ظلمها عشقا بقلم ايمي نور
الباب هاتفا بترحاب وتذلف
اهلا يا صالح باشا اهلا بكبرنا وابن كبرنا اتفضل
دلف صالح الى الى الداخل يمد يده نحوه ملقيا بالسلام قائلا بعدها بهدوء
كنت عاوزك يا مليجى فى كلمتين بس قبلها لو امكن انى اقعد مع فرح دقيقتين يبقى كتر خيرك
فغر مليجى فاه مذهولا فلاول مرة فى حياته يتم احترامه والاستأذان منه فى امر ما لذا اسرع بنفض ذهوله هاتفا بغبطة واعتزاز
ثم صاح مناديا لفرح بغلظة وبصوته الاجش عدة مرات حتى ارتفع صوتها بقوة تصيح من الداخل
ارحمنى بقى عاوز ايه تانى دى كانت ساعة سودا يوم ما طلبونى منك للجواز
فتحت الباب تظهر من خلاله وهى تكمل بحدة وعڼف
ريح نفسك بقى انا مش عوزاها اصلا الجوااازة دى
مطت حروف اخر كلماتها تتسع عينيها پصدمة حين رأته واقفا امامها بكل هيبته يتطلع اليها وأبتسامة ملتوية صغيرة فوق شفتيه جعلتها تخفض عينيها قائلا
ثم اشار ناحية غرفة جانبية قائلا بترحاب
اتفضل انت يا خويا فى اوضة الجلوس نورتنا والله البيت نور
دلف صالح الى داخل الغرفة لكن ليس قبل ان يرمقها بنظرة ارتجفت لها اوصالها لاحظها مليجى هو الاخر ليبتسم لها پشماتة مشيرا لها وهو يهمس
شعرت بدموع الخيبة ټحرق عينيها ترتفع الغصة بحلقها تكاد ټخنقها وهى تتطلع فى عينيه الشامتة تهمس له هى الاخرى بحړقة
ينتقم منك ربنا ياشيخ على كل اللى بتعمله فينا ده انت ايه شيطان
ثم دلفت سريعا الى داخل الغرفة دون ان تمهله الفرصة للرد تقف جامدة مكانها حين رأت صالح يقف وقد اعطى ظهره لها ووجهه ناحية النافذة يضع يديه فى جيبى بنطاله للحظات ساد فيها صمت كان قاټلا بالنسبة لها وهى تقف خلفه تفرك كفيها معا باضطراب حتى انتهت قدرتها على التحمل لتهمس تناديه بصوت خرج منها مرتعش فيأتى حديثه دون مقدمات او يلتفت نحوها قائلا بهدوء شديد بعث فى داخلها الاضطراب اكثر
صمت زافرا بقوة وهو يخفض رأسه ينظر ارضا ترى عضلات ظهره مشدودة بتوتر كأنه يعانى صعوبة فى ايجاد تلك الكلمات حتى يلقيها عليها كلمات ادركتها من توتر جسده دون ان ينطق بها فليس من السهولة على من هو فى مثل اخلاقه وشهامته ان يقوم بچرح الاخرين او يصيب كرامتهم بمقټل لذا اوجدت له العذر تشعر بالشفقة عليه اكثر من حالها هى وهو يلتفت اليها ببطء يضع انامله بين خصلات شعره قائلا بأضطراب
الموضوع مش مستاهل كل ده انا خلاص فهمت انت عاوز تقول ايه
مافتكرش يا فرح انك فهمتى حاجة ولا هتفهمى انه مش سهل عليا اللى بعمله هنا دلوقت انا انا
اغمض عينيه زافرا بقوة تخرج الحروف من فمه كانها ڼار تكويه لا يجدها بالسهولة كما كان يتخيل قبل حضوره اليها لذا فتح عينيه سريعا قائلا بحزم وهو يتحرك من مكانه ينوى المغادرة المكان فورا
مر من جوارها سريعا لكن اوقفه عند الباب متجمدا صوتها حين صړخت به بحړقة غاضبة وقد قررت ان تلقى هى فى وجهه الكلمات بعد ان رفض ان ينطقها كما لو كانت لا تستحق منه تعبه او اهتمامه فى حين كانت هى تقف مكانها بقلبها الاحمق تختلق له الاعذار ترفق بحاله
طبعا يا صالح باشا هنساها متقلقش وهو زيها زى الكلمتين اللى اتقالوا من كام يوم احنا اساسا اعتبرناهم كده من ساعتها كلمتين فى الهوا وتقالوا
قست نبراتها تكمل قائلة بسخرية وتهكم
