الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة سارة مجدي

انت في الصفحة 2 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز


بقيت مچرم و يتمت بناتك
لم يجيبه أحمد بأى شئ لكن نظراته كانت بارده كالثلج تشعرك أن ذلك الواقف أمامك إنسان نزع قلبه من مكانه و وضع بدلا منه حجركبير لا يشعر و ربما الوصف ظالم حقا فاحيانا الحجر يتشقق و ينفجر ليخرج منه الماء و أحيانا النبات و كان مصطفى يقف بجانبوالده صامت ينظر إلى أخيه پغضب و تقزز يود لو يصفعه على وجهه حتى يعود إلى عقله الذى فقده مع الراقصات

نظر بركات إلى مصطفى و قال بأمر
خده على الأوضة إللى فى الجنينة و مش عايز أشوفه و لا ألمح طيف خياله طول الأسبوع ده
أومئ مصطفى بنعم دون أن يستوعب رغبة والده أو الهدف منها و أمسك بذراع أخيه يجذبه خلفه ينفذ ما أمره به والده ثم نظر بركات إلىرقية و قال
روحى أبعتى مرزوق يجيب المغسلة على ما مصطفى يعمل تصريح الډفن
أومئت بنعم سريعا و الدموع ټغرق عينيها كانت تشعر من داخلها پغضب هى أكثر من تعلم ما كانت دلال تعانيه مع أحمد و ما رأت منظلم و كم من مره حاولت قتل نفسها لولا خۏفها من الله و خۏفها على البنات و كان غسان و يوسف و راغب يقفون جوار إحدى الحوائطبصمت فالموقف لا يحتمل كلام و أيضا الصدمة جعلتهم جميعا غير قادرين على الحديث
و كانت الثلاث فتيات يجلسون فى منتصف السرير يضمون حلم بحماية رغم أن جسدهم ينتفض پخوف و الدموع ټغرق وجههم و كانتحلم تنظر إلى الأمام پصدمة عيونها مفتوحه على إتساعها هيئتها و هيئة أخواتها ينفطر لها القلوب
نظر إليهم بركات و بين عينيه نظرة أسف و حزن وقلبه يؤلمه حقا عليهم لكن أسم العائلة و سمعتها على المحك الأن و عليه أن يحافظ عليها وبعد ذلك سيكون هو وأفراد العائلة يحملون مسؤلية علاج كل ما حدث و كل ما تركه أحمد من أثر سلبي عليهم
أقترب من مكان جلوسهم و جلس أمامهم ينظر
أرضا يحاول أن يجد ما يقوله لهم و ظل الصمت سيد الموقف لعدة ثوانى حتى قال پألم
أنا عارف أنتوا حاسين بأيه أو أقدر أتخيل الۏجع و الحزن إللى جوه قلوبكم و أنا عارف أن أبوكم ذنبه كبير و ملوش عذر و لا شفاعة إللىكان بيعمله و إللى حصل النهارده محدش يقدر يتخيله صدمنا كلنا بس
صمت يحاول تجميع كلماته أو ما يريد قوله حتى يستطيع لملمة الأمر
إللى أبوكم عمله ده عار و ڤضيحة و کاړثة محدش كان متوقعها و لا يتخيلها وأنا عايزكم تعرفوا حاجة أنا مش هعمل كده علشان هوإبنى لأ و الله لكن ده علشانا كلنا أنتوا بنات سمعتكم و سمعة العيلة و سمعة ولاد عمكم و عارف أن إللى هعمله صعب عليكم و واللهصعب عليا كمان لكن مفيش قدمنا حل تاني من النهارده أنتوا مسؤلية رقية و أحمد من النهارده ملوش علاقة بيكم من قريب أو بعيد بس أوعدوني أن إللى حصل يفضل سر سر العيلة إللى مينفعش يطلع براها و لا حد يعرف عنه فى يوم
كانت الفتايات لا يستطعن الحديث صدمة مۏت والدتهم بيد والدهم و صدمة كلمات جدهم و إحساسهم بالعجز عن أخذ حق والدتهم و تركالمذنب دون عقاپ من أجل إسم العائلة
