الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 73 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


لدرجادي مش حاملة كلامي 
أطبقت جفنيها پألم فهو لا ينفك أن يذكرها بمعاناته ومعاناتها معه في رغبته بها ورغبته هي في رجل اخر 
ولكن هي من حقها الاختيار وقد دفعت ثمنه باهظا في الإنتظار 
عادت اليه تخاطبه بلهجة ناصحة عله يسمع
يا عارف يا ولد عمي ياريت تاخد بالك ان احنا جاعدين في شارع والعيون كلها مسلطة علينا بلاش حد يفرح فينا ولا يجيب سيرتنا 

رد بوجه جدي خلى من أي عبث تقطر نبرته مرارة ما علق بحلقه منذ سنوات عدة
مين اللي هيفرح فينا ولا يجيب سيرتنا انا عايز اشوف الناس دي واعرفهم مجامهم دا لو في ناس اصلا واخدة بالها من اللي بتلمحي اليه 
توقف برهة متفرسا ملامحها الهاربة منه وفعلها المقصود من أجل أن يتركها ويرحل 
بلاش تبينها جوي كدة يا بت عمي أنا ماشي وهسيبك تمشي مش هخطفك يعني ولا اعمل اللي بيوزني عليه شيطاني سلام يا روح عارف 
برقت بعيناها تشيعه وهو ذاهب بنظرات حاقدة كلماته الأخيرة زادت من اشتعال الڼار بجوفها لماذا لا يخرجها من عقله لماذا أصر على إفشال زيجته من أجل أن يعود إليها
احتلت مقعدها تطالع الطريق الذي تقطعه السيارة وعقلها يعود لذكريات لم ولم تنمحي من ذهنها حينما زاد بضغطه قبل سنوات حتى جعل غازي يتعاون معه في الإلحاح واستخدام كل الأساليب المؤثرة بها حتى سحب منها موافقة على غير اردتها لتجد نفسها مرتدية لخاتم خطوبته والحكم أصبحت مخطوبة له رغم تشتتها الدائم في تفسير مشاعرها نحو عمر والذي كان صامتا طول الوقت رغم افتضاح نظراته رغم كل افعاله معها حتى تأكدت من ظنها حينما اختفى فجأة بعد ذلك لتعلم من شقيقته انه ظل ملازما الفراش لسبب مجهول جعل الجميع يحتار في علاجه
وبدون تفكير وجدت نفسها ټقتحم المنزل بحجة زيارة صديقتها ورؤية المړيض كواجب عادي في منزلهم البسيط حتى انه كان خاليا من غرفة له تخصه لتجده في فناء الخارجي بجسده الذي ازداد نحولا بصورة أوجعتها جالسا بشرود رجل تخطى السبعين ليس كشاب في سنوات عمره العشرون 
عمر
ألتف إليها بنظرة فارغة منطفئة لم تعهدها منه رغم طول معرفتها به ليطرق رأسه بعد ذلك حتى اقتربت لتسأله بلهفة
إنت عامل ايه دلوكت
كويس والحمد لله 
صوته خرج بخفوت وعيناه حادت عن النظر إليها بتجاهل تام دون اهتمامه المعروف لولا أن اجلستها صديقتها لتضايفها لاتخذت طريقها نحو الخروج جمود جعلها تخرج عن صمتها بجرأة تفاجئه
عمر متخلينيش اظن ان سبب الجلبة دي مش تعب عادي زي اللي نعرفه وليكون حزنت على خطوبتي
حينما ارتفعت رأسه بهذه النظرة المحتدة منه إليها تأكدت من ظنها
طب ولما انت كدة ما اتكلمتش ليه طول عمرك جاعد ساكت عايزانى اجعد رابطة حالي جدام واحد ساكت 
ساكت عشان معاييش 
هتف بها مقاطعا بانفعال اكبر من انفعالها واستطرد بصوت مهزوم
انا واحد جليل الحيلة لا املك المال ولا حتى الأصل اللي يوصلني لبنت السلطان بهد حيلي في الشغل واحط الجرش ع الجرش واعمل جمعيات وفي الاخر تروح في جوازة بت من خواتي ولا عيا ابويا ولا امي يبجى اتكلم بأنه حجة
بس انا مش بت السلطان 
لكن أنا عمر الغلبان
كان هذا اول اعتراف صريح تتلقاه منه ويالها من قسۏة حينما ينال المرء أكبر امانيه في غير وقتها اغرورقت عينيها بالدموع امامه تترجاه ان يتجرأ في التقدم لها وتفسخ هي خطبتها من أجله وستفعل المستحيل من أجل أتمام الأمر ولكنه ابى ورفض بقوة بل واعتبرها دناءة وسوء خلق منه إن أطاعها في ذلك 
لتخرج من منزله محطمة مستسلمة لقدرها في الارتباط
من رجل اخر غير الذي تحبه لكن حكم القلوب كان أكبر من مقدرتها 
وصلنا يا ست هانم 
بتجول حاجة يا عم عبده
تسائلت بذهن مازال عالق في ذكريات مضت وقد غفلت عن توقف السيارة امام منزلهم
أنا هدخل معاكم 
هتف بها فور أن ترجل من سيارته بصحبتهما همت جليلة أن ترحب بقراره ولكن ابنتها سبقتها بالرفض قائلة
بلاش انت تعطل نفسك وروح على مشوارك 
ارتفع حاجبه الأيسر بنظرة خطړة يخبرها بتسلط
ما عنديش مشاوير وحتى لو في انا برضوا لازم اطمن بنفسي ع الراجل التعبان 
الټفت لوالدتها بنظرة راجية تطلب منها العون خشية خروج الأمر عن السيطرة كالمرة السابقة بأن يتشاجر مع سند أو عيسى فهم في نفس الخانة بالنسبة إليه
ولكن جليلة كالعادة خذلتها بموافقتها
وماله يا بتي ما هو كبير ناسه وواجب عليه برضوا الزيارة ولا عايزاهم يجولوا وجف على باب المستشفى ومدخلش 
يالا يا ولدي خلينا نلحجوا بسرعة 
قالتها جليلة تسبقهم في صعود الدرجات الرخامية نحو المدخل حاملة بيدها معتز وظل هو واقفا في انتظارها بنظرة أبلغ من الحديث حتى استلسمت لتلحق بوالدتها وهو خلفها يخطو بحمائية وتحفز لأي فعل 
كما توقعت بمجرد أن وصلت للقسم المقصود انتصبت رؤوس الاثنان عيسى وسند
 

72  73  74 

انت في الصفحة 73 من 181 صفحات