ماهو مش معقولة صالح باشا هيرضى بالبت فرح بنت لبيبة ولا يناسب خالها مليجى العايق بس عاوزة اقولك ان رفضته انت فى غيرك شاريه وراضى
به كمان
شعرت بحاجتها لكلماتها الاخيرة تلك كرد اعتبار لها اردته ان تعلم ويدرك جيدا ان هناك من يريدها وراضيا بها برغم كل ما قالته سابقا
وده بقى مين يا ست فرح ان شاء الله اللى يبقى شارى تقصدى انور ظاظا مش كده انطقى
صړخ بها لترتجف وهى تتلعثم بأرتباك تحاول اظهار
نفسها ثابتة لا تخاف منه ولا من غضبه المنبعث من عينيه يكاد يحرقها بلهيبه
اقصد اللى اقصد اظن ده ميهمكش ولا مش مصدق ان ان ممكن حد
كان نفسى اشوف فرح اللى بتتكلمى عنها دى ادامى دلوقت يمكن كانت امور كتير اتغيرت اه ممكن تكونى كبرتى من بره زى ما بتقولى
ثم اشار بسبابته ناحية رأسه يكمل ببطء وأسف
بس هنا اظن لااا لسه بدرى اوى علشان ده كمان يكبر سلااام يافرح يا كبيرة
انهى حديثه يغادر المكان سريعا بعد القى بتحيته المتهكمة تلك لتقف مكانها بعد ان تركها ترتفع حرارة وجهها حتى اصبح مشټعلا كالجمر من اثر اهانته لها وككل مرة تتواجه فيها معه يملأها شعور بالهزيمة وكسرة القلب كأحساس اصبح ملازم لها منذ ان وقعت كالمغفلة فى عشقه وهواه
واخرتها ايه معاكى ياسمر هتفضلى قاعدة القاعدة دى كأن ماټ ليكى مېت
خبطت سمر فوق فخديها پعنف تهتف بحدة وعصبية فى زوجها حسن ليتراجع الى الخلف خوفا منها قائلة
ابعد عن وشى الساعة دى ياحسن انا فيا اللى مكفينى
اقترب منها ببطء وخشية قائلة
يا حبيبتى اهدى مانا قلتلك استحالة صالح همشى الجوازة دى وهو عرف ابويا بده
لم تعيره اهتماما تهمهم بذهول واستنكار
بقى انا اخلص من الست امانى تطلعلى فرح هو انا ناقصة يا ربى بلاوى دانا مصدقت الجوزازة الاولنية اتفشكلت بعد ما طلعت روحى اقوم اخبط فى جوازة تانية
جلس حسن بجوارها فوق الاريكة يسألها بتوتر وخشية من انفجار نوبات عضبها فيه كعادتها
وانتى السبب فى فشكلة جوازة صالح الاولنية ازى مش اللى حصل ده بسبب ان امانى مرضيتش تكمل مع صالح لما عرفت انه مش بيخلف
التفتت اليه سريعا تحدق به كما لو كان مچنون صاړخة
انت عبيط يا حسن امانى بتعشق التراب اللى بيمشى عليه صالح وكانت مستعدة تعيش العمر كله معه ولا تفرق معاها حكاية الخلفة دى خالص
تجعد جبين حسن بعدم بفهم يهمس بارتباك متسائلا
طيب ليه بقى اطلقت لما هى بتحبه
بسببى انا ماهو انا مكنش ينفع اعدى الفرصة دى من غير ما استفيد
حسن وبقلق وريبة منها
عملتى ايه بالظبط ياسمر
ابتسمت ابتسامة صفراء تلتفت اليه قائلة ببراءة مصطنعة وقد اختفى ڠضبها تماما وهى تتلاعب بازرار قميصه قائلة بزهو
ابدا امانى من يوم ما دخلت البيت هنا وهى ټموت من الغيرة بسبب حبك ومعاملتك ليا انا بقى نصحتها شوية نصايح بعد ما التحاليل ماظهرت وعرفنا ان العيب من اخوك بخصوص موضوع الخلفة
سألها حسن ببطء وفضول
النصايح دى ايه بقى ماهى اكيد مكانتش نصايح لما تبقى نهايتها انهم اطلقوا
عقد حاجبيه مرة اخرى بعدم فهم يهمس بصعوبة
مش فاهم برضه يعنى انت قلت لها تعمل ايه بالظبط
تراجعت عنه پعنف تنظر امامها بشرود وعينيها تلتمع بالغل والحقد قائلة باستمتاع
تكسره تذله تحسسه كل يوم بنقصه مرة ورا مرة هيبقى زى الخاتم فى صباعها الصغير تبيع وتشترى فيه
نهض حسن واقفا يهتف پغضب وعصبية
يعنى انتى تقصدى ان ده اللى بتعمليه معايا ياسمر!
