الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة

انت في الصفحة 23 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


وخرج من الغرفة دون أن ينظر إليها 
أسرعت خلفه حاملة الفستان بيدها لتغلق الباب خلفه ثم وقفت وراءه تضع يدها على موضع قلبها وتستمع إلى دقاته والابتسامة على محياها تتسع أكثر وأكثر لقد رأت لهفته في التقرب منها رأت حبه لها في حديثه وأفعاله صدقه في كل ما يفعله 
لو كان ما يحدث لها بين يوم وليلة حلم لن تحزن فقط لأنها عاشت معه ما تريده وتتمناه إلى الآن 

ابتعدت عن الباب وهي تحرك رأسها يمينا ويسارا والابتسامة لا تعرف طريق غير وجهها تقدمت لتخرج ملابس من الخزانة ثم تذهب للوضوء 
خرجت بعد قليل وهي ترتدي منامة حريرية لونها وردي بنطالها طويل وبلوزتها بنصف كم وعقصت خصلاتها للخلف خرجت لتراه يجلس في الصالة منتظر انتهائها وقف على قدميه بعد أن رآها وحاول أن يبدو طبيعيا وتحدث قائلا بنبرة رجولية هادئة
أنا اتوضيت ومستنيكي الحمام من هنا
أشار بيده على ناحية المرحاض لتذهب إليه دون خجل منه حاولت جاهدة في فعل ذلك لتنجح في النهاية ولم تستخدم يدها في الضغط عليهما 
خرجت بعد دقائق وعادت إلى الغرفة معه وارتدت إسدال لونه أسود
بحجابه للصلاة به كان معه اثنين من سجادة الصلاة فرش الأرض بواحدة وهي تعدل من حجابها ثم وضع الأخرى خلفه في اتجاة القبلة وأشار إليها ليبدأ الصلاة بها 
صلى بها ركعتين لتكن الصلاة خير فاتح لهم معا في حياتهم الزوجية ولم ينسى الدعاء سرا بينه وبين الله أن يتم عليه نعمة وجودها في حياته دون حزن وألم وكأنها هي الأخرى شعرت بما دعى لتفعل المثل 
استدار بجسده ملتفا ناحيتها بعد الانتهاء ناظرا إليها بحب وشغف يظهر على وجهه وكل عضو به وضع يده اليمنى بحنان فوق رأسها بعد أن أخذ نفسا عميقا ثم أخذ يردد بنبرة خاڤتة
اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها ومن شړ ما جبلتها عليه
ابتسمت له بعد أن أبعد يده عنها وأطالت النظر داخل عينيه تبادلة نظرته العاشقة الصامتة تبادله حبه دون الاعتراف المجرد من الأفعال الملموسة 
هتفت بصوت خاڤت وهي تنظر إليه دون أن تحيد عينيها عنه مثل السابق وهي تغض بصرها عنه
جعان صح اجبلك أكل
وزع عينيه على جميع ملامح وجهها ببطء شديد ليتوقف عند شفتيها للحظة واحدة ثم عاد بالنظر إلى عينيها يهتف بنبرة رجولية خالصة بحب وشغف ولوعة الاشتياق داخله تقوم بدورها على أكمل وجه
أنا فعلا جعان جعان أوي يمكن من أربع سنين
نظرت إليه باستغراب كيف هو جوعان منذ أربع سنوات! لابد أنه يمزح ولكن ملامح وجهه تقول عكس ذلك أبعدت تفكيرها عن عقلها الآن وهي تراه يميل عليها 
وضع يده اليمنى على وجنتها يحرك إصبعه الإبهام عليها بحنان وهدوء ثم أبعدها عن وجنتها ليزيل عنها حجابها بيده ويسقطه خلف ظهرها متعلق بالاسدال وزع نظرة مرة أخرى عليها ووجدها تنظر بعينيها في غير اتجاهه بخجل ووجهها يتحول للون الأحمر من شدة الخجل والحرج الذي هي به 
وضع يده الاثنين خلف رأسها وفي تلك اللحظات وجد عنوانها الاستسلام التام أمام مروره عليها بحبه وقبلته التي حرم نفسه منه ومن فعل أي شيء آخر حتى ولو كان حديث عابر ليناله برضا الله وحلاله ليكن في النهاية حلال يتفاخر به وينعم به أكثر وأكثر وليشعر بالسعادة وهو يحصل عليه وبينهما مودة ورحمة من الله عليهم بها 
يتبع
ندوبالهوى
الفصلالحاديعشر
نداحسن
ليلة العرس كانت من أطول الليالي التي مرت عليهما معا ومن أجمل الليالي وأسعدها بفضل وكرم من الله ليلة طويلة عاشت بها كثير من اللحظات السعيدة بجواره متناسيه أنه إلى الآن لم ينطق بحبها بل استمعت بقلبها هذه الكلمات في تصرفاته وأفعاله ونظراته لها 
