الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 55 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


مع واحد مچنون
حينما وصل بالسيارة بالقرب من المنزل على الفور ترجلت لتردف له معبرة عن امتنانها
الف
شكر عل تعبك معانا معلش لو تعبناك 
متجوليش كدة يا بت عمي دا واجب عليا 
قالها واقدامه تحط على الأرض حاملا معتز الذي على وجنته يخاطبه متسائلا
ان شالله يكون الرحلة عجبتك يا باشا

تعجبت نادية لضحكات ابنها وكأنه فهم على قول الاخر وهذا التقبل الذي تجده منه له سريعا واستجابته لأي مداعبة يتلقاها منه كلها امور تثيرها بالدهشة بحق
كانت في طريقها لتلتف حول السيارة وتتناوله ولكنها تفاجأت بخروج شقيقها من باب المنزل وخلفه هذا السمج ناجي وكأنه أصبح من اصحاب المنزل 
رؤيته لم تكن ثقيلة عليها وحدها بل عليه ايضا فقد تجهم يطالع الاثنان بنظرات حانقة قبل أن يهتف باسم شقيقها يقطع عنهم التساؤل من بدايته
عزب عايزك في كلمتين 
يا واد الفرطوس على النعمة اروح ابندجه 
هتف بها ناجي فور ان سمع القصة من صهره لينهض فجأة يجفل الاثنان بانفعاله الغاضب
أنا لازم اربيه عشان ما يكررهاش تاني 
هدر غازي يوقفه بنداء حازم امام دهشة الاخر
وجف يا ناجي وارسى مكانك 
اعترض الاخير محتجا يجادله
وايه اللي يخليني اجعد ولا ارسى مكاني العيال دي زودوها لما احنا سكتنالهم والسكوت دا هيخليهم يزيدوا أكتر لازم يبقى في وجفة 
قالها وهم ان يتحرك ولكن الاخر كان صارما بقوله
عليا النعمة لو زودت خطوة تاني لتشوف اللي يحصلك يا ناجي ما انا حكيت ع اللي عملته مع الزفت ده وخليته يمشي وجفاه يجمر عيش ولا هي فتونة وبس عشان تفرض عضلاتك جدامنا 
قال الاخيرة بقصد فهمه عزب جيدا لذا تدخل هو الاخر بلوم
انا اخوها يا ناجي يعني الاولى اطلع انا لو شايف ان الأمر يستدعي زي ما جال غازي ولا انت مش شايفني راجل يعتمد عليه ولا اعرف اجيب حج اهل بيتي 
استطاع ان يحجمه بقوله حتى تراجع متحمحما بخشونة يقول بأسف
متجولشكدة يا ابو محمود انا بس خدتني الحمية ويمكن لغيت عجلي في لحظة عصبية
جلس بجواره يربت على ركبته متابعا
ما تزعلش مني ياخوي محدش يجدر يتخطاك 
امتعض غازي بمشاهدة ما يفعله هذا المتحذلق يكتنفه الامتعاض لهذا الأسلوب الذي يتبعه في مداهنة صريحة لعزب والغرض منها معروف مما زاد عليه بالحنق لينتفض فجأة مستئذنا
طب انا بجول نمشي على كدة ونفضها ياللا يا ناجي تعال معايا اوصلك بالعربية 
اعترض الاخير ليتكأ للخلف واضعا قدم فوق الأخرى مرحبا له
لا روح انت امشي انا جاعد اهرج مع واد عمي شوية ما هو انا مش غريب على أهل البيت هنا ولا انت ايه رأيك يا عزب
أومأ له الاخير برأسه وقد اجبره على محاباته
وماله يا واد عمي بيتك ومطرحك وانت يا غازي مطراتش يعني اجعد لحضة اشرب كوباية الشاي حتى 
لا مليش نفس يا سيدي لشاي ولا لأي حاجة في الدنيا عن اذنكم
قال الاخيرة پعنف ليستدير مغادرا على الفور يغمغم بحنق بعد ان رمق صهره بنظرة حادة
ابوه برودك يا اخي عيل غتت بحج بالظبط زي اختك في تجل الډم
وفي منزل الدهشان 
صدر صوتها كصړخة ارعدت الصغيرات بجوارها في حديثها على الهاتف مع احداهن
انتي بتجولي ايه يا بنت انتي مين دي اللي جاية في عربية مغ جوزي وراكبة من جدام كمان اخرسي يا بت واجفلي انا لازم اتأكد بنفسي لكن قسما بالله ما يكون كلامك كدب لكون محساباكي على الهرتيل ده اجفلي بجولك 
انهت لتقلب في السجل تبحث عن صاحبة الرقم المعروف لديها لكنها لم تجيب على الفور لتطلق من فمها وابلا من السباب والشتائم القبيحة بدون أدنى انتباه لوجود الفتيات بجانبها حتى وضعت احداهن 
كفيها على أذنيها كما علمتهم عمتهم روح لعدم سماع الالفاظ القبيحة أو أي شيء سيء يخطئ به الكبار 
وفي هذه الاثنان دلف غازي إليهن بعد عودته من الخارج ليسمع ويرى بأم عينيه ما تتلفظ به زوجته المصون حتى أزعج الفتيات 
فتنة 
صدرت صيحة النداء القوية باسمها لتلتف اليه على الفور بعد ان كانت معطية له ظهرها 
برقت عينيها تطالعه بحدة لم يغفل عنها حتى أمر أكبر بناته 
بت يا أيه خدي خواتك وانزلي بيهم تحت عند عمتك روح ولا العبوا في الجنينة 
حاضر يا بوي 
كان رد الطفلة قبل ان تسحب شقيقاتها وتخرج بهن اذعانا لأمر أبيها وهروبا من ڠضب والدتهن وقد بدت هيئتها مرعبة بوقفتها واهتزاز جسدها بتحفز كامل للشجار مع زوجها والذي كان على استعداد تام بل وبادرها 
واجفة معوجة وبتزغريلي بعينيكي دا غير الزفت اللي كان بيطلع من خشمك من ساعة ما دخلت من غير حيا وخشا جدام البنات ما تتتعدلي يا بت 
لم تأبه لصيحته بل زادتها ڠضبا في الرد عليه
يعني هيكون مالي يا واد عمي أكيد فرحانة طبعا لجوزي الشهم الرجيل وهو عمال يوصل الحريم المسهوكة ويشيل عيالها على رجليه
 

54  55  56 

انت في الصفحة 55 من 181 صفحات