الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 118 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


وارهق روحها التي كانت تأن بۏجعها ولكن ان الأوان ان تستفيق وتتذكر قوتها وعزم رجال ونساء عائلتها الذين حفروا في الصخر وشقوا الصحاري حتى أصبحت بفضلهم جنان خضراء وهي لن تكون أقل منهم قوة 
انا خلاص اخدت القرار 
انتفضت فجأة تعتدل بجذعها سائلة لها
بجولك ايه يا نادية خواتي البنات طلعوا زي ما انتي عارفة يطلوا على بيوتهم كنت عايزاكي تجعدي مع جدتي لحد ما يجي ميعاد الدوا بتاعها وتديهولها اصل انا طالعة دلوك وممكن افوت الميعاد 

ردت تجيب متابعة لها وهي تنزل بقدميها على السرير ذاهبة نحو الخزانة
ماشي تمام بس انتي رايحة فين طيب 
تناولت عباءة سوداء رافية من ملابسها تصلح للخروج تلقيها على التخت أمامها وتجيب قبل ان تخلع عنها بيجامة النوم
طالعة مشوار لابد منه ومش هتأخر ان شاء الله 
خرج من غرفته بعد ان ارتدى ملابسه وتجهز ليلحق بموعده في هذا الوقت من المساء كل ليلة التقت عينيه به وقد كان عائدا من الخارج يدندن بهذه الاغاني الفلكولورية القديمة بالجلباب الصوفي الفاخر ورائحة العطر الفواح وهذه اللمعة الواضحة ببشرة الوجه والتي تلفت النظر اليه باهتمام واضح 
اشتدت ملامحه وضاقت عينيه بتفكير عميق يتأنى بخطواته حتى وصل إلى مخرج المنزل وما ان هم أن يفتح الباب حتى تفاجأ بدفعه للداخل ووالدته تدلف هي الأخرى عائدة من الخارج تحمل على يدها عدد من المشتريات التي لا تتوقف عن ابتياعها مهما حدث 
ايه اللي انتي جايباه في الكياس ده ياما
سألها لتتوقف امامه بهم تشير بحماس على كل صنف
دول كام هدمة جداد جيبتهم من ام كرم الدلالة بالجسط والكيس ده في ملايتين سرير من اللي طالعين جداد اهو كله ع الحساب لحد ما يتسدوا 
تطلع لابتسامتها البلهاء ليزداد السخط بداخله يردف بغليل واضح اليها
يعني انتي تكومي في الحساب على ام كرم دا غير الشهور اللي متأخرة لصدجي الحرامي بتاع الأجهزة الكهربائية مين اللي هيسد دا كله في الاخر
ردت بتحدي غير مبالية
واحنا مالنا يا حبيبي بالسداد ابوك المحروس هو اللي ملزم ولا بس فالح يشتري في الجديد مع تظبيط مزاجه من الكيف اللي ما بيخلاش من جيبه
انشق ثغره بابتسامة جانبية ساخرة يعقب على قولها
متفرديش نفسك جوي ياما عشان ابويا مش فاضيك ولا فاضي لكل الحشو اللي جولتيه حاولي تلمي يدك شوية لا يرميكي وساعتها متلاجيش اللي يسد عنك انا فالت يدي من دلوك 
ردت پغضب جلي رافضة المغزى من خلف كلماته 
جصدك ايه يا واد وضح يا عين امك عشان انا على اخري 
اخر ولا اول انا طالع لمشواري ومش فاضيلك عن اذنك ياما 
قالها بحزم ليتخطاها ويخرج ينركها في تخبطها قبل ان تحسم مغمغمة بإصرار
لا بجى دا انا هشتري وادلع نفسي واجيب كل اللي عايزاه لا انا كمان هشيل هم الدفع جطيعة 
في المحيط الأمامي لمنزله حيث يزرع بها عدة انواع من
الزهور يعمل على رعايتها بنفسه رغم عدم استهوائه للزراعة من الاساس ولكن كل قاعدة ولها استثناء وهذا أجمل استثناءاته 
وقد كان في هذا الوقت يقوم يسقيها بخرطوم المياه الموصل من الصنبور الخارجي باندماج شديد جعله يغفل عن من وقفت خلفه منذ لحظات صامتة في انتظار انتباهه حتى حدث اخيرا حينما استدار اليها وكأن شيئا اخبره بضرورة الالتفاف 
طالعها للحظات وكأنه يريد التأكد من حقيقتها ظنا منه ان عقله المړيض بها قد تطور بمراحل جنونه حتى اصبح يصنع نموذجا لها من خيالاته 
ايه يا عارف هتفضل باصصلي كدة كتير وانت ساكت
دا حجيجي بجى 
دمدم بها قاطبا ليسقط من يده خرطوم المياه على الأرض الرطبة ويلتف اليها بكليتها ليقترب منها ليزيد من تأكده
روح 
انتصبت تقابله بشموخ مرددة
أيوة روح يا عارف بشحمها ولحمها واجفة جدامك يا واد عمي 
وكأنه استوعب اخيرا حقيقة وجودها هنا معه في الحديقة الصغيرة في المنزل الذي بناه من أجلها وهذه الورود التي كان زرعها قديما لها امتدت كفه ليصافحها بترحيب روتيني يخفي من خلفه هذا التخبط والصخب الدائر بداخله 
اهلا يا بت عمي البيت نور بوجودك المهم انتي عاملة ايه دلوك 
كويسة والحمد لله زي ما انت شايف جدامك اها 
قالتها تبادل المصافحة ليعقب ردا لها
زي الفل طبعا انتي جاية لعمك يامن ولا مرة عمك
لا ده ولا ده انا جيالك انت
اجفل لترتد رأسه للخلف يطالعها بدهشة لهذا الرد المباغت له يسأل قاطبا
جيالي اناا ليه يا روح عايزاني في ايه
ما كان يظنه اندهاشا فيما سبق فقد تحول لذهول تام مع قولها التالي
انا كنت جاية اسألك لساك عايز تتجوزني
بالشفا ان شاء الله يا جدة 
تمتمت بها بعد أن ناولت المرأة أقراصها لتنهض وترفعه محله على الكمود المجاور لفراشها فرددت فاطمة من خلفها
يهنيكي ويرضى عنك يارب تعبتك معايا يا بتي هي البيت روح راحت فين
اقتربت لتشد الغطاء عليها ترد بابتسامة عذبة
تعبك راحة
 

117  118  119 

انت في الصفحة 118 من 181 صفحات