روايه دموعنا كامله الفصول
صوت عمر الرخيم يقول
احنا عندنا هنا فى المزرعة أقسام كتير .. منها قسم خاص بالانتاج الحيواني .. تربيه وتسمين .. أنواع كتير بنربيها هنا فى المزرعة .. وكمان فى معمل عشان نفحص نتايج التحليلات اللى بنعملها أول بأول ..
ثم الټفت الى ياسمين قائلا
شوفى المكان اللى تحبي تشتغلى فيه وأنا معنديش أى مشكلة
انتظر عمر ردها ..فكرت فترة وساد الصمت فى الغرفة .. ثم قالت وهى تحاول قدر الإمكان تلافى النظر اليه
مفيش مشكلة عندى .. زى ما تحبي .. ولو واجهتك أى مشكلة عرفيني .. هسيبكوا النهاردة ترتاحوا من السفر .. وبكرة ان شاء الله هعرفك على المزرعة وتبتدى شغلك
ثم نظر الى والدها قائلا
أخذهم عمر الى المبنى الذى يضم غرف العمال .. كان قد جهز غرفتين .. غرفة ل عبد الحميد وغرفة بسريرين ل ياسمين و ريهام .. كانت غرف متواضعه لكنها تفى بالغرض .. شكره عبد الحميد وذهب الجميع الى غرفهم ليرتاحوا .. دخلت ريهام الغرفة بعد ياسمين وأغلقت الباب وهتفت قائله
نظرت اليها ياسمين قائله
بصراحة أنا مصډومة .. آخر حاجه كنت أتصورها ان الراجل اللى خبطنى بالعربية يكون صاحب أيمن زوج سماح
سبحان الله .. الدنيا صغيره .. بس باين عليه ابن ناس أوى
قالت ياسمين تغير الموضوع
أنا تعبانه وعايزه أنام نوم عميق .. أنا معرفتش أنام طول الليل من التوتر كنت خاېفه مصطفى يطب علينا ومنعرفش نسافر
خلاص انسي حاجه اسمها مصطفى احنا فى مكان مش ممكن يعرفه .. اطمنى
أومأت ياسمين برأسها ودخلت فراشها وغطت فى سبات عميق .. بعد ساعتين استيقظت على صوت طرقات على باب الغرفة .. استيقظت فزعه .. ونظرت الى ريهام التى استيقظت بدورها .. ارتدت ياسمين اسدال الصلاة ووقفت خلف الباب وقالت
أتاها صوت رجل من خلف الباب
الباشمهندس عمر باعت الحاجات دى
فتحت الباب وأخذت من الرجل لفة شعرت بسخونتها .. أغلقت الباب ونظرت لما تحمله بدهشة .. سألتها ريهام قائله
ايه ده
قالت ياسمين پحده
الأفندى ده فاكر ايه بالظبط .. جايين نشحت منه ..
هبت ريهام واقفة وقالت
ليه ايه اللى حصل
تركت ياسمين اللفة التى تحملها وخلعت اسدالها وقالت پغضب
الباشا باعت أكل
والله كتر خيره
قالت پحده
احنا مش مستنيين منه حاجه .. هو فاكر نفسه ايه بالظبط عشان يبعتلنا أكل أكننا جايين هنا نشحت منه
هدئتها ريهام قائله
أكيد مش قصده كده يا ياسمين .. أكيد كل اللى قصده ان احنا فى بلد غريبه مبقلناش كام ساعة ولسه معرفناش النظام هنا ولا الأماكن هنا
ولو .. ميصحش اللى عمله ده
طيب خلاص هدى نفسك حصل خير
ثم توجهت الى لفة الطعام تفتحه قائله
مممم ريحته تجنن
تركتها ياسمين وتوجهت الى فراشها .. فسألتها ريهام
ايه مش هتاكلى
قالت بحزم
لا مش عايزه .. هكمل نومى .. تصبحى على خير
لكنها كانت غاضبة لدرجة هرب معها النوم .. بعدما فشلت فى النوم .. قامت وارتدت ملابسها فسألتها ريهام بإستغراب
راحة فين
هتمشى شوية .. هحاول استكشف المكان هنا .. احنا هنعد هنا فترة ولازم نعرف الأماكن اللى حوالينا كويس
خرجت ياسمين من البناء فإستقبلتها النسمات تلفح وجهها .. ورائحه الزهور تملأ أنفها .. تمشت فى المزرعة وهى تنظر خلفها بين الحين والأخر حتى لا تضل طريقها وتنتبه الى علامات حوالها حتى تهتدى الى طريق العودة .. فعلا كما قالت سماح المزرعة كبيرة جدا .. ويتم العناية بها الى حد كبير .. فجأة تذكرت صديقتها فأخرجت هاتفها لتتحدث معا
السلام عليكم
وعليكم السلام ..
