الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قطه في عرين الاسد بقلم مني سلامه

انت في الصفحة 54 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز

أتكلم معاكى النهاردة فى حاجة مهمة
ظهرت علامات الجدية على وجهها وقالت 
أنا كمان عايزة أكلمك فى موضوع مهم
قال مراد بإهتمام 
عايزة تقولى ايه
سمعت طرقات دادة أمينة على الباب وهى تقول 
الفطار يا سي مراد
قالت مريم بسرعة وهى تدخل الحمام 
نفطر وبعدين نتكلم
وقفت مريم تنظر الى نفسها فى المرآة وهى تشعر بتوتر بالغ .. كيف ستخبره .. كيف سيتقبل الأمر .. ترى ماذا سيكون رد فعله .. كان الأمر أهون حينما كانت تظن أن زهرة والدة ماجد فقط .. وأنها بالنسبة له زوجة أبيه .. أما وأنها والدته .. فقد إزدادت خوفا على خوف .. لكن يجب اخباره .. لا حل أمامها

سوى اخباره بكل شئ .. فليظن ما يظن .. لم يخطئ أحدا فى شئ .. ستخبره وليكن ما يكون
انتهوا من تناول افطارهم وصعد مراد للإطمئنان على أمه .. جلس معها بعض الوقت ثم خرج ليبحث عن مريم .. قال فى نفسه يجب أن أنهى هذا الأمر الآن .. لن أنتظر أكثر .. صعدت مريم لتبحث عن مراد .. يجب اخباره بما تخفيه عنه .. زهرة لا تتكلم لكن مريم تتكلم .. ويجب أن يعلم .. تقابلا فى أعلى السلم .. وكل منهما يبحث عن الآخر .. ليخبره بالسر الذى يؤرق مضجعه .. نظر كل منهما الى الآخر بقلق وتوتر وخوف .. خوف من الخسارة .. خوف من أن تتبدل الأمور .. خوف من أن تتبدل المشاعر .. تحدث مراد أولا وقال 
تعالى فى المكتب
نزلت مريم معه وتوجها الى المكتب .. اغلق الباب ووقفا قبالة بعضهما البعض .. كل منهما ينتظر من الآخر أن يتحدث أولا .. لتقل رهبته قليلا .. قال مراد 
ابدأى انتى يا مريم .. كنتى عايزه تقوليلى ايه
شعرت بالتوتر وبدا عليها الإرتباك .. فحثها مراد قائلا 
خير يا مريم .. اتكلمى
بلعت مريم ريقها بعصوبة .. ثم قالت وكأنها تريد ازاحة حمل ثقيل عن كتفيها 
فى حاجة كنت مخبياها عنك .. بس صدقنى لو كنت أعرف ان ماما زهرة مامتك كنت قولتهالك من الأول .. لكن أنا مكنتش مدركه ان الموضوع هيخصك أوى كده وان ماما زهرة تبقى مامتك
قال لها بقلق 
فى ايه يا مريم .. اتكلمى
قالت مريم وهى تنظر اليه لتتبين رد فعله 
ماما زهرة .. تبقى ......
نظر اليها بإمعان قائلا 
تبقى ايه 
تنهدت ثم قالت 
تبقى مراة بابا الله يرحمه
اتسعت عينا مراد دهشة .. حاول أن يستوعب ما قالت .. سألها وهو مصډوم 
ماما كانت متجوزة باباكى انتى .. خيري اللى قتل وهرب
قال مريم پحده 
بابا مقتلش حد .. مش بابا اللى قتل
صمت مراد قليلا ثم قال بحزم 