وظل ذلك الصمت يخيم عليهم جميعا و أولهم رقية طوال فترة العزاء و التى أستمرت لمدة أسبوع كامل و قيل أن أحمد كان مسافر و لميستطع الحضور إلا فى آخر يوم من أيام العزاء مجهد ومتعب و بملابس رثه كما أراد بركات أن يظهره أمام الناس حتى يستطيع إثبات ماقاله و إخفاء كل الأمر و أبعاد أى شهبه عن أحمد
عادت من أفكارها حين شهقت بصوت عالى لتكتشف أنها كانت تكتم أنفاسها و هى تتذكر ما كان و لم ينمحى يوما من عقلها و عيونها
حاوطت ساقيها بذراعيها و هى تتذكر أن جدها قد نفذ وعده و لم يسمح لوالدها بالتدخل فى حياتها أو حياة أختيها حتى فى أمر زواجهم لميكن أكثر من وكيلهم أمام الناس من أجل سمعة العائلة و سمعتهم أيضا لكن يكفى ذلك الألم التى تشعر به كلما شاهدت والدها أمامها وصورة والدتها و هى مسطحه أرضا 
جلس راغب على أقرب كرسي يشعر پألم حاد فى قلبه و حالة من العجز لا يعلم ماذا عليه أن يفعل أو كيف يساعد من ملكت قلبه لميعد يحتمل كل ذلك الخۏف الذى يشعر به كلما مروا بموقف كهذا و الذى يتكرر يوميا دون توقف
توجه راغب إلى غرفته يشعر بالثقل فوق قلبه أنه يعشقها يتمنى قربها يحلم بها ليل نهار هى حلمه الذى يشتاق إلى تحقيقه لكنها دائماصعبة المنال
وقف أمام النافذة الكبيرة التى تحتل إحدى حوائط غرفته و تطل على الحديقة الخلفية للبيت الكبير كما غرفة حلم و ذلك يشعره ببعضالراحة أنه يشاركها و لو فى رؤية ذلك المشهد يوميا
أخذ عدة أنفاس متلاحقه و عاد بذاكرته إلى أربع سنوات مضت حين قابلها صدفه و هى عائدة مع صديقتها جنة يضحكون دون أن ينتبهوالذلك الشخص الذى يسير خلفهم ينظر إليهم بطريقة فهمها راغب جيدا و جعلت الډماء تفور فى عروقه ليقترب منهم و وقف أمامهم لتنظر إليهحلم پغضب و قالت من بين أسنانها
إيه ده فى إيه يا راغب أنت مراقبني و لا إيه 
نظر إليها بعيون غاضبة جعلتها تتراجع إلى الخلف خطوة واحدة و التصقت بصديقتها التى كانت ترتعش خوفا خاصة حين قال
على البيت على طول
ليركضا سريعا لينظر هو إلى ذلك القذر الذى ظل يتراجع إلى الخلف و كاد أن يركض إلا أن راغب أمسك به من ملابسه و حرك رقبته يمينا ويسارا ليصدر ذلك الصوت لتمدد عظام رقبته ليقع ذلك الشاب أرضا على ركبتيه وأمسك بساق راغب و هو يقول
و النبي يا عم أنا معملتش حاجة 
كان راغب ينظر إليه بشړ و أسنانه تصدر صوت عالى بسبب أصتكاكهم ببعض و الڼار تشتعل داخل قلبه ليقول الشاب من جديد و الډماء قدهربت منه
أنت هتاكلني يا عم و لا أيه و النبي ما عملت حاجة
حين وصل إلى البيت كانت حلم تجلس فى الحديقة الخلفية تكاد تشتعل من كثرة الڠضب تقطع الحديقة ذهابا و إيابا وقف أمامها فجأةلتقول هى بصوت عالى
ممكن أفهم إيه إللى حصل
كان فى
حيوان ماشي وراكم و أنت و الهانم التانية و لا أنت و لا هى وخدين بالكم منه
صمتت تنظر إليه بزهول وصدمة ليكمل هو كلماته پغضب و من بين أسنانه بعد أن رفع قبضة يديه فى الهواء
و بعد كده صوتك ميعلاش عليا أنت فاهمة 
نظرت إلى يديه بزهول ثم تحركت من أمامه و أبتعدت عدة خطوات ثم نظرت إليه و قالت
أنت ملكش دعوه بيا أصلا و متمشيش ورايا يا راغب و أنا حره أعمل إللى أنا عايزاه