ارتوى جاد أخيرا بوجودها جواره أربع سنوات يعشقها في الخفاء منتظرا أن يأتي الوقت المناسب للبوح بما داخله ناحيتها وها هو قد أتى
ليروي اشتياقه وحنينه وليظهر شغفه وحبه لها عبر أفعاله ونظراته التي تتحدث بالنيابة عنه وترسل إليها كلمات الغرام دون مجهود وتتلقاها بفرحة عارمة
ليلة عاشوا بها معا ينعمون بحلال الله ويستمتعون به أكثر من أي شيء آخر ينعمون بأفضل اللحظات بينهم بفضل من الله الذي سهل لهم طريق الحلال لأنهم أرادوا السير به 
قبل اذان العصر في صباح اليوم التالي
وقفت نعمة وابنتها مريم أمام باب شقة هدير و جاد في المنزل المقابل لهم ومعهم والدته صاحبة الوجه الضاحك البشوش ابتسمت والدتها وهي تضع إصبعها السبابة على الجرس بجوار الباب وتحدثت لوالدته بحرج
والنبي زمانهم نايمين يا أم جاد كنا جينا بالليل ياختي
تقدمت والدته منها ثم وضعت إصبعها مرة أخرى على جرس الباب وهي تتحدث هاكمة
نايمين دا ايه لأ يصحوا بقى
أردفت مريم بسخرية وهي تبتسم تبادل والدته فهمية بتهكم
إحنا في العصر يا ماما هيفضلوا نايمين ل بالليل يعني
ضغطت والدتها بأسنانها على شفتيها بحركة شعبية وهتفت بحدة وضجر مستنكرة حديث ابنتها
ايش فهمك أنت اسكتي
أجابتها والدته فهيمة مرة أخرى بجدية وهي تضع الاكياس التي بيدها على الأرضية أمام الباب
عندهم ياختي وقت قدامهم طويل يناموا براحتهم
عادت نعمة إلى الخلف بظهرها لتستند إلى الحائط وقالت باستنكار وداخلها تود العودة حتى لا تقلقهم
وإحنا يعني هنناهم على نومه بالله الاسطى جاد هيقوم يكروشنا
استنكرت والدته الحديث وهتفت بحدة مكرره كلمتها ثم تساءلت بجدية
يكروشنا! يكروشنا ده ايه يا أم جمال ما أنا عايزه اطمن على هدير بنتي مش بنتي ولا ايه
تقدمت منها بجدية وهي تنفي سريعا مقدرة ذلك الحب الذي بداخلها لابنتها
لأ ياختي بنتك ونص وتلت تربع كمان
ضغطت مرة أخرى بحدة على الجرس لوقت طويل وهي تهتف بحنق وضيق من تأخره
الله ما تقوم بقى يا واد كل ده نوم
بينما في الداخل كان جاد في غرفة النوم متعمق في نومه ولا يشعر بأي شيء يحدث بالخارج منذ يومان وهو ينام بتقطع ولم يستطيع أن يحصل على الكفاية من نومه وبالأمس ليلته كانت طويلة ولم ينم إلا في الصباح فاستغل ذلك الوقت لينعم ببعض الراحة والهدوء في فراشه جواره زوجته التي كان يحت ضنها بيده يضعها أسفل رأسها والأخرى ممده جواره على الفراش وقابلته هي بيدها التي كانت على صدره تنام وكأنها لم تنم من قبل في منزلهم ومن يراها يشعر وكأنها معتادة على مثل ذلك الوضع منذ زمن 
تململ جاد بانزعاج وداخل أذنيه يستمع إلى صفير حاد يقلقه وهو نائم ابتلع ما وقف بحلقه لتتحرك تفاحة آدم بعنقه وهو مغمض العينين وقارب على أن يفتحهما ويستفيق ولكن صوت الصفير اختفى من أذنه فرفع يده الممده جواره وأحاط بها زوجته ليكمل نومه 
مرة واحدة انتفض من مكانه جالسا بعدما استمع إلى الصوت بقوة دائمة ميزه سريعا! إنه صوت جرس الباب وهناك من يضع يده عليه ولا يريد تركه حتى أنه أزعج أذنيه ورأسه 
نظر جواره ليرى هدير تحاول الجلوس على الفراش وهي تفتح عينيها بصعوبة بعدما ازعجها ذلك الصوت البغيض 
وقف على قدميه سريعا وهو يمسح على وجهه متمتما بالاستغفار بصوت عال أثناء توجهه إلى الخزانة ليأخذ منها ملابس يرتديها على هذه الملابس الداخلية التي من المؤكد لا تليق بأن يفتح بها الباب 
ليس من طباعه التعصب بهذه السرعة أو أن يتحدث عن أحد بالسوء ولكن حقا من يقف على الباب لا يعرف للاحترام طريق أنهم الآن يريدون أن ينعموا ببعض الهدوء والراحة ولم يفتحوا من المرة الأولى إذا ارحلوا! 
