الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 69 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


أتاريك بتعمل كدة بس عشان تتحداه وتبين جوتك جدامه 
وكأن الكلمات لم تخترق اذنه تجاهل ليعود لغفوته غير ابها بأي شيء
وفي داخل غرفته 
دلفت اليه لتصطدم بنظراته القاتمة نحوها واجما يعتلي الهم قسماته ليزيده كبرا فوق سنوات عمره 
إنت رجعت يا سبعي دا انا افتكرت واحدة من البنتة جات من الدرس لما سمعت صوت الباب

خطت لتتخذ مقعدها جواره سائلة
جيت بدري من الشغل يعني 
ظل على صمته لتتابع قاصدة فك جموده
بقوله
انتي جاية تبلفيني زي ما جالك ولدك يا شربات 
على الفور اشاحت بوجهها عنه تعوج شفتيها على زاوية واحدة وقد تأكدت بسماع حديثها مع ابنهما مالك دار ذهنها سريعا لتتذكر ان كانت أخطأت هي الأخرى أم لا حتى تأكدت من سلامة موقفها لتعود اليه سريعا بتبرير
متخداتش عليه يا خوي ولدك فاير والسن ده اللي بيجولوا في التليفزيون سن الخطړ هو من حرجته عليك وع اللي جرالك معرفش يعبر 
مال بوجهه نحوها مرددا بملامح مشتدة وقد ذهب عن وجهه الهزل
يعني هو يجل ادبه عليا عشان معرفش يعبر يا شربات بذمتك انتي مصدجاها دي طب حتى جولي بحاجة تدخل العجل 
على الفور تلبست ثوب المسكنة لتوجه الحديث نحو الوجهة التي تريدها 
لا يا خوي مش هكدب عشان هو ده اللي حازز في نفس الواد ومدمره من جواه انت فين حدك يعني لما عيل كدة طالع على وش الدنيا يلاجي ابوه مش عارف يجيب حجه من ناس حاطة يدها عليه وهو زي العاجز ومش عارف يلاجي صرفة 
عرفت جيدا انها وصلت لهدفها حينما رأت الوجوم الذي کسى ملامحه مع هذه النظرة التي تعرفها جيدا منه لتزيد عليه قائلة
معلش عاد اهو نصيبه كدة 
قالتها لتنهض من جواره وقد نجحت في صرف حقده عن ابنها بعد أن وجهته للجهة الأخرى التي تريدها 
على المائدة الكبيرة والتي ارتصت عليها العديد من أصناف الطعام تجمعوا جميعا لتناول وجبة الغداء التي أعدتها روح مع باقي العاملات في المنزل بطاقة عالية من النشاط ابتهاجا بحضور رفيقة لها وقد عزمت داخلها أن تزيد من صلة القرب بينهما 
كلي يا نادية وسيبي الواد طبجك جاعد زي ما هو مجربتيش عليه يا بت 
هتفت بها تضع قطع أخرى من اللحم امامها لتزيد من خجل الأخرى والتي تخضب وجهها بالحمرة الشديدة بعد أن كشفتها وهي اللي اتخذت إطعام ابنها حجة 
انتبهت عليها جليلة تتدخل بينهم
هاتيه منها يا روح هي طول ما هي جاعدة توكل الواد مش هتعرف تاكل 
رفضت الأخيرة ترفع الطفل من والدته
وانا روحت فين يا خالة 
قالتها تضحك موجهه نظرتها بمرح نحو نادية بعد ان اجفلتها بخطڤ الصغير منها تأمرها بحزم محبب قبل أن تجلس وتضعه بحجرها
كلي يا بت كلي 
حاولت أن تتجاوب معها بابتسامة ظهرت وقد غلبها خجلها لتهمس لها بنظرة محذرة
خلاص يا روح 
زادت الأخيرة بمشاكساتها
معندناش خلاص احنا والكلام الفاضي ده اسمعي الكلام بجولك 
تدخلت الجدة بحزم هي الأخرى
ما تاكلي يا بتي خلي البت دي تهمد على حيلها دا اكنها اتجنت بجيتك النهاردة 
ضحك الجميع على مزحة الجدة إلا فتنة فقد اجبرت نفسها على الابتسام بصعوبة وڼار ټحرقها برؤية ما يحدث امامها يعيدها لنفس العادة القديمة بخطڤ الانظار نحوها والتسابق للإهتمام بها ضغطت ټلعن زوجها فقد كان ينقصها إعادة احقاد الماضي الان 
أما هو فقد كان في عالم اخر يدعي الحديث مع عزب ويوزع اهتمامه بالصغيرات يخطف النظرات نحوها كل دقيقة وقد وضعت همها بالطعام حتى تتخلص من إلحاح شقيقته وورود الوجنتين نتيجة حيائها الشديد تدعو المتيم لقطافها تفتح الشهية برؤيتها يشعر بلذة الطعام بحلقه وكأنه يتذوقه لأول مرة
مساء الخير عليكم 
اغمض عينيه وقد علق الطعام بوسط حلقه بمعرفة جيدة لصاحب الصوت تلتقط اسماعه حركة تقدمه نحوهم
دون أن يلتف إليه ولو برأسه ولا حتى يجيب التحية التي ردد بها معظمهم ليفاجأ بفعل زوجته التي نهضت عن مقعدها تدعوه بلهفة
تعالى يا ناجي تعالى كل معانا دا انت باين حماتك هتحبك 
تقبل دعوتها ممازحا
شالله يارب يسمع منك يا فتنة يا اختي انا فعلا والله جعان 
قالها ليجلس على الكرسي الذي اشارت نحوه بحركة كشفتها امام زوجها الذي امتقع وجهه يناظر سماجة الاخر والذي قصد ان يجلس امامها ويخاطبها بالحديث مباشرة
وانا اجول السرايا منورة ليه عاملة ايه يا نادية 
أومات رأسها تجيبه بصوت خفيض خرج على مضص
زينة والحمد لله تشكر 
واصل بالحديث متلهفا وكأنه قاصدا قفل شهيتها
تشكريني على ايه بس والواد معتز جاعد على حجر روح عامل ايه يا واد طلعت عينيا باللف واحنا ندور عليك امبارح رجالتك لجيوه فين يا غازي
تمالك بصعوبة الا يسبه فخرج صوته على مضض
ما تاكل يا ناجي مش وجت حكاوي دلوك كل 
اه والله عندك حج 
تفوه بها ليهجم على الطعام يتناول قطع اللحم بنهم وابصاره منصبة
 

68  69  70 

انت في الصفحة 69 من 181 صفحات