تحرك خطوة واحدة لتركض هى إلى داخل المنزل ليضحك و هو يحرك رأسه يمينا و يسارا بمعنى لا فائدة عاد من أفكاره ليبتسم إلى تلكالذكرى التى تعتبر من أكثر الذكريات سعادة فذكرياته مع حلم قليلة و نادره أخذ نفس عميق و أخرجه بهدوء ثم توجه إلى كيس الملاكمه وبداء فى إخراج كل ما بداخله من ڠضب و خوف و قلق هوايته التى يفضلها و تساعده أيضا على التفكير بوضوح
بعد أكثر من نصف ساعة توقف و هو يلهث بشده و لكن كان على وجهه إبتسامة واسعة لقد وجد الفكرة التى تخرجها مما هى فيه
غادر غرفته و توجه إلى الأسفل ليجد والدته تجلس على الأريكة الكبيرة التى تتوسط بهو البيت الكبير بهيئتها المميزة جلباب أسود مزينببعض الخطوط العربية و بجانبها نوار التى تمسك أحد الكتب التى تفضلها تقرأ فيه بتمعن و مؤكد عائشة ذهبت إلى عملها
هو اليوم لم يستطع الذهاب لعمله لا يستطيع
ترك حلم فى هذة الحالة و الخروج
جلس جوار والدته التى نظرت إليه بطرف عينيها و قالت
مش كنت روحت شوفت إللى وراك يا راغب
نظر إلى أمه ببعض الخجل و قال
يا أمى مفيش حاجة مهمه و بعدين الكل خرج و راح شغله لو حصل حاجة لحلم مين يلحقها
كانت نوار تتابع ما يحدث دون أن ترفع عيونها عن كتابها و أبتسمت إبتسامة صغيرة لم يلحظها أحد
أكملت رقية كلماتها و هى تقول بحنان
الله يكون فى عونها إللى شافته من وهى صغيرة مش شوية
ثم نظرت إلى نوار و قالت
قومى يا بنتى شوفى السواق خليه يوصلك علشان تجيبى الفستان إللى هتخرجى بيه مع جوزك النهارده
أغلقت نوار الكتاب و بدأت أصابعها فى مداعبة أوراقه وهى تقول
غسان أجلها يا ماما علشان خاطر حلم
أومئت رقية بنعم و هى تتنهد بتثاقل و قالت ببعض الشرود
كلنا بندفع تمن طيش و عدم مسؤلية أحمد الله يرحمك يا دلال كنتي شايلة كتير عن بناتك
أنحدرت تلك
الدمعة الحبيسة فى عيون نوار التى قالت
كلنا مجروحين و موجوعين و هو ولا شايف و لا حاسس
كان راغب من داخله يغلى ڠضبا مما يقوم به عمه من يوم وعى على تلك الحياة و هو يرى أفعاله المشينة و أثرها الواضح على العائلة رغممحاولات جده و والده المستميته لتغطية تلك الأفعال حتى لا تطول العائلة سمعه سيئة
كان ممددا على السرير غير واعى لما فعل أو يفعل و لن يختلف الأمر أكثر أن كان يعنى هو فى الأساس لا يهتم لأحد غارقا فى النومبسبب ما تعاطاه من مشروبات مسكره و أشياء أخرى مخډره أن ذراعى حسن بمفردهما كافيان أن يجعلاه يسكن الجنة دون مجهودمنه بين ذراعيها يجد الراحة التى لم يجدها يوما مع دلال أو فى بيت عائلته لا أحد يفهمه و لا أحد يرى ما يريد لذلك هو أيضا لا يرىسوا نفسه و فقط و لن يتوقف عن ما يفعله أبدا حتى إذا أضطر أن ېقتل والده و بناته و أخيه الذى سرق حلمه قديما
الفصل الثالث من سقر عشقي حلم 
خيم الصمت على الجميع لعدة ثوانى حتى وقف راغب و نظر إلى والدته و قال
أنا هخرج بس أجيب حاجة وأرجع على طول
أومئت بنعم ليتحرك سريعا لينفذ ما فكر فيه عله يخرجها من تلك الحالة سريعا رغم يقينه من صعوبة ذلك لكنها تبقى محاولة من أجلها وإن لم تنجح سيجد غيرها فعقله الذى لا يفكر إلا بها سوف يبتكر الكثير من الأفكار
بعد أن غادر راغب وقفت نوار هى الأخرى و قالت
هطلع أطمن عليها و أتصل بجنة تيجى تقعد معاها
 

انت في الصفحة 2 من 28 صفحات