الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 71 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


خاېف احسدكم والله 
تصدج صح الله أكبر في عنيك ما بتجيش غير في الوجت المناسب طب نجي وجت اما يكون ناجي جاعد 
قالها غازي بانفعال خرج كمزحة ضحك عليها عارف قبل ان ينضم معه على أحد المقاعد أسفل المظلة 
وكالعادة انسحبت من أمامهم نحو وجهتها ولكنها هذه المرة اتخذت طريقها نحو الاستراحة ټخطف انظار شقيقها الذي ظل متابعا حتى انفتح الباب فلمح طيف معذبته سريعا قبل تغلق الباب عليهما وقلبه يرفرف بلهفة يشتاق لإشباع عينيه من رؤيتها حتى يرتوي الظمأن بعد سنين عجاف 

انتبه فجأة نحو الرأس الممتدة بجواره ليعلق بحنق
خبر ايه يا عارف هو انت استحليت المجية هنا ياك
ضحك الاخير يجيبه ببساطة
ما انت كمان لزجت هنا وعجبك الجو يعني هي جعدتي اللي هتعمل مشكلة
اممم
زام بفمه وامتعضت ملامح وجهه ليرد بابتسامة صفراء 
انا جولت من الاول فيلم الحب وعڈابه ده واجف عليا بخسارة منور يا عارف 
ينبع
الفصل الثالث عشر
سلطان القلوب حين يقرر لا ينتظر أسباب 
يحكم بما يهواه حتى لو ضد رغبة صاحبه 
أعمى عن عيوب معشوقه مهما بلغت 
جامح عن الحكمة وتحكمات العقل 
غافل عن قصد 
جاهل رغم علمه 
لا يسمع إلا ما يريده
يسير بلا بوصلة توجهه نحو الطريق السليم 
فلا سلام ولا أمان حين يتملك
وشقي هو من يعارضه! 
بنت_الجنوب
خرج من باب منزله صباحا وعينيه منصبه نحو باب الاستراحة يزفر انفاس متتاليه بضجر وقد مل من استمرار انغلاقه أمامه مل من اختفاءها بالداخل 
كم مر عليه من الأيام منذ مجيئها لا يعلم ولم يعد يحسب كل ما يذكره هو عدد التقاط عينيه لطيفها عدد المرات القليلة له بلقاءها صدفة حينما يسعده الحظ اذا رأها مع شقيقته أو جدته في حديقة المنزل والتي لا تخرج إلا حينما تبحث عن ولدها 
قاسېة هي ان تكون بجواره وهو محروم من إشباع انظاره من حسنها خجلها الشديد الذي يمنعها من الحديث معه 
أصبح نقمة عليه يريدها يريدها 
برغم من التماسه العذر لها إلا أنه يستنكر هذه العزلة المقصودة منها 
توقف ليسند بظهره على جذع أحد الأشجار الضخمة الملتفة بطول السور المحاوط للمنزل يجمح نفسه بصعوبة عن الذهاب ودفع الباب بيده ليراها أو يحثها على الخروج حتى ترى العالم وتكف عن القوقعة التي حبست نفسها بها لو كان يملك الحق لفعلها ولم يتأخر لحظة 
رايحة فين يا روح
سأل شقيقته يوقفها من وسط المسافة بعد أن لمحها على وشك الخروج من الباب الخارجي زوت ما بين حاجبيها باستغراب تام لوقفته الغريبة ثم ما لبثت ان تغير طريقها حتى وصلت اليه لتسأله بفضول وابتسامة مشاكسة
ايه يا كبيرنا جاعد واجف جمب الشجر المرة الجاية هلاجيك فوج السور 
زجرها محذرا
روح 
زاد اتساع ابتسامتها لتردف بمزاح
بهزر معاك يا كبيرنا وه انت مبتحبش الهزار 
لا مبحبش الهزار 
ردد بها بملامح ممتعضة وشعوره بالغيظ من نظرتها الكاشفة له يزيده حنقا
ماتبطلي يا بت بصتك الباردة وردي ع السؤال جوليلي رايحة فين
لم يؤثر بها صيحته بل زادتها ابتهاجا داخلها حتى لم تقوى على كبت ضحكتها لتتماسك اخيرا أمام احتداد ابصاره نحوها
خلاص يا عم متزعلش جوي كدة ع العموم يا سيدي انا رايحة البوسطة اخد طرد الشحن بتاع الكتب اللي كنت طالباها جريب 
زفرة ضعيفة خرجت منه تعبر عن سأم يكتمه بداخله ف أمرها الذي طال اصبح يثقل كاهله حتى كره هذه الكتب التي تسرقها عن عالمها والواقع الذي يعيشون يراوده شعور أحمق ان إسرافها في الخيال هو المتسبب الأساسي في تمردها 
وهي الذكية لم تغفل عن تبدل ملامحه وما يرواد عقله من أفكار وهواجس لذلك تابعت
غازي يا دهشان انا قارية كل اللي بيدور في دماغك دلوك شيل من مخك الافكار دي انا مش
مراهقة ولا عيلة صغيرة عشان انجر ورا الاحلام ومعرفش احدد هدفي وبلاش نعيد ونزيد في كلام احنا حفظناه انت ادعيلي بس ربنا يفك عجدتي 
امين يارب ان شالله عن جريب 
تضرع بها رافعا كفيه إلى السماء تمتمت هي ايضا خلفه لتهم أن تغادر وقبل ان تستدير بجسدها اوقفها مرة أخرى
استني يا بت هي طارت على مشوار البوسطة 
طالعته باستفسار اجاب عنه حاسما أمره
انا عايز اكلمك في موضوع 
موضوع ايه
أجلى حلقه يجسر نفسه حتى لا يتردد امام طلبه منها
انا كنت عايز اكلمك في موضوع نادية 
مالها نادية ليكون حصل حاجة عفشة لا قدر الله من ناس جوزها 
تسائلت قاطبة وقد زادها توجسا داخلها خشية حدوث شيء لا تعلمه سرعان ما صحح لها
لا يا ستي متجلجيش الحمد لله مفيش حاجة انا بتكلم على حبستها 
حبستها! 
أيوة حبستها يا روح من ساعة ما جات وهي جافلة عليها باب الاستراحة مبتطلعش غير نادر جوي لا بتاجي عندنا تسلم على جدتي ولا تجعد معاكي خبر ايه دا لولا ان بشوف ولدها في الجنينة احيانا مع
 

70  71  72 

انت في الصفحة 71 من 181 صفحات