الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 92 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


انه مش راضي يببع جيراط واحد من الفدادين اللي ورثها من ابوه والله لاجيب عاليها واطيها لو حصل دا انا متحملة جرفه بجالي عمر دلوك لما تفرج يسيبني 
الټفت فجأة نحو ابنها الذي انتبهت على هدوئه المريب لتهدر به
انت مالك ساكت كدة ليه بتولع الڼار في جسمي وانت ولا على بالك 
ظل على وضعه يرمقها بنظرات غامضة قبل ان يتنازل اخيرا يجيبها

ما انا جاي اكلمك اها ياما واخد رأيك في اللي سمعته مش يمكن اكون انا غلطان ولا انتي فاهماه غلط!
مالت رأسها للأمام تطالعه قاطبة جبينها بشدة رافعة طرف شفتها باستغراب جلي فهذا الولد أصبح كالبئر الغويط امامها ولم تعد تفهمه على الإطلاق 
سكن جسدها المرهق أخيرا بعد بكاء كثير ومرير وقد ساهمت برودة الطقس الطفيفة مع الهواء الذي كان يداعب اغصان الشجر أمامها في سيمفونية بديعة ما بين نسمات عليلة وتراقص أوراق الشجر أمامها مع هدوء المكان الخالي من حولها لتخمد نيران القهر بداخلها ولو قليلا وتصفي ذهنها المستنزف من أفكاره المتصارعة ف تتنفس من نقاء الطبيعية بعيدا عن الأحقاد والمكائد التي تحيط بها من كل الجهات 
راحة تخللت روحها المنهكة لتستكين مستسلمة لسحر اللحظة والذي انساها الوقت وحرمة المكان الغريب عنها حتى استفاقت تستدرك ورطتها بعد أن وقعت عينيها على زوج العيون المخيفة رغم صفاء لونها البني والذي أصبح قاتم في هذا الوقت وهو يقترب بخطواته المتربصة نحوها ثم خرج صوته اخيرا بعد أن جفف الډماء بعروقها
بتعملي إيه هنا
انتصبت فجأة عن الأرض التي كانت تفترشها لتجيب بتعلثم مبتلعة ريقها بصعوبة
ااا أنا طلعت يعني كنت مخنوجة شوية وجولت افك عن نفسي بشوية هوا 
صدرت منه حركة بجذعه نحوها جعلتها ترتد للخلف پخوف غريزي ازداد بقوله المحتد
طالعة تشمي هوا والساعة داخلة دلوكت على تسعة
دافعت بتلجلج وكأنها ارتكبت جرم
اا انا ما كنتش واخدة بالي والله انا طالعة الدنيا كانت مغارب لكن اظاهر ان الوجت سرجني 
صمت يرمقها بنظراته الغامضة وقد زاد عليها تجهم وجهه هذه المرة بتعاببر زادت من حيرتها ما بال هذا الرجل وأفعاله الغريبة معها يعاملها بشدة ليست معتادة عليها يدخل بقلبها الخۏف منه رغم أنه من المفترض به حمايتها اسبلت اهدابها عنه ټلعن قدرها الذي وضعها في منزله وتحت رعايته في أشد أوقاتها غرابة ألا يكفيها ما يقسم ظهرها من هموم ومصائب تنتظرها نفضت رأسها وقد استفزها سكوته الذي طال فتحركت لتستدير عنه مستئذنة
عن إذنك أنا راجعة البي 
قطعت وشهقة مفاجئة خرجت منها كتمتها على الفور بكف يدها فور أن رأت آخر ما كانت تتوقعه أمامها بمسافة قريبة يكشر عن أنيابه وقبل أن تلتف رأسها للخلف صعقټ بصوت الطلقات الڼارية التي خرجت من خلفها تردي الذئب قتيلا على الفور فلم تقوى هذه المرة على كتم صړختها
بتجتله كدة على طول
بنفس السرعة التي قتل بها الذئب عاد بوضع سلاحھ الڼاري في مخبئه داخل الصديري اسفل الجلباب يقول بنبرة ساخرة
أمال كنت هستني لما استأذنه!
يحدثها ببساطة عائدا لنفس الإبتسامة الغريبة غير ابها بارتياعها لفعلته وكأنه ينقصها هذا المعتوه ليزيد على تكالب الأزمات حولها 
تكلم فجأة يوقف تحديقها به
هتفضلي واجفة هنا كتير اتحركي ياللا خلينا نمشي 
رغم رغبتها في الهروب راكضة إلا أن الصدمة جعلتها تشعر وكأن شللا اصابها عن التحرك أو هذا ما كانت تظنه قبل أن يجفلها
هادرا
ما تحركي رجلك انتي لزجتي في الأرض مدي ياللا خليني أروحك
انتفضت على أثر صيحته فتحركت أقدامها بخطواتها السريعة أمامه وكأنها تسابق الريح ليغمغم خلفها بسخرية
جال تفك عن نفسها وتشم هوا جال جاعدين في مارينا احنا هنا!
عايز ماما فين ماما
بكلماته القليلة التي يحفظها كان يردد بتساؤله لها كل ما تذكر فكانت هي تهادنه وتشغله بالالعاب حتى مل وتوقف غير مستجيبا لكل محاولاتها في استرضاءه لتضطر أن تخرج به في حديقة المنزل ينتظرا عودتها بعد ان اتصلت بشقيقها حتى يبحث عنها ويجدها
ماما هتجيبلك حاجة حلوة يا زيزو هي خلاص جربت تاجي اهو دلوك هتلاجيها داخلة من الباب ده 
اردفت بالاخيرة توجه انظاره معها نحو المدخل الخارجي للمنزل لتغمغم داخلها
يارب جيبها مستورة الدنيا ليلت والجزينة حتى نسيت ما تاخد تلفونها 
هي مين اللي نسيت ما تاخد تلفونها
شهقت روح واضعة كفها على موضع قلبها وقد باغتها الصوت من زوجة اخيها التي لم تهدأ حتى الان في مراقبتها 
خبر ايه يا روح مش لدرجادي يعني
لاه للدرجادي عشان انا جلبي كان هيوجف كنتي مسي الأول ولا اعملي اي حركة بدل ما تخلعيني كدة بصوتك من ورا ضهري الدنيا ليالي زي ما انتي شايفة 
مصمصمت بشفتيها في البداية ثم تسائلت بفضول
طب ولما هي ليالي كدة جاعدة انتي والواد الصغير دا في الهو لوحديكم ليه هي امه اتبرعتلك بيه
ضغطت تعض على نواجزها تكبح نفسها من رد قد يحتسب عليها بعد ذلك لتردف لها
 

91  92  93 

انت في الصفحة 92 من 181 صفحات