بقلم بسملة بدوي
ساد صمت مريح فكلاهما يشعر بالراحة برفقة الآخر
باسل تعرفي أنا بحب المكان ده أوي
هاله برقه فعلا مكان مريح
باسل ماما وبابا كانوا كل يوم يسهروا هنا و كنت ساعات بلاقيهم بيرقصوا سلو
هاله الله يرحمه باين عليه كان طيب اوي
باسل بابا كان انسان عظيم و مهما وصفتلك حبه لماما مش هقدر
هاله
يااااه معقوله في حد بيحب للدرجة ده
هاله لأ
باسل فضلت ټعيط على بابا من ساعة ما دخل المستشفى لغاية دلوقتي . حاولت كتير أخليها تعيش حياتها بعده لكن معرفتش .
حبهم كان غريب . كانوا مرتبطين ببعض بطريقة مشفتهاش قبل كده . لما كانوا بيزعلوا من بعض كانوا أول ما يشوفوا بعض بعض و ينسوا اللي حصل مهما كان . الله يرحمه و يخليهالي.
باسل هي كمان بتحبك أوي
هاله مش نروح الحفلة بقى
باسل زي ما تحبي
وقفت هاله و بمجرد أن أستدارت حتى أنهالت صڤعة قوية على وجهها . نظرت لتجد لي لي تقف أمامها تقول
لي لي اوعي تنسي نفسك أنت مجرد شغالة عندنا و إحتمال أخليكي الشغالة بتاعتي بعد الجواز أصلنا خلاص حددنا المعاد
نظر باسل الى والدته و هو يبتسم ابتسامة حنونة قائلا
كاريمان و الشمس تضايقها يااااااااااااااه أخيرا هشوف بلدي تاني
باسل قوليلي بقى مصر احلوت ولا اوحشت
نظرت كاريمان من نافذة الطائرة مصر حلوة وهتفضل طول عمرها حلوة
باسل أكيد هنلاقي طنط أشرقت و محمد واقفين مستنينا
بقلم مريم محمد
كاريمان دول وحشوني اوي
باسل دي سنة بحالها
باسل حمدلله على سلامتك يا حبيبتي
كاريمان الله يسلمك يا باسل و عقبال ما اطمن عليك
تغير وجه باسل و أكتست ملامحه بحزن عميق ان شاء الله
كاريمان ان شاء الله هتلاقيها
باسل امتى بس ده انا سألت عليها في كل مكان و مفيش أي نتيجة
كاريمان و على ثغرها ابتسامة تتسم بالثقة لو مكتوبالك هتلاقيها متقلقش
محمد و هو باسل باسل لك وحشة يا راجل
باسل وحشتني خفة دمك
أشرقت تتساقط دموعها و هي أختها الوحيدة بشوق و فرح شاركتها كاريمان البكاء دون ان يتكلما لكن السعادة كانت تحيط بالأختين ...
غادة صباح الخير يا هاله
هاله الحمد لله
غادة جالك جواب
هاله جواب ليا انا
اعطتها غادة الخطاب و أنصرفت جلست هاله على فراشها البسيط و فتحت الخطاب لتجد انه اخطارا لتعيينها كمعيدة في كلية الآداب
يااااااااااااااااه أخيرا الحمد لله رب العالمين
مرت ذكريات هذا العام الذي كان أسوأ عام مر عليها في حياتها تذكرت هروبها راكضة من قصر أحلامها فهكذا تسميه عودتها الى بلدتها لتطمئن على والدتها و يستقبلها الطبيب بوجه حزين و يطلب منها الصبر على فقدان والدتها رحلت والدتها و أصبحت هاله يتيمة هل كنت راضية عني يا أمي لقد حاولت أن أسعدك بتفوقي و ألتحقت بعمل حتى أستطيع دفع ثمن علاجك تذكرت كيف تقبلت نبأ ۏفاة والدتها الحبيبة و حالة الحزن التي حلت بها و استسلامها بيأس فلم تعد ترغب في الحياة تذكرت عاليا صديقتها العزيزة و كيف دفعتها لأستكمال دراستها و كأنما استمر دعاء والدتها
