الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 53 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


كي تجاري خطوته الواسعة توقفت اخيرا اعلى الدرج الرخامي وذلك لتوقفه بصغيرها أمام السيارة السوداء الفارهة يشير لها بيده يدعوها
تعالي ياللا انتي لسة هتوجفي
مكانك 
طالعته بلهاث وكأنها تسمرت محلها لا تصدق فعله لقد اجبرها العدو خلفه كالجرو بعد ان خطڤ صغيرها وسبقها به والذي اسعده الأمر هذا الأحمق حتى ظنها لعبة ليطلق الضحكات مستمتعا بعدو والدته خلفه 

بقلة حيلة استجابت تحرك اقدامها حتى وصلت إليه وقبل ان ينبت فاهاها ببنت شفاه وجدته يفتح باب السيارة لها بفعل تراه فقط في الأفلام يدعوها
ممكن تدخلي على طول من غير ۏجع جلب ولت وعجن 
اشتعلت عينيها ليتوهج اللون الأسود بصفاء نحوه رغم حدتها في الحديث 
بتفتح باب العربية ليه هو انا مش جولتك اني هينفع اركب معاك انا اتصلت باخويا وزمانه جاي 
كاذبة 
تفوه بها داخله قبل ان يقارعها بقوله
وان شاء على ما ياجي اخوكي هتجعدي هنا مستنياه طب افرضي انا تبعت جنانك وسيبتك ومشيت وبعدها رجع الواد ده اتعرضلك من تاني ساعتها ما تلومنيش لما تلاجيني مفرغ طلق الفرد بتاعي كله في صدره 
قالها بشراسة ارعدتها وقد وصلها انه جاد في تهديده بهذه النظرات المتحفزة لن يثنيه شيء ما دام يأخذ الأمر على كرامته 
ابتلعت غصة حلقها لتذعن مرغمة لرغبته ولكنها تراجعت لتفتح الباب الخلفي إلا أنه فاجأها بقوله
وه يا بت عمي عايزة تركبي من ورا وانا ابان كيف السواج الخصوصي عندك ترضهالي دي يا نادية وانا كبير عيلة
توسعت حدقتيها بإدراك سريع أنه يريدها تجلس بجواره في الأمام لتردف له بلهجة لائمة
ما انا جولتلك من الاول ملهاش لزوم روح انت على طريجك وانا هوجف تاكسي 
نادية 
قطع بنداءه باسمها ليكمل بحزم امر
اركبي على طول ومفيش كلام تاني انتي مع واد عمك كبير عيلة الدهشان مش عيل صغير الناس تجول وتحكي في سيرته
لقد غلبها ادحض حجتها وخمد مقاومتها فلم يعد بإمكانها سوى الاستسلام لتدلف صافقة الباب بقوة بعد ان استقلت بجواره على غير ارادتها 
تبسم هو داخله ليطبع حانية على وجنة الصغير الذي لم يهابه حتى الان ليهمس له بجوار اذنه قبل ان يتخذ مقعده بجوارها ويقود
ايوة كدة يا صاحبي عايزاك دايما في ضهري دا انت حبيبي والله 
انتظرته حتى دلف معها داخل السيارة ليأخذ وضعه على مقعده قبل أن يتولى القيادة ويدير المحرك حتى تتمكن من أخذ صغيرها ولكنها تفاجأت بفعل معتز الذي هلل بصړاخ وشغف يضع كفيه على عجلة القيادة بفرح غامر جعلها تزبهل لفعله وجلجل هو بالضحكات بعدم تصديق لفعله مرددا
ايه ده يا باشا عجبتك العربية تعالى سوجها معايا كل يوم 
واصل مقهقها لأفعال الصغير قبل ان ينقل بنظره نحوها متوقعا شيئا اخر غير الذي يراه فقد تفاجأ بها تزيح دمعة سريعة من طرف عينيها قبل ان تشيح بوجهها عنه مغمغمة بصوت ضعيف
معلش متاخدش عليه أصله كان متعود ع الحركات دي مع ابوه ما هو كان بيلف بيه في كل مرة جبل ما يروح على شغله 
على الفور خبئت ابتسامته وتأثر بقلب موجوع لحاله ليتحمحم مقبلا الطفل من جنته مغمغا بصوت خفيض لم يصل اليها
يا حبيبي يا ولدي 
قالها ثم تمالك ليدير محرك السيارة انتبهت لفعلته لتستدير على الفور وتمد يديها كي تتناوله منه لكنه رفض يوقفها بكفه
سيبيه هو جاعد كدة مستريح 
احتجت پغضب
مستريح كيف مينفعش طبعا دا غير انه غلط في قانون المرور احنا في البندر مش في البلد 
التف نحوها يردف بتصميم
ملكيش دعوة لو ع المرور متشغليش بالك وبرضك اطمني مش هعرض حياته للخطړ ان شاء الله دا كفاية فرحته 
قال الأخيرة موجها نظره نحو معتز الذي اندمج في متابعة الطريق وكأنه يقود بحق ليتابع بمرح
لأ ومركز تمام يعني باشا والله يا ولدي باشا 
اندمجت هي بقوله مع فعل صغيرها لتغزوا ابتسامة ضعيفة ملامحها اسعدته قبل أن تستدرك لأنظاره المسلطة عليها لتشيح بوجهها للجهة الأخرى نحو مراقبة الطريق من النافذة المجاورة لها بعد ان تورد وجهها خجلا لهذا الفعل البسيط مما زاد من سعادته ليطبع على وجنة الصغيرة 
يا حلاوتك يا معتز 
يتبع
الفصل العاشر
هتف عيسى متسائلا بعد ان قص عليه الاخر ما حدث معه منذ قليل فور أن وطئت أقدامه ساحة المنزل الكبير ووجده بالصدفة أمامه
بتجول مين غازي الدهشان! ودا ايه اللي جابه المستشفى
ضړب سند بقبضته باطن كف يده الأخرى يدمدم بحنق شديد
أيوة هو زفت مش عارف ايه اللي جابه اساسا الساعة دي دا انا كنت خلاص على وشك ان اوصل لأي نتيجة معاها ضعفت معايا يا عيسى كانت عايزة تهرب لكني كنت سادد عليها السكة وجه ده زي الجدر المستعجل بوظ كل اللي كنت بعمله دا غير انه أهاني وهزجني جدامها انا كان هاين عليا اطبج في زمارة رجبته بس اللي منعني هو خۏفي من اللي
 

52  53  54 

انت في الصفحة 53 من 181 صفحات