحياتها هى .. ستتعلم من كل ما مر بها .. ولن تقع فى الخطأ مرتين .. عزمت على بدء حياة جديدة لا وجود فيها لليأس .. هى تثق بالله عز وجل .. وتثق بأنه لن يضيعها مادامت قريبه منه .. حانت من ريهام التفاته الى أختها .. شعرت بغصه عندما رأت الدمعه التى تلمع فى عينيها .. أرادت أن تخفف عنها فمالت عليها قائله بصوت منخفض
هو احنا ليه حظنا فقر مع الرجالة
ابتسمت ياسمين رغما عنها والتفتت تنظر الى ريهام التى أكملت قائله
معتز و مصطفى وآخرهم ابن أمه وائل .. رجاله عرر
لم تتمالك ياسمين نفسها ووجدت نفسها تضحك بشدة .. حاولت كتم ضحكاتها حتى لا يسمعها أحد الركاب .. نظرت لها ريهام قائله
أنا قلبي حاسس ان القاهرة دى كانت نحس و ان شاء الله بدون مقاطعة المنصورة دى هيكون وشها حلو علينا ..
ابتسمت لها ياسمين قائله
هو انتى ناوية على ايه بالظبط
يختى مش ناوية على حاجة غير الدعاء .. ايه مدعيش .. ربنا كبير وان شاء الله نطلع من البلد دى بفردتين لوز واحد ليا ووالد ليكي
فردتين ! .. لا شكرا كفاية فرده واحده ليكي
لا .. وان شاء الله فردتين متقاطعيش انتى بس .. ده أنا متفائله من ساعة مطلعنا على الطريق وأنا حسه ان النحس ابتدى يتفك .. بكرة تشوفى
ابتسمت لها ياسمين وعادت لتنظر من الشباك تراقب الأشجار على الطريق
فى المزرعة كان عمر فى مكتبة يدقق فى الملفات أمامه عندما طرق أيمن الباب ودخل .. ابتسم له قائلا
صباح الخير يا عمر
بادله عمر الابتسامه قائلا
صباح الخير يا أيمن
ثم استطردت قائلا
الجماعه اتحركوا
مش عارف بصراحه بس أكيد أيوة
قال بجديه
مش تكلمهم يا ابنى عشان تعرف ركبوا ولا لسه وعشان تتابعهم وهما على الطريق دى أول مرة ييجوا هنا
طيب حاضر ..هجيب رقم ياسمين من سماح
اتصل أيمن ب سماح وطلب منها رقم ياسمين ليتابعهم على الطريق .. أخبرته أنهم ركبوا بالفعل وأعطته الرقم فدونه أيمن ثم انهى المكالمة معها واتصل ب ياسمين
نظرت ياسمين الى
هاتفها وهى تشعر بالتردد فسألتها ريهام
مين اللى بيتصل
مش عارفه رقم غريب
طيب ردى
قالت ياسمين پخوف
لأ خاېفه يكون مصطفى
صمتت قليلا ثم أكملت قائله
ممكن يحس من الصوت انى فى المواصلات ويشك اننا مش فى البيت .. بلاش أرد أحسن
طيب ممكن يكون حد من المزرعة .. افتحى ولو سمعتى صوت مصطفى اقفلى على طول
خلاص فصل
عاود الهاتف الرنين مرة أخرى .. فحثتها ريهام قائله
ردى
فتحت ياسمين الخط وانتظرت أن يتحدث المتصل .. فأتاها صوت لا تعرفه
ألو السلام عليكم
ردت بحذر
وعليكم السلام .. مين حضرتك
أنا أيمن زوج سماح .. كنت عايز أعرف انتوا فين بالظبط وأدامكوا أد ايه
طيب لحظة واحدة لو سمحت
نظرت الى والدها وقالت له
بابا زوج سماح .. كلمه انت عايز يعرف أدامنا أد ايه
تكلم مع والدها وعرف أن أمامهم ما يقرب من ساعة .. أنهى المكالمة وقال ل عمر
أدامهم ساعة تقريبا ويوصلوا
طيب تمام
صمت عمر قليلا ثم قال
هى مكنتش راضية تكلمك
أعتقد كانت خاېفه ترد حسيت بصوتها فى البدايه بتتكلم بحذر أوى .. شكل جوزها ده مربيلها الړعب
لأ مش قصدى .. قصدى لما قولتلها ان انت زوج سماح
قالتلى لحظة واحدة وبعدين لقيت باباها بيكلمنى
أومأ عمر برأسه ولم يعقب
طيب هقوم أشوف شغلى ..أشوفك بعدين .. أما يوصلوا هعرفك
رد عمر قائلا
تمام
خرج أيمن وترك عمر يفكر فى تصرفات تلك الفتاة الغريبة
اقتربت السيارة من المزرعة فأعطت سماح الهاتف لوالدها ليتصل ب أيمن .. وصلوا أخيرا الى المزرعة بعد عناء ثلاث ساعات على الطريق .. كانت الشمس فى كبد السماء .. استقبلهم أيمن على بوابة المزرعة ورحب بهم .. أدخلهم الى الداخل ..
وقعت ياسمين فى حب المزرعة من أول وهله .. كانت بطبيعتها تحب الهدوء والخضرة والطبيعة الساحرة .. وكانت المزرعة فعلا ساحرة .. خطفت لبها من