نظر إليها وهتف بضجر بعد أن ارتدى بطال أسود بيتي وقميص أبيض يعلوه من القطن
هشوف مين الرزل ده وارجعلك
أومأت إليه ومازالت لم تستيقظ من نومها بالأصل أنها تجلس على الفراش وتستند بظهرها إلى ظهره
في محاولة منها بأن تفتح عينيها وتستوعب ما يحدث ولكن وكأنها لم تنم من قبل! 
فتح جاد الباب حتى قبل أن يغسل وجهه وعليه علامات الانزعاج ليرى من ذلك البغيض الذي يأتي إليه الآن وعندما رأى المزعج صمت ولم يتحدث غير بالترحاب والابتسامة العريضة لهم ليدلفوا إلى الداخل وهتفت والدته بخبث وهي تعبث معه
صباحية مباركة يا حبيبي بس ايه يسطا جاد أنت منمتش قبل كده ولا ايه ولا تكونش العروسة حطيتلك واحدة منوم
أغلق جاد الباب وحك مؤخرة رأسه وكرمش ملامح وجهه بحنق وخجل وهو لا يدري ما الذي يقوله لوالدته الآن
لأ بس أصل أصل كنت جوا في الاوضه ياما والباب مقفول مسمعتش
رفعت حاجبها إلى الأعلى واخفضته مرة أخرى وهي تنظر إلى والدة هدير ضاحكة وتعلم أنه ېكذب ولكنها لا تريد أن تخجله أكثر من ذلك
آه قول كده
أردفت والدتها نعمة وهم يدلفون إلى داخل الشقة باتجاه الصالون قائلة بابتسامة وحب
صباحية مباركة يا ابن الأصول
الله يبارك فيكي
ابتسمت مريم بوجهه هي الأخرى وهتفت بابتسامة عريضة
ألف مبروك يسطا جاد
بادلها الابتسامة والمودة قائلا
الله يبارك فيكي عقبال يا مريم
مرة أخرى تحدثت والدته متسائلة بعدما
جلس الجميع في غرفة الصالون
اومال فين العروسة مش هنشوفها ولا ايه اوعى تكون عملت فيها حاجه! 
استند جاد بيده على الحائط أمامها وتحدث بجدية وانزعاج وهو يدري أن والدته تريد أن تعبث معه ولكن لا يجوز أن يكون بهذه الطريقة المخجلة
هعمل فيها ايه بس يا حجه وبعدين خفي عليا شوية ها خفي
استدار وتركهم يجلسون ثم سار ليذهب إلى غرفة النوم وهتف بهدوء أثناء ذهابه
هروح أشوفها واجي
أبتعد عنهم إلى الداخل وتركهم يضحكون عليه بعد أن احرجته والدته بحديثها هذا 
فتح باب الغرفة ودلف إليها ثم أغلقه خلفه مرة أخرى بهدوء نظر ناحية الفراش ليراها وجدها مثلما تركها عندما خرج بل أنها الآن نائمة على جانبها الأيسر خصلاتها خلف ظهرها وهناك بعض منهم تمردوا ليستقروا أمام وجهها وعينيها مغمضة فوقها غطاء خفيف تخطي به جسدها 
ابتسم جاد بحنان وتقدم منها وجلس جوارها على الفراش ثم وضع يده عليها برفق وأخذ يحرك جسدها بخفه لتستفيق
هدير! يا وحش اصحى ومتفضحناش بقى
فتحت عينيها ببطء لتظهر من خلفها تلك العسلية القابعة داخلهما ونظرت إليه وهي تعتدل في نومتها على ظهرها وتمسح بيدها على وجهها ثم تعيد خصلاتها للخلف لتراه ينظر إليها بهيام وشغف قائلا بصوت حنون خاڤت
دا يا محلا الجواز بقى لو هقوم كل يوم الصبح وأشوف الوش القمر ده
نظرت إليه مبتسمة بسعادة غامرة بعد كلماته المغازله لها وكادت أن تتحدث لتجده يتساءل بحنان يترقب إياها
في حاجه بټوجعك أو تعبانة 
أومأت إليه بالنفي على استحياء واخفضت وجهها بخجل متذكرة أنه أصبح زوجها حقا بعد ليلة أمس ثم حاولت الاستفاقة من غيبوبة النوم هذه وهي تبعد هذه الأفكار عنها الآن هتفت بنعاس قائلة
مين كان بيخبط
ابتسم بسخرية وهو يتقدم منها في جلسته يلتقط كف يدها بيده ويضغط
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 84 صفحات