الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 122 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


قلب المنزل تعبيرا عن الفرح بإتمام الاتفاق بين افراد العائلتين
لولولوي
بس يا نادرة وجفي 
هتفت بها توقف شقيقتها عن المواصلة لتحتج جدتها من خلفها 
بتمنعيها ليه يا بت خلى الفرح يخش البيت 
الټفت بحرج تعبر عن رغبتها في ذلك ولكن وقعت عينيها على سهام خاصتيه المتربصين وهذا الغموض الذي يعتلي تعابيره رغم صمته 

انا بجول انتا نخلي الأمر كتيمي دلوك لحد ما يحصل حاجة رسمي 
عبرت نادرة عن استيائها
ونتكم ليه هو احنا كل بيدخل عندينا الفرح ما تجوليلها حاجة يا جدة البت دي 
تدخل شقيقها يحزم لا يخلو من اللطف
اسمعي الكلام يا نادرة الرسول بيجول واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان 
عليه افضل الصلاة والسلام 
تمتم بها الجميع من خلفه حتى خرج صوته الاخر برزانة ولطف
اسمعي الكلام يا نادرة ووفري طاقتك لليلة الكبيرة 
ارجصي واعملي اللي نفسك فيه ساعتها لكن خلي الأمر دلوك يعدي على خير وراعي ان واد عمك ما صدج 
قالها وصدرت الضحكات من افواه البقية حتى اغتصبت هي ابتسامة باضطراب لم يغقل عنه يعلم جيدا بالحړب التي تدور داخلها لقد اختارت شقيقها ومكانته وقبلت به مضطرة رغم اختياره لها من يوم مولدها نعم هو لم يرى من النساء غيرها ولن يرى كما انه لن يتراجع وقد خطا الان اولى الخطوات فيما يخطط له 
قطع شروده بها صوت جدته التي هتفت تشاكسه
يا واد شيل عينك عنها شوية اتجل كدة و متبقاش خفيف يا جزين 
استجاب ضاحكا يجاريها 
وانتي يعني مركزة معايا ليه ما تسبيني في حالي يا فاطنة 
قالها ليتبادل معها ومع البقية المزاح ليشيع جوا من المرح والدفء الأسري حتى استعجبت هي لهذه البساطة التي تجدها منه رغم تشدده بالأمس معها انها حقا لا تفهمه 
تسائلت فاطمة باستدراك مندهشة
الجعدة حلوة والله يا ولاد ناجصها سعيد يحضرها معانا ولا يكون زعلان على موضوع طلاج بته بس انت ايه دخلك يا يامن انت وعارف
تحمحم المذكور يجيبها باضطراب فهي الوحيدة بهذا المنزل التي لا تعلم بحقيقة ما حدث
بصراحة يا أمي انا اللي مدعتهوش جولت نخليها ما بينا في الاول حتى عشان نعرف نتفاهم انا وواد اخوي ما انت عارفة ولدك وطبعه 
لم تجادله فاطمة وبدا انها صدقته حتى عقبت بانفعال
هو فعلا عصبي والطبع بتاعه زفت بس برضك اهون من بته غازي مجالش عن السبب الحجيجي لطلاجه بيها بس انا متأكدة انها غلطت غلط جامد معاه حتى من غير ما اعرف 
تدخلت وجدان لتغير دفة الحديث بعتاب لطيف
وه يا جدة ودا برضوا وجته نجيب سيرة الطلاج والكلام العفش ده في لحظة حلوة زي دي اجولك يا بت يا نادرة زغرطي ولو سألنا اي حد نبجى نجول ان الصوت طالع من السماعات أو التليفزيون 
سمعت الأخيرة لتنطلق بزغروطة أعلى من السابقة تعود بهم للإبتهاج بهذا الحدث السعيد والغير متوقع 
مرت اللحظات حتى انتهت الجلسة بذهابهم وكأنها كانت زيارة عادية مؤجلين الإشهار والإعلان حتى يتم الأمر رسميا وبحضور كبار العائلة 
قام غازي بإيصال الاثنان والخروج معهم 
تركت روح الجلسة مع شقيقاتها والجدة لتذهب نحو الركن الذي أصبحت تستريح به وبصحبتها حتى تخبرها بما تم وما يدور برأسها من هواجس
ايه اللي مخوفك يا روح طب والله انا فرحت 
خرجت منها بصدق استشعرته الأخرى لتعقب سائلة بحيرة 
معجول يا نادية انا ليه حساكي فرحانة جوي بالموضوع ده من جلبك اشحال ان ما كنتي عارفة اللي فيها وباللي حاصل 
ردت تجيبها بصوت العقل وبدون موارية
بصراحة انا فعلا فرحانة
من جلبي اينعم انتي ممكن تكوني مش متجبلة الموضوع وحاسة انك جابرة على نفسك بس انا مش شايفة انه الاصلح وبس لا يا روح انا جلبي مستريح وحاسة ان عارف انسان ممتاز وبصراحة يستاهلك وتستاهليه 
جصدك ان عمر ما يلجليش
خرج منها السؤال وكأنه فخ استطاعت نادية تجنب الوقوع به بردها
لا يا روح وما تحاوليش تجريني في السكة دي انا بتكلم بإحساسي ودي حاجة مينفعش اللوم عليها ممكن انتي تكوني شايفة عمر ده محصلش ومع ذلك مسألة الجبول دي من عند ربنا 
ردت بتأثر وابتسامة تتصنعها تجاهد للأستمرار على الثبات
ياللا بجى جبلاه ولا مش جبلاه اهو كل واحد راح لحاله والأمل اللي كنت متشعلجة بيه جطعته انا بيدي
عشان دا الصح يا روح 
تفوهت بها بقوة لتضيف عليها 
انا اكتر واحدة كنت اتمنى انك تاخدي اللي بتحبيه بس كمان اتمنالك الراحة في الاول وفي الاخر وانتي لو كنتي اصريتي على عمر يستحيل كنتي هتلاجي الراحة على حساب غيرك اللي هو اعز الناس عليكي 
وانت عارفة طبعا انا اجصد ايه
أومأت رأسها تكبح بصعوبة هطول دموع محتجزة بمقلتيها فتابعت نادية مستفسرة
بس انتي مجولتليش اتصرفتي ازاي مع صحبتك ولا معاه 
تنهدت بضعف تجيبها
بصراحة مجدرتش ارد عليه هو بس كلمت جميلة في التليفون جولتلها ان أهلي كلهم
 

121  122  123 

انت في الصفحة 122 من 181 صفحات