نعيمي وجحيمها بقلم أمل نصر
الملاحظات اللي ارفقتها بكل ملف عشان نصلح وضعنا في العقود الجديدة.
القى نظرة نحو ما تشير إليه قبل أن يرفع رأسه إليها قائلا بدهشة
هو انا ليه حاسس بجفاف في لهجتك هو انت زعلتي مني على موقف امبارح
مطت بشفتيها
تقول بنبرة مبهمة
أزعل منك! لا حضرتك ماتزعجش نفسك انا نسيت الكلام. واعتبره موقف وعدى.
انتفض مستقيما عن مقعده قائلا پغضب من كلماتها
قابلت غضبه تقول بنبرة هادئة ساهمت في اشتاعله أكثر
أومال عايزني اقولك إيه هو انت نسيت إني مخطوبة
التف من خلف مكتبه ليواجهها
لأ مانسيتش ياكاميليا زي ما انا فاكر كويس انها لسة مابقتش رسمي يعني عندك فرصة لسة.
تكتفت بذراعيها لتقول بحدة
فرصة لإيه بالظبط اني افكر فيك يعني طب انا اعرف عنك إيه غير الصورة الأنيقة بتاعتك قولتلي مثلا ان عندك ابن من صديقتك الأجنبية سايبه لأهلك في كندا يربوه هناك.
وانت عرفتي منين الكلام ده هو اللي قالهولك صح
سمعت منه أو من غيره الكلام دا صح ولا غلط
سألته بقوة تبينت الإجابة على اثرها من ملامح وجهه المرتبكة مع قوله
الموضوع مش زي ما انت فاهمة .
بابتسامة لم تصل لعيناها رسمتها لتخبئ من خلفها صډمتها ردت بتامسك
مافيش داعي لارتباكك دا انا ماليش حق اني احقق معاك ولا اقررك أصلا حضرتك حر في اللي انت تعمله وانا كمان حرة في اختياري عن إذنك.
.... ..
برأس مثقلة رفعتها عن الوسادة تطلعت حولها في الغرفة الغريبة عن غرفتها الأثاث الغير المرتب مع الفوضى المنتشرة في كل شئ حولها حتى وقعت عيناها على فستان سهرتها بالأمس وهو ملقى على الأرض بإهمال
مارو يا مارو .
لم تنتظر كثيرا وسمعت صوته على الفور وهو يلج إليها لداخل الغرفة قائلا
ردت وهي تخرج لها سېجارة من العلبة لتضعها بفمها
انت كنت فين كدة ع الصبح وسايبني
أجابها على الفور بحماس
كنت ع الفون وبكلم والدي عن قصة حبنا دا فرح قوي وسألني بقى عن ميعاد جوازنا.
فغرت فاهاها حتى سقطت السېجارة من شفتيها وقالت بدهشة
جوازنا ازاي يعني هو انت بتتكلم بجد
طبعا ياميري هو الكلام دا برضوا فيه هزار ولا انت فاكراني عيل صغير عشان ماتخديش بكلامى لا يا ست ميري لازم تفهمي إني راجل أوي .
لا طبعا ياحبيبي انا عارفاك راجل وسيد الرجالة كمان بس
انت عارف ان ظروفي متلخبطة دا غير اني لسة في شهور العدة كمان ولا انت نسيت
مط بشفتيه يقول بتفكير
لأ طبعا مانستش انا عارف ان الست بيبقا ليها عدة بعد ما تطلق أو جوزها ېموت تقريبا في حدود اربع او خمس الشهر باين.
الفترة دي هاتبقى يدوب على ماجهزنا عش الزوجية بتاعنا إن كان هايبقى عندي ولا عندك دا بابا مصمم ان فرحنا يبقى اكبر حدث في مصر.
مسحت بباطن أناملها على عظام فكها بتوتر ثم قالت وهي تجاهد لتخفي ضيقها
وإيه اللي دخل والدك معانا بس واحنا لسة مدخلناش في حاجة رسمي ثم انه ازاي يوافق على جوازك قبل ماتخلص جامعتك اساسا
اعتدل في جلسته واضعا قدم فوق الأخرى يقول بزهو
مش محتاجة تفكير ياقلبي هو عارف ومتأكد إن ابنه جامد وشهادة الجامعة دي خدتها أو مخدتهاش مش هاتفرق معايا انا مش فقير عشان ابنى مستقبلي على وظيفة بيها والحقيقة كمان اسم والدك وفر عليا كتير أوي في اقناعه.
اممم .
زامت بها وهي تشيح بوجهها حانقة ثم الټفت بابتسامة صفراء تقول
اهي المشكلة بقى يا مارو في والدي لأني عارفة ومتأكدة كويس إنه لايمكن هايقبل يجوزني طالب في الجامعة وأصغر مني بست سنين.