المنصورة نورت
ضحكت ياسمين قائله
منوره بأهلها
قالت سماح بحماس
ها ايه رأيك المزرعة حلوة
حلوة بس دى جنه
بجد عجبتك
جدا جدا فوق مالا تتصورى .. ما انتي شوفتيها وأكيد عارفه انها تجنن
ضحكت سماح قائله
تصورى أنا لسه مشفتهاش لحد دلوقتى
قالت لها بدهشه
بجد
أيوة .. بس أيمن وعدنى ياخدنى يفرجنى عليها .. آه صحيح قبل ما انسى .. انتى وريهام وعمو معزومين عندنا بكرة على الغدا
قالت لها ياسمين فى حرج
سماح بلاش تتعبى نفسك مفيش داعى
احترمى نفسك يا ياسمين .. لو بجد اتعاملتى كده معايا أنا هزعل منك جدا .. متحطيش فرق بينا لو سمحتى
ابتسمت ياسمين قائله
مش بحط فرق بس مش عايزة أتعبك
تعبك راحة يا ستى .. ملكيش دعوة هو حد اشتكالك
صاحت ياسمين فجأة
صحيح نسيت أقولك
خير
تصورى صاحب المزرعة طلع مين
يعني ايه طلع مين
طلع الراجل اللي خبطنى بالعربية يوم خطوبتك
قالت سماح بإندهاش
بتتكملى جد
آه والله .. أنا اټصدمت أما شوفته
ضحكت سماح قائله
يعني اللى خبطك بالعربية يوم خطوبتى هو صاحب أيمن اللى محضرش الخطوبة
اه .. عشان كان فى المستشفى معايا .. شوفتى الصدف
صدفة غريبة فعلا .. زمانه هو كمان اټصدم لما شافك
قالت ياسمين بإستغراب
أهو هو ده اللى أنا مستغرباله .. مبنش عليه أنه اتفاجئ .. اما انه كان عارف .. واما انه من النوع اللى بيعرف يدارى ردة فعله
انهت ياسمين المحادثة بعدما أكدت عليها سماح عزومة يوم غد .. فجأة نظرت ياسمين حولها لتجد أنها قد ضلت طريقها .. فكانت تسير بغير هدى أثناء حديثها مع سماح ..
فجأة سمعت صوت من خلفها قائلا
كنت واثق انك هتوهى
التفتت لتجد نفسها فى مواجهه عمر.. الذى استطرد قائلا
شوفتك وانتى ماشيه الجهه دى وكنت واثق انك هتوهى لان الطرق من هنا متداخله وشبه بعضها
قالت ياسمين بإباء
كنت بتكلم فى الموبايل وعشان كده مركزتش .. لو مكنتش بتكلم كنت عرفت أرجع لوحدى
التقطت أذنا عمر نبرة التحدى فى صوتها .. فقال فى تحدى مماثل
سواء كنتى مركزة أو مش مركزة المزرعة كبيرة وصعب حد غريب يمشى فيها لأول مرة وبدون دليل وميتهش
صمتت وهى تحاول أن تكتم غيظها .. فأشار بيده على الطريق الذى جاء منه قائلا
امشي من هنا على طول بدون ما تحودى هتلاقى مبنى السكن فى وشك على طول
مشيت خطوتين ثم التفتت اليه قائله
أحب أوضح لحضرتك حاجه مهمة
الټفت عمر بجسده ليواجهها وقد أولاها كامل انتباهه .. قال لها
اتفضلى
قالت بحزم
أنا جيت هنا بعد ما سماح أكدتلى ان المنفعة بينا هتكون متبادلة يعني شغل مقابل مرتب .. يعني اللى عايزه أقوله ان مفيش داعى ان الصحوبية والمجاملات يكون ليهم تأثير على وجودى هنا .. أنا هنا فى شغل وزيى زى أى حد بيشتغل فى المزرعة هنا .. بدون تمييز.
قالت ياسمين ذلك ولم تعطيه فرصه للرد و توجهت الى الطريق الذى أشار اليه.
