الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 106 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


غير ما تشيل للدنيا هم ولا تعملها أي اعتبار دي اكبر نعم انت ممكن تحصل عليها على فكرة 
يا سيدي ربنا يعزك ويعني الدنيا دي هناخد منها ايه سيبك انت ومتكبرش نفسك بالهم المهم بقى انا عازمك النهاردة على حتة سهرة صباحي
نهض ضاحكا من جواره يعترض
لاا يا عم الحج انا كدة زين جوي انا بس اطول سريري واحط راسي وانام جسمي كله مكسر من تعب السفر وانت البعيد مرحمتنيش من ساعة ما رجلي خطت البلد

جلجل يوسف بضحكاته ليتناول الملفات والعقود ويضعهم في الحقيبة قبل ان يلحق به متمتما
مشحططني معاك ولا اكني مساعد عندك حتى طب وافق حتى نجيب سكرتيرة تساعد العبد لله وبرضوا تتطري الجو شوية تعقم الدنيا بريحة البرفان بتاعها والله ساعتها الدنيا هتبقي حلوة صدقتي 
رد غازي بضحكته 
طموح جوي انت يا عم يوسف 
امتعضت ملامح الاخير يرافقه الذهاب مرددا
وماله لما ابقى طموح يعني لا يبقى حقيقة ولا خيال دا انت راجل وش فقر بجد
خرجت من غرفتها على صوت الطرقات الخاڤتة على باب الاستراحة الخارجي لتهتف سائلة بتوجس ناظرة في ساعة الهاتف وقد تعدت الساعة الواحدة ليلا
مين مين اللي بيخبط دلوك
أنا اللي ع الباب افتحيلي يا نادية 
ميزت صوتها رغم غرابة النبرة لتعدو سريعا تفتح لها بقلق تزايد فور أن وقعت عينيها عليها تقف امامها بهيئة مزرية ووجه متنفخ من كثرة البكاء 
ايه اللي جرا مالك 
لم
تكد تكمل السؤال حتى وجدتها ارنمت تنطلق بموجة أخرى من بكاء لم ينقطع في هذه الليلة السوداء 
شددت عليها لتسحبها معها للداخل وصوت صدر من الداخل بنعاس 
مين اللي ع الباب يا نادية
أجابتها على عجالة
نامي ياما متجلجيش دي روح جاية تبات معايا 
أتت اليها بالمشروب الساخن بعد أن هدأت قليلا وتوقفت عن البكاء وضعته فوف الكمود قبل ان تنضم جوارها على الفراش تمسح بكفها على ساعدها بمؤازرة ثم تناولته لوضعه بيدها بحنو
اشربي الحاجة السخنة دي هتهديكي 
بصوت منكسر عقبت ساخرة
وافرضي هديت يا ترى كمان الامور هتهدي معايا انا شكلي ضيعت خلاص يا نادية وكلاب السكك هتجطع في جتني وحتى مش هلاجي حد يدافع عني 
كقلبها من الداخل الذي يتلظى بلهيب العادات البالية والتي قد تؤدي لخسارتها لكل شي 
علقت نادية بتفكير متوزان رغم ارتعابها هي الأخرى من القادم
انا رأيي ان الموضوع مش هيكون أكتر من كدة اصل يعني كدة بالعجل اللي باعت الصورة لو نيته يشهر فدي بسيطة جوي يجدر ينزلها ع التليفونات بلمسة ع الشاشة هو اللي عمل كدة ابن حرام دي مفيش منها شك بس بصراحة كدة جاصد المهمين في العيلة عندكم 
ودي هينة يا نادية
خرجت منها تتنهد بۏجع سكن بروحها
اللي عمل كدة جصده يكسرني ويضيع حب عمري مني طب ليه دا انا دفعت التمن سنين من عمري في الصبر انا جلبي مجبوض وحاسة ان اللي جاي مش خير واصل والنهارده كانت البشاير بعارف اللي مد يده عليا ولاول مرة اشوفه شديد كدة انا عارفة اني جرحته واجبرته انه يتعصب عليا كدة بس انا كان في ايدي ايه 
الټفت نحو نادية تستطرد برجاء
طب كنت هرد اجولوا ايه ساعتها مجدرتش اكدب عليه يمكن كانت جسوة مني عشان كنت عايزه اعرفه باللي جوايا لعله ساعتها يحل بجى عني ويشوف حياته بدال ما هو جاعد كدة ومحملني حمل فوج حملي يعلم ربنا اني ياما اتمنيت يرتبط باللي يحبها وتحبه يلاجي السعادة اللي بيحلم بيها اعمل ايه تاني أكتر من كدة
حاجة تطير فيها رجاب
عودة الى البلدة 
حيث خرج الحاح يامن من منزله محركا أقدامه نحو الشقة المجاورة والخاصة بابنه الاخير الشقة المهجورة من ساكنيها بسبب تركه لها منذ طلاقه من زواج لم يصمد لأكثر من شهور قليلة 
ولكنها اليوم وعلى غير العادة مفتوحة وقد علم منذ زوجته انه قد بات بها 
عارف 
هتف مناديا باسمه فور ان دلف داخلها قبل ان يجلس على اقرب مقعد قابله أمامه لم ينتظر كثيرا حتى خرج له الاخر من غرفة جانبية يلقي التحية بروتينيه قبل ان يشاركه الجلسة
صباح الخير يا بوي 
صباح الخير يا حبيبي 
قالها يامن متمعنا النظر به وكأنه يقرأه حتى اضطر عارف ان يتهرب بالمزاح قائلا
ايه يا عم الشيخ عرفت مكاني وجاي تجعد جصادي تتأمل فيا يكونش عجبك حتة الدجن اللي مربيها اليومين دول 
لا يا عارف انا لا عاجبني الدجن ولا عاجبني انت نفسك 
وه ليه الصدمة دي بس يا عم الشيخ كدة في وشي طب حتى جاملني بالكدب 
لم يستجب يامن للإبتسام او الرد على مزاحه بل قام بمبادرته الحديث مباشرة
عاااارف ما تضغطتش على نفسك يا ولدي بهزار مالوش عازة الصورة اللي جات على تليفوني جاتلي انا كمان 
ضاقت حدقتيه بتسأل بتوجس يشوبه ڠضب مكتوم
تجصد ايه يا بوي اي صورة دي اللي جاتلك
 

105  106  107 

انت في الصفحة 106 من 181 صفحات