رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر
زوجها!
لم تتمالك حتى دبت بكعب حذائها على الأرض لتلفت نظرها إليها فواصلت بخطواتها وكأنها تحفر بكعبها حتى التقت عينيها بها فرمقتها من طرف أجفانها بتعالي حتى تخطتها وصعدت الدرج نحو الطابق الثاني
تابعتها روح حتى اختفت من أمامها لتغمغم خلفها باستغراب
ربنا يشفي!
عادت بعد ذلك لما كانت منشغلة به حتى أجفلتها الصغيرة أية أكبر ابناء شقيقها والتي ركضت نحوها بلهقة مرددة
ناظرتها بابتسامة عذبة تهز رأسها باستفهام
خبر ايه اللي حلو دا يا بت
اقتربت الصغيرة ذات الست سنوات وصعدت على المقعد المجاور لها لتهمس لها وكأنها تخبرها عن سر حربي حتى ارتفعت رأس روح لها بتعجب ضاحكة تتمتم بعدم تصديق
معجول! انتي بتتكلمي جد يا بت
ولا تفتكروا موضوع حجازي والبيت هيرسى على ايه
تابعوا بقى عشان تعرفوا
الفصل الثالث
بداخل المندرة التي ما زالت على اشتعالها وقد تمكن اخيرا بعض الرجالي مع الدفع بقوة في إخراج فايز الذي كان كالثور الهائج الذي يصعب السيطرة عليه او ترويضه وتمتم الآخرون ببعض الكلمات المهدئة توقيرا للرجل الكبير واشفاقا عليه
الف سلامة عليك يا بوي حاسس بإيه تاعبك
بعد الشړ عليك يا ولدي دا انت سيد الرجال كمان احنا عملنا كدة من وراك عشان عارفين ردك ونبل أخلاجك كنت هتمنعنا أكيد واحنا يا ولدي مش عايزين غير الصالح
هتف بها حجازي ليفاجأ باندفاع جدته وزوجته ووالدته التي هبطت من الطابق الثاني نتيجة صوت الشجار العالي ليخترقن المندرة بهلع وكانت هي أول من اقترب منه لتتفحصه جيدا وتسأله
عملك ايه الراجل العفش ده أوعي يكون أذاك
اومأ لها برأسه يطمئنها قبل أن ينتبه على زوجته بالقرب منه تتطلع إليه بقلق شديد وعينيها ترسل رسائلها إليه تود لو تتخلي عن خجلها واحتضانه أمام الجميع فقالت بصوت مهزوز بجزعها
أغمض عينيه متنهدا بأسى صامتا وقد نفذت طاقته في الحديث فقامت بالرد عنه سکينة جدته والتي جلست بجوار زوجها في الناحية الأخرى
اطلعي على فوج يا نادية واسحبي جوزك وعمتك معاكي خلي الكلام بعدين على ما يريح حجازي شوية
إعترضت سليمة تعبر عن رفضها
تكفلت هويدا بالرد قائلة بلهجة حازمة
اسمعي الكلام يا سليمة الحديت مش هيطير المهم ولدك دلوك اعمليلوا كوباية عصير يا مرة خليه يهدى
إنتبهت لكلماتها تتطلع نحو ابنها الذي أشاح بوجهه على الفور يأمرها ويأمر زوجته
بينا نطلع على فوج ونسيب جدي يستريح شوية الاهم هو صحته دلوك وبعدين للحديث بجية
قالها قبل أن يلقي نظرة اخيرة على جده وجدته ثم ذهب وخلفه أسرته تتبعت أثرهم سکينة حتى اختفوا قبل أن تتوجه لزوجها قائلة بقلق
فايز مش هيعديها على خير انا جلبي محدثني بالسوء خاېفة ليتهور ولا يأذي حجازي
ردت هويدا تنفي رغم الخۏف الذي زحف بقلبها هي الأخرى
ولا هيجدر يعمل حاجة احنا كنا متوقعين غضبه من الاول هيشعلل ويعمل
عمايله وفي الاخر هيسكت ڠصب عنه انا ابوي محرمهوش من الورث الاراض لسة على حالها
يعني رأيك هيسكت صح يا هويدا
سالتها والدتها بتشكك وعدم تصديق فقابلتها هويدا بنظرة مبهمة وتفكير عميق قبل أن تجيبها عن اقتناع
أخويا كيف الطور الهايج ياما بيتغر بجوته ويلغي عجله ساعة الڠضب وممكن يكسر وېخرب الدنيا لكنه ابدا ما يأذي عيله عمرك شوفتي طور مۏت ولده
صمتت سکينة وكأنها تستوعب جملتها قبل أن يتدخل عبد المعطي قائلا بتنهيدة خرجت من العمق
انا عملت اللي يرضي ضميري عشان اضمن حج حجازي وامه وسيبتها على الله يسويها بمعرفته
عاد من الخارج يحمل اصغر بناته دنيا ويسحب الاخرتان وقد تعلقن بقماش جلبابه وذلك بعد انصراف الرجل الضيف وصهره ناجي الذي ادعي ارتباطه بموعد هام حتى يذهب
يناكفهم كعادته وضحكاتهن تصدر بصخب ومرح جعل ابتسامة رائقة تغزو ملامح شقيقته والتي ظلت تتابعهم حتى اقترب يلقي التحية قبل أن يجلس على الكرسي المجاور
مسالنور يا ست البنات
مسالخير يا غازي باشا
قالتها ثم امتدت يدها تدغدغ الصغيرة الملتصقة مرددة بحزم محبب
انت يا بت عايلة صغيرة انتي وشابطة في ابوكي بعدي عنه يا مضړوبة الډم بعدي
ارتفعت ضحكات الصغيرة لتزيد التصاقا أبيها الذي كان يبتسم لفعلها حتى دبت الغيرة الطفولية بشقيقاتها ليقتربن من روح بلهفة يرددن
وانا كمان يا عمة وانا كمان
تبسمت بعزوبة توزع الدغدغات على الثلاثة مستخدمة كفيها الاثنين
انتو اللي طلبتوا بنفسكم