الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 22 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


كان واقفا أمام المراة يمشط شعر رأسه بعد أن تحمم بنشاط كالعادة وبدل ملابس الببتيه لجلباب اسود لامع انعكس على هيئته ليزيده هيبة ورقي لا تنكر أنه يعجبها فهو من تحق له النساء ان تفتخر به بحق وهي تستحق أفضل الرجال 
هتفضلي بصالي كدة كتير 
صدرت منه قبل ان يتلف إليها ويلقي بالفرشاة بإهمال متابعا

الساعة دلوك داخلة على تمانية مش يدوبك بجى تشوفي ايه اللي وراكي 
عادت برأسها على الوسادة تقول بتكاسل
ويعني انا ايه اللي ورايا هروح الزرع مثلا ولا هحلب الجاموسة خليني أريح شوية حكم انا جسمي مكسر 
قالت الاخيرة بمغزى فهمه ولم يعجبه التلميح
تناول شاله الصوفي الصغير يلفه حول رقبته بعجالة قائلا
جومي يا فتنة وبلاها كسل مش هتحلبي جاموسة ولا هتسألي في فطار جوزك يبجى ع الأجل تشوفي بناتك ولا انتي ناسياهم دول كمان
نسياهم!
تفوهت بها ترددها باستهجان لتعتدل بمزاج تبدل متابعة
وهو في حد برضوا ينسى عياله ولا يعني عشان ما انا عايزة اريح شوية النهاردة الدنيا هتبوظ ما البيت مليان شغالين وهما اساسا اكيد تلاجيهم نايمين ولسة مصحوش ولو على فطارك اجوم يا سيدي احضره اها 
قاطعها على الفور يوقفها قبل أن تنزل بقدمها على الأرض ملوحا بكفه
لا وعلى ايه خليكي جاعدة ما تتعبيش نفسك انا اساسا نفسي جفلت 
قال الاخيرة بفظاظة استفزتها قبل أن يتحرك مغادرا الغرفة لتغمغم خلفه بغيظ
يا باي عليك ولا مرة يكمل معايا حاجة حلوة دا بدل ما يسمعني كلمتين حلوين بعد الليلة بتاعة امبارح 
مفيش فايدة 
تفوهت بالاخيرة لتسحب الغطاء عليها عائدة للنوم بعدم اكتراث
پغضب شديد واحتقان زاد بصدره حتى وصلت مرارته إلى حلقه هتف يخرج كلماته مشددا عليها لأنهاء المشكلة
الكلام دا مينفعش يا جد لحد كدة وكفاية حن عليك سيبني ارجع كل حاجة لوضعها انا نفسي جفلت ومعدتش متحمل 
تقبل انفعاله بهدوء شديد يسأله
مش متحمل ايه بالظبط صړاخ شربات ولا عمايل ابوك
كله يا جد 
صاح ليكمل بسخط
اديك شوفت بنفسك الفضايح اللي عملتها ولا عمايل ابويا اللي مخلاش مكان وراح اشتكانا فيه انا معدتش جادر احط عيني في عين حد حاسس الناس كلها بصالي ان انا اللي كلت حج ابويا طب وليه المرار دا يا بوي ما نفضها على كدة وشيل دا من ده يرتاح ده عن ده 
تدخلت عمته هويدا بصوت حازم
لا يا حجازي مفيش حاجة هتتشال تاني ولا تتحط البيت بجى
من نصيبك يا ولدي دا عطية جدك ليك محدش له دخل ولو على حكاية الناس اللي بتجول عليها دا شيء في دماغك انت وبس عشان كله مدي الحج لجدك ابوك عفش ولو لجي واحد بس يجف معاه مكنش استني انا عارفة وانت عارف الكلام دا زين اهدي يا ولدي وسيبك من المرة السو دي دي هي أس البلاوي اصلا
التف إليها يخاطبها بطاقة مستنزفة وألم ينخر بداخله تأثرا بالكلمات السامة التي القتها هذه الأفعي بقصد چرح مشاعر والدته
يا عمة تعبت انا راجل بحب اعيش في هدوء الحاجة اللي يجيني منها ۏجع الراس مش عايزها حتى لو كانت حجي 
ربت والدته على ركبته بدعم أما نادية فقد شعر بلمستها على عظام ظهره وكأنه تنقل اليه دفئها وحنانها فتغنيه بلمستها عن العالم أجمع فتدخلت سکينة بلهجة تشبه اسمها
يا غالي افهم بجى عماتك لما وافجوا وبصموا بالعشرة على جرار جدك مكنش كيد في اخوهم ولا افترا دول مضوا عشان يضمنوا انهم لما ياجوا هنا على البيت ده بعد جدك وجدتك ما يفارجوا ويسيبوا الدنيا 
بعد الشړ عليكي يا جدة بعد الشړ عليكم انتوا الاتنين 
صدرت بمقاطعة منه ومن زوجته ووالدته ايضا واستطردت سکينة شارحة
حتى لو كان شړ برضوا لابد منه بس احنا بنتكلم في اللي جاي يا ولدي البيت لما يبجى بإسمك هيفضل مفتوح لعماتك وعيالهم هيدخلوا بجلب مليان يا ولدي اما بجى لو سيبناه لابوك ف انت عارف زين جوي ان أول حاجة هيعملها انه هيبعوه ويهده حتى وعماتك وارثين معاه مش هيغلب وهيعمل اللي في مخه هتراضاه يا ولدي اتر جدك واسمه يتساوو بالتراب
ظهر على وجهه الاقتناع حتى وجم يناظرها بتأثر لتضيف على قولها هويدا
عرفت بجى يا ناصح كلمة جدك لما جالك مبيعملش غير للمصلحة يعني لينا كلنا 
اومأ برأسه بتفهم لرغبة جده وجدته الشديدة في الحفاظ على كرامة بناتهن وحقوقهن لعدم ثقتهم في فعل ابيه ولا زوجته الملعۏنة بعشق المال ثم ما لبث ان يرفع راسه بالتساؤل مرة أخرى حائرا
طب والظلم انا خاېف نبجى كدة بنظلمه 
ابتسامة جانبية مريرة غزت الملامح المجعدة لعبد المعطي وهو يجيبه بنتهيدة قانطة حملت بداخلها الكثير من الأسى وخيبة الأمل في انصلاح ابنه الوحيد والذي أجبره على هذا الفعل ربما يأتي في يوم ما ويستقيم يعلم جيدا أن حفيده لن يتأخر عنه وقتها
لو فيها ظلم صح يبجى
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 181 صفحات