الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 143 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


حتى أجفلها اشارة الأخر نحوها سهمت بنظرها اليه بعدم فهم ولكن نادية وضحت لها
بيجولك انزلي شكله عايزاك ترجصي معاه وسط البنات 
سمعت منها وقد تأكد لها بالفعل مطلبه الټفت براسه عنه وبعند طفولي رفضت ان تنظر اليه مغمغمة بضجر
جال انزل جال دا انا اختي من الصبح بتتحايل عليا وانا ورافضة طب مش نازلة 

وبإصرار أشد وصل اليها ليسحبها من كفها أمام الجميع وبدون نقاش بابتسامة جعلت السيدات يطلقن الزغاريد ابتهاجا بفعله لترضخ له نتيجة الحرج وعلى غير ارادتها لتتخذ مكانها بالوسط بجوار الجدة التي وقفت تحرك ذراعها بالعصا تعبيرا عن فرحها بزواج حفيديها لتشتعل الأجواء على انغام المزمار البلدي وقد التف حولهما الفتيات الصغيرات لتضطر هي ان تجاري الوضع وتتمايل معه على قدر ما تستطيع ټخطف نظرات مفهومة نحو صديقتها والتي اندمجت هي الأخرى في التصفيق مع البقية لا تخفي ابتسامتها ولا ضحكتها على ردود أفعالها 
غافلة عمن وقف هو الاخر مشدوها بفتنتها لا يرى بشړا من الحفل غيرها وبرغم كل الحواجز لا يملك الارادة التي تمكنه من إزاحة النظر عنها حتى حينما انتبهت له اخيرا لتلتقي عينيها بخاصتيه عدد من اللحظات شعر بها وكأنه انفصل عن الواقع ولم يعد في الكون غيرهما وكأنها استجابت لنداء قلبه كي يروي عطشه بنظرتها ينقض العهود ويخالف الوعود الذي قطعها على نفسه يستجدي كلمة واحدة منها ليتها تشعر به وبما يحمله لها بقلبه 
ولكن كيف وقد قطعت تفسد سحر اللحظة بأن انزلت ابصاره عنه وغيرت حتى المكان التي كانت تقف به قبالته ليعود ليأسه مرة أخرى ويتذكر مقارنتها المجحفة له بزوجها الراحل 
بعد قليل وقد أوشك الحفل على الانتهاء خرجت من صوان النساء لتبحث عن طفلها الذي غافلها يركض مع الاطفال 
بصوت خفيض كانت تهتف منادية باسمه حتى لا تثير انتباه الرجال اليها في الصوان الاخر 
معتز انت يا زفت 
قطعت وقد تفاجأت به امامه محمولا على ذراعي هذا الغليظ على الفور امتقعت ملامحها وتحفزت بتظرة محتدة تخاطبه بأمر 
نزلي الود من على يدك 
قابل ڠضبها بهدوء شديد يلطف بقوله
خبر ايه يا بت عمي هو انا هخطفه دا معتز دا حبيبي والله حرام عليكي تمنعيني عنه 
غلت الډماء برأسها لنردف بټهديد صريح تقطع عليه اي طريق للتواصل
نزل الواد وبلاش كلامك الملون ده انا مش عايزة صوتي يعلى بس لو زودت عن كدة مش هايهمني حد ان شالله حتى اجول على عملتك السودة وجلة اصل اختك اللي دارت عليك ولا يكونش فكرت سكوتي ضعف ولا خوف منك 
كانت قوية وحاسمة في توجيه الټهديد المباشر له حتى اجبرته على انزال الطفل يكتنفه اضطراب شديد وابصاره تتلفت في الانحاء حوله خشية سماع احدهم للحديث بينهم يردف بمهادنة
ايه اللي حصل يا بوي لدا كله انا في الاول والاخر عايزك قي حلال ربنا يعني مش جاصد أذية 
تناولت كف ابنها لتسحبه اليها وتقربه تبصق بعبارتها الأخيرة بوجهه قبل ان تستدير وتذهب
واحنا لا عايزنك حلالك ولا حرامك بس اكفينا شرك وابعد عنينا يا اما تبجى انت اللي جيبته لنفسك 
ظل واقفا لحظات يتطلع في اثرها بوجه انسحبت الډماء منه يمسح على عرق جبهته الباردة بقلق شديد لقد اجفلته بحدتها وهو الذي منى نفسه بنسيانها ما حدث وقد مر على هذا الأمر شهور يبدوا ان الطريق مازال طويلا بينها وبينه ولكنه لن ييأس 
اقنع بها نفسه قبل ان يتحرك ويعود الى حفل الرجال بعرس ابن عمه جاهلا عمن كان يقف متخفيا في جهة قريبة وقد سمع كل الحديث 
انتهى حفل العرس اخيرا
وها هي الان تقف بغرفتها الغرفة التي اسسها من أجلها منذ سنوات تجهزت وارتدت مئزرها في انتظار دلوفه ليعود اليها بعد لحظات بعدما تركها منذ قليل كي يودع مجموعة من أصدقاء الغرباء قبل عودتهم لبلادهم
كانت تجلس على طرف التخت تضم على طرفي المئزر بقوة حتى تخفي أي شيء أسفله شعرت به يتقدم بخطواته الوتيدة حتى وقف فجأة دون صوت
ليجبرها على رفع رأسها اليه والتقت ابصارها بعسلتيه المشتعلتين نحوها بنظرة تحمل اشياء جعلته لا تقوى على استيعابها في هذا الوقت فخرج صوتها بصعوبة في الحديث له
ااا وصلت صحابك ولا سلمت عليهم
لم يجيبها بشيء بل جاء صوتها محفزا ليقترب ويدنو اليها وتناول مرفقها بين يديه ثم رفعها اليه كي تقف قباله 
فازدادت خجلا وازداد ارتباكها حتى لم تعد بقادرة على مواجهته قبل ان يمسك بذقنها بطرف اصبعيه ليجبرها على مواجهته وهو يخاطبها
بصيلي كويس يا روح حطي عينك في عيني خلاص معدتش بجى فيه هروب انتي ليا وانا عمري ما كنت غير ليكي فاهمة انا بجولك ايه
أومأت بهز رأسها بصمت لم يعجبه ليشدد بإمساك ذقنها ويأمرها
كرري انا جولت ايه 
ابتلعت تخرج الكلمات منها بصعوبة
انااا ليك وانتي عمرك ما كنت لحد غيري 
جدعة
 

142  143  144 

انت في الصفحة 143 من 181 صفحات