الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 38 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


لأجل ما يحموا عيال اختهم من مرات اب غريبة تحط عليهم وانتي محتاجة اللي يحميكي انتي وولدك ويحمي حجك 
رفض قاطع تحول لاشمئزاز أعتلى تعابيرها متمتمة بعدم تقبل
سمعت وعارفة منهم اسامي كمان مش هلوم عليهم عشان أكيد الظروف اجبرتهم يجدموا الټضحية دي بس مش كل الناس تجدر تعملها لا يمكن هجبل حد يشارك سريري غير جوزي لا يمكن هتتغير نظرتي لسند ولا عيسي واشوفهم حاجة غير خواتي يعني مفيش واحدة تتجوز اخوها مهما كان اللي بتجولي عليه يستدعي ثم تعالي هنا انتوا ازاي ناسين امي سليمة تفتكروا هي هترضى بالكلام ده

ملكيش دعوة بيها ثم احنا كمان بنعمل لمصلحة واد ولدها وحفظ حج المرحوم هتعوز ايه أكتر من كدة
صعقټ نادية بهذه القسۏة التي تخللت نبرتها والتحدث عن المرأة المكلومة في فقيدها بهذه التهاون لتهدر پعنف ردا عليها
انتي ازاي تتكلمي عنها كدة هو انتي فاكراها جماد دي واحدة ملحجتش تفوج من ضړبة ولدها تستحمل ازاي ضړبة تاني انا لا يمكن هجبل بأي حاجة تجرحها 
وكأنها لم تسمع شيء تحركت شفتي هويدا لترمي بوجهها القنبلة القادرة على كسر ارادتها مهما كانت قوتها
حتى لو كان حياة ولدك
ماله ولدي 
صړخت بها نادية لترفع صغيرها عن الأرض وتحتضنه بحمائية وفزع زادت عليها هوايد بقولها
ولدك هو الوريث الوحيد يا نادية لابوه يعني من مصلحة فايز وشربات انهم يخلصوا منه عشان يورثوه هما كمان 
شهقة بفزع خرجت منها لتشدد من أحتضانه ودموع غزيرة بدأت تسيل دون توقف تردف بعدم تصديق رغم انشطار قلبها من الخۏف وبحة صوتها أكبر دليل عما تشعر به
لاه أكيد الكلام ده كدب يعني انا لحجت اخف من مصېبتي في مۏت جوزي عشان ياجي الدور على ولدي كمان 
أشفقت هويدا تبصرها بحزن
لتنهض من جوارها عن التخت قائلة
ربنا ما يجيب اذى يا بتي ولا يحرج جلبك على ضناكي ابدا أنا بس حبيت احط الحجيحة العفشة جدام عينكي عشان تفكري وتوزني بعجلك عدتك لسة باجي عليها أكتر من شهرين ونص خدي وجتك في التفكير بس نصيحة مني حاولي تعجلي عشان نعمل حسابنا ونوضب للي جاي محدش عارف الأيام مخبيالنا ايه
لفظت كلماتها وخرجت تتركها في موجة حاړقة من البكاء لا تستوعب هذا الکابوس الذي وجدت نفسها به أن تهدد بطفلها هذا أكبر من قدرة تحملها تتمنى المۏت على أن يحدث كما ترفض وبكل قوة اختيار أحد هذه الحلول المجحفة 
في يوم وليلة يتحول من كانت تظنه شقيقا لها لزوج كيف
وهي التي اغلفت على قلبها ولن تقبل بمشاركة حبيبها الراحل به حتى لو كان زواجا عاديا
ليلة عصيبة تلك التي كانت تمر بها تحتضن صغيرها بقوة وعقلها يسبح في هواجس ومخاۏف تكاد ان تودي بعقلها كلمات هويدا تنعاد برأسها موضوع الزواج ثم التلويح عن أمان طفلها متى هذا الکابوس ان ينتهي وكيف تجد الحل في النجاة بنفسها وبطفلها لماذا رحل ليتركها هي وصغيرها وسط هذه النيران المشټعلة حولهما ليته ما جاء هذا الميراث اللعېن ليتها تجد طريقا للهروب من كل شيء
وفي الجهة الأخرى
كان هو على اريكته بشرفة الغرفة يساوره قلق متعاظم لا يعرف سببه مع أن قلبه يحدثه باسمها أو ربما التفكير الكثيف بها هو من أدخل بعقله هذا الظن 
لا ينكر انها احتلت كيانه منذ أن رأى عودتها لقد كانت في الأمس نجمة أحلامه اما الان فقد الان فقد اكتسحت كل تفكيره وأي شيء من مهمام او مشاكل أو حتى امور أسرية يأتي خلفها 
اخرج تنهيدة مثقلة ومعضلتها تؤرق نومه وتمنع عنه راحة البال كيف السبيل لتصبح تحت جناحه ورعايته كيف له أن يحميها من كل العيون المتربصة والنفوس الجائعة للفوز بها لن يهدأ حتى يجد الحل لكن الى ان يأتي ذلك كيف له أن يأمن عليها وقد قرأ العيون التي تحاوطها هو رجل ويعلم فيما يفكر الرجل حينما ينظر لامرأة 
صاحي عندك من امتى يا غازي
هتفت بالسؤال زوجته وهي تنهض عن تختها وترتدي خف قدميها في الاسفل بنصف التفافة برأسه رد يجيبها باقتضاب
مش جايني نوم نامي انتي 
تثابئت بصوت عالي لتردف بعدها وقدميها تتحرك للجهة الأخرى
انا جايمة اخش الحمام أصلا ع العموم لو عوزت حاجة تبجى تناديني 
ختمت بتثاؤب اخر لتختفي ذاهبة نحو وجهتها ليمدم هو في أثرها بانشداه
يا ريتني اخد ربع تناحتك ع الأجل كنت هجدر انام دلوك
في اليوم التالي
وقد تأخرت عن عادتها في النزول مبكرا كعادتها قاصدة عدم الاحتكاك بأحدهم حتى حينما قابلت سليمة لم يقوى لسانها على التفوه ببنت شفاه امامها وحتى لا تشعرها بشيء قامت بالأعمال الروتينية في تنظيف المنزل واعداد وجبة الإفطار التي اسرت على تناولها معها دون التوجه للأسفل وتناولها مع الجميع ظلت مع طفلها وأفكارها المشتتة الا استدركت نقص الحليب من وجبته وهو شيء اساسي لا تستطيع حرامانه منه ف اضطرت
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 181 صفحات