الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 83 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


أتت معها بالفعل وكانت الجلسة بداخل غرفة المرأة العجوز والتي ألزمها المړض الا تترك الفراش ولكنها اعتدلت بهمة فور ان وجدت حبيب قلبها معتز حتى ظلت متشبثة باشتياق
يا حبيب ستك انت اتوحشتك يا غالي 
متشفيش عفش يا جدة ربنا ما يحرمك منه ابدا
عقبت هويدا تعقيبا على كلماتها
لا ما هي اتحرمت منه صح يا نادية يعني هتخلي الزيارة اللي كل شهر ولا خمس تاشر يوم حتى زي جعدته معاها في نفس البيت 

اطلقت تنهيدة مطولة ثم تابعت تشيح بوجهها للناحية الأخرى
ليها حج تتعب وتعيا مدام الحبايب كلهم فارجوها 
أطرقت نادية تسبل أهدابها عنها بحرج فتدخلت روح التي لم يعجبها نبرة اللوم في لهجة المرأة
معلش يا خالة هي الدنيا كدة مفيش حاجة بتجعد على حالها اهو انا جدامك اها ابويا وامي فاتوني ومفاضليش غير خواتي بس وجدتي فاطمة اللي فاضلالي من ريحة الحبايب رغم ان عمامي الاتنين عايشين وعيالهم وحريمهم هعترض بجى واجول اشمعنا 
ربنا يكرمك بالعريس يا بتي وتعمري بيتك بالعيال مع اني مستعجبة لجعدتك لحد دلوك هي الرجالة عميت اياك
وضح جليا ان القصد من خلف الكلمات هو إحراجها حتى أن نادية ازدرت ريقها بتوتر تراقب بوجه شاحب رد روح والتي أذهلتها بابتسامة ما أجملها
لا طبعا ما عميتش بس انا بجى اللي بتجلع على كيفي اخر العنجود واخت كبيرة العيلة والبلد كلها حجي بجى احط رجل على رجل براحتي انا مش عايزاكي تفهميني غلط ولا تجولي عليا متكبرة بس اه عاد انا نفسيتي كدة
استطاعت بالفعل ان تفحم المرأة والتي امتعضت لتتمتم الرد عليها بمضض
وماله يا بتي حجك برضوا اتجلعي على كيفك 
اخفت روح ابتسامة مستترة بصعوبة تتبادل النظر مع نادية بشقاوة والتي غيرت دفة الحديث بعد ذلك بسؤالها
امال فين امي سليمة مجعداس معاكم ليه النهاردة
ردت سکينة بصوت ضعيف
روحيلها فوج يا بتي في شجتك حكم دي جافلة على نفسها من الصبح 
جافلة على نفسها ليه حد مزعلها
عادت هويدا لتهكمها وقد وجدت في الرد على السؤال فرصتها
وهي لسة هتزعل دا لسة اللي جاي كتير خليها تحضر نفسها من دلوك 
قبل ساعات
لم تعرف السبب الذي جعلها تستيقظ من غفوتها على فراشها في هذا الوقت المتأخر من الليل لتفتح أجفانها وكانت المفاجأة حينما أبصرت لتجده جالسا على طرف التخت بجوارها مسلطا عينيه عليها بكل صفاقة الأمر الذي جعلها تعتدل على الفور بجذعها لتجزره پغضب
انت إيه اللي جابك هنا وجاعد في أؤضتي وعلى سريري كمان
ضحك بصوت متحشرج
نتيجة الټدخين المستمر ليرد ببرود أذهلها
طب وفيها ايه لما ابجى في أؤضتك واجعد على سريرك أو حتى انام عليه جمبك!
مال في الأخيرة مما جعلها ترتد للخلف بجذعها ليصدح بضحكة قميئة أثارت استيائها قبل ان يصعقها بقوله
مش انتي مرتي برضوا يا سليمة ولا طول البعد نساكي سامحيني يا غالية
دفعته بضړبة قوية من قبضتها فور إن مال عليها للمرة الثانية لتنهض على الفور من الجهة الأخرى تنهره بحدة
كانك اتجنيت ولا اتخبلت ولا يمكن مزود في العيار حبتين لم نفسك يا فايز انا معنديش مرارة للسكرانين 
مصمص بشفتيه مستمرا في ضحكاته لينهض ويقابلها في وقفتها ثم ما لبث أن يزيدها اندهاشا بكلماته المصاحبة لتأمله الفج لها
لساكي مليحة وفي عزك وشك مشدود وما في حتى خط واحد مجلد ولا شعرك اللي لساه طويل وغزير ولا حتى شعره بيضة فيه
توقف تطوف عيناه عليها بنظرات وقحة متابعا
ولا جسمك كمان!
لم نفسك يا فايز 
صاحت تحذره بسبابتها ولكنه تجاهل ليردف بقصد واضح
عودك مفرود ولا حتى بت عشرين سنة باه يا سليمة انتي بتصغري ولا تكبري يا مرة
ضاقت عينيها هذه المرة باستدراك متأخر ليخرج سؤالها بازدراء
وأخرتها يا فايز غرضك ايه من اللعب الماسخ ده
هو سؤال ومحيرني 
تمتم بما ثم مال ليستند بكفه جوار رأسها على الجدار من خلفها ليطلق زفرة طويلة يتابع وأطراف أصابعه تتلاعب بشعر ذقنه
طول السنين اللي فاتت دي ولا مرة وحشتك فيها يا سليمة ولا حنيتي ولا ليالينا الحلوة ع السرير اللي ورانا ده
قال الأخيرة بغمزة وقحة زادت من ڠضبها في البداية لكن سرعان ما تمالكت لترد بابتسامة مستخفة
اااه وانت بجى جاي بعد السنين دي كلها تفتكر عشان تسألني مش بجولك متجل في العيار يا فايز ده كلام بارد ميطلعش من واحد بعجله ولا في الظرف اللي احنا فيه 
استقام بجسده أمامها ليردد خلفها باستنكار
وماله بجى الظرف اللي احنا فيه جصدك يعني على مۏت ابويا ولا مۏت ولدك انا سؤالي ع السنين اللي فاتت كلها يا مرة ولا انتي فاكرة انه أول مرة يخطر على بالي لاه يا بت عمي دا كان طول الوجت في راسي 
بس كنت مستنيني انخ ولا اتذللك 
تبسمت لتزيحه بقبضتها وتتخطاه ثم أضافت بكبرياء وهي تضع قدما فوق الأخرى
وانا عمري ما عملتها ولا هعملها عارف ليه يا فايز عشان عارفة كويس
 

82  83  84 

انت في الصفحة 83 من 181 صفحات