Part 25
هبت نسمات الصباح لتداعب وجه ياسمين الجالسه على جذع شجرتها .. أصبح هذا المكان الصغير هو عالمها الخاص .. الذى تشعر فيه بالراحه والسکينه .. كانت تستيقظ باكره وتأتى اليه قبل الذهاب الى عملها .. كأن بينهما موعدا أبديا لا ينقطع .. جلست فى ذلك اليوم تفكر .. ترى كيف ستنتهى قضيتها .. وهل ستنتهى بالفعل من الجلسة الأولى التى من المقرر أن تكون بعد ثلاثة أيام .. أم ستضطر الى الإنتظار جلسات أخرى .. كانت لا تستطيع تحمل الإنتظار فترة أطول من ذلك لتتخلص من ذذلك المدعو زوجها وتلقى بذكرياته فى بئر عميق وتردم فوقه التراب .. لتمحيه من ذاكرتها تماما وكأنه لم يكن ..ثم عادت لتفكر ترى ماذا يفعل مصطفى الآن .. أمازال يبحث عنها .. أمازال يتوعدها بالإنتقام .. أمازال يرغب فى أذيتها وعودتها اليه .. كانت سابحه وسط كل تلك الأفكار عندما قفزت صورته فجأة الى رأسها .. صورة عمر .. تذكرته عندما ساعدها فى ولادة المهره .. ابتسمت لتلك الذكري .. لم تكن تتوقع أنها ستراه يوما فى هذا الوضع .. بدا طيبا حنونا يرغب فى مساعدتها ولا يتذمر أو يتأفف .. بدا لها شخص متواضع للغاية جعلها للحظات تنسى من هو .. وماذا يملك .. انه مجرد شخصا بسيطا مثلها .. شعرت أن ذكرى هذا اليوم محفورة فى ذاكرتها ولن تنساه أبدا .. تذكرت وقت العودة عندما أصر على السير بسيارته خلفها .. مازالت فى حيره من أمرها .. لماذا فعل ذلك .. أمن المعقول ان كل ما يفعله لأجلها فقط لأنها صديقه زوجة صديقه .. أم بسبب تلك الحاډثه .. حدثها قلبها بأن هناك سببا آخر .. سببا يلقى صداه فى قلبها .. أمعقول أنه ..... توقفت عن الاسترسال فى أفكارها عند تلك النقطة .. كانت تحاول بقدر الإمكان تجاهل مشاعرها وما يعتمل داخل صدرها .. هى لم تخرج بعد من تجربة كادت أن تدمرها .. لا تريد ترك نفسها لتنساق خلف تجربة
أخرى غير واضحة المعالم .. لن يتأذى فيها الا قلبها .. وقلبها لم يعد يحتمل الألم .. نهضت لتتوجه الى عملها .. وعندما اقتربت من المبنى .. تسمرت فى مكانها .. كان واقفا هناك .. يضع يديه فى جيب بنطاله ويعبث بشئ على الأرض بطرف حذائه .. شعرت بالحنق على تلك النبضات التى تتسارع كلما رأته .. نظرت أمامها وسارت بهدوء وكأنها لا تراه .. رفع رأسه فرآها .. ابتسم لها .. لم تبادله الابتسام .. عندما اقتربت منه أوقفها قائلا
صباح الخير
قالت بصوت خاڤت
صباح النور
همت بأن تواصل طريقها لكنه أوقفها بإشارة من يده قائلا
استنى لو سمحتى عايز أسألك عن حاجة
قالت وهى تتوجس منه خيفه
اتفضل
بدا مترددا قليلا .. ثم قال
معاد قضيتك اتحدد أنا عرفت من أيمن .. الجلسه بعد 3 أيام ..
شعرت بالدهشة لإهتمامه بمعرفة معاد الجلسة .. أم أن أيمن هو الذى تطوع وأخبره .. أكمل قائلا
انتى هتروحى مع والدك أكيد مش كدة
أومأت برأسها قائله
أيوة .. ريهام هتفضل هنا
نظر عمر اليها قائلا
أنا حابب آجى معاكوا
نظرت اليه بدهشة قائله
ليه
ابتسم بحنان قائلا
عشان مش هطيق أستحمل أعد هنا .. وعشان كمان ما تتبهدلوش فى المواصلات لوحدكوا
قالت
له بجديه
مفيش داعى يا بشمهندس .. أنا ووالدى هنروح لوحدنا
تأملها قائلا
مش عايزانى آجى معاكى
قالت ببرود
لأ .. زى ما قولت لحضرتك مفيش داعى .. وكمان أنا مش عايزه وجودك يسببلى مشاكل
صمت قليلا ثم قال بضيق
طيب ..