رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر
انا محجم نفسي عنك بالعافية يا ريت تنتبهي ليها دي
صاح بها قوية ملوحا سبابته امامها بنهي قاطع قبل ان يلتف نحو سعيد مخاطبا له
عمي جول لبتك تلم نفسها عني وتفتكر انها بجت من المحرمات بالنسبالي يعني مينفعش الكلام ما بينا وهي من الاساس طلعت كيف من بيتها وعدتها لسة مخلصتش
وقبل ان يخرج رد سعيد بعنجهيته كالعادة سبقته هي
صدرت صرخته المقاطعة
اجفلي خشمك وابلغي السم اللي في حلجك يا فتنة عشان انا فاض بيا منك وبجيت على اخري حد يحوشها البت دي عني انا مش عايز ارتكب چريمة
تمام يا واد اخوي يا كببر احوشها انا عشان متعصبش نفسك ولا تزعل بس بجى الكلام اللي هي جالتوا نعديه ازاي دلوك عايزين السبب الأصلي اللي خلاك ټضرب واد عمك هل هو فعلا وراه حريم ولا في حاجة تانية
بقول الاخير زاد اهتياجه ليهدر بعروق بارزة بفرط غضبه
الحديت الناجص انا مجبلوش جولتلكم موضوع وخلص ولدكم غلط وانا ربيته وخلصنا على كدة محدش له دعوة باللي حصل
خرجت من ناجي ليتبع بوقاحة
كلهم عايزين يعرفوا اللي حصل وانا مش مكسوف اجول انا عايز اتجوز نادية وهي ضړبتني عشان روحت طلبتها بنفسي
الټفت ررؤس الجميع نحو غازي بتساؤل جعله يتمتم نحوه بازدراء
والله ما كذبت لما جولت عليك واطي
حسم يامن بقوله
غازي الكلام دا لازمله جلسة يحضرها الجميع
الله يا بسيوني هو دا بيتكم دا المنظر هنا يجنن
ضحك المذكور منتشيا بنظرة الانبهار تلك التي يجدها من الاخر على شيء اقل من العادي في نظره او ربما يكون السبب هو الاعتياد
احتج الاخير رافضا
لا يا عم ادخل انت اعملي الشاي اللي بتقول عليه ولو هتجيب معاه حاجة تبلع برضوا انا قابل يعني فايش ينفع بسكويت كحك بسمسم اي حاجة جبنة قريش او حتى مش بدوده والله انا قابل المهم يبقى هنا تحت عرش العنب الجميل في الجو اللي يهبل ده
من عنيا الجوز انت تؤمر يا يوسف بيه احلى غدا في الخضرة اللي هتحبها وتحت العنبة كمان
قالها الرجل ثم دلف لداخل المنزل ووقف هو يتجول بين أحواض الخضرة غير مبالي بالۏسخ الذي التصق في الحذاء الغالي يتأمل عناقيد العنب المتدلية من سقف العرش ثمار طازجة وأخرى صغيرة وخضراء في طريقها للنضج كلها أشياء تسلب العقل بروعتها
وفي غمرة انشغاله تفاجأ بما يزيد الشغف بداخله حيث ظهر من العدم قطيع من الاغنام يسير متوجها الى وجهة محددة
توسعت عينيه بذهول يتابعهم اناث وذكور كبار وصغار بألوان شتى تحرك خلفهم حتى دلفوا داخل احد الأحواش القريبة منه
يا سبحان الله ودول طلعوا يتفسحوا مع نفسهم ولا إيه
غمغم بها قبل ان يجفل على صوت
زمجرة نسائية تأتي من خلفه مرافقة لصوت مأمأة غنم وكأنها ټتشاجر معه
التف برأسه ليجد بالفعل فتاة تسحب پعنف احد الخرفان من قرنيه الكبيران وفمها يردد بالسباب عليه فخرج صوته مشفقا
يا بنتي انتي مچنونة ما براحة ع الحيوان ايه القسۏة دي
توقفت الفتاة ذات البشرة القمحية بطرحة رأسها التي تدلت منها بعض الخصلات في الأمام نتيجة المجهود الذي تقوم به فظلت للحظات تطالعه بعدم استيعاب حتى سألته
انت بتكلمني انا
اجاب سؤالها بانفعال
ايوة انتي طبعا حلي ايدك شوية عن الخروف دا كدة ممكن تقصفي رقبته ولا تكسري قرنه حرام عليكي
ظهرت التسلية على وجه الفتاة لتردد من خلفه بسخرية
اجصف رجبته ولا اكسرله جرنه كمان يا حلاوة يا ولاد انتي مين انت من جمعية الرفق بالحيوان ولا يكونش جاي من حاجة تبع الاممم المتحدة بناءا على شكوى متجدمة ضدي
تببسمت في الاخيرة بسماجة استفزته ليعلق ردا لها
يعني انا بكلمك ع الرحمة يا انسة وانتي بتتريقي طب حتى افتكري انه روح ربنا خالقها ويجب علينا نعامله برفق شوية
رفعت يديها الاثنان عنه فجأة لتعبر مضيفة على قوله
نعامله برفق وحنية كمان بس انتي متزعلش يا سعادة الباشا