مفيش داعى نفتح الموضوع ده لانى عارف كويس أوى ان مش بابا اللى قتل .. وان باباكى هو اللى قتل
صاحت مريم پغضب 
بابا مقتلش حد .. فاهم .. بابا مقتلش حد
قالت ذلك ثم غادرت المكتب دون أن تنتظر سماع ما يريد قوله
خرجت مريم الى الحديقة وجلست فيها وهى تشعر وكأن الدنيا ټنهار حولها وهى لا تستطيع فعل شئ لمنعه هذا الاڼهيار .. شعرت بالحنق والضيق من النبش فى الماضى خاصة ان كان مؤلما .. تنهدت فى ضيق وهى تتذكر اتهام مراد لوالدها پالقتل .. تجمعت العبرات فى عينيها وهى تتذكر والدها الحانى التقى الطيب الذى لا يترك فرضا والذى يشهد الناس له بحسن الدين والخلق .. لا يمكن أن ېقتل .. لا يمكن .. اقترب منها مراد وجلس بجوارها .. نظرت اليه بعتاب ثم أشاحت بوجهها فى حده .. قال مراد بحنق 
أنا آسف يا مريم .. مش قصدى أعيب فى والدك الله يرحمه
.. أنا عارف انك كنتى بتحبيه أوى .. مكنش قصدى اشوه صورته أدامك
نظرت اليه مريم پحده وقالت 
انت مشوهتش صورته أدامى ومحدش يقدر يشوه صورتى أدامى لانى عرفاه كويس .. وعارفه انه مستحيل يعمل كده
نظر اليها مراد پغضب وقال 
وأنا عارف بابا كويس .. مستحيل بابا ېقتل
قالت مريم بحزم 
وأنا متهمتش باباك بحاجه .. كل اللى قولته ان بابا مقتلش .. لكن انت اتهمت بابا پالقتل .. أنا ما أسأتش الظن فى باباك لانى معرفوش .. لكن انت أسأت الظن فى بابا رغم انك متعرفوش ومتعرفش أى حاجه عنه
تنهد مراد قائلا مصدقا على كلامها 
فعلا معاكى حق .. مكنش لازم أقول اللى قولته .. مش عشان أدافع عن بابا يبقى أتهم باباكى
هدأت مريم قليلا .. فالټفت اليها مراد وقال مرة أخرى بصوت منخفض 
أنا آسف يا مريم متزعليش منى
نظرت اليه مريم ومازال شئ من الضيق فى عينيها .. فنظر اليها بحنان قائلا 
مبحبش أشوفك مضايقه
اختفى فجأة كل الضيق من عينيها لتبتسم وتنظر أرضا .. الټفت مراد تجاهها وامتدت أصابعه لتلعب بخصلات شعرها ..رفعت رأسها لتنظر اليه .. ودت أن يتحدث .. ودت أن يخبرها بكل مشاعره تجاهها .. ودت أن يؤكد لها ما تراه فى عينيه .. كانت عيناه تشعان حبا وحنانا .. شعرت بأن داخل هذا الرجل الذى يبدو عليه الغلظة والقسۏة يوجد بحر من الحنان .. ودت لو ڠرقت فيه .. للأبد ..
اقترب منها وقال بصوت متهدج 
مريم .. أنا .....
نظرت اليه تنتظر بلهفه ما يريد قوله .. بدا وكأنه يعانى صراعا بداخله .. بدا الخۏف فى عينيه .. ودت لو علمت سبب هذا الخۏف .. حثته قائله 
انت ايه 
قال مراد بصعوبه وهو خائڤ من خسارتها 
فى حاجة عنى لازم تعرفيها
صمت قليلا ثم قال 
هما حاجتين مش حاجة واحدة
نظرت اليه مريم وقالت برقه 
ايه هما 
نظر اليها مراد بحنان ومسح بيده على شعرها برقه قائلا 
أنا كنت متجوز قبل