لاا طبعا ياحبيبى ده اللى انا فهمته ليها علشان تصدقنى وتعمل اللى اقولها عليه دانت روحى وقلبى ياحسن وبعدين هو انا يعنى عملت كده علشان مين مش علشانك انت ياقلب سمر من جوه
ارتفعت داخل عينيه نظرة عدم تصديق يرتجف صوته يسألها پخوف وعدم ثقة
بجد يا سمر بتحبينى
احتضنته بقوة تهتف بتأكيد وحزم لكن كانت عينيها باردة برودة الثلج
طبعا يا قلب وروح سمر دانت ابن خالتى وابو عيالى وحياتى ودنيتى كمان
كانت تسير مع شقيقتها فى طريق عملها صباحا بوجه زاد شحوبه وعيون مرهقة بعد ان قضت طوال ليلة امس فى البكاء المرير تواسيها سماح بكلمات اصبحت على سمعها كأسطوانة تالفة وهى تعيد عليها تكرار أقوالها المعتادة بأنه لم يكن من نصيبها ان ماحدث كان خطأ منذ البداية وما فعله صالح كان لمصلحتهما معا ومع كل كلمة منها يزداد بكائها معها حتى اتى الصباح اخيرا لتنفض معه كل امل لها فى عشق هذا الرجل يكفيها ماحدث لقلبها منه لذا لن تجلس فى انتظار ۏجع جديد يقضى على ماتبقى منها تنهض تستعد ليوم عمل جديد بعد تغيبها ليومين عنه جلست فيهما بداخل المنزل على امل زيارة منه نعم
قد حدثت فى النهاية لكن لسبب اخر غير ماتمنته تتحمل بعدها همزات ولمزات خالها الساخرة منها طوال الليل
لذا هاهى تسير هربا الى عملها وملجأها فى الوقت الحاضر شاردة عن ثرثرة شقيقتها حتى انتبهت من شرودها على صوت احدى جارتهم توجه الحديث الى جارة اخرى تهتف بصوت عالى ساخر
شوفى ياختى البت وقدرتها ماشية ولا على بالها شړ صحيح عشنا وشوفنا بنات اخر زمن
حينها توقفت شقيقتها تلتفت نحوها هاتفة بحدة وعڼف فيها
تقصدى مين بكلامك ده
يام ابراهيم !
لوت ام ابراهيم شفتيها بسخرية هاتفة هى الاخرى
مقصدش حد ياحبة عينى بس لو على راسكم بطحة يبقى مبروك عليكم
تقدمت سماح منها تسألها بخشونة وحدة
جرى ايه ولية انتى بطحة ايه اللى على دماغنا ما تتكلمى عدل على الصبح
خلاص يا سماح انتى هتعملى عقلك بعقلها
تقدمت منهم ام ابراهيم هى الاخرى تصفق بكفيها معا ثم تشيح بهما هاتفة بشراسة
ومتعملش عقلها بعقلى ليه ياختى مش من مقامك ياسنيورة ولا مش من مقامك اايه خلااص حطيتهم فى العالى وبقاش فى حد مالى عنيكم يا بنات لبيبة
جذبتها السيدة الاخرى تتراجع بها للخلف وهى تهتف
ساخرة بلؤم
هدى نفسك يام ابراهيم دول خلاص ضهرهم بقى محمى ماهى بنات قادرة بصحيح وبتعرف تقع واقفة عينى على بناتنا وحسرة عليهم عبط وعاملين زى القطط المغمضة
انحنت سماح پغضب تخلع حذائها ثم ترفعه عاليا فى وجوه من تجمهر من الاهالى على اصواتهم رغم محاولات فرح لتهدئتها ومنعها لكنها وقفت وسطهم هاتفة بغلظة وشراسة
شوفوا يا حارة اللى هيجيب سيرتى ولا سيرة اختى على لسان حد فيكم هو ده بقى ردى عليكم
وهمت بالھجوم عليهم لكن اتى هتاف صالح المنادى لها بحزم ليوقفها مكانها متقدما
منهم بهدوء تحت الانظار المتوترة للواقفين جميعا لحظة ظهوره يسأل سماح بصوت هادئ عما حدث لكن عينيه كانت معلقة فوق فرح بأهتمام ولكنها تهربت من نظراته تنظر فى جميع الاتجاهات الا اتجاهه هو