الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 156 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


جلة عجلك اللي مخلياكي تكابري دلوك وبتنكري انك متأثرة باللي حصل دا بدل ما تفكري في حل يرجعك ليه
هتف ناجي يسبق شقيقته بلهفة سائلا
حل ايه ياما لو في حاجة توجف اللي حاصل دا جولي 
ردت رئيسة وقد الټفت انظار الجميع نحوها بانتباه
الحل ان ناخد البنات حجة يا ناجي أبوك يكلم عمك يامن وناس من كبارات العيلة عشان نضغطوا عليه يرجعها اهم حاجة العمار يا ولدي 

تدخل سعيد يدلي بدلوه يضحض الأمل الاخير لابنه
ايوه يا اختي بس دا لو حصل وغازي جبل يرجعها برضوا مش هيلغي جوازو من بت هريدي يعني بنتك لو رجعت هتعيش مع ضرة 
دا على چثتي 
صاحت بها فتنة مقاطعة الجميع لتردف بتعالي مقصود 
بجى انا فتنة سعيد الدهشان اعيش مع ضرة! 
ليه ان شاء الله وانا ايه اللي يجبرني مش هو عايز يتجوزها يغور بيها ع الاجل تبجى خدامة لبناتي لكن انا بكرة اتجوز سيد سيده 
بصقت كلماتها وذهبت من امامهم ليظلوا لعدد من الوقت مطالعين أثرها وكأن على روؤسهم الطير حتى استوعبت رئيسة اخيرا لتغمغم پغضب
ما حد هيجيب مناخيرك الأرض غير كبرك يا بتي ربنا يسترها عليكي 
دلفت بغرفتها تصفق الباب بقوة في غلقه خلفها ونيران تسري بداخلها لقد فعلتها هذه الماكرة الساهية فعلتها في البداية تحظى بحبيب مراهقتها لتعيش اعواما محلقة معه في عالم العشق والسعادة معه قبل ان يرحل لتأتي الان وتستولي على مكانتها كزوجة لكبير العائلة حتى وان كان لا يستحق ولكنها فازت عليها في هذه الجولة ايضا تبا لها وبهذه الهيئة التي تدعي بها الطيبة والاستكانة وهي ملعۏنة تخطط وتصل لما تريد بدون أدنى أي جهة منها 
زمجرة غاضبة خرجت منها ټضرب الأرض بقدميها حتى تحركت لتخطو نحو الشرفة لتتطلع منها نحو الطريق والسيارات تحسب المتبقي لها من اشهر العدة حتى تخرج للحياة التي تنتظرها لتري الجميع من هي فتنة هي المرأة التي تستحق الأفضل لأنها الأجمل 
قطعت فجأة سيل افكارها منتبهة لهذا الوسيم الذي رأته منذ ساعات يسير امام منزلها مع هذا المدعو بسيونيوالذي يصحبه الان في العودة ايضا تبسمت تطالعه بتركيز وقد عرفت بهويته من ابنتها بعدما سألتها عنه عقب انتهائها من الشجار مع طليقها غازي والذي اتضح لها انه شريكه المذكور منذ سنوات ويدعي 
يوسف 
تمتمت بالأسم بصوت واضح وكأنها تحفظ الاسم وصاحبه 
قطبت باستغراب ترهف السمع لصوت ضحكاته العالية وبعض التعليقات التي كانت تصلها داخل المطبخ وهي 
تخرج من البراد بعض قطع الفواكه المختلفة لتقوم بغسلها جيدا قبل ان تضعها في الطبق ثم تخرج بها اليه 
شيفاك بتضحك ومبسوط يعني
قالتها بارتباك انتبه اليه نتيجة طبيعية لابصاره التي كانت تمشطها من الأعلى للأسفل بتأني حتى رفق بها يجيبها متذكرا فحوى المكالمة
بضحك عشان اخوكي اللي كنا جلجانين عليه لا يعمل مصېبة ويكبر الموضوع بجنانه ونسينا انه الكبير دا لمها بمنتهى
السهولة لا وكمان جابه لمصلحته 
جابه مصلحة! حلها كيف غازي
تبسم باتساع يجيب عن سؤالها
حل الأمر مع عزب وخلاه يعلن خبر خطوبته على نادية جدام الكل 
خطوبته كمان! وه 
صدرت منها باندهاش شديد جعلها تفتح فاهاها للحظات حتى رددت خلفه بعدم استيعاب لتخرج منها الكلمات بعفوية انستها ارتباكها
احلف ېخرب عجلك يا غازي معجولة عملها بجد
اومأ يغمز بطرف عيناه مندمجا معها
اخوكي مش سهل دا النسخة التانية من الدهشان الكبير ودي مش حاجة هينة ولا عادية بالنسباله عشان يسيبها كدة من غير ما يمسك فرصته 
خبئت ابتسامتها مع تركيزها في فحوى كلماته
هو لدرجادي كان بيحبها انا كان جلبي حاسس والله ما هو غازي دا من النوع اللي ميعرفش يخبي بيبان عليه وحبيبي كان مظلوم في جوازته من واحدة مكنتش بتحبه كان رابطه البنات وجابرينه يكمل معاها لحد ما فاص بيه منها
كانت تتحدث شاردة وهو ظل صامتا يستمع لها بإنصات جيد حتى انتبهت لترفع أبصارها إليه وهذا السكون المريب منه فتحمحمت تعود لاضطرابها ارجعت الشعيرات المتمردة منها للخلف لا تقوى على مواجهة ثاقبتيه التي تخترقها وكأنه يغوص في أعماقها لا تعرف لما يزيد الأمر عليها صعوبة
لا ترى ابتسامته الخبيثة في مراقبتها فتكلم يخاطبها بمشاكسة
روح هو انتي جايبة التفاح دا لنفسك وبس ولا انتي شيفاني يعني مليش نفس للحاجات الحلوة دي 
حانت منه نظرة وقحة في الاخيرة جعلتها تخرج عن صمتها
في ايه يا عارف ما انت لو عايز جول هو انا منعتك 
قاطعها مرددا ببرائة والمكر يلوح في عينيه بوضوح تام
منعتيني عن ايه انا جصدي على التفاح على فكرة ماتعرفيش انا نفسي مفتوحة عليه كد ايه
افتر فاهاها ثم اغلقته على الفور وقد عجزت في البحث عن رد مناسب له يتلاعب بها وهي الغبية دائما ما تقع في الفخ 
تسلم ايدك 
اومأت رأسها بارتباك تحاول نزع يدها وقد ظنته اكتفى وانتهى
رفعت عينيها اليه تطالعه باستفسار متناسية
 

155  156  157 

انت في الصفحة 156 من 181 صفحات