كدة
لم تخبره مريم بأنها علمت ذلك من دادة أمينة .. تركته يكمل حديثه قائلا 
واطلقنا من 6 سنين
نظرت اليه دون أن تتحدث كان يراقب تعبيرات وجهها ونظرات عينيها .. شجعه هدوئها ونظراتها المشجعه على المواصله فقال 
هى اللى طلبت الطلاق .. ومكنش فى حد فى حياتى قبلها .. ولا بعدها
صمت للحظة ثم احتواها بعينيه قائلا بحنان 
لحد من فترة قريبة .. فى واحدة قدرت تحرك قلبي نحيتها .. بعد ما كنت فاكر انه خلاص ماټ ومفيش حاجه تقدر تحركه
تعالى صوت دقات قلبها حتى كادت أن تسمعه بأذنيها .. صمتت وقد احمرت وجنتاها .. انتظرت أن يكمل كلامه .. قال مراد بتوتر 
مريم .. الحاجة التانية اللى عايزك تعرفيها ........
أمسك بكفها يحتضنه بين كفيه .. رأت صدره يعلو ويهبط من سرعة تنفسه .. وبدا عليه الوجوم والإضطراب .. ضم كفها بين كفيه يحتضنه بقوة .. كما لو كان يخشى أن ينزلق هذا الكف من بين يديه مبتعدا بعدما يخبرها بأمر اعاقته .. كانت كل ذرة فيه تهمس .. لا تتركنى لن أحتمل بعدك ليس ذنبي ما أصابنى لست أنا من قدر أن أصاب بهذا .. اعاقتى لا تعوقنى عن ممارسة حياتى بشكل طبيعي .. لن تخجلى منى بين صديقاتك .. لن تشعرى بأننى مختلف عن أى رجل آخر .. فقط جزء من جسدى مبتور .. لم أرد بتره .. لكن الله أراد .. ساقى الصناعية تحل محل الجزء المبتور .. لن تشعرى بالنقص معى .. لن تسيري معى وأنت خجلة منى .. من يرانى لا يعرف بأمر اعاقتى .. لا يعرف بأن قدمى مبتور .. ليس ذنبي فلا تعاقبينى .. لا تحرميني منك .. لا تنظرى الى بشفقه لست فى حاجة الى شفقتك بل أنا فى أمس الحاجة الى حبك وحنانك الى مشاركتك لحياتى الى انجاب أولاد منك الى تكوين أسرة معك الى أن تكونى سكنى وأكون سكنك .. لا تتركيني يا مريم أنتى آخر أمل لى فى أن أحب وأحب كأى رجل عادى .. لن أحب غيرك يا مريم لن أفتح قلبي لسواكى .. لا تطعنيني مثلما فعلت زوجتى السابقة ومثلما فعلت من تقدمت لها ومثلما فعلت كل من عرفت بإعاقتى .. كونى دوائى يا مريم ولا تكونى سببا فى زيادة آلامى وأحزانى .. لن أحتمل بعدك فلا تحرميني منك .. بداخلى حب كبير لك فلا تتخلى عنه وعنى .. لن يحبك رجل مثلما أحبك .. لم يحبك رجل مثلما أحبك .. كونى لى زوجة وحبيبة ورفيقة طريقي .. وسأعطيكي قلبي عمرى وكل ما أملك
تكلم بقلبه دون أن يجرؤ على قول تلك الكلمات بلسانه .. شعرت مريم به .. وبمعاناته .. ودت لو علمت بسببها .. ودت لو طمأنته .. ودت لو علمت همه وما يؤرقه .. نظرت اليه .. فى انتظار أن يتكلم .. أن يبثها نجواه .. نظر اليها يتأملها .. نظر اليها ليعلم كيف سيكون رد فعلها .. كيف ستنظر اليه .. ماذا سيرى فى أعماق عينيها .. فتح فمه ليتحدث .. فقاطعه صوت نرمين التى تقول 
أبيه أبيه .. طنط زهرة اتكلمت
هب مراد و مريم واقفين .. قال مراد بلهفه 
بجد اتكلمت 
قالت نرمين مبتسمه 
أيوة كنت أعدة معاها .. وفجأة لقيتها بتقولى مراد
ابتسمت مريم بسعادة وأسرع ثلاثتهم فى اتجاه غرفة زهرة .. جلس مراد بجوارها على الفراش وأخذ ينظر اليها بلهفه قائلا 
ماما انتى قولتى اسمى .. ناديتي عليا
ابتسمت زهرة وقالت بصعوبة وبصوت أجش للغاية 
مراد
ثم قالت 
ولدى
ابتسم مراد وعانقها عناقا طويلاوهو يقبل رأسها ويديها .. اغروقت عبرات الجميع بالدموع .. ابتسمت مريم وسط دموعها واقتربت من زهرة قائله 
ماما زهرة
التفتت اليها زهرة قائله بنفس الصوت الأجش 
مريم بنيتي
كانت سعادة مريم غامرة وهى تستمع الى اسمها من بين شفتى زهرة .. وكانت ايضا سعادة مراد لا توصف .. فى هذه اللحظة دخلت ناهد وهى تقول بلهفه 
فى ايه يا ولاد .. ليه كنتوا طالعين بتجروا كده 
قالت نرمين مبتسمه 
طنط زهرة اتكلمت
ابتسمت ناهد واقتربت منها قائله 
حمدالله على سلامتك
قالت لها زهرة بصوتها الاجش 
الله يسلمك
ثم التفتت الى مراد تسأله 
مين 
نظر مراد الى ناهد ثم الى زهرة وقال 
دى أمى اللى ربتنى .. مراة بابا الله يرحمه
التفتت زهرة تنظر الى ناهد تطلعت المرأتان الى بعضهما البعض .. ثم تنهدت زهرة وقالت 
الله يرحمه ويرحم جميع أمواتنا
قالت ناهد 
اللهم آمين
التفتت زهرة الى مراد قائله بصوت متعب مبحوح 
بدى أتحدث معاك كتير يا ولدى
قبل مراد يدها قائلا 
وأنا نفسي أتكلم معاكى
كتير أوى يا أمى
ثم قال بحنان 
بس ارتاحى دلوقتى وان شاء الله بكرة هنروح المستشفى عشان بس نطمن عليكي .. وان شاء الله لما نرجع نتكلم مع بعض زى ما انتى عايزه .. المهم عندى صحتك دلوقتى
قالت زهرة وهى تغمض عينيها شاعره بالوهن 
ماشى يا ولدى .. ربنا يباركلى فيك
كانت سهى فى عملها

.. عندما رن هاتفها ..
53  54  55 

انت في الصفحة 54 من 64 صفحات