شددت على عبارتها الأخيرة فانتفض أمامها بانفعال أجفلها
وافرضي يعني ياميري ما وافقش انت برضوا ما ينفعش تستلمي قاومي وافرضي رأيك عليه لازم يفهم ان احنا بنحب بعض ويوافق على كدة.
عادت لرسم ابتسامة صفراء على وجهها وقد علمت بعقم الجدال معه فيبدوا ان جموح جنونه الذي كان من أهم أسباب انجذابها اليه في البداية هو نفسه ما يجعلها اليوم تشعر بالقلق منه مالت تتصنع النعومة في صوتها لتنهي الحديث بقولها
طب ممكن ياقلبي نأجل الكلام في الموضوع دا بعدين عشان دلوقت الصداع هايفرتك دماغي ونفسي في مج كببر من الكوفي الجميل بتاعك تعملهولي ممكن
اميرة حياتي كل اللي تطلبه مجاب .
واكمل وهو يخطو لخارج الغرفة
ثواني واحضرلك الفنجان تشربيه عشان تفوقي كدة معايا.
تابعته حتى انصرف لتزفر بارتياح مع خروجه ثم تناولت الهاتف لتلقي نظرة به توسعت عيناها متفاجئة بكم الإشعارات التي عليه لتجد أمامها الخبر الأهم وبيان جاسر الريان عن زوجته يتناقل في الصفحات بصورة غير طبيعية قرأت نص البيان بأنفاس متهدجة من الڠضب مع كل كلمة به ثم
الاراء المشجعة والتي تثني على جرأة الرجل في اختيار زوجته دون النظر إلى الفارق المادي واستشاط عقلها بنيرانه وهي تقرأ كم التعليقات الساخرة من زوجته الأولى فلم تشعر بصړختها المدوية وهي تخرج من عمق حلقها ولا بالهاتف الذي دفعته بطول ذراعها حتى اصطدم بالحائط ليقع على الأرض متهشما لعدة قطع متناثرة ولا بشهقة الزعر التي صدرت من مارو وسقط على أثرها فنجان قهوتها الكبير من يده ليكمل على فوضى الغرفة وخروجه مهرولا خوفا هيئتها.
تتابع الأخبار وما يتناقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهاتفها وهي تهبط الدرج وابتسامة تعتلي محياها مع كل كلمة تقرأها فقالت بإعجاب وهي تتجه نحو طاولة السفرة التي يتناول عليها زوجها وجبة إفطاره
يانهار ابيض يا عامر ابنك المچنون طلع بيان قالب الدنيا وخلي معظم
الناس في صفه ابن اللذينة جاب الفكرة المچنونة دي منين
ظل صامتا على وضعه فتابعت غير منتبهة
ېخرب عقله دا إسمه النهاردة بقى ترند لكن انت كنت على علم باللي عمله دا ياعامر!
رمقها بنظرة غامضة وهو يرتشف من فنجانه لعدة لحظات ثم رد باقتضاب
عايزاني اقولك ليه وانت مالك
أجفلها رده المباغت فتلعثمت تجيبه بحرج وقد وصلها مقصده حينما تذكرت شجارها معه بالأمس
أنا مالي ازاي بس يا عامر مش معنى ان معجبنيش تصرف ابني في الأول يبقى مش هافرحله لما إسمه يعلى من تاني .
رد وسهام عيناه القوية تخترقها بقوة
يعني حضرتك كنت حاسة بالعاړ امبارح عشان كسرناك انا وابني بجوازته اللي عرتك قدام بهيرة
شوكت بنت سلطح باشا والنهاردة بقى رفعتي راسك لما شلة المنافقين اللي حواليك بعتولك يمشوا مع الموجة ويعبروا عن جرأة ابنك وحكمته! في اختيار البنت الفقيرة وقصة الحب الجميلة مابينهم.
صمت برهة وعيناه اشتدت حدتها يكمل
وبرضوا في الحالتين انت مايهمكيش غير مظهرك وشكلك قدام الناس وسعادة ابنك ولا زعل جوزك في المرتبة التانية بعد الناس
ابتعلت ريقها بتوتر لم يخفى عليه وعيناها لا تقوى على مواجهته ولا تجد من الكلمات التي تصلح للرد فلا هي تملك تبرير موقفها لتمتص ڠضب زوجها الذي تعلم العلم أنه تعدى أقصى مراحله منها ولا هي تقوى على الإعتذار عن شئ توقن في قرارة نفسها أن لديها كل الحق فيه وكأن صفحة وجهها الشفافة انبأته بصراعها من الداخل وقرأ عليها مالم تبوح به بلسانها زفر من أعماقه مطولا ثم نهض ينهي حديثه ليرحمها من صراع نفسها تاركها محلها كالطفل المذنب وحزنه هو يزداد أضعاف.
