الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 110 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


بعتتها ليلة امبارح تجول انها هنام بدري ومصدعه 
رددت هي الأخرى بارتياب
وه دا حتى انا كمان مبتردش عليا رغم اني اتصلت بيها خمس مرات هنروحلهم كيف دلوك من غير ما نعرفوا منها الميعاد المناسب للزيارة
إنتي كمان!
تمتم بها ليتناول الهاتف يحاول مرة أخرى مخاطبا نفسه بانزعاج داخله
هيكون ايه اللي عطلها بس دي معملتهاس وانا في الغربة بعيد عنيها تعملها في يوم زي ده

مجرد مواقف شهدت حضوره بها ورأت حزمه وصرامته في إصدار الأحكام التي تسري على رجال اكبر منه عمرا ومقاما ومع ذلك يفرض سيطرته وكلمته تنفذ على رؤوس الجميع فما بالها هي الان في حضرته وذبذبات الخطړ تنتشر في الأجواء حولها مع نظراته المسلطة عليها بوجه مظلم يرعب الجنين ببطن امه وصمت مريب قطعته هي بالسؤال الذي عادت تكرره للمرة الثانية
انا كنت بسألك يا غازي بيه هو انت بعتلي ليه بسيوني سحبني على هنا من غير ما يبلغني بالسبب وانت بجالك لحضة طويلة من ساعة ما جيت بتبصلي 
اصنطي 
قاطعها بحدة جففت الډماء قي عروقها لتبتلع في ريقها بارتياع متعاظم حتى اقترب بخطوتين رافعا سبابته نحوها بټهديد مباشر
هي كلمة ومش هاعيدها هتجاوبي ع السؤال اللي أجهولك من سكات لإما يا نفيسة عقابك هيبقى اضعاف وساعتها متلوميش الا نفسك 
سؤال ايه يا بيه انا معرفش حاجة 
هتفت بها بدفاعية مسبقة قبل ان يقطع عليها عارف ليضحض حجتها
اسمعي الكلام يا بت انتي النصيبة لابساكي لابساكي ولا مفكرانا هينين ومش هنعرف بصاحب الرقم اللي بعت الصور على تليفوتنا
جحظت عينيها بړعب حتى
دلوك هتجاوبي على كل الأسئلة وأولها سبب دخلتك البيت هنا كنتي بتعملي ايه في بيتي يا بت
خرج صوتها بفزع
الست فتنة يا بيه هي اللي سلطتني اعمل كدة 
اجفل الثلاثة بقولها حتى سقطت العصا التي يحملها في العادة من قبضته أرضا ليهدر بها انتي واعية للي بتخترفي بيه دا يا بت
رددت بفزع الباحث عن النجاة
والله ما بكذب في كلمة انا هعترفلك بكل حاجة من طج طج لسلام عليكم وانتي هتميز بنفسك ان كان كلامي صح ولا بألف 
تجمد عن الرد مباشرة وكأن المفاجأة قد شلت تفكيره ليتوقف لحظات قبل ان ينقل بنظره نحو ابن عمه ورجله الأقرب بسيوني بحرج اصابه خوفا من تبين صدقا يستشعره بغريزته لكن سرعان ما استعاد بأسه ليحسم تردده
جيبي كل اللي عندك
بعيدا عن الجميع ذهبت للركن الوحيد الذي أصبحت تجد راحتها به وقد توطدت الصداقة بينهما بعد ان افضت لها بكل ما يعتمل بصدرها وهذا السر الذي اخفته عن الجميع قبل ان يحدث ما حدث 
شايفة يا نادية بيرن تاني 
نظرت الاخيرة نحو ما تقصده على شاشة الهاتف لتعقب بإشفاق
طب ما تردي عليه وجوليلوا انك تعبانة حتى ومش جادرة تتكلمي 
تحركت رأسها لاعتراض قائلة
مش هيصدج انا عارفاه خصوصي وانا عارفة كويس جوي دلوك انه جاعد على ڼار مستني اخبره بميعاد لزيارة اخته ووالدته 
توقفت تغطي بكفهيا على وجهها تخرج زفرات متتالية
بتعب لتتسائل بقنوط
يعني يا ربي اجعد السنين دي كلها كاتمة سري في بطني واصبر واتحمل ودلوك تاجي على اخر لحظة وتتعجد
استغفري ربك 
تمتمت بها تربت على ذراعها تبثها الدعم
أكيد ربنا كاتب الخير ارمي تكالك عليه وهو يعدلها من عنده 
تمتمت بقنوط
ونعم بالله بس يعني طول السنين اللي فاتت دي وانا بدعي يرجعلي بالسلامة ودلوك لما رجع استغفر الله العظيم انا مش بعترض بس انا تعبت كنت متوقعة افرح بس فجأة لجيت الدنيا انهدت فوج راسي حتى لو غلطت انا برضك بشړ 
توقفت لبرهة ثم اتجهت بسؤالها نحو الأخرى
تفتكري هيعملوا معايا ايه يا نادية وموضوعي انا وعمر تتوقعي ان فيه أمل تاني 
ما توقعش 
كادت ان تنطق بها نظرا لما رأته من شواهد غير مبشرة وعلمها بعادات البلدة التي لا تقبل التهاون في هذه الأمور ولكن نظرة الأستجداء في عينيها أجبرتها على التراجع 
اجولك يا روح انتي بدل ما تتوقعي وټضربي أخماس في اسداس سبيها على ربنا وادعي انه يوفقك للي فيه الخير ويرضيكي بيه 
أومأت توافقها الرأي
يارب يا نادية سبيتها عليه بجى يدبرها من عنده 
يبجى ام شاء الله خير 
غمغمت بها الأخيرة بابتسامة مطمئنة قبل ان ينتبها الاثنان على ولوج الصغيرة اية أكبر ابناء غازي والتي جاءت تخاطب عمتها
ابويا طالبك تيجي حالا ع البيت دلوكت يا عمة
دلفت وجدان تسحب نادرة الشقيقة الأخرى لغازي والذي بعث اليهم ليأتوا على الفور من منازلهن وكذلك كل من وصله الصور على هاتفه 
انا عايز اعرف دلوك المحروس مجمعنا كدة بربطة المعلم رجالة وحريم وعمال يحشرنا كلنا في المندرة خبر ايه مالناش مصالح اخنا نشوفها 
هتف بها سعيد يستهجن بضجر فجاءه الرد من عارف
معلش يا عمي لو عطالنك عن المرواح ومصالحك بس بصراحة دي رغبة غازي هو اللي أمرني اتصل بالناس وواجفك انت
 

109  110  111 

انت في الصفحة 110 من 181 صفحات