رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر
هيئتها في تنفيذ تعليماته حتى وان كانت الملابس ليست بالقدر المطلوب من الاناقة ولكنها تحاول لإرضاءه حتى جرأتها اصبحت تحجمها من اجله جميلة وصغيرة كقطعة الحلوى التي تذوب في الفم زهرة تتفتح حديثا هو اول من يقطفها خير مخدر لجراحه
شوفتي جيبتلك ايه النهاردة
التمعت عينيها لتهتف بلهفة فور ان وقعت ابصارها على الهدية التي اخرجها من العلبة المغلفة
تبسم ساخرا يعقب على قولها
وانت كمان عرفتي عدة دا انتي متابعة بجى
ردت بحماس يستبد بها وهي تتأمل الهاتف الجديد
ايوة امال ايه انا اعرف كل العدد الجديدة البت يمنى صاحبتي معاها واحدة زيها بس دوكها جديمة على دي شوية ياما لعبت انا وهي عليها اصل كمان عندهم واي فاي يعني نت على كيفك
والنت ده بتشوفي عليه ايه ليكي حسابات كمان ع التطبيقات ولا انتي فرجة بس
رددت على الفور نافية
لا والله فرجة وبس وحتي لما بتتفرج انا وهي كلها مسلسلات كوري او هندي يا اما اغاني من اللي طالعة جديد انا معنديش حساب زيها عشان تلفوني اساسا بزراير مش شاشة
شاطرة يا هدير بس التليفون دا مش عليه غير خطي انا وباجي الارقام هحطها انا بنفسي من خطك الجديم ومن هنا ورايح مفيش روحة لصاحبتك يمني ولا غيرها كلها اسبوع بالكتير وتبجى في بيتك عندي تشتغلي ع النت على كيفك بس برضوا تحت عيني
لم تركز في معظم ما فات وقد انتبهت لشيء واحد كي تسأله
رد ببساطة اذهلتها
وانا حليتها معاه جبل ما تاجي متشغليش نفسك انتي ركزي بس في المهم
وهو ايه المهم
ارتفعت كفه ليربت على الخد المكتنز ويتلمس نعومته ليردف لها
تسمعي الكلام وتركزي معايا وجت ما اتصل بيكي تردي على طول عايزك تفهميني وتفهمي طبعي المدة جصيرة وانا مش عايزك تدخلي على عماكي معايا
تمتمت بها ثم تابعت بسؤالها الملح
طب مدام هو كدة ما نستنى شوية ايه لزوم الاستعجال
تبسم بجانبية لاندفاعها في الرد دون انتباه منها كالعادة ليشملها بنظرة شاملة تركز على أشياء بعينها ليزفر قبل أن يجيبها على قدر فهمها
عشان انا عايز كدة مينفعش استنى تاني انا لو عليا اتجوزك النهاردة مش بعد اسبوع ولا انتي مش مستنية اليوم ده زيي
لا ازاي يعني اكيد طبعا مستنية اليوم ده اني ابجى معاك ع الكوشة والبس احلى فستان ابيض والبنات كلها تتغاظ اني متجوزة احلى عريس دي تسوى الدنيا كلها
تبسم
ضاحك من قلبه ليعلق بمكر
تسوى الدنيا كلها كمان ماشي يا هدير يا مين يصبرني
فتحت باب الاستراحة للطارق فتفاجأت به أمامها يقف بكامل هيئته مرتديا حلة رمادية أنيقة والنظارة السوداء تغطي عينيه وكأنها ترى رجل اخر ليس غازي الدهشان الذي تعرفه يبتسم لها بوسع فمه يخاطبها
انا جولت اجي اسلم جبل ما اسافر
تسلم عليا انا !
رددت بها من خلفه باستنكار يعلو ملامحها قابله بابتسامة مشاكسة يرد
لا طبعا مستغناش بس انا جاي لصاحبي واد يا معتز معتز
هتوحشني يا معتز هتوحشني يا حبيبي الكام دول
ختم يقبل الصغير على وجنتيه وابصاره لا تتركها لتتكتف مشيحة بوجهها عنه تنتظر انتهاء هذا المشهد الدرامي ومدعابات الاثنان وحديث يدور بينهما بتفاهم لطالما اثار استغرابها لكنه زاد هذه المرة بتلميحات ليست بالغبية لتغفل عنها رغم استغرابها ايضا أن تخرج من رجل مثله حتى وصل لمرحلة لا يصح عنها السكوت
انا سايب في البيت راجل ياد تخلي بالك من نفسك ومن امك فاهم يا زيزو
هو مين اللي سايب في البيت راجل انت تجصد ايه بكلامك
على الفور انكر ببرائة يدعيها
وه يا نادية هو انا لما اوصي الواد لازم يعني اكون جاصد حاجة مش كويسة انا بوصيه وخلاص
اومأت على مضض لتصرف ببصرها عنه نحو شقيقتها والتي أتت هذا اليوم لزيارتها بعد اخبار الأمس
والتي أشار لها غازي بالتحية من محله حينما انتبه لوجودها
ام احمد عاملة ايه وعاملين ايه عيالك
بادلته المرأة رد التحية بود
اهلا يا غازي يا واد عمي حمد لله يا سيدي انا زينة وعيالي وجوزي كمان رايجين تشكر يا كبيرنا ع السؤال
دار حديث سريع بينهم وهذه الأسئلة الروتينية التي تدار في مثل هذه اللقاءات حتى استغربت تلك التي ظلت واقفة بينهم تنتظر مغادرته تذهب عينيها كل دقيقة نحو صديقه الذي يقف بجوار السيارة في انتظاره ايضا ليسافرا معا
حتي اجفلها مناديا باسمها
ناادية
الټفت تطالعه باستفهام حتى اردف قائلا لها
كنت بسألك لو عايزة حاجة اجيبها معايا
لوحت بسبابتها نحوها بتساؤل وقد اصابها عدم الفهم في البداية لكن سرعان ما استدركت لترد بحدة
لأ طبعا مش عايزة