رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر
غير ما تشيل للدنيا هم ولا تعملها أي اعتبار دي اكبر نعم انت ممكن تحصل عليها على فكرة
يا سيدي ربنا يعزك ويعني الدنيا دي هناخد منها ايه سيبك انت ومتكبرش نفسك بالهم المهم بقى انا عازمك النهاردة على حتة سهرة صباحي
نهض ضاحكا من جواره يعترض
لاا يا عم الحج انا كدة زين جوي انا بس اطول سريري واحط راسي وانام جسمي كله مكسر من تعب السفر وانت البعيد مرحمتنيش من ساعة ما رجلي خطت البلد
مشحططني معاك ولا اكني مساعد عندك حتى طب وافق حتى نجيب سكرتيرة تساعد العبد لله وبرضوا تتطري الجو شوية تعقم الدنيا بريحة البرفان بتاعها والله ساعتها الدنيا هتبقي حلوة صدقتي
رد غازي بضحكته
امتعضت ملامح الاخير يرافقه الذهاب مرددا
وماله لما ابقى طموح يعني لا يبقى حقيقة ولا خيال دا انت راجل وش فقر بجد
خرجت من غرفتها على صوت الطرقات الخاڤتة على باب الاستراحة الخارجي لتهتف سائلة بتوجس ناظرة في ساعة الهاتف وقد تعدت الساعة الواحدة ليلا
مين مين اللي بيخبط دلوك
ميزت صوتها رغم غرابة النبرة لتعدو سريعا تفتح لها بقلق تزايد فور أن وقعت عينيها عليها تقف امامها بهيئة مزرية ووجه متنفخ من كثرة البكاء
ايه اللي جرا مالك
لم
تكد تكمل السؤال حتى وجدتها ارنمت تنطلق بموجة أخرى من بكاء لم ينقطع في هذه الليلة السوداء
شددت عليها لتسحبها معها للداخل وصوت صدر من الداخل بنعاس
أجابتها على عجالة
نامي ياما متجلجيش دي روح جاية تبات معايا
أتت اليها بالمشروب الساخن بعد أن هدأت قليلا وتوقفت عن البكاء وضعته فوف الكمود قبل ان تنضم جوارها على الفراش تمسح بكفها على ساعدها بمؤازرة ثم تناولته لوضعه بيدها بحنو
اشربي الحاجة السخنة دي هتهديكي
بصوت منكسر عقبت ساخرة
كقلبها من الداخل الذي يتلظى بلهيب العادات البالية والتي قد تؤدي لخسارتها لكل شي
علقت نادية بتفكير متوزان رغم ارتعابها هي الأخرى من القادم
انا رأيي ان الموضوع مش هيكون أكتر من كدة اصل يعني كدة بالعجل اللي باعت الصورة لو نيته يشهر فدي بسيطة جوي يجدر ينزلها ع التليفونات بلمسة ع الشاشة هو اللي عمل كدة ابن حرام دي مفيش منها شك بس بصراحة كدة جاصد المهمين في العيلة عندكم
خرجت منها تتنهد بۏجع سكن بروحها
اللي عمل كدة جصده يكسرني ويضيع حب عمري مني طب ليه دا انا دفعت التمن سنين من عمري في الصبر انا جلبي مجبوض وحاسة ان اللي جاي مش خير واصل والنهارده كانت البشاير بعارف اللي مد يده عليا ولاول مرة اشوفه شديد كدة انا عارفة اني جرحته واجبرته انه يتعصب عليا كدة بس انا كان في ايدي ايه
الټفت نحو نادية تستطرد برجاء
طب كنت هرد اجولوا ايه ساعتها مجدرتش اكدب عليه يمكن كانت جسوة مني عشان كنت عايزه اعرفه باللي جوايا لعله ساعتها يحل بجى عني ويشوف حياته بدال ما هو جاعد كدة ومحملني حمل فوج حملي يعلم ربنا اني ياما اتمنيت يرتبط باللي يحبها وتحبه يلاجي السعادة اللي بيحلم بيها اعمل ايه تاني أكتر من كدة
حاجة تطير فيها رجاب
عودة الى البلدة
حيث خرج الحاح يامن من منزله محركا أقدامه نحو الشقة المجاورة والخاصة بابنه الاخير الشقة المهجورة من ساكنيها بسبب تركه لها منذ طلاقه من زواج لم يصمد لأكثر من شهور قليلة
ولكنها اليوم وعلى غير العادة مفتوحة وقد علم منذ زوجته انه قد بات بها
عارف
هتف مناديا باسمه فور ان دلف داخلها قبل ان يجلس على اقرب مقعد قابله أمامه لم ينتظر كثيرا حتى خرج له الاخر من غرفة جانبية يلقي التحية بروتينيه قبل ان يشاركه الجلسة
صباح الخير يا بوي
صباح الخير يا حبيبي
قالها يامن متمعنا النظر به وكأنه يقرأه حتى اضطر عارف ان يتهرب بالمزاح قائلا
ايه يا عم الشيخ عرفت مكاني وجاي تجعد جصادي تتأمل فيا يكونش عجبك حتة الدجن اللي مربيها اليومين دول
لا يا عارف انا لا عاجبني الدجن ولا عاجبني انت نفسك
وه ليه الصدمة دي بس يا عم الشيخ كدة في وشي طب حتى جاملني بالكدب
لم يستجب يامن للإبتسام او الرد على مزاحه بل قام بمبادرته الحديث مباشرة
عاااارف ما تضغطتش على نفسك يا ولدي بهزار مالوش عازة الصورة اللي جات على تليفوني جاتلي انا كمان
ضاقت حدقتيه بتسأل بتوجس يشوبه ڠضب مكتوم
تجصد ايه يا بوي اي صورة دي اللي جاتلك