الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 148 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


اتلم على جسمي مش عارفة اللي صايبني بالظبط أعصابي سايبة وقلبي بيتنفض من جوا و 
قطعت شاعرة بخطأ ما في قوله لتبهت منتبهة لهذه النظرات المتفحصة والتي سار يرمقها بها تسير على تفاصيلها بتأني ليردف كي يحفزها على المتابعة
جولي تاني يا هدير ماله بجى جلبك
شعرت بالقشعريرة مع قوله الاخير حينما انحدرت ابصاره على موضع قلبها لتردف بارتباك متهربة

ما انااا جولت خلاص هكرر ليه تاني انا ريجي نشف 
قالتها وانكفئت على كأس العصير لترتشف منه تهرب من حصار عينيه والتي أصبحت تشعر بها تخترفها الان تطوف عليها بتمعن من حجاب رأسها حتى حذائها في الأسفل وأتى قوله المفاجئ لها
الجزمة اللي انتي لابساها دي بجالها كام سنة معاكي 
هاا
خرجت منها بإجفال في البداية حتى استوعبت تجيبه
يعني سنتين ابويا جابلهالي ع العيد اللي جبل اللي فات 
جصدك ع العيد اللي جبل جبل اللي فات 
ردد بها خلفها ليتابع لها موضحا
انا بصححلك عشان انتي جولتي سنتين 
اومأت تبتلع ريقها بحرج شديد فإشارته حول الحذاء القديم لم تخفي عليها ليردف متابعا بتعليماته لها
شوفي يا هدير عايزك من هنا ورايح تهتمي جوي باللي بتلبسيه ياريت لما تشتري هدوم تبعدي عن المعارض والكلام الفاضي ده نجي محلات حاجتها نضيفة زي المحل اللي دخلناه من شوية هما خمس تاشر يوم الباجية ع الفرح مش عايز هدوم الجهاز تبجى كوم ع الفاضي تجيبي الحاجة الغالية ومش لازم تكتري
للمرة الثانية تومئ برأسها بطاعة ولكن هذه المرة كانت تتوجه ببصرها نحو والدتها وشقيقته وكأنها تبتغي منهما الدعم او المغادرة بتململها في جلستها امامه انتبه ليتمص قلقها بأن باغتها بالقبض على احدى كفيها التي سارت تفركهم ببعض اسفل الطاولة ليجفلها بالضغط عليها يلطف لها
الغوايش في ايدك النهاردة كانت تهبل 
نجح بصرفها عن التطلع نحو الاخريات ليتابع متغزلا
انا بتكلم على يدك الحلوة ولا جوز عنيكي الوسعين المرسومين بالكحلة ولا سمارك اللي غلب البيض بجمالهم انتي حلوة جوي يا هدير 
أتى قوله بأثر السحر لتهدأ فجأة متناسية حديثه الاول عن الحذاء والمظهر لتتذكر فقط كلمات الغزل التي يلقيها على اسماعها تضحض شعور عدم الراحة الذي يتسرب لها خلسة من حين لاخر وتقنع نفسها بأنه عمر امير احلامها التي كانت مستحيلة وتحققت فجأة تفتح اذنيها للإنتباه له يغمرها دفء كفه القابضة بقوة على كفها الصغيرة وكأنه سلمت له الدفة ليسير بها كيف يشاء 
خلف المنزل وحيث كانت تتابع صغيرها وهو يركض خلف صغار الحملان المولودة حديثا تضحك من قلبها على لعبه معهما كانت مندمجة في متابعتهم يسعدها انطلاقه في براح الأرض الشاسعة والمحيط المقارب للبرية والتي تأتي بأثرها بالابتهاج عليها هي أيضا حتى انتبهت اخيرا على الظل الطويل خلفه لتفاجأ به امامها مباشرة ملامح مشتدة ووجه متجهم ابصاره مرتكزة بصورة أثارت داخلها القلق لتساله
في حاجة يا غازي بيه 
ظل على صمته لحظات يزيد بداخلها الريبة
حتى خرج صوته اخيرا بغموض
ليه مجولتليش ع الججيجة
حجيجة ايه
سألته بعدم فهم ليهدر بها بانفعال
حجيجة الواطي وجليلة الاصل اللي كانت مرتي ليه خبيتي عني مجولتيش ليه عن اللي عمله الزفت ده هو واخته معاكي
اجفلها بسؤاله لتعلم الان سبب التجهم وهذه الشراسة التي تعلو ملامحه والتي أدخلت في قلبها الړعب لتنكر بكذب مكشوف 
زفت مين انا معرفش انت بتتكلم على ايه
زمجر بصوت ۏحشي مكتوم ضاعف في قلبها الفزع من هيئته ليهدر بها 
بلاش تلفي وتدوري معايا في الحديت يا نادية انا دلوك بس عرفت اللي حصل روح جالتلي بكل اللي تعرفه عن الموضوع ولا دي كمان هتكدبيها
على الرغم من صډمتها بعلمه بما حدث إلا أن غرابة الحديث جذبتها للتساؤل
امتى روح فتنت باللي حصل دي النهاردة صبايحتها 
قالتها بعفوبة شتته لبعض الوقت قبل ان يستدرك بغضبه 
هو احنا في صباحيتها النهاردة ولا دخلتها انا بسألك ع اللي حصل جوليلي ناجي عمل ايه معاكي يا نادية وفتنة كان دورها ايه بالظبط
همت ان تنكر ولكنه لحق عليها من البداية
من اولها عشان انا معنديش مرارة بسيوني سمع كل الحديت اللي دار بينك وبين ناجي امبارح وانا النهاردة روحت واتأكدت منه بنفسي من روح روح اللي غصبتيها تجفل خشمها وتداري زيك على عملة واد عمها اللي عايز الحرج 
اطرقت برأسها غير قادرة على مواجهته ليهدر بها بانفعال
ساكتة ليه بجولك كل حاجة انكشفت
صاحت به مرددة باستنكار
ولما هي كل حاجة انكشفت وروح حكتلك ايه لزوم تسمع مني تاني ع العموم اهي فرصة عشان اتأسفلك ع الكلام اللي سمعته في يوميها اقسم بالله ما كانت جاصدة اجلل منك بس دا كان رد لكرامتي جبل ما يكون رد على كلام فتنة اللي 
اللي ايه
تمتم بها شاعرا بانخلاع قلبه من محله خشية مما قد يسمعه عن الأڈى الذي طالها في بيته وتحت حمايته كما كان يتخيل قبل ان يصدم بالحقيقة المرة 
هتف بها
 

147  148  149 

انت في الصفحة 148 من 181 صفحات