لها حتى بعد رحيلها فقد تخرجت هاله بتقدير إمتياز و قد أرتفع ترتيبها الى الأولى على دفعتها و ساعدتها عاليا لتجد عملا حتى تستطيع الإنفاق على نفسها
و بالفعل وجدت وظيفة كمدرسة للأطفال اليتامى و أحست هاله بالهدوء و السکينة في هذا المكان المليء بالملائكة الصغار الذين لا يعرفون الغرور أو الكره و لا يحاسبون الناس على فقرهم و قد احبت الأطفال و أحبوها كثيرا و لحسن الحظ كان هناك مكانا لها لتقيم في الدار و لتهرب من ماضيها و لكن هل أستطاعت نسيان ذلك اليوم الذي أحست فيه بحبها لباسل اليوم الذي تعرضت فيه للإهانة على يد خطيبتة لي لي هل تراها قد أصبحت زوجته هل أصبحت أما لأبنه أو بنته هل يتذكرها باسل و لو كذكرى عابرة هل لو لم تأتي لي لي يوم الحفل لټجرح كرامتها كان يمكن أن يحبها باسل
عاد الجميع الى القصر الذي أصبح حزينا برحيل هاله عنه فقد كانت تنشر السعاده في كل ركن من أركانه جلس الجميع في الحديقة يحتسون الشاي و يتحدثون بينما كان باسل شاردا كعادته منذ رحيل حبيبته هاله .. قام باسل ليجري مكالمة هاتفية و وجد قدماه تتجهان نحو المكان الذي شهد آخر لقاء بينهما .. كم كان
سعيدا و هو
يتحدث اليها كانت تاسره برقتها و شخصيتها المميزة . و عيناها السوداوتان كم كان يحب النظر اليهما . ترى أين انت يا حبيبتي
تذكر باسل ما حدث ذلك اليوم و كأنه يعاد من جديد .. قسۏة لي لي خطيبته السابقة و صفعها وجه هاله البريء
.. هروب هاله منهما .. صراخه باسمها الذي لم يعيدها اليه الحوار الذي دار بينه و بين لي لي
باسل صارخا هاله استني
لي لي ايه صعبت عليك
أمسك باسل بذراعها بقوة آلمتها أنت أزاي تمدي أيدك عليها
لي لي كنت بعرفها مقامها أنت ازاي تقعد مع البنت ده لوحدكوا
باسل أنت لا يمكن تكوني طبيعية
لي لي طبعا ما هي أكيد باسطاك أوي
لم يشعر باسل إلا بيده تهوى پعنف على وجه لي لي الذي يراه قبيحا لغاية فقد رأى حقيقتها البشعة
لي لي وهي مذهولة أنت أكيد أتجننت
باسل وهو ينظر لها بإحتقار فعلا بس خلاص عقلت
و تركها و ركض ليلحق بهاله و يحاول الإعتذار منها و قابل والدته و محمد في طريقه
محمد مالك يا باسل بتجري كده ليه
باسل ما شوفتش هاله
محمد لا أنا سيبتكم بترقصوا سوا
كاريمان ايه اللي حصل يا باسل و فين هاله
باسل وهو يتألم لي لي مدت ايدها عليها و هاله جريت و معرفش راحت فين
كاريمان پغضب يعني ايه مدت ايدها عليها هي اټجننت ولا أيه
باسل أنا خلاص مش طايق أشوفها تاني
كاريمان طيب أطلع لهاله في أوضتها و خليها تيجي هنا عشان أردلها كرامتها قدامهم كلهم
باسل حاضر
صعد باسل السلم راكضا و وقف أمام غرفتها و طرق الباب لكنها لم تفتح له . ظل يتحدث اليها من خلف الباب قائلا
باسل هاله ارجوكي أفتحي . أنا آسف . أرجوكي أديني فرصة أصلح اللي حصل .. هاله . أنا . أنا . بحبك يا هاله .. بحبك من أول لحظة شوفتك فيها .. و صدقيني أنا هدفعلك لي لي التمن غالي أوي عاللي عملته معاكي .. أمسك باسل مقبض الباب و أداره .. لكنه وجد الغرفة خالية .. و الفستان على السرير .. و حتى هاتفها تركته .. وكأنها تريد نسيان كل ما حدث لها .. .