كف يدها بين يديه يغمرها دفء راحته والسعادة تشرق منها فتبدوا ظاهرة لكل من يراها خرج بها من مصعده الخاص وقد أصبح مكانها جواره في أي خطوة تخطوها معه يسير بها في رواق الشركة وابتسامة على وجهه بعرض وجهه تزيد من غرابة الاستيعاب لكل من يعلمه سابقا لا يهمه ثرثرة الموظفين وهمهاماتهم المتعجبة من حال رئيسهم الذي كان دائما متجهم الوجه جامد الطبع خشن المعاملة سابقا في تحوله الغريب إلى هذا الشخص المخالف تماما له.
ومن الطابق الأعلى كانت تتابع عرضهم ويدها مستندة على الحاجز الزجاجي مضيقة عيناها بغموض صامتة وهي تستمع الى الأصوات خلفها بعض الموظفات الاتي يحسدن زهرة عليه وإعجابهم بشطارتها التي أوقعت رجل بحجم جاسر الريان نفسه.
يالهوي ع الكهن فضلت راسمة فيها دور المؤدبة لحد اما جابت الراجل على بوزو.
لا وتخطيط تمام مشيت معاه في السر لحد اما اتمكنت وبعدها نترت بنت وزير عشان تمد وتدلدل رجليها على كيفها.
ايوة ياختي ايوة جاتنا نيلة في حظنا الهباب.
الټفت بطرف عيناه على السيدتين لبعض اللحظات ثم تحركت لتتركهم في ثرثرتهم حتى وصلت لغرفتها صدرها يصعد ويهبط پعنف بريق عيناها الذي يومض بشكل مخيف ينبئ عن حجم النيران المستعرة بداخلها على نفس هدوءها المريب توجهت للنافذة الكبيرة خلف مكتبها تتطلع في الفضاء الواسع أمامها بأعين شاردة في ذكراها البعيدة معه منذ أكثر من سنة.
هاي ياجاسر انت هنا من أمتى
رد التحية بشبه ابتسامة فاترة
أهلا ياميرفت .
قاعد
لوحدك يعني النهاردة طارق صاحبك مش موجود بقى ولا إيه
قالتها وهي تجلس بجواره على البار فرد يجيبها باقتضاب وهو يتناول من طبق المسليات أمامه
لأ عشان سافر لعيلته .
اممم
صدرت منها بارتياح لتجدها فرصة لتكمل الجلسة معه متخلية عن الجلسة مع صديقها الذي وجد صحبة أخرى ليندمج معهم منعت بأسلوبها الجاف تقرب أي فتاة
الحراس في الخارج سقط هو من تعبه على أقرب كنبة وجدها أمامه يمسك برأسه
بين راحتيه فاقتربت هي
تجلس بجواره لتلمس براحتها على ظهر كفه تدعي القلق
الف سلامة عليك هي لدرجادي دماغك بټوجعك
أومأ برأسه دون ان يرفع عيناه إليها فزادت من قربها حتى أصبحت ملتصقة به وقالت بمسكنة
ياقلبي ياجاسر حاسة بيك وتعبانة على تعبك أنا أكتر واحدة تعرف باللي يألمك.
انتبه على جملتها والتي كانت تحمل في طياتها عدة معاني فرمقها بنظرة بمتفحصة يستنبط مقصدها مع قربها الغريب فقد كان وجهها لا يفرق عن وجهه سوى مسافة قليلة جدا واستطردت هي بحديث عادي ولكن بنبرة مغوية
انت مستغرب ليه انا بتكلم عن تجربتي في جواز فاشل مع راجل شخصيته ضعيفة وغبي يفتقر للرجولة اللي بتتمناها أي واحدة ست مش انا شخصيتي قوية لكن احب جوزي يبقى هو المسيطر والقائد.
أكملت بنعومة أكثر
الرجالة اللي بالصفات دي بقوا نادرين قوي والست المحظوظة هي اللي بتقع على واحد فيهم لكن لو ما حافظتش عليه واهملت يبقى تستاهل كل اللي يجرالها
جربت إيه
مش محتاجة أوضح ياجاسر ولا انت عايز تفهمني ان البنات اللي بتسحبهم يوميا معاك وتيجي بيهم هنا في غياب ميري بتجيبهم عشان ينظفوا البيت
كلماتها السامة جعلته يستفيق حتى