الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 104 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


الفحم المشتعل تعطي ابنها أحدهما الذي نضج سريعا وذهنها يعود بالصور القديمة بذاكرتها
بصراحة كنت حاسة وواخدة بالي هكدب يعني اما كنت اعدي بالمريلة الكحلي وهو واجف جصاد سور المدرسة عيونه عليا يبرطم بكلام اقسم بالله ما كنت بفهم منه حاجة المهم انه كان بيعمل الحركة دي ويخليني ڠصب عني ابص له بعبطي 
قالتها بعفوية جعلت الأخرى تنطلق ضاحكة لمدة من الوقت ولا تستطيع التوقف حتى خرج صوتها

يا عيني دا انتي كنتي على نياتك وهو كان عفريت وبيعرف ازاي يلفت نظرك 
هو فعلا كان كدة رائحة الفقيد به لتردف بشجن
عدت عليا الأيام كانت زي الحلم سعادة انك تكوني متجوزة واحد بتحبيه وبيحبك دي أحلى حاجة في الدنيا وخصوصا لما يبجى حنين زي شخصية المرحوم احلى دلع واحلى كلام واحلى كل حاجة والله 
وكأنها كانت تعزف على لحن اشواقها وهذه الامال التي تداعب خيالها والاحلام التي تجددت الان وقد أوشكت على القرب منها حتى رددت لها بتمني
ياااه يا نادية ياااه دا لو يحصل نفسي بجى نفسي ومنى عيني والله انا اتجدملي كتير كتير جوي كمان ودايما كنت برفض عارفة ليه عشان الإحساس اللي بتجولي عليه ده مجدرش اتجوز عشان لازم اتجوز بحسها بالظبط زي اللي بياكلوا عشان الاكل حلو وخلاص عندي اكلها عيش وكمون بس اكون حابة الأكل ده 
ربنا يكرمك يارب 
تمتمت بالدعوة التي أممت عليها الأخرى وهي تتمعن النظر اليها جيدا وفضول استبد بها لتسألها
روحي انتي حبيتي حد جبل كدة
وقبل ان تجيبها او تفكر حتى في الرد قطع عليهم صوت الهاتف الذي دوى باتصال أحدهم 
ردت نادية على الفور
الوو اهلا يا خالة وجدان 
ردت الأخرى على عجل
اهلا بيكي يا نادية يا بتي معلش لو روح جاعدة عندك ممكن تديهاني
جاعدة جمبي كمان استني اديها التلفون 
ياريت يا بتي الله يخليكي 
تناولت الأخرى منها الهاتف على الفور تجيب على شقيقتها الكبرى
الوو يا جوجو لحجت اوحشك دا انا امبارح كنت عندك
فاجئتها بردها الجاف الغاضب
مش وجت جوجو ولا أي جلع يا بت ابوي انتي ليه مبترديش ع التلفون بجالي ساعة برن عليكي
اجفلت لهذه العصبية المفرطة منها حتى أجابتها بقلق
التلفون مش معايا نسيته في الأوضة انا جاعدة بشوي درة مع نادية زي ما كنا بنعملها زمان انا وانتي وبجية اخواتك 
مش وجت درة دلوك 
هدرت بها مقاطعة بحدة لتتابع بتشديد
تطلعي دلوك على اوضتك على طول وتشوفي اللي باعتهولك انا من تلفوني على تلفونك اخلصي ياللا مفيش وجت 
بمزيد من الارتياب سألتها
طب انتي بعتالي ايه طيب ما تجولي
لا هجول ولا أعيد اخلصي بجولك انا معنديش وجت للأخد والرد خلينا نشوف الموضوع ده 
بصياحها الاخير اضطرت ان تزعن لرغبتها تستأذن نادية ان تسبقها الإنصراف حتى تقف على ما تقصده شقيقتها فهذه اول مرة تعاملها بهذا الإنفعال 
لمي انتي كل حاجة يا نادية وانا بس اشوف
وجدان عايزاني في ايه واجي اكمل السهرة عندك ان شاء الله 
ردت بتفهم رغم القلق الذي تسرب اليها هي الأخرى
تمام روحي وان شاء الله خير 
اللهم امين 
تضرعت بها على عجالة لتأخذ طريقها على الفور نحو المدخل الأمامي للمنزل وكانت المفاجأة حينما وجدته امامها يقف في وسط الردهة بالمنزل الكبير وكأنه كان في انتظارها 
مساء الخير يا عارف انت واجف هنا مستني حد
طبعا مستنيكي 
باغتها بالرد المفاجئ ليزيد من دهشتها بهذه النبرة الغاضبة
شوفتي ردي طلع معاكي ايه مستنيكي! وانتي مستينة مين دا السؤال اللي طول الوجت بسأله لنفسي لحد ما عرفت الإجابة النهاردة 
هتفت به تقابل غضبه پغضب أكبر
انت بتخترف بتجول ايه ما تجيب من الاخر وتفهمني غرضك 
اجيب من الاخر وافهمك غرضي تمام 
رفع الهاتف ليثبت الشاشة امام عينيها التي اتسعت بذهول برؤية ما يلوح به ليضيف سائلا
ممكن بجى يا ست روح تفهميني من الاتنين اللي في الصورة اللي جدامك دي
يتبع
تفتكروا ايه اللي هيحصل
عايزة تخمينكم بقى للي جاي
الفصل التاسع عشر
بوسط الدرج جلست تراقب بصمت متخفيه بجسدها خلف الحاجز الخشبي تشاهد من جزء صغير يمكنها من الرؤية ولا ينتبه إليها أحد تحمد الله ان بناتها قد ناموا الان حتى يمكنها المتابعة دون أن يزعجها شيء
وقد حدث ما كانت تتمناه وجاءت اللحظة الحاسمة بمواجهة الحبيب اليائس ابن عمها مع صاحبة القلب المتحجر تلك الحمقاء التي فضلت عليه ابن العامل الأجير من اجل ان تجعله يقترن بأسياده 
بكرة تعرفي ان اللي عملته كان لمصلحتك يا هبلة 
غمغمت بها ساخرة من الداخل تتبسم بانتشاء وها قد بدأ العرض
هل هذه ارتجافة الخۏف التي شعرت بها أم هو الزعر من القادم وذلك بتحليل مبدئي للنتائج المترتبة على ما تراه امامها وهي التي استبشرت بقدوم الفرح وقد ظنت انها على بعد خطوة واحدة من تحقيق ما تتمناه بعد الصبر الطويل 
ساكتة ليه يا روح ما تردي 
عاد يسألها
 

103  104  105 

انت في الصفحة 104 من 181 صفحات