الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 18 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


يصافحه مرحبا
عامل ايه يا فايز
بادله المصافحة يتمتم برد التحية بفتور انتبه له الاخر فتابع يسأله بفضول
مالك كدة حاني ضهرك وشكلك راكبك الهم حتى الكلام بترد بالعافية 
استشاط داخله واحتدت أنظاره بانفعال ظاهر ينهره
وانت مالك يا صدجي ان كان راكبني الهم ولا الدبان حتى ايه دخلك مش خلاص جدمت ايصال الفلوس لابوي وهو دفع عايز ايه تاني

ابتسامة كسولة اعتلت وجه الرجل ليرد على قوله بمكر
خدت فلوسي يا فايز وحمد لله ان ابوك طلع راجل زين وسدهم عنك بدل ما كانوا راحوا عليا زي اللي راح منك 
مالت برأسه نحو مضيقا عينيه بريبة يسأله
جصدك ايه يا صدجي 
انتصب الرجل يناظره بخبث منتقيا كلماته بقصد
جصدي انت عارفه زين يا فايز وهو سبب الحنية دي 
ابوك طلع راجل مش هين خالص يا اخي يعني انا بجالي سنين احايل واصبر عليك في الفلوس اللي كنت بتسحبها بالهبل مني على أمل ان هيجي اليوم اللي اتلم فيه ع البيت اللي كنت ناوي اعمل منه أكبر برج فيكي يا بلد واجهزه بجى لعيادات الدكاترة والصيدليات والمعامل في الحتة المهمة دي في جلب البلد يعني كان اسمه هيلعلع زي الطبل
جوم هو في لحظة واحدة يجلب الطراببزة على راسي بس اجولك يا فايز مش انت الغلطان انا اللي طلعت اهبل لما فكرت ان واحد زيك ممكن تيجي من وراه فرصة يا راجل دا انت الأرض اللي واجف عليها بتكرهك يبجى ابوك هو اللي هيحبك ولا يورثك كمان مش انا خسران لكن بجولهالك اها عنده حج والله يورث الزين ويسيبك 
بصق كلماته ثم تحرك من أمامه ذاهبا ليختم اخيرا بقوله
جبر يلم العفش 
تجمد محله وقد عصف به الذهول ليظل فاغرا فاهه مثبتا عينيه لمدة من الوقت حتى بدا كالمغيب يطالع ظهر الرجل الذي صب عليه وصلة من السباب والتحقير غير مقدرا لحالته ولا لعواقب قوله وكأنه أمن جانبه بعدما كان يتودد إليه كالعلقة ويعرض عليه المال بدون حساب لكن الان ولم يعد لديه منه منفعة فقد أظهر وجهه الحقيقي له 
عادت إلى الغرفة بعد أن هدهت صغيرها حتى تمكن منه النوم لتجد الان زوجها على نفس حالته من الوجوم والشرود واضعا كفه على جانب وجهه بحالة من الشرود جعلته لم ينتبه لدخولها حتى اقتربت منه بصوتها الرقيق سائلة
انت لسة مجلعتش الجلبية التجيلة دي ولا غيرتها
انتفض مجفلا في البداية لكن سرعان ما استجاب لها قائلا
شوية كدة وجايم 
لا دلوك 
هتفت بها مقاطعة بحزم حتى التصقت به تخاطبه بنعومة تعلم بحجم تأثيرها عليه
يالا بجى انت عارفني زين مبعرفش انام غير في 
استطاعت بفعلها أن تختطف منه ابتسامة غزت محياه حتى ارتخت تعابيره ليرد مستجيبا لها
وبعدين معاكي يا بت هريدي دا وجته ده انا في إيه بس يا بنت الناس
زادت من أفعالها حتى صارت كقطة تتمسح به مرددة بدلالها عليه
مليش دعوة انت عودتني على كدة يبجى تتحمل دا غير انك مجولتليش ولا كلمة حلوة من الصبح ولا انت ناسي انك طلعت بدري على شغلك النهاردة وانا جعدت اليوم كله في بيت ابويا 
استطاعت ان تسحبه مما كان يثقل كاهله لعالمها حتى اندمج مضيقا عينيه بأسف يعقب وقد ارتفعت كفيه على جانبي رأسها
وه يعني على كدة محطيتش يدي على الشعر الناعم ده ولا اتأملت في سواد الليل فيه
هزت برأسها نافية فتابع بدراما
ولا صبحت على العيون الكحيلة ولا وصفت في جمالهم
كررت بالنفي تتصنع البؤس ليواصل هو وقد حطت كفيه على وجنتيها
يعني كمان مخطفتيش عضة من تفاح الخدود
قالها وقد قرب وجهه منها ليفعل ولكنها وقبل أن يقترب ضحكت مقهقهة بصوت مجلل تبعد رأسها عنه مرددة
طب جوم الأول جوم غير جلابيتك وبعدها نعد براحتنا اغلاطك
انصاع لينهض مستسلما لأمرها معقبا بغمزة من وجنته
واهو بالمرة نشوف ايه هو العقاپ المناسب 
انتفضت خلفه بحماس لتسبقه نحو الخزانة تنتفي له شيء مريح يرتديه للنوم فتوقف ينتظرها حتى اذا الټفت له بالبيجامة القطنية كان قد ذهب عنه العبث وحل الجمود فتهدلت أكتافها بإحباط تخاطبه
مالك يا حجازي ليكون رجعت بفكرك للموضوع اياه احنا ما صدجنا 
صمت قليلا يرمقها بتفكير قبل أن يفاجئها بقوله
بجولك ايه يا نادية انا من الصبح هنزل وابلغ جدي اعتراضي لازم يرجع الأمور لطبيعتها وان كان على كره ابوي ف انا اتعودت خلاص يعني حتى لو طردني بعد ما يورث البيت من جدي ف انا راجل واجدر اعولكم واعول نفسي 
هتبجبلي يا نادية لو الظروف حكمت وسكنتك في بيت جديم ولا من الطين
أسقطت ما كانت تحمله ارضا والټفت ذراعيها حول خصره تجيبه بصدق ووله
ولو في اخر الدنيا انا برضوا جابلة البيت الطين ولا الجديم معاك يا حجازي يبجالي جصر 
دفعت باب الغرفة بخفة حتى تتمكن من الدخول إليه وتفاجئه بحضورها ولكنه كان منشغلا في الحديث على الهاتف مع أحد تجار
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 181 صفحات