دخلت هاله الى مبنى الكلية و هي تشعر بالسعادة التي فارقتها منذ ۏفاة والدتها و أتجهت الى مكتب العميد الذي رحب بها و تم توقيع أوراق إعتمادها كمعيدة شكرته هاله وتوجهت الى غرفة الأساتذة لتجد أستاذها الذي تكن له كل أحترام فحيته قائلة
هاله السلام عليكم يا دكتور بكر
الأستاذ سعيدا اهلا أهلا يا دكتور هاله
هاله يسعدني أكون معيدة مع حضرتك
الأستاذ شدي حيلك وكملي الماجستير بسرعة عشان تبتدي تدرسي معانا
هاله ان شاء الله اكون عند حسن ظن حضرتك
خرجت هاله و اتجهت إلى الباب الرئيسي لتغادر فقابلت شخصا لم تكن تتوقع لقاءه أبدا..
بها قائلة
السكرتيرة اهلا بيكي يا هاله أنا سماح اتفضلي مستر صلاح مستنيكي
هاله اهلا يا سماح
دخلت هاله بصحبة سماح الى مكتب الاستاذ صلاح
السكرتيرة آنسة هاله يا مستر صلاح
هاله السلام عليكم
صلاح اهلا يا دكتور اتفضلي
هاله اهلا بحضرتك
جلست هاله بينما طلب صلاح لها عصيرا و جلس يتحدث اليها عن طبيعة العمل الذي ستقوم به وشعرت هاله بالسعاده فعملها سيكون في أعمال الترجمة و أيضا اصطحاب الأفواج السياحية في رحلاتهم داخل مصر كما فوجئت هاله بالراتب الذي كان مفاجأة و وقعت هاله العقد و هي تشعر بالسعادة
مضى شهران و هاله تعمل لدى الأستاذ صلاح و قد غادرت دار الرعاية و قامت بتأجير شقة صغيرة قريبة من المكتب و أشترت أثاثا بسيطا
دخل محمد مكتبه ليأخذ بعض الأوراق فلاحظ مي المحامية التي ألتحقت بالعمل معه مؤخرا تنظر اليه بإعجاب فبادلها النظرات و قال لها
محمد مي
مي نعم يا مستر محمد
محمد أنت مرتاحه في الشغل معانا
مي أوي أوي
محمد طيب خدي الاوراق ده أقريها واكتبيلي بيها تقرير
مي و وجهها مكسو بحمرة الخجل حاضر
محمد بصوت منخفض و هو يخرج من المكتب عسل و الله عسل
باسل يغلق هاتفه بعد أن أنهى مكالمة هامة ليجد محمد يقف أمامه و هو يبتسم بشكل غريب
باسل اللي واخد عقلك
محمد هه
باسل لاااااااااااااا ده الموضوع كبير أوي أحكيلي بسرعة
محمد شكلي بحب يا باسل
باسل وهو يضحك لا مش ممكن انت
محمد ليه يعني
باسل لا أبدا بس أنت بتحب كل يومين واحده
محمد لا المره ده غير كل مره
باسل باهتمام بجد
محمد أيوة
باسل و مين سعيدة الحظ ده
محمد مي
باسل
مي مين
محمد المحامية الجديدة
باسل بنت الأستاذ ابراهيم مدير الحسابات
محمد ايوة
باسل ده صغنونة اوي
محمد ما برائتها ده اللي شدتني ليها
باسل طيب ربنا يوفقك فاتحت مامتك
محمد لسه تفتكر هتوافق
باسل أيه يا ابني !! البنت كويسه جدا
محمد ما أنا عارف
باسل أنت قول لطنط أشرقت و سيب الباقي عليا
محمد
أدعيلي يا باسل
باسل يا رب أدخلك قفص الزوجية بأيدي
محمد وهو يضحك ياااااااااا رب
كاريمان و هي تجلس مع أشرقت في حديقة النادي
كاريمان بتفكر في ايه
أشرقت لا أبدا بس محمد مش عاجبني اليومين دول
كاريمان خير ماله
أشرقت سرحان كده و مش معايا
كاريمان يمكن تعبان و لا حاجه
أشرقت لا ده شكله بيحب
كاريمان طيب و فيها ايه
أشرقت خاېفة تكون واحده من اللي بيعرفهم و يتعلق بيهم
كاريمان لا مټخافيش محمد عاقل
أشرقت ربنا يستر
كان باسل يقود سيارته متجها الى منزله و كان يستمع الى موسيقى هادئة و عندما توقف في شارع مزدحم لاحظ سيارة أجرة بجواره تجلس بداخلها شابة تتحدث في الهاتف و تضع نظارة شمسية فشعر باسل بالارتباك الشديد .. هل يحلم .. أم أنه