رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر
عنه بخجلها الدائم وتزاد فتنة على فتنها وكأن الحسن خلق لها وحدها الفستان الأبيض زادها بهاءا وهي اليوم عروسه روح قلبه اصبحت له اخيرا حتى وان كان على غير ما يريد أن تكون له بإرادتها الكاملة لكنه لن يمل ولن يهدأ حتى يأتي هذا اليوم قريبا
معالي العريس نستعد بقى للمنظر التاني
هتف بها كإجابة للرجل قبل ان يجفلها بلف ذراعيه يقربها اليه فجأة حتى سمع شهقة اجفالها ليتمتم بخبث بالقرب من اذنها
اهدي كدة امال وبلاش فضايح جدام الراجل ارخي شوية وبلاها الرجفة دي احنا جدام الناس يعني لسة ما بجيناش لوحدينا
زادت صډمتها لتطالعه متوسعة العينان كالجماد ويقابلها هو بعبث أفعاله الجديدة عليها لينقذها رجل التصوير بأن اقترب يجهزهما لمنظر اخر
ايه مسمعتيش كويس ولا البت محتاجة تعريف
تمتم بالكلمات متهكما ليزيد من دهشة شقيقته التي لا تزال حتى الان لم تستوعب بعد صدق نوياه قبل ان تؤكدها فرحة والديها
ودي محتاجة تعريف يا الف هنا يا ولدي ان ربنا هداك يا زين ما اخترت هي البت خفيفة صح بس حتة عجينة وهتشكلها على يدك
اضاف بها والده ليخرج صوت الاحتجاج منها
ناس غلابة وعجينة في يده! انتوا بتتكلموا ازاي في ايه يا بوي فيه ايه ياما هدير دي عيلة يدوب مجفلة السبعتاشر الشهر اللي جبل اللي فات يعني ولدك يزيد عليها في العمر الضعف تيجي ازاي دي
لاح الڠضب على ملامح الثلاثة وكانت الأم هي الأسبق في الرد بحمائية نحوها
البلد بيتجوزا صغيرين ثم كمان اخوكي شباب وصغير يا اختي مش راجل عجوز عشان تجولي انظلمت
ايوة صح وانا متجوز امك على عمر ١٣ سنة يا ست جميلة يعني بلاها من الكلام الفارغ ده
علق بالاخيرة والدها داعما لرأي زوجته لتصيح بهما مرددة
يا جماعة افهموني انا بجولكم بنت سبعتاشر سنة يعني حتى الماذون مهيرضاش يعجد لها دي مجابتش السن القانوني ولا انت ناوي تستناها سنة يا واض ابوي معجولة ليك مرارة للصبر تاني
صاح بها بوجهها ليواصل باندفاع الحديث منه
انا هعجد عليها بالسنة زي الاغلبية ما بتعمل في البلد ودي حاجة مفيش اسهل منها
كمااان عايز تتجوزها بورجة وتمضي على وصولات بمبالغ ضخمة ضمان طب ليه يا واد ابوي ما تستني ندورلك على بت تكون مكملة السن ومناسبالك حتى في التعليم عشان تفهمها وتفهمك دي واخدة شهادة الإعدادية بس وانت خربج معهد خدمة اجتماعية
طب وانا مالي بتعليمها مش كفاية تعرف تقرا وتكتب ولو ع الوصولات كانت من امتى نفعت حد دي عمرك سمعتي عن واحدة في بلدنا اشتكت جوزها بالوصولات
هتفت بالاخيرة المتبقية لها
طب وليه الاستعجااال ليك عليا من الصبح انا واخواتك البنتة نطلع وندور
انا هخطب واقرا فاتحة الليلة يا جميلة!
برقت عبنيها في التطلع اليه پصدمة اكتملت اركانها وهو يتابع
انا كلمت جوزك يدي فكرة لابوها والراجل ما صدج ورحب بزيارتي يعني ليكي عليا يا بت ابوي اتمم الأمر بالكتير خمس تاشر يوم او سبوع وافرحكم ولا ايه رأيك ياما
رأي ربنا يتمملك على خير يا ولدي دا يوم الهنا اللي اشوفك فيه عريس
تحولت الجلسة للمباركات من الوالدين مع مزاحه معهما متجاهلين عن قصد اعتراض جميلة والتي وضح لها جليا الان سبب الإصرار الغير مبرر من شقيقها وقد علمت ما يحمله خلف هذه الابتسامة المرتسمة على ملامحه بزيف ليخرج صوتها في جملة اخيرة
خليك فاكر ان العند يورث الكقر يا واد ابوي
ايه يا واد الحلاوة دي جمر يا ناس جمر
ضحكت جليلة من خلفها لتتمتم بالآيات الحافظة قبل ان تقترب وترفعه اليها مغمغمة
ما براحة يا بت ع الواد ان كان حبيبك عسل متلحسوش كله سيبي حباية لسته
ربنا يخليهولك يا بتي وتشوفيه ببدلة فرحه هو كمان
يارب ياما امتى اليوم دا ياجي
هياجي ان شاء الله دي السنين بتمر في غمضة عين بس انتي جولي يارب
يارب
تمتمت بها ثم انتبهت على نظرة المرأة المتقحصة لها قبل ان تسألها
وانتي صح مستنيه ايه يدوبك تلحجي تغيري جلبيتك خلاص العروسة على وصول
اعتلى التردد تقاسيمها لتردف بالرقض
انا بجول تروحي انتي كفاية اهو تراعي معتز معاكي
وانتي ما تروحيش ليه ايه اللي يمنعك دا الفرح في جلب البيت
ردت بحرج يكتنفها
مش حكاية برا البيت ولا جواه بس انا حساها تجيلة امبارح كانت ليلة حريم وعدت النهاردة دخلة كبيرة وهيلمان خليني أحسن هنا في البيت
شعرت جليلة بالشفقة على صغيرتها ان تفقد المعنى الحقيقي للفرح بهذه العمر الصغيرة وقد حرم عليها مظاهره ولكنها لن تتركها للحزن
نادية اسمعي مني يا بتي متحرميش