رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر
يستحق!
هو من سمح لنفسه أن يندفع خلف رغبته القوية لم يتريث أو يأخذ فرصة للتفكير في طبيعة الانسانة التي بنى عليها مبتغاه ونسي انها لا تعرفه من الأساس هي امرأة متمسكة بأطلال زوجها المحظوظ الراحل وهو البائس الذي يعيش على ظهر الدنيا وقد كتبت عليه التعاسة الأبدية هذا ما علمه الان وتأكد منه
ارتفعت رأسه فجأة بعد ان شعر بوجودها مصدر البؤس والتي قد تكون السبب الرئيسي في كرهه لصنف النساء واقفة أمامه بهيئة تدعي براءة هي أبعد الناس عنها لا والأدهى هذا الحزن المصطنع الذي يعلو قسماتها الان وكأنها باتت تشعر كباقي البشر!
سألها بجفاء متحاملا على غضبه المتعاظم فاقتربت حتى جلست جواره على الاريكة اسفل عرش الكرم الممتلئ على آخره بطرح الثمار لترد بصوت ضعيف تدعي الأسى
عايزاك انت يا غازي الدنيا ليلت وانت جاعد في الطل هنا على كنبتك لا انت داخل البيت تريح وتاكل لجمة ولا حتى فاكر في البنات اللي عمالين بيسألوا عنك طب مش خاېف لا يطلعلك ديب من وسط عرايش العنب هنا
لا مټخافيش عليا من أي ديب انا كفيل بيه مشكلتي بس مع الحيايا يا فتنة الحيايا اللي لافة حواليا لا انا جادر أكسرها ولا جادر ابعدها عني متكتف بحبال منعاني عنها حبال من دمي لو جطعتها يبجى هجطع من روحي
وصلها مغزى كلماته فخرج صوتها بمسكنة ولوم
اخرسي يا فتنة
هتف بها ليطبق على مرفقها معنفا پغضب
لو في حد جل مني ولا غلط صح يبجى انتي ما هي
مش معجول وحدة هتعيب وتغلط فيا من الباب للطاج ولا يكونش مفكراني غبي ومش فاهم الاعيبك
تاني يا غازي بتجيب على مرتك اللوم حتى في دي كمان اعملك ايه عشان تصدجني كلكم شايفينها ملاك وانا بس اللي عارفة بطبعها العفش من ايام ما كنا بنتة صغيرين ولسة بنتعلم كسرت جلب اخويا اللي هو واد عمها لاجل عيون ولد الدهشوري اللي كان ساكن في العمارة اللي جصاد المدرسة بشكله الحلو يشاغل البنتة ويا عالم بجى اختارها هي من دون البجية ليه
أكرهك فيا وه لدرجادي يا غازي
رددت بها من خلفه پصدمة غير مستوعبة ان نطق بها ولكنه عاد مؤكدا لها هذه المرة بنصح
أيوة يا فتنة عشان انا جيبت اخري منك حاولي تصلحي من نفسك يا بت الناس عشان المركب بينا تمشي وافتكري بناتك البنتة اللي ربطانا انا وانتي ببعض ركزي اهتمامك بيهم وسيبي البشر في حالهم بجى
هم أن يكمل باقي نصائحه ولكن قاطعه صوت الهاتف بهذه النغمة المخصصة لشقيقته والتي رد عليها على الفور امام ڠضب زوجته التي تلجمت بصعوبة عن الانفجار به غير متقبلة لتغيره دفة الحديث ليقلب الأمر عليها
ويزيد من ڠضبها الان بأن انتفض فجأة مرددا عبر الهاتف
بتجولي ايه عايزة تمشي!
بدمع لم يجف واصلت لململة متعلقاتها ومتعلقات صغيرها في انتظار وصول شقيقها بعد ان أخبرته عبر الهاتف برغبتها الملحة في العودة للمنزل وبدون أي اسباب غير قابلة للنقاش او الجدال حتى والدتها اضطرت راضخة لها في الاخير بعد ان يأست من اقناعها عن العدول في قرارها المفاجئ هذا
فلم يتبقى لها سوى روح التي كانت ما زالت تواصل لأقناعها حتى لجأت لشقيقها في غفلة منها عله يغلب عدله على غضبه في اثناءها عن هذا الأمر رغم تأكدها من سلامة موقفها وما تفوهت به حتى وان اخطأت فلم يكن الا رد طبيعي على كلمات زوجة أخيها السامة
بس انا متأكدة ان اخويا لو عرف بالكلام من أوله لا يمكن هيفوتها دي من غير ما يأدب مرته واخوها الكلب ناجي
صدر اعتراضها وهي تستقيم بجسدها عن تنظيم الحقيبة
وانا جولت لاه يا روح هنجعد نعيد ونزيد في الكلام للصبح وبرضو هجولك لاه الله يرضى عنك متخلنيش اندم اني جوتلك
ټندمي معايا انا كمان لا يا نادية الغلط كله منها